يوسف الخطيب : 1931 ـ 2011

ثمانون عاماً بالتمام والكمال، عاشها الشاعر يوسف الخطيب، الذي ظل حاضراً في مقدمة المشهد السياسي والشعري في المسيرة الفلسطينية، منذ النكبة عام 1948 حتى وفاته عام 2011، فقد


ولد الشاعر يوسف الخطيب في بلدة دورا، وفي مدارسها ومدارس الخليل أكمل دراسته الثانوية، قبل أن يلتحق في العام 1951 بجامعة دمشق، ويتخرج منها في العام 1955 يحمل إجازة في الحقوق.

في دمشق، برز يوسف الخطيب شاعراً، فقد حصل على الجائزة الأولى في مسابقة مجلة الآداب عن قصيدته "العيون الظماء للنور"، ليقوم زملاؤه في الجامعة، بطباعة أول مجموعة شعرية له عام 1955 تحمل عنوان القصيدة الفائزة، وفي دمشق أيضاً، انتمى الخطيب لصفوف البعث العربي الاشتراكي، وصار واحدا من أبرز كوادره.

عاد إلى عمان، وعمل في الإذاعة الأردنية حتى عام 1957، لكنه لجأ إلى دمشق بعد الانقلاب على حكومة سليمان النابلسي، وهناك عمل في إذاعتها،وبعد الانفصال الذي أنهى الجمهورية العربية المتحدة عام 1961 اضطر للذهاب إلى بيروت ومن ثم إلى هولندا، حيث عمل في إذاعتها العربية، ليعود إلى العراق في شباط 1963، بعد تسلم البعثيين للسلطة فيها، وما لبث أن غادرها إلى دمشق بعد الإطاحة بالانفصاليين عام 1963، وبقي فيها حتى وفاته.

في عام 1964، انطلق صوت يوسف الخطيب من إذاعة دمشق وهو يعلن عن " صوت فلسطين من دمشق"، ليصبح في العام 1965 مديراً عاما للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية، لكنه استقال من وظيفته هذه عام 1966، بعد الانقلاب الذي جرى في دمشق على القيادة الشرعية للبعث، وغادر الخطيب بعد ذلك صفوف البعث، بسبب خلافه مع القيادة الجديدة، ليقوم بتأسيس دار فلسطين للثقافة والإعلام والفنون، التي أصدرت على مدى تسع سنوات "1967 ـ 1976" المذكرة الفلسطينية، بخمس لغات.

اختير في العام 1968 عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني عن المستقلين، وظل عضواً في المجلس حتى وفاته، كما شارك في تأسيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا، وفي تأسيس الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وصار نائباً لأمينه العام، ليقوم في العام 1968 بإصدار ديوان الوطن المحتل، الذي ضم مختارات شعرية لشعراء فلسطين المحتلة عام 1948، وكان من أهم المراجع التي قدمت هؤلاء الشعراء للقارئ العربي.

أحد أبرز شعراء العربية، وظل يقف في الصف الأول في خندق شعراء المقاومة، وصارت قصائده منهجاً ودليلاً للثوار والمناضلين، وإضافة لمجموعاته الشعرية التي صدرت، قام يوسف الخطيب عام 1983، بإصدار أول ديوان شعري سمعي تم تسجيله بصوته على أربعة أشرطة، مستفيداً بذلك من خبرة ابنه الفنان والمخرج التلفزيوني المعروف باسل الخطيب، كما أصدر مجموعة قصصية.

في حزيران 2011، وكانت سوريا تعيش بداية أزمتها الداخلية، توفي يوسف الخطيب في دمشق ودفن فيها.