المدرسة الإعداديّة "ب" تقيم محاضرة توعويّة بعنوان: "نحنُ وأبناؤنا السّمارتفونيّون"

في خضم الزّخم الألكترونيّ المحيط بنا من كلِّ حدبٍ وصوب، وبمبادرة من إدارة المدرسة الممثّلة بالأستاذ المربي وائل دحله، نظَّمَ كادر الحوسبة وطواقم العمل في المدرسة لقاءً جمع الأخصائيّ بشؤون الإنترنت وشبكات التّواصل الاجتماعيّ الأستاذ عبد الله خلايله مع أولياء الأمور في محاضرة بعنوان:"نحنُ وَأبناؤنا السّمارتفونيّون"

استهلَّ اللّقاء الأستاذ المربي مدير المدرسة وائل دحله حَيْثُ أشادَ على أهميّة تضافر العمل بينَ المدرسة وأولياء الأمور، كما أَكَّدَ على أنَّ التَّواصل مع أولياء الأمور هو بمثابة مفتاح لإيجاد الحلول وإنجاح العمليّة التّربويّة والتّعليميّة في المدرسيّة. كما وأشارَ في كلمتِهِ على أَهميّة التّواصل مع مؤسسات البلدة وخاصّة المجلس المحلّيّ.

بدأَ برنامج اللّقاء مع أولياء الأمور بإبراز المواهب الطلابيّة في مهارة الإلقاء ومهارات الوقوف أمام الجمهور. وقد أثارَت الطالبتان زينب دحله ورغد دحله فضول الجمهور بموضوعات قيّمة قامتا بطرحها.  كما قامَ الطّالب محمود عدوي بطرح موضوع الإدمان على ألعاب الهواتف الخلويّة في جيل المرحلة الإعداديّة، وهو الجيل الذّي تبرزُ بهِ كلّ مظاهر المراهقة المرهقة للأبناء وأولياء الأمور على حدٍ سواء. فالهواتف الذّكيّة لها الأثر البالغ في إتاحة  التّواصل عبر الشّبكة العنكبوتيّة، في ظلّ عدم سيطرة أولياء الأمور على الحدود بين السّلوك القويم والسّلوك غير السّليم للأبناء وخاصّةً في هذهِ المرحلة.

هذهِ المناسبة التّي حضرها رئيس المجلس المحليّ السّيّد مازن محمود عدوي، أتاحت للسيّد الرئيس فرصة تهنئة جمهور النّساء بمناسبة يوم المرأة العالميّ ، وأيضًا قام بالثّناء على دور المرأة في بناء مجتمع أكثرُ أمنًا وطَمأنينَةً. هذا وقد أشار السيّد مازن عدوي إلى موضوع المحاضرة ، وخصّص بالذّكر قضايا الإنترنت المُقلقة التّي تبرزُ خطورتها في الإتاحة التّي توفّرها وسائل التّواصل والألعاب الألكترونيّة عبر الشّبكة العنكبوتيّة.

شرًعَ الأستاذ خلايلة محاضرتهُ بالعبارة المؤثرة التّالية :"عندما يبكي الكبار فحتمًا هناك مصيبة، أمّا عندما يبكي الصّغار بسبب الإنترنت فهناك مصيبة أعظم".

ثُمّ قامَ بطرحَ تساؤلات تحضُّ على إعادة النَّظر في سلوكيّات أولياء الأمور. "أينَ نحنُ من عالم الانترنت وعالم التّواصل الاجتماعيّ؟ والكلمة كثيرًا ما تكونُ أكثرُ قتلًا من الرّصاص"

هذه العبارات أضاءت عند الحضور فضاءات جديدة؛ فالغفلة عن مشاهدة عوالم الأبناء قد تؤدّي إلى مسالك لا تُحمد عقباها، خاصّة وأنّ التّعامل مع هذه الوسائل يَمْنحُ المستخدمين متعة آنيّة لا ينفكّون ساعين في طلبها.

أمّا أهمّ النّقاط التّي استعرضها الأستاذ خلايله فهي أنّ المجتمع يقومُ بأعمال مصطنعة وغير مجدية بدافع التّمثيل وليسَ بدوافع عقلانيّة؛ يهربُ النّاس إلى المجتمع الألكترونيّ والشّبكة الاجتماعيّة. حتّى في العلاقات الخاصّة بينَ الأزواج. ولكن الحقيقة أّنّ الجميع يعانون من الفراغ العاطفيّ، وذلك بسبب عدم التّواصل المباشر، ومآثرة التّواصل الألكترونيّ الخالي منَ المشاعر.

أمّا في مجال تأثير أولياء الأمور في السّلوك الألكترونيّ فقد نوّه بالعبارة التّالية: "الأولاد لا يتعلّمون وإنّما يقلّدون،أبناؤنا يقومونَ بتقليدنا وتقليد سلوكيّاتنا. ولكن المشكلة في انصرافنا عن منح المحبّة لأبنائنا وللأشخاص الذّينَ يحيطونَ بنا" 

في هذه العبارات أشارَ المُحاضِر إلى أنّ القرب العاطفيّ ضرورة لحماية الأبناء من العالم الافتراضيّ الذّي يلجأ إليهِ الأبناء من أجل ملأ الفراغ العاطفيّ الذّي يشعرون بهِ بسبب الشّعور بعدم الاكتفاء."فأولادُكَ إن لم تُجالسْهُم جالسَهم غيرُكَ، وإن لم تحادثْهُم حادثَهُم غيرُك،  وإن لم تصاحِبْهم صاحَبَهم غيْرُك، والأبناء يبحثون عن "اللايك" التّي تعني المحبّة".

خَتمَ الأستاذ خلايله أقواله مذكّرًا جمهور الحضور بأّ نَّ التّكنولوجيا عالم عظيم يحوي إمكانات رائعة، ولكن علينا أن نُحسن التّعامل معه.

ومن أهمّ التّوصيات التّي وردت في محاضرة خلايله:

1-     منح المحبّة للأبناء والبنات؛ فهذه العاطفة الإيجابيّة تعود على الأهل بسلوكيّات صحيّة قويمة.

2-     الحذر من التّطبيقات المجانيّة التّي تتيح التّجسُّس على المستندات الخاصّة والمكالمات الصّوتيّة والصّور الشّخصيّة.

3-     تحذير الأبناء من قوّة الكلمة في وسائل التّواصل الاجتماعيّ، الحذر أثناء كتابة ونشر التّعليقات والمنشورات الشّحصيّة والعامّة.

4-     ملاحظة ومتابعة سلوكيّات الأبناء من النّاحيتين السّلوكيّة والتّعليميّة.

المدرسة الإعداديّة "ب" بإدارتها الرّشيدة تسعى جاهدةً لحماية الطّلاب نفسيًّا وجسديًّا، وتُعْنى أشدّ العناية بتطوير مجتمع تكنولوجيّ  يتمتّع بخواص المجتمعات المتقدّمة.

تقرير المربية: شهناز محيليه