الدكتور أسعد عكة : 1931 ـ 1986

في بيت المقدس، عام 1931، ولد أسعد عكة، وأنهى دراسته الثانوية في مدارس مدينته عام 1949، وعاش في سنوات شبابه التطورات المتلاحقة للقضية الفلسطينية بشكل عام، ولمدينته القدس بشكل خاص، حيث وجد نفسه مع عائلته في القسم الذي بات يعرف بالقدس الشرقية، بعد نكبة فلسطين عام 1948.

غادر إلى مصر، واختار جامعة الاسكندرية للدراسة فيها، وأثناء دراسته الجامعية، حصلت تطورات عديدة على حياة أسعد عكة، وفي محيطه:

ـ ففي الجامعة أسهم في تأسيس رابطة الطلبة الفلسطينيين، وانتخبه زملاؤه في قيادتها، هذه الرابطة التي عملت مع مثيلتها في القاهرة، على تأطير طلبة فلسطين وتنظيم حركتهم.

ـ نشط في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي كان انتمى إليه في القدس، وصار واحداً من نشطاء الجامعة.

ـ عاش مع أهل مصر، اللحظات الأخيرة للملك فاروق، وقيام الضباط الأحرار بالثورة، التي جاءت بالرئيس جمال عبد الناصر إلى مقدمة المشهد.

ـ بعد انتهاء دراسته في الجامعة، عاد أسعد عكة إلى القدس، ومعه شهادة جامعية في العلوم، ومعه كذلك زميلته في الجامعة، آمال زين الدين، التي أصبحت زوجة له.

عمل أسعد عكة في التدريس، فقد عمل معلما في كلية بير زيت 1955، وكان ناشطاً في القدس والمنطقة، وتم اعتقاله مع أعداد كبيرة من زملائه ورفاقه، بعد الانقلاب على حكومة سليمان النابلسي، وفرض الأحكام العرفية عام 1957، وبعد الإفراج عنه توجه إلى ليبيا للعمل فيها، وهناك اعتقلته حكومة الملك السنوسي عام 1960، ليغادر بعدها إلى الكويت ويعمل فيها، ويحصل أثناء ذلك على شهادة الماجستير والدكتوراه في العلوم من السويد.

أثناء إقامته في الكويت شارك الدكتور أسعد عكة، في المؤتمرات القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وفي مؤتمره العام السادس الذي عقد في دمشق عام 1964، تم انتخابه عضواً في القيادة القومية للحزب، وعند انقلاب العسكر على القيادة السياسية، أعلن عكة انحيازه للقيادة الشرعية التي يمثلها ميشيل عفلق.

بعد اغتيال مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت علي ياسين عام 1979، قامت السلطات الكويتية بإبعاد عشرات الناشطين الفلسطينيين عن أراضيها، ومن بينهم الدكتور أسعد عكة، الذي اختار الإقامة في العراق، ليتم تعيينه بعد ذلك عضواً في اللجنة المركزية لجبهة التحرير العربية، وعضواً في قيادة فرع الجناح الفلسطيني لحزب البعث، وينتقل للإقامة في بيروت، فيما كان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني، وعاش مع أبناء شعبه المعارك التي خاضتها الثورة الفلسطينية في لبنان.

في صيف عام 1982، وأثناء الاجتياح الصهيوني لجنوب لبنان وحصار بيروت، كان الدكتور أسعد عكة في المعركة بين رفاقه، وكان عضواً في القيادة الفلسطينية التي أدارت المعركة، ليغادر بعد ذلك مع مجموعات من المقاتلين إلى بغداد، ويصبح فيها مسؤولاً للإعلام والعلاقات الخارجية في جبهة التحرير العربية.

أثناء مشاركته في مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية عقد في العاصمة النمساوية فيينا صيف عام 1986، توفي الدكتور أسعد عكة، عن خمسة وخمسين عاماً، ونقل جثمانه إلى عمان ودفن فيها، وتشير سيرته إلى أنه كان شاعراً رقيقاً، ويضم أرشيفه عدداً كبيراً من القصائد التي كتبها في مسيرته الطويلة.