يوم اللغة العربية ويوم الأم

عندما تجمعنا لغة الأم فيجمعنا ثلّة من أفضل أدبائنا وعلى رأسهم المبدع ابن بلدتنا القدير بروفيسور جريس نعيم خوري، والذي خصّص طبقة الصّفوف التّاسعة بمحاضرة دغدغت المشاعر والأحاسيس، فقد تحدّث عن مسيرته التّعليميّة، وكيفيّة تسلّقه سلّم النّجاح ليصل لهذه الدّرجة العاليّة من الثّقافة والإبداع، ثم سار فينا في رحلة مع كتبه وأوراقه لنرسو معه عند الأم في اللّغة والتّراث، وكلّ ذلك مع التّشديد أنّه دون والدته لم يصل إلى نجاحاته وتحقيق طموحاته، قرأ للطّلاب مقاطع من كتبه، وسمح لهم بالاستفسارات الكثيرة الغير منتهية لتغذية فضولهم ومعرفة كيفيّة تحقيق الذّات في هذه السّن اليافعة، وخرج الطّلاب من عنده كلّهم أمل وثقة بتحقيق الأهداف في غد قريب، وزارنا في طبقتنا الأديب أحمد الصح ابن مدينة عرّابة ليحدثنا عن طفولته الصّعبة، وكما يقال من رحم المعاناة يولد الرّجال، وأيّ رجل مبدع شاعر  ومسلّط للضّوء نحو قرانا ومدننا الفلسطينيّة المهجّرة، كانت رحلتنا معه ملأى بالشّعر  والإبداع، أمّا الأديب فتحي فوراني ابن مدينة صفد، رسم فصولا من سيرته وعلاقته بالمدن الفلسطينية ورسم بعض ملامح الحياة العامّة فيها قبيل وبعد النّكبة واستذكر بعض تفاصيل الحياة الإنسانيّة لشعراء فلسطين الكبار، واستذكر أنّه وعائلته بالأصل من مدينة صفد ودارهم موجودة حتّى اليوم في حي الصّواوين، ولم يبخل علينا بمقاطع من  سيرته الذاتية "بين مدينتين" التي تروي فصول حياته ومعاناته منذ الطّفولة وحتّى اليوم، وبعد كل هذا التّذوّق الأدبي خرج الطّلاب بمعلومات ثريّة عن أدبائنا المحلييّن، وإبداعاتهم.