حسني الخفش : 1917-1972

ولد حسني صالح الخفش، في قرية مردة، القربية من نابلس عام 1917، وفي مدرستها تلقى تعليمه الابتدائي، وتفتح وعيه على بدايات الانتداب البريطاني في فلسطين.

كان عمره خمسة عشر عاما عندما أصبح عضوا في جمعية العمال العربية الفلسطينية عام 1932 ،واصبح في العام 1945، عضوا في المجلس الأعلى لهذه الجمعية، التي التف حولها عدد كبير من عمال فلسطين، وبسبب نشاطه وحضوره السياسي والنقابي، فقد تم اختيار حسني الخفش ليكون أمينا لسر اللجنة القومية في نابلس، وهي اللجنة التي تأسست في المدن الفلسطينية للتصدي لقرار التقسيم الذي صدر عن الأمم المتحدة في نهاية تشرين الثاني 1947.

إذا كانت مدينة نابلس، هي مسرح النشاط النقابي العمالي الذي برز فيه حسني الخفش، فإن حركته امتدت إلى مختلف أرجاء الوطن، وتعرف إليه الفلسطينيون قائدا عماليا بارزا، مدافعا عن حقوق العمال وحقوق الوطن معا، وبعد نكبة فلسطين عام 1948، ووحدة الضفتين عام 1950، كان حسني الخفش في مقدمة النقابيين والحزبيين الذين أسسوا الاتحاد العام لنقابات العمال في الأردن، وصار أمينا عاما له، قبل ان يتم حظر نشاط الاتحاد عام 1951.

انتمى لصفوف حزب البعث العربي الاشتراكي، وأصبح عضوا قي قيادة قطر الأردن عام 1953، ومثل كثيرين من الحزبيين، لجأ حسني الخفش إلى دمشق عام 1957، بعد الانقلاب على حكومة سليمان النابلسي وفرض الأحكام العرفية، وهناك شهد ولادة دولة الوحدة بين مصر وسوريا، ليغادر إلى مصر بعد الانفصال عام 1961.

اختير حسني الخفش عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني الأول عام 1964، واحتفظ بعضويته حتى وفاته عام 1972، وقاد في العام 1965 الجهود لتأسيس الاتحاد العام لعمال فلسطين، واصبح أمينا عاما للاتحاد لدورتين متتاليتين، من 1965 وحتى 1969، وهي الفترة ذاتها التي اختير فيها ليكون أمينا عاما مساعدا للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.

صدر للنقابي البارز حسني الخفش كتابان أرّخا للحركة العمالية الفلسطينية، بصفته واحدا من روادها، الأول حمل عنوان " تاريخ العمال العرب في فلسطين"، والثاني "حول تاريخ الحركة العمالية الفلسطينية".

في القاهرة، التي أقام فيها أحد عشر عاما توفي حسني الخفش عام 1972، وكان عمره خمسة وخمسين عاما.