خالد اليشرطي : 1935 ـ 1970

ربما كان أصغر عضو سناً يصل إلى عضوية القيادة القومية في حزب البعث العربي الاشتراكي في تاريخه، فقد انتخب خالد اليشرطي في نهاية أعمال المؤتمر القومي الثالث لحزب البعث المنعقد في بيروت عام 1959، عضواً في القيادة القومية، وكان عمره آنذاك أربعة وعشرين عاماً، ليتم التجديد له في المؤتمر القومي الرابع 1960، وفي المؤتمر القومي الخامس 1962، وليشارك بعد ذلك ضمن وفد لبنان، في المؤتمر القومي السادس 1964، والمؤتمر القومي السابع 1965، وهو الذي انتمى لصفوف حزب البعث العربي الاشتراكي، حين كان طالباً في المرحلة الثانوية في بيروت مطلع الخمسينيات من القرن الماضي.

ولد خالد اليشرطي في مدينة عكا عام 1935، وفي مدارسها ومدارس بيروت، التي لجأت لها عائلته بعد نكبة فلسطين 1948، أنهى دراسته الثانوية، ليلتحق بالجامعة الأميركية في بيروت ويحصل منها على بكالوريوس في الهندسة المدنية.

في خمسينيات القرن الماضي، التي شهدت مداً قومياً كبيراً، كان خالد اليشرطي من أبرز الناشطين الفلسطينيين في لبنان، فقد كان أحد منظمي التظاهرات التي شهدها لبنان في مواجهة حلف بغداد، وكان ضمن أعضاء البعث الذين عقدوا في العام 1956 اجتماعاً موسعاً لمناقشة فكرة وحدة سوريا مع مصر، وكان له دور بارز في المواجهات التي شهدها لبنان عام 1958 ضد سياسة الرئيس كميل شمعون، كما كان ضمن اللجنة التحضيرية التي هيأت لانعقاد المؤتمر القومي الثالث للبعث عام 1959، لذلك كان طبيعياً أن يتم انتخاب المهندس خالد اليشرطي في عضوية أول قيادة قطرية لحزب البعث في لبنان.

في عام 1965، مثل عدد كبير من البعثيين الفلسطينيين، التحق خالد اليشرطي بحركة فتح، ليصبح عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني الرابع الذي عقد في القاهرة مطلع 1968، وهو المجلس الذي مهد الطريق أمام فصائل المقاومة للسيطرة على زمام الأمور في منظمة التحرير الفلسطينية، وفي عام 1969، انتخب اليشرطي عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وهي اللجنة التنفيذية الأولى التي ترأسها ياسر عرفات، بعد استقالة أحمد الشقيري، وأصبح رئيساً لمجلس إدارة الصندوق القومي الفلسطيني، وعندما تأزمت الأمور بين الفدائيين والسلطة اللبنانية عام 1969، كان خالد اليشرطي ضمن الوفد الفلسطيني الذي وقع على اتفاقية القاهرة، لضبط العلاقة بين الطرفين.

في الخامس عشر من كانون الثاني عام 1970، ألقى أحد العمال مخلفات بناء من الطابق الثاني في عمارة كان يشرف اليشرطي على بنائها، فوقعت على رأسه، ورغم محاولة إسعافه في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، إلا أنه فارق الحياة، وتم دفنه في بيروت، رغم أن أسئلة كثيرة أثيرت في حينه حول هذه الميتة، واحتمال وجود دوافع وراءها.

اقترن المهندس خالد اليشرطي بالسيدة ندى، ابنة السياسي الأردني المعروف الذي كان مقيماً في دمشق، محمد صبحي أبو غنيمة، وأنجبا ولداً وبنتاً، يعيشان في الولايات المتحدة، بعد استشهاد والدتها ندى اليشرطي في بيروت 1973.