كان أول شهيد عربي في الحرب العراقية الإيرانية، حين التحق محمد سليمان خلف، الذي عرفه رفاقه باسم )أبو فهمي(، بأحد قواطع الجيش الشعبي الذي ضم متطوعين فلسطينيين، ليستشهد في المحمرة في شباط 1981، بعد خمسة أشهر على اندلاع تلك الحرب التي استمرت ثماني سنوات، وتم دفن جثمانه في مقبرة الإمام الأعظم في أعظمية بغداد، وكان عمره خمسة وثلاثين عاما.

ولد في بئر السبع عام 1946، وشردته النكبة طفلاً مع عائلته إلى قطاع غزة، حيث أكمل دراسته الثانوية هناك، وانتمى لصفوف حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1964، وعند انطلاق جبهة التحرير العربية التحق بصفوفها، وصار مسؤولاً لها في مخيم جرش عام 1969، إلى أن غادرت قوات الثورة الفلسطينية الأردن عام 1971، فاتجه إلى بغداد، وهناك أكمل دراسته الجامعية، حيث تخرج عام 1976 من الجامعة المستنصرية يحمل إجازة في اللغة العربية وآدابها.

عمل بعد تخرجه في مكتب فلسطين والكفاح المسلح في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في بغداد، وفي عام 1978 انتقل للعمل في الدائرة الصحفية التابعة لمكتب الرئيس صدام حسين، حين كان نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة في العراق.

تم تعيينه عام 1979 مديراً لإذاعة فلسطين من بغداد، وهي الإذاعة التي حملت وجهة نظر جبهة التحرير العربية في الموضوع الفلسطيني، وظل في موقعه حتى استشهاده عام 1981.