عياد المالكي : 1929 - 2018

عياد المالكي "أبو أكرم"

بقلم:أ.عبدالعزيز أمين عرار

ولد في قرية كفر مالك شرق مدينة رام الله عام 1929 ، هاجر والده إلى كولمبيا في هذا العام وترك أسرته في عناية أمه التي اهتمت بحفيدها بما يفوق والدته ، تلقى تعليمه في قريته حتى الصف السادس ونظرا لكونه أكبر أفراد الأسرة ومعيلها ،فقد تزوج من ابنة خاله في سن الرابعة عشر ولم تنجب منه ، وطلقها ليتزوج من أخرى وعمره اربعة وعشرون عاما ورزق بأكرم ونضال .

انتمى لحزب البعث العربي الاشتراكي في قطر الاردن عام 1954 حيث توحدت الضفتين الشرقية والغربية عام 1950 ، نشط عياد المالكي في صفوف فرق الكشافة ، وعرف بنشاطه البارز في صفوف الحزب ، وفي عام 1956 نجحت شخصيات بعثية في فوزها بعضوية مجلس النواب ، أمثال : المحاامي عبدالله الريماوي والمحامي عبدالله نعواس ، وبعد أن حلت حكومة النابلسي الوطنية بعام واتهام البعث بالتخطيط لانقلابات على الحكومة بقيادة مجموعة من الضباط تمت حملة اعتقالات في النصف الثاني من عام 1957 في صفوف الأحزاب المختلفة كالشيوعيين والبعث وحركة القوميين العرب ، وقد اعتقل الرفيق عياد لمدة عامين تقريبا وفيها جاء والده لزيارته في معتقله بعد غياب استمر حوالي 27 عاما ،واصل أبو اكرم نشاطه في الحزب وعندما اختلف عبدالله الريماوي وميشيل عفلق ، وراح عبدالله الريماوي يحرض في قواعد الحزب وأيده الاستاذ بهجت أبو غربية ومن أجل اطلاق الحركة العربية الواحدة التي أخذ راديو صوت العرب ينظر لها . اختار عياد الانحياز للشرعية الحزبية بقيادة عفلق ، وفي عام 1966 شنت السلطات الأردنية حملة اعتقالات في صفوف البعثيين وحركة القوميين العرب ورجال (م.ت.ف) وترافق ذلك مع مظاهرات السموع في 13 /11/1966 وزاد عدد المعتقلين عن 450 شخصا ومكث اعتقاله ستة شهور تعرض فيها لتعذيب شديد وقد اتهم بحيازة سلاح وبعلاقة بأجنحة عسكرية وتم التحقيق معه من قبل ضابط الماني وآخر صهيوني احتل موقع حاكم عسكري نابلس بعد هزيمة حزيران 1967 .

شهد عياد حرب حزيران 1967 وتم استدعائه وكمال ناصر للقاء المتصرف والبحث في مقاومة الاحتلال ولكن دون ان يتسلم سلاحا فعبر عن استيائه من هذه المسرحية، وخسر فيها محله في وسط رام الله الذي تعرض للنهب والسلب وبلغت خسارته يومها 4000 دينار أردني ، وفي بيته استقبل عديد الضباط ورجال الحكومة الهاربين في الحرب ، وبعد انتهاء الحرب عقدت مجموعة من رجال الحركة الوطنية الفلسطينية اجتماعاً في منتزه رام الله حضرته أكثر من 19 شخصية وهم : عبدالجواد صالح ، وعياد المالكي ، ووحيد الحمد لله ، وكمال ناصر ، وبسام الشكعة ، وفائق وراد،وعبدالمحسن أبو ميزر ،وابراهيم البرغوثي، وعبدالخالق يغمور، ومحمد أمين،ونديم الزرو، وبشير خيري ،وأيوب العبيدي، والسيد ابراهيم بكر ، ويحيى حمودة، وطلعت حرب، وفؤاد قسيس ، وعبدالله الجودة، وغيرهم . وقد تعرض افرادها للاعتقال والمتابعة وسنحت للسيد عياد زيارة الأردن وهناك سؤل عن أوضاع الضفة الغربية وأحوالها فكان جوابه: " لا يحق لمن باع أن يسأل عن المتاع هل عذبوه أم قتلوه أم زال في طور النزاع ، وهل كانت حرب كما تتوهمون أم هي استكمال للمؤامرة التي نحن فيها ضالعون ."

كما أنه تابع اجتماعاته واتصالاته بحزب البعث ورجاله وزار سوريا والعراق وتعرض للاعتقال الإداري من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني لعامين ، وبعد ثورة تموز العراقية عام 1968 انحاز لحزب البعث العربي بقيادته الشرعية ، وكانت داره قد شهدت اجتماعات عديدة لحزب البعث العربي وقد منع من السفر الى الدول العربية والمرور من الأردن عدة مرات وأحيانا سمح له من أجل العلاج ، عمل عياد في المركز العربي للسياحة والسفر ورئيسا لمجلس قروي كفر مالك ونشط في خدمة بلده ، وكتب المقالات ونشرها في صحف فلسطينية عديدة منذ أعوام الثمانينيات واتخذت ابعادا فكرية وسياسية وآيديولوجية ، كان على علاقة طيبة مع عديد الشخصيات على اختلاف أفكارها السياسية ، يمتاز بالكلمة الجريئة والموقف الشجاع والصلب ، وشارك في لجنة التضامن مع العراق عام 1993 وكانت له كلمات ومداخلات في عدة مؤتمرات للحزب أو الحركات السياسية الاخرى . دون وألف مجموعة كتب أهداها للباحث عبدالعزيز عرار منها: الرؤيا والضباب في الواقع العربي المعاصر ، المركز القومي للدراسات العربية، 1995 ،وكتاب الفراغ السياسي وأثره على الواقع العربي المعاصر ،1998،وكتاب فلسطين العربية وطن وقضية ،2005 .يعاني اليوم من المرض شافاه الله وعافاه وأمد في عمره

توفي في رام الله في 12-2018