عبد الله الريماوي : 1920-1980

ولد عبدالله الريماوي في بلدة بيت ريما قضاء رام الله عام 1920، وتلقى دراسته الابتدائية في المدرسة الرشيدية، والثانوية في الكلية العربية في القدس، وحصل على شهادتها سنة 1933، ثم تابع دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت، وحاز الإجازة في العلوم سنة 1940، كما درس القانون وحاز فيه الشهادة الجامعية سنة 1944 من جامعة لندن، وشهادة الدبلوم من كلية القدس للقانون سنة 1949، وشهادة دبلوم القانون العام سنة 1963 والقانون الإداري سنة 1965 من جامعة القاهرة.

عين بعد تخرجه في الجامعة الأمريكية مدرساً في المدرسة الصلاحية في نابلس، وعمل في عدد من المدارس الثانوية في طولكرم والرملة ويافا، إلى أن أصبح مدرساً للعلوم في مدرسة الأمية في القدس، وبعد إعلان قرار تقسيم فلسطين في 29/11/1947 عمل مديراً للتوجيه الوطني في الهيئة العربية العليا في القدس، ثم انضم إلى فصائل الجهاد المقدس بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني، وفي أواخر سنة 1948 تولى رئاسة تحرير صحيفة فلسطين اليومية في القدس، وحين بدأ نشاطه عضواً عاملاً في حزب البعث العربي أصدر جريدة البعث، هو وزميله عبد الله نعواس، وقد ألغي ترخيصها سنة 1951 بعد أن أوقفت عدة مرات بسبب مقالاتها السياسية.

اعتقل عبد الله الريماوي لبضعة أشهر في معتقل الجفر الصحراوي في الأردن، وخاض معركة الانتخابات النيابية سنة 1950 وهو في المعتقل، وفاز فيها عن منطقة رام الله، كما انتخب نائباً عن هذه المنطقة في عدة دورات تالية، وكان قبل ذلك قد انتخب امينا قطريا لحزب البعث العربي الاشتراكي في الاردن وعضوا في القيادة القومية للحزب، غير انه تعرض للفصل من الحزب عام 1959، وقد مثل حزب البعث العربي الاشتراكي في الوزارة الائتلافية التي قامت في الأردن سنة 1956 برئاسة سليمان النابلسي التي تسلم فيها حقيبة وزير الدولة للشؤون الخارجية، وبعد الإطاحة بهذه الوزارة في نيسان سنة 1957 لجأ الى دمشق ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1961.

عاد سنة 1970 إلى عمان، وبدأ بمزاولة مهمة المحاماة وانتخب أمينا لاتحاد المحامين العرب، وحين تأسس المجلس الاستشاري الأردني الأول اختير عبد الله الريماوي عضواً فيه، وقد توفي في عمان عام 1980 وهو يلقي كلمة يشجب فيها موقف الرئيس الأمريكي كارتر من القضية الفلسطينية ومن حقوق الشعب الفلسطيني.

ترك عبد الله الريماوي وراءه تراثاً فكرياً قومياً غنياً، ففي مجال التأليف خلف: الحركة العربية الحديثة (القاهرة 1958)، القومية – بحث نظري (القاهرة 1959)، الحركة العربية الواحدة (بيروت 1964)، البيان القومي (القاهرة 1966)، الإقليمية الجديدة (بيروت 1969). موسوعة الوعي العقائدي العربي التي صدرت في بيروت بين سنتي 1973 و1975، وتشتمل على عدد من الكتب منها: النظرية الثورية المعاصرة، القضية العربية المعاصرة، الاشتراكية الديمقراطية، استرداد أجزاء الوطن السليبة، كما ترجم مجموعة من البحوث تحت عنوان “القضايا الكبرى في القانون الدولي المعاصر”، وقد صدرت في بيروت بعد وفاته في جزأين.