مقال في الحركات الإسلامية
مقتبس من كتاب : الله أكبر للأستاذ عبد السلام ياسين
ترجمة وتقديم : محمد المهدي الحسني
المحتوى
تقديم النص المترجم
النص المترجم
· الوعد
· اتجاهات
L’extrait original
· LA PROMESSE
· TENDANCES
بسم الله الرحمن الرحيم
النص المترجم
الوعد
لن يتم تجديد الإسلام بواسطة أمر خارق، لكن حسب قوانين التاريخ، لا أقول إنني أنكر وجود المعجزات والخوارق، بالعكس، لأوضح تلك الشروط التي ينبغي توفيرها لكي نتمكن من تحقيق الفتح المبين.
لماذا غضب الله على المسلمين ومكن الكفار من أعناقهم منذ حروب الاستعمار؟ ذلك هو السؤال الذي ما فتئ المسلمون يرددونه منذ ذلك العهد. لكن البعض يستبدلونه سؤالا آخر : هل لا زلنا مسلمين؟
ترى في الساحة شبابا مسلما ضاق ذرعا بالتردي والفوضى التي عمت أمة الإسلام، رؤيته للواقع يضع لها تفسيرا ضيقا على صيغة أبيض أو أسود، يعتبر نفسه وحده ممثلا للطهر وسط الجاهلية وينصب نفسه حكما للحل والعقد. إنه الفريق الذي يمثل ضمير الأمة الغاضب العنيف في زمننا.
وفي الجانب الآخر، تجد أناسا يؤثرون الانتظار المتفائل الرخو. الأمة بخير، حسب مداحي حكام الضرورة، و حسب مبتدعي الرهبانية الخاملين.
الفريق الأول يدعو للعنف العشوائي، والفريق الثاني ينصح بالاستقالة. إنها الصيغة العصرية للقدرية التواكلية بالنسبة لهؤلاء، ولمذهب الخوارج التآمري عند أولئك...
ينبغي التأكيد على أن القدرية المستقيلة والتآمرية العنيفة لا تشكلان سوى عوارض وأمراض زمن الانحطاط والفوضى. هذه الانحرافات يقرأها بعض المستشرقين قراءة سطحية، فيصفون الإسلام بدين العنف والتناحر على الحكم، أو ينعتون الأمة بالخمول القدري. أما التحليل الجدلي فهو الآخر يحيد عن الصواب عندما لا يفسر تاريخ الأمة إلا بقوانين التناحر على تملك القيمة المضافة المادية. لذلك تراه ينكر على ابن خلدون الخبير المسلم في علم الاجتماع ما يزيده على قوانين الدياليكتيك، من أن أمور الدول تتحكم فيها كذلك أمور الدين والأخلاق ...
قوى الجمود: الرهبانية الخاملة المستقيلة، أو آلة الاستغلال المذهبي، تحشر الأمة في زوايا الخمول بتنويم ضميرها. الطاقات الشابة التي تحركها مثل الإسلام العليا، تعبر عن نفسها بحماس متهور يسهل على الحكومات ضربها ضربا شرسا لاستئصالها. وهكذا يتم تحييد القوى التحررية الافتراضية. مع كل هذا، تبقى حيوية الصحوة الإسلامية وعفويتها من الظواهر التي لا يستطيع أحد كبح جماحها. حيوية الإسلام تشهد بعثا جديدا رغم التنكيل الذي لحق الإخوان المسلمين ومحاولة تطويعهم فيما بعد، ترى بوادر فجر جديد لحياة الأمة في كل قطر: في إيران في تركيا ، في باكستان وفي البلدان العربية...
لكن لتحقيق ذلك الفتح الخارق، تبقى هذه الصحوة في حاجة لجهد بعيد النفس للتنظيم لإبعادها عن العفوية، وللتربية على منهاج وروح الكتاب والسنة كما كان عليه الرسول صلى الله عليه وعلى آله. التلقائية الشعبية الشابة تبحث عن الطريق وتستمع إلى الرمز الصادق. هذا الرمز يكون تارة من الإخوان المسلمين، وتارة من جماعة التبليغ، وتارة من المتشددين الحرفيين. كل هؤلاء يدلون على الطهر الأخلاقي والروحي، لكنهم يختلفون في طرق التعبئة والتنظيم السياسي، وكثير منهم يسقطوا بغير وعي منهم في شراك الذين يمثلون الضرورة والجبر من حكامنا.
تلك المساجد التي انطلقت منها الحركة التحررية العامة في إيران، لا تزال تحت أجوائنا ميدانا للمجابهة بين الجماعات، ومسرحا لتبديد الطاقات التي سيكون بإمكانها تحريرنا، يوم إنقاذها من تأثيرات الرياح المتناقضة.
والمجاهدون الصادقون منهم، يجري عليهم وعد الله ولن يخلف الله وعده، قوله تعالى " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلكم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئا، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون " ( سورة التوبة الآية 54 ).
اتجاهات
الوعد لازال ساريا في تاريخ المسلمين لكن شرط الإيمان والعمل الصالح هو الحلقة المفقودة التي نبحث عنها في إطار محاولات متعددة. جماعات ترى أن الشرط يتحقق إذا بلغ كل واحد منا مرتبة معينة في التربية الإيمانية، والمشكلة الاجتماعية تجد حلها تلقائيا في إطار القيام بفريضة الزكاة، أما فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فستحيى إذا أمر الفرد نفسه بالمعروف، ونهاها عن المنكر. فهو إذن أمر شخصي لا علاقة له بالأمور السياسية والاقتصادية،
جماعة التبليغ التي ظهرت في الهند حين كان المسلمون أقلية مضطهدة من طرف المجوس، تمثل حركة مباركة في حقل الدعوة، لكن طبيعة مولدها يرغمها على الابتعاد عن الأمور السياسية مرتبة إياها في ما لا يعني من الفضول. وجهادهم من نوع خاص: جهاد ضرب المثل في الصبر والتقلل والسير في الأرض لحمل رسالة الخلاص الفردي.
الجماعات السلفية تحرص كل الحرص على التشبث بالكتاب والسنة بحرفية النصوص الأصلية وهو طريق الصواب والحق، شريطة تجاوز النظرة الضيقة للمبادئ والحقائق، التي تسوغ لهم مهمة التكفير والتبديع لأهل القبلة، التي شحذوها إبان مواجهتهم الضاربة في التاريخ مع الصوفية. وكذلك شريطة الحذر من الركون لوصاية المغرضين الذين يريدون هدم صرح الأمة من الداخل، بالتشهير بنموذجهم المتطرف.
تبقى مدرسة "الإخوان المسلمين" والصوفية.
قرن من الزمن شهد ولادة وتفتت جماعة إسلامية من أهم الجماعات في تاريخ الإسلام. بدايتها انطلقت من زاوية مسجد على يد الشيخ البنا رحمة الله عليه، تلقى مبادئ التربية الروحية عن شيوخ الصوفية. ولم تمر عشرون سنة حتى أصبحت جماعته تضاهي جميع الأحزاب في مصر تنظيما وعدة وعددا. كان ذلك في الأربعينيات من القرن الماضي بتاريخ الميلاد. كان الإخوان ولا زالوا يتسمون بالقوة في الحق والتمسك الشديد بالنصوص، وهي خصال لم ترق كثيرا حكام الجبر وأسيادهم في الشرق والغرب. فمارس هؤلاء ضدهم حروبا نكراء، ابتدأت بالتشهير بهم وإبرازهم للشعب بمظهر الإرهاب والعنف والتشدد. ثم خبت جذوة الإخوان المسلمين بعدما برز بين صفوفها مستعجلون يؤمنون بالعنف، وذلك بعد استشهاد البنا رحمه الله، مغتالا بيد زبانية الملك فاروق. هذا الانحراف للعنف، كان مما برر فعل عبد الناصر الشنيع الذي نكل بهم تنكيل اللئام.
وبعدما اغتال عبد الناصر سيد قطب رحمه الله سنة 1965 ، ذلك المنظر الفذ الذي غذى قلوب وعقول الشباب المسلم المعارض، شاهدت جماعة الإخوان المسلمين إشعاعا عالميا عظيما بعد هجرة العديد من أفرادها الناجين من الموت أو من سجون القمع، فارين بدينهم إلى أرض الله الواسعة. وحيثما حلوا رضي الله عنهم بعثوا في الأمة روح الإسلام الحق وأيقظوا ضميرها من جديد. وبعد عشرين سنة من المواجهة، كانت لهم عودة مشرفة للساحة المصرية، يمثلون فيها الآن التيار الأقوى في العمق الشعبي وعند النخبة المحافظة. كما أنهم يجسدون مدرسة في الفكر والممارسة لكثير من الحركات الإسلامية في العالم العربي.
إن كل حركة في ريعان شبابها تتغذى بالمثالية التي تدفعها للنظرة المتصلبة والإقصائية للغير.
الصحوة الإسلامية لا تزال في عنفوانها، وعندما ستبلغ أشدها ستنبري في يوم ما لنقد ذاتها للاستفادة من التجارب في مصر وغيرها، مع الحرص على أن لا تستفزها الحساسيات، خشية طمس عين العقل. أما اليوم فلا مجال للنقد، لأن الفرقاء لا يتحملونه، بسبب الذهنيات المنغلقة، التي لا تفرق بين الأحداث والأشخاص.
والحال أن حكام الضرورة والجبر لهم وسائلهم للقضاء على أي حركة أو احتوائها، فالرجعية التي تروم إحياء الجاهلية تريد تقمص رداء حماة الإسلام، باستعمال كافة المغريات لكسب بعض الدعاة تزين بهم مجالسها، وتزودهم بتوجيهاتها لتتحكم في مصيرها.
وإن من الإخوان المسلمين من ركن إلى ممثلي الضرورة المؤسساتية، وكان هذا الركون سببا في ظهور فرق خارجة عن الجماعة الأم تتهمها بالعمالة للأنظمة المتسلطة المتجاوزة. متجاوزة؟ ليس ذلك بالضرورة. فليسوا سوى صورة لدركات تقهقر مجتمعاتنا المنهكة. وإذا كان الخنوع المفترض أو الحقيقي هو حادثة مسار، وليس اختيارا إراديا، إلا أنه يوشك أن يمهد الطريق أمام خطر الاحتواء لكل من ربط نفسه به.
وفي الحقيقة تبقى الحركات الإسلامية المعاصرة تستحق المزيد من الدراسات لاكتشاف حقائقها الموضوعية، لأن ما تقوله عن نفسها يوشك أن يتسم بشيء من إطراء الذات والتغاضي عن الزلات، وما يقوله خصومها يوشك أن يغالي في التفسيرات الحاقدة والمحرفة للحقيقة. استعداد البعض لزرع الشك والشقاق يحدد إطار التدافع وجنوده، حيث تتوحد قوى الرجعية وقوى التقدمية الملحدة لقطع الطريق أمام الحركات الإسلامية. ويبقى الإسلاميون، بسبب نقصان في صحوتهم أو بسبب ظروف موضوعية، عرضة للوقوع في شراك المتربصين، أو لقمة سائغة قابلة لهضم الأنظمة المفتونة المعرضة لاجتياح الجاهلية. وعلى أي، وفي غياب نقد دقيق، تسجيل هذه الملابسات يعتبر خطوة مهمة في طريق الوضوح.
هل لا زلنا نمثل تلك الأمة التي وعدها الله بنصره ؟ أم انقلبنا على أعقابنا إلى طريق الجاهلية الأولى ؟ إن من أسباب هذا الالتباس الذي خالج الرؤية هو التلوث الفكري الذي أصابنا، فمفهوم الدين عندنا صار مماثلا لما هو مألوف عند الغرب : الدين عندهم موقف شخصي لا علاقة له بالوضع الزماني، إنه مفهوم يخالف ما تحمله كلمة " إسلام " من دلالات : الإسلام يعني الخضوع لله والاستسلام له في جميع أبعاد الحياة. إلا أن البعد السياسي انفصم مبكرا في تاريخ الأمة عن البعد الغيبي روحا وأخلاقا، فكانت بداية نقض مفهوم الدين عندنا، حتى صار للمسلمين رجال الدين، ورجال الدولة كما هو الحال في الغرب، وبدأت تتردد هنا وهناك مفاهيم اختزالية كالإسلام السياسي و ما يماثلها من تلوث فكري رديء ....
رغم ذلك فالفرق المتشددة تعتبر متسرعة في تكفير المجتمع ونعتته بالجاهلية، لأن الجهاد الحق الذي يشمل "الجهاد الأكبر" جهاد النفس، والجهاد الأصغر جهاد الحفاظ على مقومات الأمة، هذا الجهاد الشمولي ليس في متناول كل من هب ودب، ولا يتيسر في كل الظروف.
في بداية الانحراف الذي لحق الأمة زمان معاوية اعتزل بعض الصحابة تلك الفرق المتناحرة. بعض الأقوياء كأبي ذر صمدوا في وجه الفتنة. وآخرون اعترفوا بخطر القيصرية الكسروية الذي كان يهدد كيان الأمة لكنهم فضلوا انتظار مرور العاصفة وحكم القدر.
الأقوياء الذين انبروا لقتال البغاة انطلقوا من الصواب، لكنهم لم يحسبوا عواقب الأمور حسابا جيدا.
اليوم وفي كل زمان، يحاكم الصوفية محاكمة قاسية بتهمة القعود والاستقالة من شؤون الحياة ومصالح الناس في العالم. وهل يستحقون ذلك العتاب وقد استلهموه من بعض كبار الصحابة الذين آثروا الحياد في زمن الفتنة بين على ومعاوية؟ نفس الاستلهام من كبار الصحابة يجده دعاة العنف ودعاة الاستسلام القاعدين.
كان ذلك ممكنا في زمن لم تنقض شريعة الإسلام. واليوم وقد انتقضت عرى الدين تحت الظروف القاسية لحكم اللادينية فما العمل؟
القرآن الكريم أنذر القاعدين بدون عذر عن الجهاد في سبيل الله. ظروفنا الحالية تدعو لاستعداد الجميع لبذل النفس والنفيس لإعادة بناء صرح الأمة المتهاوي من جراء اللادينية وما تنفثه من ضلالات وما تتعايش معه من اختراق الجاهلية لحصوننا وغزو أراضي المسلمين. ترى ما هي أعذار القاعدين المستسلمين لحكم اللادينية؟
العالم الناسك المتصوف كانت تنهال عليه الأحكام القاسية، والمتشدد العنيف كأخيه الخانع كانوا يحاولون تفهم دواعي مواقفهما في العصور الماضية التي كان للمسلمين فيها صولة، لم تغز ديارهم ولم تدنس مقدساتهم بحكم اللاييكية. لكن تحت الظروف القاهرة الحالية، لا مناص للجميع في بذل الجهد لتغيير ما حل بالأمة، عوض الاستغراق في الدروشة أو في الاستقالة من الاهتمام بأمر المسلمين.
" الجهاد الأكبر " جهاد النفس، لم أجد له رائحة إلا في أحضان بعض الفرق الصوفية القليلة، وأعترف أن غالبية هذه الفرق لا تعرف من التصوف السني إلا رسمه، وأعترف كذلك أن بعضها ارتمى في أحضان الحكام المتنكرين للإسلام، وبعضها صار فلكلورا يرتزق به. ومع كل ذلك اعترف أن جهاد النفس لا يملك أحد سره سواهم.
حديث الصوفية عن السلوك والمقامات ليس علما يحصله العقل، لكنه عمل يبدأ من حركة القلب. والقلب تذهب به مواجده وترنُّحاتُه إلى الزحلقة فالتأرجح فالتدحرُج في التوهيمات إن لم يُمسك توازنَه العقلُ المراقبُ للميزان الشرعيِّ. لذلك يجد الناقد الصاحي الخليّ مما يُكابدُه الهائمون في الشوق كلاما أشبه بكلام السُّكارى، فينفِرُ ويقشعِرُّ جلدُه ويكفِّرُ الطائفة جميعا لمقالة رُويتْ عن فلان، ولخرافية العامة وخزعبلات المشعوذين اللابسـينَ زورا ثوب الصوفية.
وإن منهم في زمننا من يسلك مسلك الضلال، أمثال من يصدر مجلات في مصر لتعليم الناس تقديس الحاكم. لا يطعن في نيته، لكنه بنقصان في فقهه للواقع وعدم وعيه بالمؤامرة يكون مثالا للزور والتدليس على الناس، وهو ممن يساهم في ضياع قضية الصوفية. رغم ذلك ينبغي التأكيد على حقيقة ثابتة: بدون الجهاد الأكبر الذي يملك المتصوفة مفتاحه، يفقد الجهاد كل مقوماته وجدواه.
إذا استتب الأمر للصادق في الجهاد الأكبر جهاد النفس، انتقل بعد عزلته للقيام بأعباء الجهاد الأصغر، جهاد دفع الأسقام التي لحقت جسد الأمة. والتاريخ يقص لنا أثر هؤلاء الأقطاب على عظماء التحرر والفتح المبين من عيار عمر بن عبد العزيز في القرن الأول، وصلاح الدين وابن تاشفين في العصور اللاحقة. أثرهم نجده واضحا كذلك في التاريخ المعاصر، فهم وراء قومة السبائس في الهند وقومة المهدي في السودان ضد الغزو الأنجليزي، وهم كذلك وراء جهاد عبد القادر في الجزائر ضد الغزو الفرنسي، وجهاد السنوسيين ضد التنكيل الإيطالي.
البنا في مصر كان يذكر الإخوان بفضل هؤلاء الصوفية عليه، وكذلك الحال بالنسبة للخميني الذي يعتبر شيعي المذهب لكنه صوفي التربية.
التصور الأمثل لجهاد تجديد الدين يمر عبر طريق نقد الحركة الصوفية، لكن هل يمكن نقد تجربة باطنية ذوقية من خارجها بواسطة آلة العقل؟ إنها تجربة قلبية بدايتها رغبة أكيدة في معرفة الحقيقة، وتستمر في مجاهدة شهوات النفس، وتبقى على هذه الحال سنوات حتى تسطع أنوار القلب، فتزداد شوقا في طلبك للحق، وترتقي في مقامات القرب التي لا تنتهي إلا بموت الجسد.
ومن لم يذق طعم الطريق ويدعي قدرته على تفقدها بآلة عقله، فهو كمن يحرث في الماء وأي شيء أسهل وأعقم من حرث الماء ؟
ما كتب عن التصوف ليس إلا تقريبا للأفهام بواسطة أمثلة مضلة كالحالات النفسية التي يذكرونها عند نساك النصارى أو الهنود أو البوذيين إنهم يريدون تصنيف هذا الجهاد الأكبر ضمن الفلسفات القلقة التي تبحث في الأحوال النفسية الخارقة وشتان ما بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان. هذه المقارنة السطحية الرخيصة استهدف منها المستشرقون وأذيالهم هدم صرح التصوف.
إن النقد هو بيان حدود وإمكانيات موضوع من المواضيع أو حالة من الحالات. ولما جاء زمن الفوضى واختلط المدلس والمشعوذ، واستقال الصادقون من الساحة، تلبس الأمر على النقاد أنفسهم فاستعصى عليهم حتى الفهم العقلي للحالة من خارجها.
لقد اهتم حسن البنا رحمه الله بهذا التجربة الإنسانية ودرسها من الداخل عن طريق شيوخه رحمهم الله، ولم يعثر فيها إلا على الحدود والإمكانيات التي يذكر القرآن بها دائما. إنه لا يفصل حالة الجهاد الأكبر أي جهاد الفرد لنفسه بالفرض والنفل، وحالة الجهاد الأصغر. الجهاد الذي يدعو له كتاب الله، وتدعو له سنة رسوله هو ذلك الجهاد الذي يجمع الإيمان والحركة في هذه الأرض، جهاد النفس يعتبر شرطا أساسا لصلاح الجهاد الأصغر لكنه لا يكفي وحده.
Propos sur
les courants islamistes contemporains
D’après l’ouvrage « la révolution à l’heur de l’islam »
de Abd Assalam Yassine (publié en 1980).
Selon certains analystes, les évènements tragiques du 16 mai dernier ont été instrumentalisés et manipulés pour des fins politiques machiavéliques loin de tout esprit scientifique objectif. Ils dénoncent ainsi un certain courant éradicateur minoritaire, mais érigé par des « forces occultes » au sommet des responsabilités et des postes névralgiques. Ils pensent que ces manipulés des forces obscures essaient de confondre tous les courants islamistes sous un seul label d’obscurantisme et de terrorisme.
Pour éclairer le lecteur soucieux de se prémunir contre la vision dogmatique tronquée et superficiel, nous exposons dans ce qui suit une analyse des origines récentes et anciennes des courants islamistes actuels. Elle est extraite du chapitre titré « rénover l’islam » de l’ouvrage « la révolution à l’heur de l’islam » de Abd Assalam Yassine publié en 1980. Le lecteur découvrira que le temps écoulé depuis, ne fait que confirmer la justesse significative et la perspicacité visionnaire de l’analyse de l’auteur sur le passé le présent et le future de l’éveil islamique actuel. Ces trois décades montre aussi qui lest temps d’amorcer les réajustements nécessaires dictés par l’autocritique constructives que l’auteur définis comme suit : « Critiquer, c'est montrer les limites et les possibilités d'un sujet et d'une situation. Nos sociétés islamiques souffrent de cette maladie globale qu'est le désordre. L'imposture des faux soufis, l'ineptie des imitateurs bien intentionnés, la retraite injustifiable des vrais ne sont pas les moindres de ses manifestations. »
Mots clefs : Frères musulmans - Tablighis - Rigoristes et Légalistes ( Wahabites ) - Soufis - Pseudo-cheikhs - Spayes indous - Mahdi du Soudan - Abdelkader d’Algérie - Sennoussis de Lybie – Khomeini d’Iran.
L’extrait :
… LA PROMESSE
Je donne au mot « mystique » le sens péjoratif qu'il a dans le langage des positivistes. Je le fais dans le dessein arrêté de dénoncer les croyances non fondées, qu'elles soient rattachées à une idéologie ou à une autre. J'ai insisté sur ceci que la rénovation islamique ne se fera pas par miracle mais selon une loi historique non pas pour nier l'existence du miracle et du surnaturel, au contraire, mais pour indiquer les conditions à remplir pour qu'une percée extraordinaire soit possible.
Depuis les guerres colonialistes, les musulmans se demandent quelle est la raison de leurs défaites et pourquoi la faveur divine les a abandonnés. La question qui hante beaucoup d'esprits est : « Sommes-nous encore musulmans ? » Des mouvements jeunes et qu'exaspère le désordre adoptent l'interprétation blanc/noir de la situation, se considèrent comme seuls purs au milieu de la jahiliya et s'érigent en justiciers. C'est le pôle violent dans, la conscience islamique contemporaine. L'autre pôle est celui du quiétisme optimiste. La umma va très bien selon les chantres des pouvoirs de fait et autres dévots apathiques.
L'une des deux idéologies préconise la violence désordonnée, l'autre la démission. C'est la forme moderne du fatalisme chez les uns, de l'activisme violent et comploteur chez les autres. Il faut préciser que fatalisme et violence sont symptômes de désordre et d'involution et que les orientalistes qui décrivent l'Islam comme la religion du fatalisme et de la violence ne comprennent rien. L'observation superficielle de notre histoire du désordre prédispose à ne voir que les épisodes d'atonie et les sursauts effervescents. L'analyse dialectique elle-même veut ignorer le ressort moral et spirituel dans l'histoire pour tout ramener à la lutte pour la domination et l'appropriation de la plus-value. C'est pourquoi l'analyse plus nuancée d'un Ibn Khaldoun semble légèrement inadéquate aux marxistes du fait que le sociologue musulman insiste aussi sur le moral et le spirituel comme lieu où se décide le sort des Etats et des civilisations.
Les forces d'inertie, dévots apathiques et démissionnaires ou instruments de manipulation idéologique, engluent le peuple dans l'inaction en endormant sa conscience. Les énergies jeunes et avides d'idéal s'expriment dans l'action violente et impatiente que les pouvoirs publics répriment sans difficulté et exterminent. Ainsi, les forces virtuelles de libération sont neutralisées. Mais la reviviscence spontanée de l'Islam semble d'une exubérance juvénile irréductible. Le renouveau de l'Islam, après l'extermination et la normalisation des « Frères musulmans », s'annonce partout en pays islamique. Il bourgeonne en Iran, en Turquie comme au Pakistan et dans les pays arabes.
Mais pour que la percée extraordinaire puisse avoir lieu, il faut passer du spontanéisme à l'action organisée. Il faut un effort de longue haleine pour éduquer les troupes dans l'esprit et la lettre du Coran tel que le Prophète et sa communauté l'ont vécu. Le spontanéisme populaire et juvénile cherche la voie et écoute ses guides. Ceux-ci, appartenant à différentes tendances, « Frères musulmans », tablighis, rigoristes et légalistes, enseignent tous la pureté morale et spirituelle, mais pour ce qui est de l'action sociale et politique ils divergent beaucoup et nombreux parmi eux se laissent utiliser inconsciemment par les représentants de la nécessité que sont nos gouvernants. Ces mêmes mosquées, qui sont devenus le siège de la résistance islamique unanime en Iran, sont, ailleurs, l'arène où s'affrontent les tendances, où se désamorce et se disperse actuellement l'énergie qui pourra nous libérer le jour où elle sera prise en main et extraite aux influences contradictoires.
La loi qui garantit la victoire aux troupes islamiques de combat se lit à la sourate 22, verset 54 du Coran ; elle est promesse et exhortation : « Dieu promet à ceux d'entre vous qui ont la foi et qui font bonne oeuvre de faire d'eux Ses vicaires sur terre comme Il le fit, avant vous, des peuples fidèles, Il leur promet persévérance dans leur comportement d'hommes soumis à Lui et sécurité après leurs errements dans l'incertain »[1].
TENDANCES
20
La promesse tient toujours; ce qui fait problème c'est la façon dont nous devons faire bonne oeuvre après acquisition de la foi. Pour beaucoup de musulmans, avoir foi et faire bonne oeuvre s'arrête et se résout dans les dévotions individuelles. La justice sociale, selon cette interprétation atomiste, se réalisera par la seule charité individuelle. Le devoir impératif d' « ordonner » le bien et s'opposer au « blâmable » est un devoir individuel et n'a rien à voir avec le tout politico-socio-économique. Les tablighis, dont le quartier général se trouve en Inde où les musulmans sont une minorité opprimée, forment un mouvement extrêmement important, mais ces saints pèlerins sont obligés, de par leur situation politique, de cultiver chez leurs membres uniquement les vertus individuelles. Les légalistes rigoureux soin très à cheval sur les principes et la lettre, ce qui est un atout si seulement ils pouvaient rejeter la tutelle de leurs mécènes intéressés et dépasser leur vision étroite des principes et des réalités. Cette vision, ils la doivent à leur lutte deux fois séculaires avec les tendances soufies.
Reste l'école « Frères musulmans » et les soufis. Le siècle préparatoire a vu la naissance et la destruction de l'un des mouvements les plus importants de l'histoire de l'Islam. Parti d'un coin de mosquée où il enseignait au peuple les éléments de sa religion, le cheikh AI Banna, qui doit sa formation morale et spirituelle à ses maîtres soufis se trouva, vingt ans après, à la tête d'une organisation solide, la plus solide sans doute en Egypte de tous les partis politiques des années quarante de ce siècle chrétien. Les « Frères musulmans » ont derrière eux une carrière prestigieuse. Ils étaient et restent des purs et des durs, deux qualités de combat que leurs adversaires ne leur pardonnent pas. Ceux-ci, appuyés comme il est normal par une propagande internationale orchestrée, ont tissé une légende calomnieuse qui identifie le label « Frère musulman » à terrorisme et à extrémisme. L'existence d'une armée secrète construite par AI Banna et héritée par ses successeurs après que le roi Farouk l'ait fait assassiner, donna à Nasser qui ne voulait pas d'opposition prétexte pour massacrer l'organisation islamique d'une façon barbare.
Depuis l'exécution, en 1965 du calendrier occidental, de Saed Qotb, l'un des guides des « Frères » et le maître penser des jeunes contestataires depuis, l'organisation est décimée et ses membres, ceux qui n'étaient pas morts ou en prison, se dispersèrent un peu partout dans le monde. Ainsi, le désastre apparent que subit le mouvement islamique en Egypte se révéla être un événement bénéfique pour le mouvement islamique en général. Partout, les « Frères », ont essaimé et éveillé les consciences. Après quelque vingt ans de persécution, ils réapparaissent en Egypte et reprennent leur mission. Affaiblis et décimés, ils représentent en Egypte le courant dominant dans je petit peuple et là classe de l'élite traditionnelle. Dans les pays arabes, tout mouvement islamique se définit par rapport à la pensée et l'expérience des « Frères ».
Tout mouvement jeune se nourrit d'intransigeance et d'exclusivisme. Le mouvement du renouveau islamique est encore très jeune et la maturité sentimentale viendra un jour et permettra à tous les combattants islamiques d'examiner et de tirer leçon de ce qui s'est Passé en Egypte et ailleurs sans laisser les émotions obscurcir la raison. Pour le moment, il est hors de question de critiquer une situation, les acteurs le prennent très mal, car notre mentalité n'est pas assez ouverte, assez évoluée pour dissocier l'événement des personnes.
Or il se trouve que les représentants de la nécessité, nos gouvernants, ont les moyens de détruire une organisation en supprimant ses hommes et ceux de récupérer un courant d'idées en donnant asile aux persécutés d'un autre régime. En manipulant adroitement les régimes arabes dits réactionnaires, terme parfaitement adapté pour décrire le retour d'Islam à jahiliya, arrivent à se faire passer, aux yeux de qui veut bien s'en laisser conter, pour des champions de l'Islam. Ils subventionnent les mouvements islamiques à seule fin de se les subordonner financièrement pour ensuite leur dicter leur ligne de conduite. Certains éléments issus des « Frères » ont basculé du côté du désordre institutionnel. Ce qui donne prise aux critiques et aux prévenus pour crier à la collusion entre les mouvements islamiques et les régimes illégitimes et anachroniques. Anachronique ? Voire ! Car ils sont aussi le reflet du degré d'évolution de nos sociétés accablées.
La collusion, réelle ou supposée, est un accident de parcours et non un contrat voulu. Dès qu'un combattant ou un groupe de combattants font alliance avec les figurants du désordre, ils se condamnent à être absorbés par le réseau.
En vérité, les mouvements islamiques contemporains sont peu connus; d'un côté les islamiques écrivent leur histoire sur le mode épique et apologique, de l'autre on fournit une interprétation abreuvée de haine et déformatrice de vérité. La pente humaine vers la lutte et la confusion dessine les contours de cette mêlée où les réactionnaires travaillent dans le même sens que les progressistes athées pour discréditer les mouvements islamiques et leur faire barrière. Les islamiques, victimes des contingences historiques ou de l'insuffisance de leur éveil, tombent dans le piège et se trouvent ligotés et apprivoisés, alliés objectifs de la fitna, elle-même investie par la jahiliya. C'est déjà, à défaut d'une critique rigoureuse, un considérable éclaircissement que de prendre note de cet imbroglio.
Sommes-nous encore le peuple musulman auquel la promesse de Dieu est adressée ? Sommes-nous devenus des jahiliyens à désespérer de toute entreprise de rénovation ?
L'une des causes les plus importantes des confusions est que religion, qui correspond dans l'esprit d'un Occidental à une attitude individuelle indépendante de l'attitude temporelle, n'est pas le mot pour dire Islam. L'Islam est comportement de soumission à Dieu dans toutes les circonstances de la vie. Mais depuis que la dimension politique de l'Islam a été séparée progressivement de ses dimensions de morale individuelle et de fraternité sociale par l'usurpation du pouvoir, l'Islam est relégué au rôle de religion, au sens où l'entendent les Occidentaux. Ce rétrécissement est consacré, dans l'opinion des contemporains, par l'assimilation avec les autres religions. C'est pourquoi l'on s'étonne que des « hommes de religion » musulmans contestent le pouvoir installé et que l'on invente l'expression tautologique d' « Islam politique ».
Les mouvements organiques du type violent concluent cependant trop vite quand ils qualifient la société musulmane de jahiliyenne, car le combat pour Dieu qui intègre « combat majeur » sur soi-même et « combat mineur » pour maintenir et défendre la société, n'est ni à la portée de tout le monde ni possible en toute circonstance. Devant le premier assaut du désordre du temps d'Ali et de Moawiya, quelques Compagnons se sont retirés de la vie politique. D'autres, hommes de caractère comme Abou Dharr ont tenu tête. D'autres encore, tout en maugréant contre le césarisme-kesroïsme », ont essayé de conjurer le sort en laissant passer la tempête. Les quelques énergiques qui ont opposé la violence à la violence sont partis de principes sûrs mais ont mal calculé l'impact de ce retour des choses sur leur temps.
22
Aujourd'hui, comme de tous temps d'ailleurs, on fait aux soufis un mauvais procès en leur reprochant de vivre dans l'apesanteur de leur retraite, inconscients de ce qui se passe dans le monde. Pas plus que les Compagnons qui ont préféré la neutralité jadis, les soufis ne méritent le gros blâme. Les violents comme les soumis eux-mêmes trouvent à ce compte un antécédent pour alléger leurs responsabilités.
Voici donc l'Islam-religion que des circonstances trop dures et trop confuses ont engendré et généralisé. Le Coran stigmatise le comportement neutre de ceux qui sans excuse renoncent au combat militaire. Le combat militaire et politique est impératif de notre temps pour rétablir l'Islam dispersé aux quatre vents des idéologies et des tendances et défendre ses territoires occupés. Le Coran incite au combat sans nier le droit de ceux qui ont des excuses de s'abstenir. Mais quelle excuse pourraient invoquer les neutres pratiquant l'Islam-religion devant l'invasion méthodique de nos pays et de nos esprits ?
On fait un mauvais procès aux soufis et l'on devrait comprendre avant de condamner l'attitude des violents et des apathiques. Mais des circonstances aggravantes font que ni les soufis ni les autres ne sont excusables de fuir les réalités amères par le sacrifice inconsidéré de soi, par la contemplation ou la démission.
Ce que je suis, je le dois à mes maîtres soufis. Il se Trouve que ces confréries ont gardé, quelques-unes très aires, le secret de ce « combat majeur ». J'ai connu d’autres confréries qui ont perpétué les formes d'une éducation, pas l'esprit. D'autres encore ne sont que la continuation ou l'initiation d'un rassemblement charlatanesque. Et le mot soufi qui à l'origine désignait des groupes retirés du désordre se consacrant à la purification intérieure, évoque pour les profanes le mystère et la tartuferie. Dire ce qu'est le " combat majeur " à ceux que ne hante pas la question de sens à n'en plus dormir est inutile. Parler de Dieu et de Sa Connaissance aux superficiels incapables de tout rompre pour rechercher l'absolu toute une vie, c'est perdre sa salive. Dire aux prévenus que les soufis vrais n'ont jamais été et ne sont point des collaborateurs du désordre mais des sauveurs d'âmes ne peut effacer les lamentables performances des pseudo-cheikhs. De nos jours, même les apprentis soufis, ceux qui publient certaines revues en Egypte pour enseigner le culte du chef de l'Etat par exemple, sincères mais ignorant le monde et inconscients, sèment la confusion. C'est pourquoi la cause des soufis semble perdue. Je tiens cependant absolument à dire que sans le « combat majeur » dont les soufis gardent la clef, le combat tout court perdra de l'envergure.
Tout au long des siècles passés, les soufis se sont réfugiés dans les déserts et dans les zaouïas. La plupart ont fini leur vie dans la contemplation solitaire. Mais d'autres ont vite retrouvé la voie royale qui consiste à conjuguer les deux formes de combat. Ceux-ci se signalent dans notre histoire par la vigueur de leur action historique et par L'élévation de leur idéal. A bien examiner l'histoire musulmane, passée et présente, on trouve la marque des soufis partout où il y eut un sursaut libérateur. Depuis Omar ibn Abdelaziz à la fin du premier siècle de notre ère, en passant par Saladin et ibn Tachfin jusqu'à nos jours, on trouve derrière les événements un compagnonnage et une ascèse morale et spirituelle. Pour nous limiter à l'histoire récente, appelons le soulèvement des Spayes en Inde au siècle dernier contre les Anglais, celui du mahdi du Soudan contre les mêmes envahisseurs, celui d'Abdelkader contre les Français en Algérie. Plus récemment encore, la résistance exemplaire des Sennoussis de Libye contre la barbarie italienne.
Qui étaient ces hommes ? Des soufis ou des disciples de soufis. AI Banna tenait à rappeler à ses compagnons ce qu'il devait lui-même aux soufis et insistait sur le dhikr et les pratiques d'adoration comme moyens de purification. Il a gardé jusqu'à la terminologie soufie. Khoumeiny ne fait pas exception ; il est chiite quant à l'interprétation de la loi, mais soufi d'éducation.
Ce survol ne rend certainement pas compte de la complexité des choses. Mais étant donné l'empire des préjugés et des terminologies sur les esprits, il est bon de rappeler quelques faits afin d'inviter à un peu de réflexion, faute de pouvoir partager avec le spectateur les fruits d'une expérience longue et difficile. Ceux que la langue courante appelle soufis ne sont pas tous des traîtres et des charlatans, le mot couvre un vaste monde aussi multicolore et divers que le mot Islam lui-même. Les confréries, vibrant de vie spirituelle ou cultivant le folklore, font partie du paysage sociologique dans nos pays islamiques. Nous faisons grief à celles qui se livrant à Dieu sait quelles macérations ou magie de tromper le peuple et d'approfondir le désordre. A celles qui se cantonnent dans l'inaction sous prétexte de se consacrer à Dieu, nous reprochons leur neutralité dans ces temps critiques où l'effort nécessaire pour la salvation de l'Islam demande la participation de tous. Ceux enfin que l'ineptie intellectuelle jette dans les bras des despotes méritent notre commisération comme notre indignation.
Il est impossible de concevoir le combat de rénovation sans passer par la critique des mouvements soufis. Or, critiquer l'expérience intérieure par des spéculations réflexives c'est labourer dans l'eau. Il faut être au bord du désespoir de ne pas connaître la vérité, ensuite face à Dieu travailler pendant de longues années la peau de malheur qui nous enveloppe dans notre condition d'absence à Dieu jusqu'à percevoir la lumière intérieure, feu vert et encouragement pour persévérer dans la quête de Dieu qui ne finit qu'avec la mort physique avant de parler des soufis. Il n'y a de plus facile ni de plus stérile que de labourer dans l'eau. Les longs discours documentés sur les soufis ne parviennent au plus qu'à relever les ressemblances trompeuses pour qui sait d'expérience, entre le soufisme et les mysticismes chrétien, hindou, zen ou bouddhiste. Le satanisme appelé théosophie se structure en une philosophie comparatiste ou l'expérience du «combat majeur» islamique vient tranquillement prendre place à côté des manifestations psychiques surnaturelles de quelques moines yoghis ou autres. Ce comparatisme superficiel et gratuit, colporté par les orientalistes et leurs disciples parmi nous, a achevé de discréditer le soufisme.
Critiquer, c'est montrer les limites et les possibilités d'un sujet et d'une situation. Nos sociétés islamiques souffrent de cette maladie globale qu'est le désordre. L'imposture des faux soufis, l'ineptie des imitateurs bien intentionnés, la retraite injustifiable des vrais ne sont pas les moindres de ses manifestations. AI Banna, le plus notoire disciple des soufis de ce siècle et le plus brillant combattant, a consacré de longs passages dans ses mémoires à critiquer les soufis. Lui, il parle d'un monde qu'il a exploré en même temps qu'il cherchait à approfondir sa foi et à trouver Dieu.
24
La promesse destine les combattants qui ont la foi et qui font bonne couvre à devenir les vicaires de Dieu sur terre. La foi s'acquiert au contact des fidèles, à leur fréquentation et à l'exercice en leur compagnie du « combat majeur ». L'oeuvre n'est bonne que si elle associe aux actes d'adoration individuels l'acte collectif du « combat mineur »….
[1] La traduction du Coran et des hadiths est de moi, elle est différente des traductions littérales et académiques usuelles.