firakintroduction
الفرق الإسلامية :
تعريفات الماضي وتنزيلات على الحاضر والمستقبل
مقدمة
I. نظرات عامة حول البدع
II. في تصنيف البدع
· البدع اللازمة
· البدع المتعدية
· التصنيف العلوي الجامع
I. نظرات عامة حول البدع
درس فقهاء السلف البدع غير بعيدين عن الثقافة السارية في بيئتهم. فأحصوها وفحصوها بما تسمح به الحريات المتاحة، وحسب المسافة التي كانت في أيامهم بين السلطان والقرآن، وحسب مستوى الفهم. فمنهم من جعلها مسائل فلسفية كلامية بعيدة عن هموم الأمة وفقه الواقع. ومنهم من تقرب بها إلى السلطات فكانت له تصنيفات يبتغي بها العافية أو العطاء. ومنهم من نفخ في أمر غير ذي شأن منها، ليصرف نظر العامة عن البدع الحقيقية.
رأى الفقهاء المنتسبون إلى السنة في البدع نوعين:
النوع الأول : بدعة قولية اعتقادية كمقالات الجهمية والمعتزلة والرافضة والخوارج والقدرية والمرجئة والكرّامية والسالمة والصوفية وسائر الفرق الضالة واعتقاداتهم.
النوع الثاني : بدعة فعلية في العبادات كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها. " كتاب الإيمان: ابن تيمية."
ورغم تقعرهم للتمويه على الناس أن الدين لا بد له من كهنوت يفسر لهم أن الدين ليس يسرا، وهل دين الفطرة هو ما يدعون؟ رغم ذلك التكلف في الاستقصاء الدقيق للبدع، نلاحظ أن ابن تيمية لم يذكر بدعة النصب، اتباعا لأهل السنة في سكوتهم أو موالاتهم لمعاوية، أول مؤسس لبدعة النواصب، بعد رفضه لبيعة سيدنا علي، واقتراف جريمة حربه الانفصالية عليه. ولم يذكروا كذلك ضمن تصنيفاتهم بدعة الضرار، رغم التحذير القرآني الشديد منها، لخطورتها القصوى على وحدة الأمة.
أما تعريف فقهاء الشيعة للبدعة، فيرون أنها " تكون وتنحصر في مورد واحد، هي : إدخال ما ليس من الدين في الدين، كما عرفها الشريف المرتضى (رحمه الله) حيث قال : (البدعة الزيادة في الدين أو نقصان منه من غير إسناد الى الدين … ) (الرسائل / الشريف المرتضى 3 / 83). فبهذه النية يعتبر المبتدع مشرعاً فيحرم عليه ذلك. أما من يفعل شيئاً لم يفعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو من الخير والصلاح والمقدمات الممدوحة والمعينة على العبادة أو الميسّرة لأدائها، فلا يصح وصفها بالبدعة – كما يقول أهل السنة - مع العلم أن أهل السنة خالفوا ما اشترطوا، وكان لهم مما لا يحصى من البدع التي ابتدعوها، لم ينزل الله بها من سلطان .
ومن العلماء من أحصى البدع حسب تاريخ إحداثها في المجتمع الاِسلامي. فلما لاحظوا أن معظمها ظهر في القرن الأول، تيقنوا من ضعف بعض الأحاديث التي تعدل الصحابة كلهم. وقد ذكرنا في المواضيع السابقة مراسيم معاوية الأربعة وأثرها في ظهور بدعة التلاعب في الحديث. فاستنتج العلماء من ذلك أن سنة الخلفاء أو سنة الصحابة لا تعتبر من أصول التشريع، لما حقق أهل الرواية والدراية في أحاديث تريد تعديل الصحابة ،خاصة الشيخين ومعاوية، لجعل أفعالهم مصدرا من مصادر التشريع. ومن تلك الأخبار خبر : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي"، أو خبر " أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم". أو خبر " خيركم قرني ثم الذين يلونهم..." قال ابن حزم في هذه المسألة : ..."إن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أمر باتباع سنة الخلفاء الراشدين لا يخلو ضرورة من أحد وجهين: إما أن يكون صلى الله عليه وسلم أباح أن يسنوا سننا غير سننه، فهذا لا يقوله مسلم، ومن أجاز هذا فقد كفر.. إلى آخر نقده العقلي ."
أما عن أمر البدع التي ظهرت فيهم ولا يحل لنا اتباعها، فهو الذي سيتبين لنا في حديثنا حول الروافض وحول النواصب... وكان القرن الاَول ملطخا بدماء حرب الجمل ومعركة صفين. وفيه قُتل في محرابه علي، وقبله عمر، وعثمان رضي الله عن الجميع. وفيه ظهر الخوارج وارتكبوا ما ارتكبوا من أبشع الجرائم. وفيه أيضاً قُتل الاِمام الحسين عليه السلام سبط الرسول الاَعظم وسيد شباب أهل الجنة. وفيه استبيحت المدينة بأمر معاوية وابنه يزيد فقتل من الصحابة والتابعين عدد كبير ونهبت الاَموال وحرّقت الدور وبقرت بطون الحوامل وهتكت الاَعراض. وفيه حوصرت مكة وضربت الكعبة بالمنجنيق.
وإذا كان المقياس الذي يقيِّم البدعة هو المسافة بينها وبين الالتزام بالتعاليم التي جاء بها الرسول الاَكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فمن المشروع أن نتساءل كما تتساءل المصادر الشيعية (البــدعــة مفهومها وحدودها ، تأليف : مركز الرسالة ) حول مصداقية تلك الأقوال التي تتشبت بها الوهابية، رغم مناقضتها لأحاديث أخرى كحديث : « يرد عليَّ يوم القيامة رهط من أصحابي فَيُحَلَّؤون عن الحوض، فأقول: يا ربي أصحابي، فيقول: إنّه لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقري» اهـ.
أقول: قبول سنة الصحابة كأصل للتشريع في الأصول الثابتة ، فتح الباب لقبول غيرهم من البشر لتلويث الدين باجتهادات بشرية أخرى. فقيل هذا مالكي وهذا شافعي وهذا جعفري ...الخ. ثم لما انقرض ذلك القرن قيل هذا مالكي أشعري وهذا حنفي معتزلي ... وهذا إمامي خمسي...الخ ثم لما انقرض ذلك القرن زيد في بطاقة الهوية الدينية فقيل هذا مالكي أشعري جنيدي، وهذا إمامي إثناعشري... وغير ذلك من التصنيفات التي ما أنزل الله بها من سلطان في الدين المحمدي. لأن الدين الحنيف أتمه الله في التنزيل، وتفضل علينا بوصية الاقتداء بسيدنا علي في معايير التأويل للفروع أو المسكوت عنه من المسائل...
وكان الصحابة على وعي بذلك. فعندما أهمل الشيخان حديث الثقلين، ووصية الموالاة، قال زعيم الأنصار سعد بن عبادة: (أيها الناس إني والله ما أردتها – أي الخلافة - حتى رأيتكم تصرفونها عن علي بن أبي طالب، ولا أبايعكم حتى يبايع علي، ولعلي لا أفعل وإن بايع!).
ومن أخطر البدع التي تسربت للامة عبر معتقد تعديل الصحابة كلهم بدون استثناء، وجعل سنتهم أصلا من أصول الدين ومصدرا من مصادر الشريعة، بدعة النصب التي فرخت بدعة نقض عروة الحكم والاستيلاء عليه بالسيف، وبدعة نقض الشورى وبدعة ولاية العهد... التي تطورت في زماننا إلى ولاية العهد أس إثنان. ولربما سوف تتطور إلى ولاية العهد أس 3 أو أس 4 الخ، طمعا في بقاء الملك في العقب إلى أن يسلم الراية للمسيح الدجال... أما أن يسلمها إلى المهدي المنتظر... هذا محال في القياس بديع.
I. في تصنيف البدع:
كما اجتهد السلف في دراسة البدع حسب ظروفهم وواجبات وقتهم، ربما كان من المفيد للمشروع المستقبلي الهادف لإعادة النظر في التراث الفقهي، أن يستكشف تحليلات لها تلائم مستجدات العصر. ولربما كان ذلك مساهمة في إعادة النظر في مناهج التعليم الديني، وفي فقه تدبير الاختلاف المذهبي، للوقاية من البغي والاقتتال، ثم الفشل وذهاب ريح الأمة الذي طبع هذا الزمان.
وانطلاقا من حقنا في البحث الموضوعي في ملوثات الدين حسب ضروريات العصر، يمكن بداية التمييز بين البدع الميتة والبدع الحية...
أولا :البدع الميتة: وهي البدع التي انقرضت بموت مثيريها في القرون الأولى، فلا وجود لها اليوم بيننا، إلا في متحف المسوخات الكلامية. لكن الكهنوت الجديد يريد نفخ الروح فيها لإعادة إنتاج الجدل المقعد عن العمل، والمبعد عن العلم النافع لبناء الذات...مثله كمثل ذلك القاضي الذي وظف في قرية آمنة مطمئنة لا تنازع فيه يحتاج إلى تدخل خارجي، فرأى أن وجوده يقتضي إشعال الفتن لكي يلجأ الناس إليه ليحكم بينهم فيما لم يكونوا فيه يختلفون. فإن كان لك يا أخي من الوقت ما تصنفه في الوقت الفارغ، وصرفته في إطلالة على تلك البدع المثيرة للزوابع الكلامية القديمة، لوجدت أن آية قرآنية أو حديثا يوجد فيهما ما يشفي فضولك فيها نهائيا. إلا أن تكون من المصروفين، والعياذ بالله، عن الاهتداء بالقرآن الكريم، وعن الاقتداء بخاتم المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم الذي ناضل على التنزيل، وعن الاستزادة من العلم النبوي عبر باب مدينة العلم الذي ناضل على التأويل، سيدنا علي كرم الله وجهه.
ثانيا : البدع الحية: وهي البدع التي خطرها قائم، ووضوح النهي عنها لازم، لكن الكهنوت المرتزق بالدين يريدون صرف نظرك عنها لعدة أسباب، سنذكر بعضها في صدر الموضوع.
كما أنه يمكن تقسيم البدع الحية إلى صنفين:
· بدع لازمة للفرد لا تتعداه. تعرقل سعيه الفردي للتقرب من ربه لتحقيق الغاية الإحسانية؛
· بدع متعدية إلى الأمة، تريد صدها عن الغاية الاستخلافية.
· البدع اللازمة:
البدع اللازمة للفرد خطرها محصور فيه. أن يكون الشخص علمانيا أو مرتدا أو منافقا أو ملحدا أو يصلي بالسدل أو بالقبض أو يكفر بالظنة ... وما إلى ذلك مما يحصونه من الممارسات الشخصية، فهذا خطره لازم للفرد ما لم يقاتل أحدا على معتقده. و حتى الشخص الذي "ابتلي بشئ من المعاصي القذرة"، أو النفاق، يتركه الإسلام وشأنه ما لم يعمد للمجاهرة بالبدعة لنشرها لتعم المجتمع، وترجع ثقافة غالبة، ربما وصلت إلى سدة الحكم، وشرعت بشريعة تحلل بدعته. مثلا في هذا الزمان بدعة العلمانية الفردية. الفرد يختار العلمانية فهذا شأنه إذ لا إكراه في الدين. هو حر أن لا يعترف بشريعة القرآن وسنة النبي. لكن عندما تكون بدعة العلمانية حركة جماعية تريد فرض عقيدتها على المجتمع المسلم، فهذا يقتضي رد اعتدائها على الحرمات. والرد يكون بالمثل لا غير، عكس ما ذهب إليه فقهاء السنة من نسخ رحمة الاسلام وعدله بآيات سموها آيات السيف. لأن الاختلاف هو سنة من سنن الله في خلقه. ويبقى اختلاف رحمة حضارية، وشأنا داخليا يحفظ للمجتمع أمنه واستقراره، ما لم يستقو باليهود والنصارى المغيرين على الأمة.
· البدع المتعدية:
هذا النوع يعرقل مسيرة الأمة نحو الغاية الاستخلافية. ويمكن ترتيبه في قسمين :
· القسم الأول : بدع تهدد المسلمين من الداخل؛
· القسم الثاني: بدع تفتح الطريق للخطر الخارجي.
الصنف الأول يبدأ اجتهادا داخليا مشروعا في الفروع، - إذ لا اجتهاد في الأصول الثابتة إلا في التطبيق - ، ينتج مذاهب اختلاف رحمة، تخفيفا وتوسيعا على المسلمين. هذا ما لم يتطور الأمر إلى اختلاف نقمة حالقة للدين... بإنتاجه لبدعة من البدع، تتطور لتظهر في فرقة باغية، تقاتل على بدعتها بالسيف. فإن قاتل المسلمون الفرقة الباغية لكفها عن الظلم فبها ونعمت، وإلا أثم المسلمون جميعا وتطور الأمر إلى خلاف وتنازع ورجوعهم كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض. فتتطور البدعة كفرا بواحا، تختل معه أمور المسلمين. لكن لا تستأصل عرى الإسلام كلية، لأن كل فرقة تتظاهر أنها الفرقة التي تحمي حمى الملة والدين:
· فرقة تظهر ذلك نفاقا للحفاظ على المصالح الدنيوية، لأن المنافق، ولو كان في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، يقبل منه تظاهره بالإسلام، إذ أمرنا أن نحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر. مقابل تظاهره بالإسلام، يعصم دمه وماله وعرضه.
· وفرقة مؤمنة صادقة في إيمانها... وأجرها على الله، وعلامتها الصبر، والمودة في العترة.
وفي الحالتين حالة النفاق وحالة الصدق، تبقى معظم أركان الإسلام والإيمان والإحسان سارية في المجتمع إذا كانت موازين الإصلاح والقسط والعدل معتمدة في تدبير الاختلاف.
· التصنيف العلوي الجامع:
وميزان القسط للتعامل مع البدع، ما بينه لنا ربنا عز وجل في التنزيل، المفسر بسنة المناضل على التنزيل: نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وبفهم المناضل على التأويل، سيدنا علي كرم الله وجهه، . وذلك محض اتباع سنة المصطفى الناصح لأمته في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: عن أبي سعيد الخدري قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله فانقطعت نعله فتخلف علي يخصفها، فمشى قليلا ثم قال: { إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. فاستشرف لها القوم وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، قال أبو بكر أنا هو، قال لا، قال عمر أنا هو، قال لا، ولكن خاصف النعل} ، - يعني عليا - فأتيناه فبشرناه فلم يرفع به رأسه كأنه قد كان سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله . قال الحاكم :هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه / 3 / 32 ، وقال : الذهبي في التلخيص على شرط البخاري ومسلم. وهذا الحديث من دلائل النبوة. لأن سيدنا عليا كرم الله وجهه، كان مستشار الصحابة في وءد الفتن في وكرها. أما في خلافته، فيبين ذلك قوله رضي الله عنه في نهج البلاغة عن قتاله لأهل البدع: { أمّا بعد.. أيّها الناس! أنا الذي فقأت عين الفتنة، شرقيّها وغربيّها، ومنافقها ومارقها، ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيري، بعد أن ماج غيهبها، واشتدّ كلَبها. وأيم الله، لو لم أَكُ فيكم لَما قوتل أصحاب الجمل الناكثون، ولا أهل صِفّين القاسطون، ولا أهل النهروان المارقون...
فهذا تبيان لوظيفة القتال على التأويل الذي ذكرها حديث خاصف النعلين. يسمي كلا باسمه:
· الناكثون أي الذين نقضوا عهد بيعة سيدنا علي، وكان على رأس الناكثين: طلحة والزبير، وهما من أهل السابقة في الإسلام، ثم أم المؤمنين عائشة زوجة الرسول، وبنت الخليفة الأول أبي بكر، المرأة الذكية والشجاعة، والتي كانت تحظى بعناية ورعاية خاصة من قبل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، الذي يتميز بعظمة خاصة في نفوس الناس، وشاع وذاع عنه ما لا يمكن تجاهله أو إنكاره.
· القاسطون أي الزائغون عن الحق: معاوية وحزبه، وعمر هو الذي جعله على بلاد الشام، وكان يعامله معاملة متميزة، وبقي على عمله إلى أن توفي عمر، ثم طيلة خلافة عثمان، وتربى أهل تلك البلاد على أفكاره واتجاهاته، وأصبحت بلاد الشام " سفيانية "، كما أشار إليه الأصمعي وغيره. ثم هناك الشبهات التي كان يلقيها معاوية في الناس بالنسبة لمقتل عثمان.
· المارقون: معناه: مرَق الشَّخصُ من الدِّين : خرج منه ببدعة أو ضلالة. وهم الخوارج. وكانوا معروفين بالعبادة والزهد، فالإقدام على حربهم وقتلهم لم يكن أمراً سهلاً وميسوراً لكل أحد.
***
**
ويتوب الله على من تاب. ولا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يقتل نفسا بغير حق... والحق ميزانه التنزيل الذي آوته دار الحكمة نبينا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ومفتاح دار الحكمة تأويل سيدنا علي كرم الله وجهه. ذلك ما بينه الإمام للناس في قوله : { لقد كان حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كثيراً ما يقول: يا عليّ! حبّك تقوىً وإيمانٌ، وبغضك كفرٌ ونفاقٌ، وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه، كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك...}.
بناء على ما سبق في تصنيف البدع حسب مستجدات العصر، وحسب الموقف الشرعي منها، اعتمادا على سنة صاحب التنزيل، وفهم صاحب التأويل، نشرع بعون الله في تفصيل البعض منها، خاصة التي لها امتداد وتأثير على عصرنا. ولنا اليقين أن مداواة كلوم العرب، تمر عبر كيفية إدارة البدع الثلاث الكبرى: ضرار الخونة الموالين لأعداء الدين، ونصب الوهابية، وتكفير الخوارج... وهو "مثلث بيرمودا" الذي تغرق فيه سفينة العرب في هذا الزمان. وهي نفس البدع التي كمل " نضجها " في عهد سيدنا علي كرم الله وجهه فقاومها برد خيانة الناكثين، وفضح نصب القاسطين، وحلمه على جهل المارقين. والله من وراء القصد وبه نستعين، والحمد لله رب العالمين.
محمد المهدي الحسني
رباط الفتح
13/ذو الحجة/1436، موافق 27/ شتنبر/2015