بسم الله الحمن الرحيم
مشروع شريط وثائقي بعنوان:
كفاح من أجلك تحريرك يا إنسان...
من إنتاج محمد الحسني
هذا مشروع شريط وثائقي يهدف للحديث بالصوت والصورة على جزء من كتاب مقدمات في المنهاج النبوي لتغيير الإنسان للسيد المرشد عبد السلام ياسين حفظه الله.
يحاول الدفاع عن الإنسان ليرتقي به من أغلال العبودية لغير الله، إلى درجات التحرر والتحقق في درجات الإسلام والإيمان والإحسان والرشد والاستخلاف.
المشاهد المقترحة تصور مقتطفات مختلفة لتجسيد مراحل تحرير الإنسان، لينال سعادة الدارين.
انطلاقا من سورة البلد واستئناسا بتفسير ابن كثير لهذه السورة المباركة، وإبرازا للمفاهيم المنهاجية التي عالجت الموضوع خاصة في كتاب "مقدمات في المنهاج"، نحاول بعون الله المدبر الخبير معالجة الأفكار الرئيسية من خلال صور ومقاطع من أفلام مقتبسة من أعمال فنية ذات مهنية عالية - كالتي نجدها عند بعض الإخوان الأتراك في موقع يحيى هارون- أو مصورة من الواقع المغربي. والمقال الذي سيصحب الفيلم يكون مقروءا من طرف مهني موهوب في فن الإلقاء والإقناع... لهذا الغرض، تحدث لجنة مهنية تضم كل أفراد طاقم الإنتاج من مخرجين وأكسيسواريين ومصورين ومهندسي الصوت والصورة ومدبلجين ومعلوماتيين وموثقين...
السيناريو
بداية الفلم تصور المسجد الحرام والناس دائرون مصطفون للصلاة تجاه الكعبة، صفوفا صفوفا، تمتد من مكة وتتوسع شيئا فشيئا لتصل إلى أندونيسا وأمريكا وتكتسح كل الأرض.
ومشهد آخر يصور الطواف، بدءا من الطواف حول الكعبة ومرورا بطواف الكواكب والمجرات "كل قد علم صلاته وتسبيحه".
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مشروع شريط وثائقي يهدف إلى الحديث بالصوت والصورة على جزء من كتاب مقدمات في المنهاج النبوي لتغيير الإنسان للأستاذ عبد السلام ياسين، يصور معاني اقتحام العقبة للتحقق الروحي للفرد وللاستخلاف بالنسبة للجماعة.
يحاول الدفاع عن الإنسان ليرتقي به من دركات أغلال العبودية لغير الله، إلى درجات التحرر والتحقق في درجات الإسلام والإيمان والإحسان والرشد والاستخلاف، انطلاقا من سورة العقبة.
محمد الحسني
مركز أعقلها للدراسات البيئية
سيناريو شريط وثائقي بعنوان: كفاح من أجلك تحريرك يا إنسان..
لا أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ
هذا قسم من اللّه تبارك وتعالى بمكة أُم القرى ...، لينّبه على عظمة قدرها... فيها أول بيت وضع للناس لعبادة الله...
وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ
قال ابن عباس: الوالد الذي يلد {وما ولد} العاقر الذي لا يولد له، وقال مجاهد وقتادة والضحّاك: يعني بالوالد آدم {وما ولد} ولده،
مشاهد من علوم الأجنة، وعلوم تدريج الخلق أطوارا، تصف حقيقة ابن آدم الترابية...
لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ
وقال سعيد بن جبير: {في كبد} في شدة وطلب معيشة، وقال قتادة: في مشقة، وقال الحسن: يكابد أمر الدنيا وأمر من الآخرة، وفي رواية: يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة، واختار ابن جرير أن المراد بذلك مكابدة الأمور ومشاقها.
مشاهد لمقاربة موضوع كيف بدأ الخلق "قل سروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق"..." ولقد علمتم النشأة الأولى" ... "والله أنبتكم من الأرض نباتا"... نقترح مقاربة كما صورها لنا ابن خلدون، عنونتها ب "الرؤية الشمولية لحقيقة الإنسان عند ابن خلدون " وصف لنا بنظرته الثاقبة التي كان لها سبق بضع قرون عن العلماء الغربيين الذين اقتبسوا منها دون أي إشارة لمصدرها. وزيادة على خسة السرقة، ألبسوها زورا لباس جحود الخالق، وسموها الداروينية السوسيولوجية...
ابن خلدون عندما تحدث عن قضية الخلق، كان ذلك منه استجابة للأمر القرآني..." "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق"... وكان يعلم أن التأمل في الخلق لإدراك عظمة الخالق أفضل أنواع العبادات، وكان واثقا من أن الباري سبحانه وضع لنا معالم في الطريق كي نكتشف عظمة الله بسبر أغوار الخلق " ولقد علمتم النشأة الأولى" ...و لنتحقق من الخبر اليقين في أصلنا الترابي "والله أنبتكم من الأرض نباتا" والنفخة التي نفخها فينا من روحه، لنكون من المدركين لكلماته الكونية والقدرية والشرعية لعلنا نقتحم عقبة الحجب التي تحجبنا عنه...
في تأمله الثاقب لقضية الخلق، تكلم ابن خلدون عن الأصل المادي والأصل الروحي للإنسان كلاما يبين ذكاءه الخارق وقوة ملاحظته وسبقه في وضع نظريات علمية متقدمة عن زمانه تقدما كبيرا.
ففي كتاب المقدمة، عالج الأصل المادي للإنسان بقوله [1]:
اعلم أرشدنا الله وإياك أنا نشاهد هذا العالم بما فيه من المخلوقات كلها على هيئة من الترتيب والإحكام وربط الأسباب بالمسببات واتصال الأكوان بالأكوان واستحالة بعض الموجودات إلى بعض لا تنقضي عجائبه في ذلك ولا تنتهي غاياته....
ثم انظر إلى عالم التكوين كيف ابتدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان على هيئة بديعة من التدريج. آخر أفق المعادن [2] متصل بأول أفق النبات مثل الحشائش وما لا بذر له [3]
وآخر أفق النبات مثل النخل والكرم [4]، متصل بأول أفق الحيوان مثل الحلزون والصدف [5] ولم يوجد لهما إلا قوة اللمس فقط.
ومعنى الاتصال في هذه المكونات أن آخر أفق منها مستعد بالاستعداد الغريب [6] ، لأن يصير أول أفق الذي بعده. واتسع عالم الحيوان [7] وتعددت أنواعه [8]. وانتهى في تدريج التكوين [9] إلى الإنسان صاحب الفكر والروية، ترتفع إليه من عالم القدرة [10] الذي اجتمع فيه الحس والإدراك ولم ينته إلى الروية والفكر بالفعل وكان ذلك أول أفق من الإنسان بعده. وهذا غاية شهودنا.
أما الإنسان في بعده الروحي فابن خلدون يرفعنا للتأمل كيف جعل الله سبحانه وتعالى الإنسان سميعا بصيرا ومدركا للحقائق. يقول رحمه الله:
" ثم إنا نجد في العوالم على اختلافها آثارا متنوعة: ففي عالم الحس آثار من حركات الأفلاك [11] والعناصر [12] وفي عالم التكوين آثار من حركة النمو [13] والإدراك [14] تشهد كلها بأن لها مؤثراً مبايناً للأجسام. فهو روحاني [15] ويتصل بالمكونات لوجود اتصال هذا العالم في وجودها وذلك هو النفس المدركة والمحركة. ولا بد فوقها من وجود آخر يعطيها الإدراك والحركة ويتصل بها أيضاً ويكون ذاته إدراكاً صرفاً وتعقلاً محضا وهو عالم الملائكة. فوجب من ذلك أن يكون للنفس استعداد للانسلاخ من البشرية إلى الملكية لتصير بالفعل من جنس الملائكة وقتاً من الأوقات في لمحة من اللمحات وذلك بعد أن تكمل ذاتها الروحانية [16] بالفعل كما نذكره بعد. ويكون لها اتصال بالأفق الذي بعدها شأن الموجودات المرتبة كما قدمناه. فلها في الاتصال جهتاالعلو والسفل: فهي متصلة بالبدن من أسفل منها ومكتسبة به المدارك الحسية [17] التي تستعد بها للحصول على التعقل بالفعل [18] ومتصلة من جهة الأعلى منها بأفق الملائكة ومكتسبة به المدارك العلمية والغيبية فإن عالم الحوادث موجود في تعقلاتهم من غير زمان [19]." انتهى قول ابن خلدون.
والنظريات العلمية الحديثة لتفسير الكون: نظرية الحبال [20] توضح بمعادلات رياضية في كامل الإحكام والتناسق، إمكانية وجود عوالم ذات أبعاد زمانية أو مكانية مطوية. وهذه النظرية مرشحة لتكميل النقص التفسيري لنظرية النسبية [21] والنظرية الفيزيائية الكمية[22].
بعد هذا التعريج الذي يهدف لحث الناس على التأمل الثاقب للحقائق العلمية، تقربا لله وتطبيقا لأمره في التفكر في الخلق لا في ذات الخالق، نرجع بالمشاهد لحالة ذلك الإنسان المشغول عن ربه المثقل بالأغلال التي كبل بها نفسه أو كبله بها أخوه الإنسان... مشاهد من السعي والكد وشقاوة طالب الدنيا الذي لا يقنع، لو كان له واد من ذهب لطمع في ثاني ....ولا يملأ جوفه إلا التراب...
مكابدة الحياة في مشاهد مثيرة لمختلف الأجناس وشتى وسائل التكسب المحمود وغير المحمود...
أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ
قال الحسن البصري: يعني يأخد ماله، وقال قتادة: يظن أن لن يسأل عن هذا المال من أين اكتسبه وأين أنفقه.
مشاهد تصور أنواع التكسب الحلال والحرام... وأنواع الجبابرة الذين يبخسون الناس أشياءهم... والمطففين وخدعهم وحيلهم...
يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً
{يقول أهلكت مالاً لبداً} أي يقول ابن آدم: أنفقت {مالاً لبداً} أي كثيراً قاله مجاهد والحسن
مشاهد للمسرفين المبذرين والمترفين المستعلين على الناس...
أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ
قال مجاهد: أي أيحسب أن لم يره اللّه عزَّ وجلَّ
مشاهد للمختلسين الذين يتسترون على أفعالهم والكاميرات تصورهم، مشاهد لموائد الربا والقمار وبيع المخدرات والكحول، مشاهد للسكارى ومآسي العائلات وحوادث السير...
أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ
{ألم نجعل له عينين} أي يبصر بهما {ولساناً} أي ينطق به فيعبر عما في ضميره {وشفتين} يستعين بهما على الكلام، وأكل الطعام، وجمالاً لوجهه وفمه. وقد روى الحافظ ابن عساكر عن مكحول قال؛ قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (يقول اللّه تعالى: يا ابن آدم قد أنعمت عليك نعماً عظاماً، لا تحصي عددها ولا تطيق شكرها، وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما، وجعلت لهما غطاء، فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك، وإن رأيت ما حرمت عليك، فأطبق عليهما غطاءهما، وجعلت لك لساناً وجعلت له غلافاً، فانطق بما أمرتك، وأحللت لك فإن عرض عليك ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك، وجعلت لك فرجاً وجعلت لك ستراً، فأصب بفرجك ما أحللت لك، فإن عرض عليك ما حرمت عليك فأرخ عليك سترك، يا ابن آدم إنك لا تحمل سخطي ولا تطيق انتقامي) ""أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي الربيع الدمشقي"
مشاهد تحاول تصوير ما جاء في هذا الحديث...
وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ
{وهديناه النجدين} الطريقين، قال ابن مسعود: الخير والشر، وعن أبي رجاء قال: سمعت الحسن يقول: {وهديناه النجدين} قال: ذكر لنا أن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: (يا أيها الناس إنهما النجدان، نجد الخير، ونجد الشر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير) ""أخرجه ابن جرير عن الحسن مرسلاً""، وقال ابن عباس {وهديناه النجدين} قال: الثديين، قال ابن جرير: والصواب القول الأول، نظير هذه الآية قوله: {إنا هديناه السبيل إما شاكراً أو كفوراً}.
مشاهد تحاول تصوير النجدين: نجد أهل الخير والعبادة والفلاح... ونجد أهل الشقاوة وما ينتظرهم من أهوال الحساب والعقاب...
فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبَةُ
روى ابن جرير عن ابن عمر في قوله تعالى: {فلا اقتحم} أي دخل {العقبة} قال: جبل في جهنم، وقال كعب الأحبار: هو سبعون درجة في جهنم، وقال الحسن البصري: عقبة في جهنم، وقال قتادة: إنها عقبة قحمة شديدة فاقتحموها بطاعة اللّه تعالى، {وما أدراك ما العقبة}؟
مشاهد تحاول تصوير العقبة...كما جاءت في التفسير، وكما صورها لنا الأستاذ المرشد في كتاب المقدمات.
تصوير بياني للعقبة
فَكُّ رَقَبَةٍ
ثم أخبر تعالى عن اقتحامها فقال: {فك رقبة . أو إطعام}، وقال ابن زيد: {فلا اقتحم العقبة} أي أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير، ثم بينها فقال تعالى: {وما أدراك ما العقبة . فك رقبة}، عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (من أعتق رقبة مؤمنة أعتق اللّه بكل إرب - أي عضو - منها إرباً منه من النار حتى إنه ليعتق باليد اليد، وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج)، فقال علي بن الحسين: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ فقال سعيد: نعم، فقال علي بن الحسين لغلام له أفره غلمانه: ادع مطرفاً، فلما قام بين يديه، قال: اذهب فأنت حر لوجه اللّه) ""أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي والإمام أحمد"". وعند مسلم أن هذا الغلام الذي أعتقه علي بن الحسين زين العابدين كان قد أعطي فيه عشرة آلاف درهم، وعن عمرو بن عبسة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (من بنى مسجداً ليذكر اللّه فيه بنى اللّه له بيتاً في الجنة، ومن أعتق نفساً مسلمة كانت فديته من جهنم، ومن شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة) ""أخرجه أحمد"". وفي الحديث: (من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله اللّه الجنة بفضل رحمته إياهم، ومن شاب شيبة في سبيل اللّه كانت له نوراً يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل اللّه بلغ به العدو أصاب أو أخطأ كان له عتق رقبة، ومن أعتق رقبة مؤمنة أعتق اللّه بكل عضو منه عضواً منه من النار، ومن أعتق زوجين في سبيل اللّه فإن للجنة ثمانية أبواب يدخله اللّه من أي باب شاء منها) ""أخرجه أحمد أيضاً"". وهذه أسانيد جيدة قوية وللّه الحمد.
مشاهد لفك الرقاب من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد... مشاهد لأنواع العبيد: عبد نفسه، عبد الضيعة، عبد الدرهم والدينار، عبد السلطة، عبد الجاه، عبد البطن والفرج، الخ
أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ
وقوله تعالى: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة} قال ابن عباس: ذي مجاعة وكذا قال عكرمة ومجاهد والضحّاك وقتادة وغيرهم والسغب: هو الجوع، وقال النخعي: في يوم الطعامُ فيه عزيز، وقال قتادة: في يوم مشتهى فيه الطعام، ".
مشاهد للذين يطعمون الناس، موائد رمضان، العيد الأضاحي... مشاهد تبين معاني المسغبة والبيئة التي تنمو فيها، كالمزابل ومدن الصفيح...
يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ
وقوله تعالى: {يتيماً} أي أطعم في مثل هذا اليوم يتيماً {ذا مقربة} أي ذا قرابة منه، كما جاء في الحديث الصحيح: (الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان، صدقة وصلة) ""أخرجه أحمد ورواه الترمذي والنسائي وإسناده صحيح"
مشاهد للأرامل ومآسيهن، أطفال بدون مأوى عرضة للبرد والمخدرات...
أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ
وقوله تعالى: {أو مسكيناً ذا متربة} أي فقيراً مدقعاً لاصقاً بالتراب، وهو الدقعاء أيضاً، قال ابن عباس: ذا متربة هو المطروح في الطريق، الذي لا بيت له ولا شيء يقيه من التراب. وفي رواية: هو الذي لصق بالدقعاء من الفقر والحاجة ليس له شيء، وقال عكرمة: هو الفقير المدين المحتاج، وقال سعيد بن جبير: هو الذي لا أحد له، وقال قتادة: هو ذو العيال، وكل هذه قريبة المعنى
مشاهد تجسد ما جاء في هذا التفسير، تتوسع في إظهار الفقر المدقع ونقيضه ... أحياء الصفيح المكتظة،ومشاهد القصور الشاسعة، مناظر الذين يبحثون في النفايات ومناظر الكادياك وطاولات الخمور والتهتك...
مناظر تبين هذا الإنسان الذي تحرر من الشرك وكفر الفقر "كاد الفقر أن يكون كفرا" هذا الإنسان المتحرر من العبودية لغير الله، هو المستعد للارتقاء في درجات الإسلام والإيمان والإحسان...
ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ
وقوله تعالى: {ثم كان من الذين آمنوا} أي ثم هو مع هذه الأوصاف الجميلة الطاهرة مؤمن بقلبه، محتسب ثواب ذلك عند اللّه عزَّ وجلَّ، كما قال تعالى: {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً}، وقوله تعالى: {وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة} أي كان من المؤمنين العاملين صالحاً، (المتواصين بالصبر على أذى الناس، وعلى الرحمة بهم)، كما جاء في الحديث: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). وعن عبد اللّه بن عمرو يرويه قال: (من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا) ""أخرجه أبو داود""،
مشاهد تبين درجات ارتقاء الفرد المتحرر من كل أنواع الاستعباد في درجات الإسلام والإيمان والإحسان...
مشاهد للذين آمنوا وعملوا الصالحات... مجالس الإيمان، الرباطات، المساجد، الموائد الرمضانية ( إعادة بعض المشاهد السابقة) مناظر لتوزيع الزكاة... مناظر ليوم المؤمن وليلته...،
مناظر للعمل الصالح في الدنيا حين يكون العدل وحسن التدبير : مشاهد مأخوذة من مدن للعالم المتقدم الذي لا يظلم الإنسان فيه كثيرا، وتصان كرامته، مثلا في ألمانيا واليابان وماليزيا... الطرق المترامية، الموانئ المطارات... الكدح المنظم، احترام أوقات الصلاة...المساجد العظيمة الناس الكادحين المكرمين...
مشاهد تتخيل العمران الأخوي تحت حكم الخلافة الأولى....تحرير الناس من ظلم الجبابرة، انتشار الإسلام في الكرة الأٍضية...تعلق الناس بالمحررين، الذين يقرونهم في ممتلكاتهم ولا يأخذون منها إلا الحقوق المشروعة، مناظر لتوزيع الزكاة في عهد عمر بن عبد العزيز...حين لا يوجد من يأخذها لعموم فيض الخير على الجميع...
مشاهد تتخيل العمران الأخوي تحت حكم الخلافة الثانية....
محاولة تجسيد مرحلة الدعوة... اقتحام العقبات...حنين الأرض والسماء للمهدي العادل الراشد قطب الزمان، والجماعة المقتحمة التي تتطمح لدرجات الإحسان: الإحسان للنفس .... الإحسان للغير... الإحسان مع الأشياء مع الأرض مع الجو مع البحر قضية فساد البر والبحر بما كسبت أيدي الناس التلوث السرطان الأزون...
إقبال الناس على مجالس المؤمنين... إعراض الناس عن المشروع اللاييكي، صناديق التصويت الخاوية، السخرية من الاستئصاليين وبرامجهم البليدة، ومشاريعهم المملاة من الأعداء، فضح الإعلام المميع وتصويره ككراكيز تحركها أيادي الصهانة والذين يحبون أن تشيع الفاحشة ويسود داعيها الفويسق الرويبض ...
محاولة تجسيد مرحلة الدولة القطرية: الميثاق الإسلامي، انخراط الناس جميعا، حاكميهم ومحكوميهم في المشروع الاستخلافي الذي يحرر الإنسان المغربي ويرد له اعتباره الذي به صمد ضد الحملات الصليبية الأولى ( صور من وافعة وادي المخازن ومعركة أنوال) هذا الاعتبار الذي سيحرره من الاستعمار الجديد ( العولمة وما بعد مرحلة الأستعمار)، وسيربطه بمهمته في الحياة ودوره في تبليغ رسالة رب العالمين لترشيد المسيرة الإنسانية، وإنقاذ المستضعفين من كل أنواع الشرك والقهر، ( إعادة بعض مشاهد تحرير الرقاب)...
محاولة تجسيد مرحلة الخلافة الثانية: مناظر من المدينة المنورة، عاصمة الخلافة الراشدة الأولى وخريطة العالم الإسلامي المحرر من جميع القيود ليخلص وجهته لله، ومناظر للمسلمين في المسجد الحرام، مشاهد من ماليزيا لتجسيد معاني العدل والإحسان...ومشاهد للمهتدين في الدول الغربية ومساجدهم...
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ
وقوله تعالى: {أولئك أصحاب الميمنة} أي المتصفون بهذه الصفات من أصحاب اليمين ،
مشاهد تصور الرجوع لحقيقة الإنسان المحكوم حتما بواقعة الموت والذي سيبعث فردا، مشاهد تبين أنواعا من الصالحين عندما يأتيهم الأجل المحتوم، وصاياهم، قربهم من ذويهم صبرهم واحتسابهم ابتسامتهم عند الموت وعلمهم المسبق بمكان وزمان موتهم مكاشفة من الله لهم...
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ المَشْأَمَةِ
ثم قال: {والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة} أي أصحاب الشمال
مشاهد للعابثين الذين لا يؤمنون بالآخرة ... كيف تكون خاتمتهم ... موت الفجأة موت الحوادث التي يسببها الخمر...انتحار المدمنين على المخدرات...
عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ
{عليهم نار مؤصدة} أي مطبقة عليهم فلا محيد لهم عنها، ولا خروج لهم منها، قال أبو هريرة {مؤصدة} أي مطبقة، وقال ابن عباس: مغلقة الأبواب، وقال مجاهد: أصد الباب أي أغلقه، وقال الضحّاك: {مؤصدة} حيط لا باب له، وقال قتادة {مؤصدة}: مطبقة فلا ضوء فيها ولا فرج ولا خروج منها آخر الأبد، وقال أبو عمران الجوني: إذا كان يوم القيامة أمر اللّه بكل جبار وكل شيطان، وكل من كان يخاف الناس في الدنيا شره، فأوثقوا بالحديد، ثم أمر بهم إلى جهنم ثم أوصدوها عليهم أي أطبقوها، قال: فلا واللّه لا تستقر أقدامهم على قرار أبداً، ولا واللّه لا ينظرون فيها إلى أديم سماء أبداً، ولا واللّه لا تلتقي جفون أعينهم على غمض نوم أبداً، ولا واللّه لا يذوقون فيها بارد شراب أبداً ""أخرجه ابن أبي حاتم"".
مناظر تحاول تصوير أهوال جهنم أعاذنا الله وإياكم منها...
والله المعين والموفق لمنهاج سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[1] المقدمة السادسة في أصناف المدركين للغيب من البشر بالفطرة أو بالرياضة ويتقدمه الكلام في الوحي والرؤيا.
[2] Protéines, ADN, ARN ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[3] espèces à reproduction asexuée ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[4] espèces à reproduction sexuée ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[5] invertébrés ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[6] القابلية لتنفيذ أمر الخالق: "كن" ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[7] Vertébrés ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[8] espèces ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[9] évolution ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[10] énergie/matière – loi de la grande unification universelle ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[11] force de la gravité ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[12] corps simples, éléments ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[13] croissance ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[14] conscience ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[15] spirituel ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[16] accomplissement spirituel ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[17] cinq sens ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[18] les cellules du cerveau organe du raisonnement ont une même origine que les cellules de la peau
[19] transcendance du temps ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[20] théorie des cordes ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[21] théorie de la relativité ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)
[22] physique quantique ( عرض مشاهد وثائقية توضيحية)