الاخر هو أنا

فعاليات الآخر هو أنا

نظَّمت المدرسة الإعدادية ب برنامجًا خاصًّا يحملُ قيمَةَ "الآخر هو أنا". قام على هذا البرنامج ثلة من الهيئةِ التَّدريسيَّة على رأسهم مركز التربية الاجتماعيّة المربي بهاء حداد بالتَّعاون مع مجموعةِ أشْخاصٍ ذوي احتياجاتٍ خاصَّةٍ من بلدنا طرعان، شاطروا الطُّلاب قيَمًا جوهريَّةً ساميةً، وأثبتوا أن الآخر هو أنا، هو الذَّي لا يعرفُ المستحيل كما لا أَعْرْفه أنا، وهو الذي شَقّ الطَّريق بقلبِهِ وعَقْلِهِ وجاءَ ليكونَ مُوَثِّرًا وَفاعِلًا على جميعِ الأَصْعِدَةِ.

مع بدْءِ الفعاليات في صباح يوم السبت الموافق 23.11.13 وَزَّعَ المربون مُلصقاتٍ تحملُ شعارَ "الآخر هو أنا"، ولِأَجْلِ إرساء قيم مُثْلى من التَّسامح، الاحتواء والاحترام المبني على الحوار البنّاء والقبول؛  شَرَعَ القائمونَ على البرنامج في تَنْفيذِ فعالياتٍ مُتَنَوِّعَةٍ جاءَتْ لتُسَلّطِ الضَّوءَ على تَفَرُّد الأفرادِ رُغْمَ اختلافِهم، وعلى الجمالِ الكامِنِ في تَنَوُّعِ بَصَماتِنا في الوجودِ وتحدّثت ألْسُن الإِبداعِ بأبجدياتِ الرَّسْمِ والشِّعرِ والغناء والتَّكاتفِ والإصغاءِ، لتَنْبَثِقَ لوحاتٌ تَعْكِسُ مَشاعِرَ إنسانيَّةً جيّاشةً ...

في هذا الإطارِ الهادِفِ استمَرَّ مَوْكِبُ الفعالياتِ في بنايةِ "المتناس" وحَمَلَ معه لمْسَهً خاصّة بدأت بكلمةٍ تربويّة معبّرة لمديرِ المدرسةِ الأستاذ وائل دحله جاء فيها:

"في هذا المقامِ وفي هذه المناسَبَةِ الإنسانيّةِ أدْعوكُم أيّها النَّشْء ، أيُّها الجيل الصّاعد إلى المحبة فيما بينكم، إلى التّسامح وعَدَمِ التَّعصّب لآرائِكم ومعتقداتِكم، أدعوكم إلى مدّ جسور التَّواصل بينكم وفتحِ قنواتِ الحوار بينَ بعضِكم البعض، الحوار المبنيّ على المساواة بينَ الأفراد على اختلافاتِهِم، ففي هذا السَّبيل القويم لبناء مجتمعٍ حاضنٍ لكلِّ أبناءهِ ، يقومُ على خدمَتِهم وَيُلَبِّي احتياجاتِهم . اجْعَلْ شعارَكَ "أنا للكلّ والكلُّ أنا"، إنَّ التَّمسُّك برأيِكَ وصمُّ أُذنيكَ عن سماعِ الآخر يجعلُكَ في عدادِ المتزمتينَ المتَشَدّدينَ الأنانيّين الذَّينَ يذودونَ بأنفسهم ويؤثرونَ أنفسهم على غيرهم. أدعوكم إلى تقبّلِ الآخرِ المُخْتَلِفِ، وَعَدَمِ قذفِهِ بالنَّظراتِ التَّي تُذَكِرُهُ بعجزهِ واختلافِهِ.

كما وأَردَفَ مُخاطِبًا جمهورَ الحضورِ قائِلًا: "علينا أن نشرح صدورنا لتتَّسعَ إلى كلِّ هؤلاء الذّين قَسَت عليهم الأقدارُ،  فَنَمُدُّ لهم يدَ العون وَنُزَوِّدَهم بالشَّجاعةِ ؛ ليكونوا عضوًا فاعلًا في  هذا الكيانِ الكبيرِ الذّي يسمو بأخلاقِهِ إلى أعلى درجات الإنسانيّة،  حيثُ يتساوى الإنسان مع أخيهِ الإنسان وَيَذوبُ الاخْتِلافُ بَيْنَ الأفرادِ ."

كما وشّرّف هذا الحضور التَّربويِّ السَّيّد عماد أمين دحله رئيسُ المجلسِ المَحَليّ الذَّي خاطَبَ بدورِة الجيلَ الصَّاعِد وأكّدَ على قيمةِ تَقَبُّلِ الآخر المُخْتَلِفِ في الشَّكْلِ والجوهَرِ، العَقيدَةِ والفِكْرِ الذَّي يؤمنُ بهما الإنسانُ رُغْم تَبايُنِهِ مَعْ فِكْرِنا أَو مُعْتَقَداتِنا.

في خِضَمِّ هذا البرنامَجِ قامَتْ مَجْموعَةٌ مُتَفَرِّدَةٌ من طلابِ المدرسةِ بِإِضْفاءِ أجواءٍ إِنْسانِيَّةٍ دافئةٍ تُحاكي قلوبَ الحاضرينَ، فقد هزَّتْ أَوتارَ القلوبِ الرقيقَةِ الطّالبَةُ يانا سمعان عِنْدَما أنْشَدَتْ أُغنية " أنين طفلٍ ضَريرٍ" التي قامَ على تَلْحينِها المُربّي عبد السَّلام دحله والذَّي رافقَنا خلالَ البرنامَجَ مَشْكورًا في العَزْفِ على أوتار العود الذَّي جعل الأجواء تتفجر بالموسيقى غذاء الرّوح وَالمَشاعر الإنسانيَّةِ الطَّيّبة. كما وأدَّتْ أغنية "لا تسخروا منّي" الشّابَّة آية بدر ابنَة البلدِ الحبيبِ طرعان.

هذا وَقَدْ شاركَتْ مجْموعَةٌ من ذوي الاحتياجاتِ الخاصَّةِ بِمُداخلاتٍ مُنيرَةٍ تُبْرِزُ القُدُراتِ الكامِنَةِ في النَّفْسِ البَشَرِيَّةِ على اختلافاتِها. فقد قامت ناريمان غبن بِسَرْدِ قصّة من إبداعِها بعنوانِ "الطِّفْلُ الأَعْمى" كما وأَنْشَدَتْ الفتاةُ هند أغنية "يا بَحْرُ يا غدَّار".

في إِطلالَةٍ جميلَةٍ مُتَأَلِّقَةٍ اعْتَلتِ المَسْرح الطالِبَة ميس مَشْهور عَدَوي لِتُؤَدِّي اُغنية    "TELL ME WHY "  باللُّغة الإنجليزية مع مجموعة مُرافقة من أترابها من طالباتِ الصَّفِ السابِعِ كما وألقت الطَّالبة حلا نصار مُداخلة جميلة بعنوان فكِّر بِغَيْرِكَ مما أنارَ أَجواءِ البَرنامجِ وَبثَّ روح الاحترام وتقبُّل ثقافة الآخر المُختلف وفي الختام كان عرض لمسرحية "جدار العنكبوت".

هذه الفعاليات التربوية تهدِفُ إلى بناء الإنسان بناءً قويمًا يلَبِّي احتياجاتِ الذِّهنِ  ويُرَوِضُ النَّفس لتَقبُّلِ الآخر المختَلِفِ...

أَعدَّ التَّقرير: شهناز محيلية