نظرية التحيز الرباعي
في حركية المجتمعات البشرية
أحاديث منتدى الغرابة
محمد المهدي الحسني
11 فبراير 2014
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله
تنبيه:
من بلاد أولاد حام ، سنة 2056 !
بعد ثورة الشعوب التي عمت العالم انطلاقا من تونس…
أحاديث من عوالم الشهادة، والخيال، والمثال، والغيب، والبرازخ التي بينها، لا يقيدها عقال…
فمن ربط أحداثها أو أشخاصها بما هو موجود في الوجود، فليتحمل تبعات الجحود بتنزيه الخيال عن القيود والحدود…
ولقد رُفِعَ الْقَلَمُ عَنِ الحالم حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ المتخيل حَتَّى يعقل”.
نظرية التحيز الرباعي
في حركية المجتمعات البشرية
أحاديث منتدى الغرابة
حصة استخلاص العلم النافع
تقدم مداوي كلوم العرب ليفتتح مجلسا آخر من مجالس نادي الغرابة. فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه وعلى آله، ثم قال مذكرا: نحن في هذه الليلة من ليالي فبراير الباردة من سنة 2056 ، نسأل الله أن يؤدي عنا شكر نعمه التي لا تحصى، ومنها هذه الطاقة المجانية المتاحة لجميع الناس. هذه النار الحميمية التي يطيب معها السمر، كانت تنتظر تحالف المسلمين تحت قيادة الزعيم الممهد للمهدي ليعضد الله بها حكمه. أخفتها مخابرات دولة الدجال، نزولا عند أمر عصاة بني إسرائيل وحلفائهم من أمراء النفط، احتكارا ظالما لثروات الكون الذي سخره الله للبشرية.
ولم تتيسر نهضة المسلمين وتحريرهم للوسائل المادية، التي هي من حق كل أفراد المجتمع، إلا بعد ضبطهم لبوصلة الغايات... بعد الانقلاب الثقافي الذي ساهم فيه منتداكم المبارك. كانت أهم مساهماته في ثقافة المقاومة، تلك النظرية الجديدة التي فتح الله بها على مجالسكم. ولربما حان الوقت لتدخل أخينا فبرايار لمتابعة قصصه المبين لتطبيقاتها الميدانية.
فلما صعد الفتى إلى منصة البروز تقدم باسم شباب منتدى الغرابة بطلب استقرت عليه مشورة المنظمين لأنشطة المنتدى عبر العالم... قال الفتى : مرت أيام حافلة بالأنشطة المهيئة لتوقيع قصة " أجراس المنارة البيضاء". وهي القصة الكاشفة للركن الثالث من أركان نظرية التحيز أو الاستقطاب الرباعي. ولقد أبدى الشباب رغبة في تعميق فهمهم للنظرية، قبل المضي في تطبيقاتها الميدانية... خاصة لما قاربت توقعاتها بدقة عجيبة، ما أظهره الله في الكون. أذكركم بأمثلة منها، ذكرت في مجالس القصص:
ü انعتاق ابن الحسين وأبناء حام من ربق العبودية لدولة الدجال المسيطرة على الطاقة والمال (قصة تغريبة في بلاد الصخور الصفراء والعين الحامية )؛
ü تقاربهم مع المسلمين العجم خاصة إيران؛
ü عام الجماعة الذي مهد لتحالف المسلمين، وفيه تم اعتماد الفتوى الأولى والأخيرة التي اضطر نادي الغرابة إصدارها نذكر بمضمونها نظرا لأهميته في صد فتاوى فقهاء الفتنة: " كما لا يجوز شرعا تسويف التوبة الفردية، التي هي بداية السعي نحو الغاية الإحسانية والكمال الروحي، كذلك لا يجوز لجماعة، أو حزب، أو قطر، أو عرق، أو أي تجمع بشري لأهل القبلة، أن يسوف الأوبة الجماعية والتحيز إلى بيضة المسلمين المؤيدة بالسلطان والقرآن لهذا القرن، سعيا نحو تحقيق الغاية الاستخلافية للمسلمين. ذلك التحيز هو التعاون على البر والتقوى، المأمور به شرعا، عوض التناحر، أو الانتظارية، أو التخلف، أو الفرار من الزحف في مواجهة دولة ممثل الدجال المحتلة للقدس، وهو من السبع الموبقات." (مكاشفات في وادي السيليكون )
ü ما قيل في علماء الثريا؛
ü اكتشاف دجال القرن (انتفاخة ابن صياد )؛
ü انفجار غضبته التي أشعلت فتيل الحرب العالمية الثالثة؛
ü تحالف بعض الأعراب النواصب مع دولة الدجال في الحرب؛
ü توقعات الهزيمة الكبرى، التي حررت شعوب العالم؛
ü مساهمة أممية في الهزيمة من أبناء يافت وأبناء حام في العالم القديم والعالم الجديد؛
ü تحالف عالمي مع دولة حجة الله في أرضه؛
ü إزالة الحدود الوهمية بين الشعوب؛
ü عموم العدل بمفهومه الشمولي أي احترام قوانين الطبيعة وقوانين الشريعة، وازدهار العلوم الكونية والعلوم الشرعية؛
ü شيوع خيرات الدولة التي يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض؛
ü وغيرها من التوقعات التي سوف نعرضها في بقية القصص، "قصة أجراس المنارة البيضاء" وفيها أخبارالممهدين للفرقة النصرانية المتحالفة مع حجة الله، وقصة" موت أبيض على ضفاف بحر لوط" وفيها أخبار القطب الممهد لياجوج وماجوج...
صفق الشباب لاقتراح فبرايار، فنزل الشيخ عند رغبتهم وقال: دأبنا على التذكير بالنظرية في القصص الماضية، خاصة في المجالس المخصصة لاستخلاص العلم النافع. ونعوذ بالله من علم لا ينفع. والعلم النافع، كما عرفناه من قبل، هو إمام العمل الصالح المنتج لوحدة المسلمين المؤيدة بالسلطان والقرآن، أو قولوا إن شئتم المؤيدة بالطبيعة والشريعة. ولا تتم صياغة النظر النافع، إلا بعد تحليل وتركيب الواقع. فتتطارح قوى العوالم الظالمة فيما بينها، كما تتطارح الأرقام العقدية، ويسقط وجودها الافتراضي. وتطوى أبعادها كطي السجل للكتاب. فلا يبقى سوى بقية الله، المتمثلة في الكون الذي رجح برجحان رحمة الله على غضبه وتنكيله بالجبابرة. فذلك العدل في الميزان، الذي قامت به الأكوان، وامتحن به الانسان. ... ولا بأس من التكرار بصيغ شتى حتى تتضح المضامين، وتصفو المفاهيم، فيتيسر التحصيل والاستنتاج والتطبيق. ثم قال: فتح الله لنا في "نظرية التحيز الرباعي" لما حاولنا جمع شتاة قوانين الاستخلاف والتمكين المستقبلي وقوانين التاريخ وعلم الاجتماع والانتروبولوجيا والتطور، وكذلك العلوم الكونية الدقيقة والمعارف الإنسانية الدينية والصوفية والفلسفية تحت نظرية تركيبية موحدة لا تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة، إنما تتطلع إلى مقاربتها مقاربة علمية:
· قابلة للافتحاص والتعديل والتطوير ككل النظريات العلمية؛
· قابلة للاختبار في ميادين الماضي والحاضر؛
· حبلى بالتطبيقات العلمية والتكنولوجية، لاستخراج المجهول من المعلوم من المعطيات في العلوم الاستشرافية التي تخطط لمستقبل الأفراد والجماعات والدول والأمم؛
· قابلة للنمذجة العلمية لاستخلاص التوقعات، بعد تحديد معطيات وخيارات الانطلاقة...
خيارات الحاضر تعتمد على حرية الاختيار الفردي والجماعي التي هي من جملة حقوق الإنسان وحقوق الشعوب. لكن بعد تمكينهم من أهم حق من حقوقهم: حق الاطلاع على شرعة الرسل التي أنزلها الله على رسله صلوات الله وسلامه عليهم : إبراهيم وموسى وعيسى، في آخر نسخة لها تكفل الله بحفظها من التزوير: القرآن الكريم الذي أنزل على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى آله. أما إن ترك الإنسان في جهله لهذا الحق، ولم تعرض عليه سوى الشرعة الممهدة للدجال في هيكل دين العلمانية التلمودية، بل يقرر البعض أن يفرضها قهرا من أعلى هرم مؤسسات الأمم المتحدة، ويكذب ويدعي أنها من القوانين الكونية، فهذا لن يستقيم معه أمر البشر... وهذا هو دين دوكماتية الظلم والجهالة ، الذي لم يأت دين الرسل إلا لتغييره...
والتغيير حسب مداوي كلوم العرب، بدايته بذل الوسع في واجب التبليغ، لكي يطلع الإنسان على ثقافة مقاومة دين العلمانية التلمودية التي تقود العالم في هذا الزمان. ثم بعد ذلك يترك له قرار الاختيار : إذ {{ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }} " البقرة: 256". وبذلك يتاح له تحمل مسؤولية تحيزه إلى الجهة التي يحبها، لكي يحشر معها، و{ المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل}. "حديث رواه الترمذي وغيره"...
فجاءت هذه النظرية لتبين تفاصيل هذا التحيز، ليكتشف الفرد خطورة قراراته، وهي الأمانة التي حملها الإنسان الحر وقد نبهنا ربنا على ثقلها فقال عز وجل :{{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا }} " الاحزاب: 72".
بعد هذه المقدمات الممهدة لبيان المضمون، قال مداوي كلوم العرب: أما مضمون نظرية التحيز الرباعي التي هي عماد ثقافة المقاومة فهو ينص على :
1. أن القوانين الكونية والشرعية والقدرية تتفاعل فيما بينها لدفع أمر البشرية من فوضى الاختلاف، إلى نظام الائتلاف والتحيز في أربع تكتلات بشرية.
2. التكتلات الأربع، هي إرهاصات ومقدمات للتدافعات البشرية الممهدة لظهور المجتمع الراشد الذي هو مطلب جميع الأمم؛
3. في كل قرن يبرز إلى الوجود زعماء لتلك التكتلات الأربع:
· زعيم يهرول إليه كل محب للمستكبرين الحاقدين على البشرية الموقدين لنيران الحروب والفتن، سميناه: الممهد للدجال؛
· قطب مجدد للدين الذي أتى به الرسل، يصلح ما أفسده ممثل الدجال، يتحيز إليه المؤمنون بالله وكتبه ورسله، وكل الفضلاء المبادرين لفعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين. سميناه الممهد لمهدي آخر الزمان؛
· قطب ممهد لنزول عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا السلام، يجمع الفرقة النصرانية التي ستتحالف مع ممثل المهدي لمقاومة الممهد للدجال؛
· قطب ممهد لظهور ياجوج وماجوج يجمع من ذرية يافت قوة خارقة، تسلط على الأمم التي جاهرت بالفواحش وشرعت لإشاعتها خارج الحدود التي رسمتها قوانين الرسل والأنبياء...
4. حتى إذا درجوا، يظهر الله لهم ورثة يتبعون نهجهم في كل قرن، إلى أن يكون ختمهم الإمام المهدي، والمسيح الدجال الأعور، والمسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وياجوج وماجوج الخارجون زمن ظهور ختم الأئمة المهديين. وهذا من علامات الساعة الذي تفصلنا عنها أحقاب لا يعلمها إلا الله، لأنها من غيبه المطلق… ربما تكون غدا... ربما بعد آلاف السنين، ويوم عند ربك كألف سنة مما تعدون، أو كان مقداره خمسين ألف سنة، نراه بعيدا ويراه الله قريبا.
ثم ذكر عميد شيوخ نادي الغرابة كلاما عميقا يعضد به النظرية فقال: كما أن كل المخلوقات يوجد فيها استعداد بالفطرة للترقي عبر أطوار الخلق وطفراته إلى خلقة " الإنسان الكامل"، كل الأمم توجد فيها إرهاصات واستعدادات للرقي عبر ثورات وقومات إلى مستوى "المجتمع الراشد". تعددت أسماء "المجتمع الراشد" عند المفكرين والفلاسفة والمصلحين، كالمدينة الفاضلة عند الفلاسفة، والمجتمع اللاطبقي عند الماركسيين، والألفية السعيدة عند الصهيوإنجيليين، والخلافة على منهاج النبوة عند المسلمين...
ولا تتشعب بنا الأهواء في تحديد طبيعة وأوصاف الإنسان الكامل، وخصائص المجتمع المثالي، ولنا الميزان الذي قامت به الأكوان...
كمال الخليقة ظهر في نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد اندرجت فيه النبوات والرسالات الماضية، وتفرعت منه وراثة، المعارج القدسية المخلصة في الدنيا والآخرة، وراثة اتّباع، لا وراثة تشريع، إذ لا تشريع بعد شرعه...
وكمال المجتمع الذي يسعد فيه البشر وتتحقق فيه شروط العدل الذي قامت به السماوات والأرض، هو مجتمع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. أو قل إن شئت "المجتمع المدني" نسبة إلى المدينة المنورة لا إلى جمعيات حميقات عبدة الشيطان! ... أظهره الله مدة ثلاثين سنة ثم طواه وجعله مثالا يحتذى، تتطلع إليه جميع الأمم. وستعود الخلافة الراشدة في آخر الزمان. دليلنا أحاديث يعتبرها الناس من دلائل نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأنها تنبأت بحقائق مستقبلية فمنها ما تحقق، ومنها ما يُنتظر تحققه.
منها الحديث الصحيح الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله: { الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تصير ملكاً عضوضاً }. وإعجاز الحديث مضاعف لأنه من دلائل النبوة عند فئتين عظيمتين من المسلمين ( "فئتين عظيمتين" تعبير النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله في حديث الصلح بين السنة والشيعة ):
· المنتسبون إلى السنة يحصون السنين والأشهر كما أورده بن أبي العز في شرح الطحاوية: "كانت خلافة أبي بكر سنتين وثلاثة أشهر، وخلافة عمر عشر سنين ونصفاً، وخلافة عثمان اثنتي عشر سنة، وخلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر، وخلافة الحسن ستة أشهر"... وهذا عام الجماعة الذي تنازل الحسن بن على رضى الله عنه لمعاوية. فصدقت أيضا نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله في هذا الحدث لما قال : { إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين} فسمي ذلك العام بعام الجماعة الذي ذكره فبرايار في قصة انتفاخة ابن صياد!
· المنتسبون إلى الشيعة قالوا عن الحديث: هذا من دلائل صدق نبوة النبي صلى الله عليه وآله فإن أبابكر تولى عام11هـ. وتنازل عنها الحسن بن علي عام41 هـ. وهي ثلاثون عاماً كاملة. وسكتوا عن ذكر الخلفاء الأربعة، وعندهم من النصوص ما يعضد مذهبهم كحديث الغدير وغيره.
· والمحققون من الفريقين الذين اتسع علمهم فقل اعتراضهم على ما جرت به المقادير، قبل نزولها وعند نزولها وبعد نزولها، رأوا كشفا في الموضوع: يطلعهم على مراد الله في الإمامة والولاية والخلافة فيرونها في إمامين: إمام الباطن وإمام الظاهر. ويلحون على ضرورة التآزر بينهما، للحفاظ على بيضة الإسلام. التي هي أهم من الأشخاص. فالخلافة كالأمانة تكون عرضا من الله لا إكراه فيه. فمن الخلفاء من قبلها فأعانه الله عليها، ومنهم من أشفق منها، فكان خليفة للباطن، يمد خلافة الظاهر الذي صار مُلٌكا يمتحن الله به طلاب الرياسة... وهي حسرة وندامة يوم القيامة، لأن العدل فيها انتقضت عراه من الأصل: لانتقاض الشورى، وشيوع أخذ الحكم غلبة. وقد صدق أهل السنة في اجتهادهم، وقد صدق شيعة علي في اجتهادهم، لأن سيدنا علي كرم الله وجهه، قبل أن تجتمع عليه الشورى لخلافة الظاهر، كان خليفة الباطن الذي والاه الله ورسوله، كما ورد في حديث الغدير المتواتر عند الفريقين: فعن زيد بن أرقم " أقبل نبي الله من مكة في حجة الوداع حتى نزل ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بغدير الجحفة بين مكة والمدينة، فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى : الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )، ... إلى قوله : ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها ثم قال : { من كنت مولاه فهذا مولاه، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه}، قالها ثلاثا ".
· وكخليفة للباطن، كان سيدنا علي كرم الله وجهه، يمد خلفاء الظاهر بعون لا يستقيم أمر الأمة بدونه. دليل ذلك:
o إمداده لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: شاوره في حرب الردة : " ما تقول يا أبا الحسن فأجابه علي: " إنك إن تركت شيئًا مما كان أخذه منهم رسول الله، فأنت على خلاف سنة الرسول، فقال: أما لئن قلت ذاك، لأقاتلنهم وإن منعوني عقالاً". وعن ابن عمر، رضي الله عنه: لما أراد الصديق مباشرة الحرب ضد أهل الردة بنفسه، قال له علي:«أقول لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: لم سيفك ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة، فوالله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدًا»، فرجع الصديق وأوفد الجيوش تحت قيادة أخرى .
o إمداده لعمر رضي الله عنه: عن أبى سعيد الخدرى أنه سمع عمر يقول لعلي وقد سأله عن شئ فأجابه: أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن. فكان الخليفة عمر لا يمضي صغيرة أو كبيرة حتى يستشيره ويعمل برأيه... مثال ذلك : أراد عمر رضي الله عنه في بداية الأمر تقسيم الأرض بعد الفاتحين، لكن عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه رأى عدم التقسيم. فعمل برأيه بعد ترجيحه بأحكام سورة الحشر.
o إمداد علي كرم الله وجهه لعثمان بن عفان رضي الله عنه: لجأ إليه عثمان ليكفيه هم ثوار مصر فصالحهم علي على عهود : "يؤمن الخائف، ويردّ المنفيّ، ولا تجمّر في البعوث، ويوفّر الفيء، وعليّ بن أبي طالب ضمين للمؤمنين والمسلمين على عثمان بالوفاء بما في هذا الكتاب".
وهذا غيظ من فيض اقتصرنا فيه على ذكر إمداده لخلفاء الظاهر في مسائل تدبير ثروات المسلمين، وأمنهم، ووحدتهم... وهو المهم في بيضة المسلمين التي حولها ندندن.
أما مسألة عودة الخلافة على منهاج النبوة في آخر الزمان، فالفريقان متفقان عليها. ولهم اجتهادات في تفاصيلها، ينفخ الشيطان في المختلف فيه منها، لكي يغدو اختلاف نقمة لا اختلاف رحمة. وبالتأكيد سينكص إبليس على عقبيه كما فعل يوم بدر، عندما كانت بيضة الإسلام في خطر، وهو حال المسلمين لما ضاع القدس في الحروب الصليبية الأولى. فقيد الله للأمة قطبا باطنا نظن أنه ابن عربي والله أعلم. وكان ممدا لخلفاء الظاهر في المغرب لما انتصر الموحدون على أوروبا في وقعة الأرك. وكان ممدا لخلفاء المشرق الذين حرروا القدس بعد موقعة حطين، ثم من بعدهم برز إمداده للعيان في الرسالة التي بعثها للفاتح لبلاد اليونان... وكان من مريديه... كما كان الآخران، والله أعلم، و{{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }} " البقرة : 134"... ما ينبغي أن يشغلنا اليوم هو انتهاك حرمات القدس من جديد، بعد الحربين العالميتين الماسونيتين المدبرتين بهدف:
· القضاء على بيضة المسلمين، التي كانت تمثلها الخلافة العثمانية؛
· وتوزيع إرثها وتمزيق شمل الأمة، بمساعدة بعض الأعراب الذين باعوا فلسطين.
فتعين على المسلمين أن يعملوا بأمر ربهم ليرتفع عنهم مقته وغضبه: {{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}}. فتلك هي الأعماق الاستراتيجية التي تحرك شبابنا في منتدى الغرابة لكي ينتجوا العلم النافع الممد لحماة بيضة المسلمين الظاهرين بالسلطان والقرآن في هذا الزمان.
وهو المشروع الذي نسدد به ونقارب لبلوغ الغاية الإحسانية الفردية، ولبلوغ الغاية الاستخلافية الموحدة لأمة الإسلام... أما الانتظارية القاعدة الحالمة بالخلافة الثانية على منهاج النبوة، فنسألها ونقول : من أين أتيتم بهذه التسمية "الخلافة الثانية"، هل ذكرت في حديث أو أثر؟ لم لا تسعون إليها الآن؟ لم لا تكون الخلافة رقم مليون؟... والتي بينها وبين الأولى إنما هي محاولات وتسديدات بشرية يظهرها الله على يد الممهدين لها، غايتهم مقارعة باطل دولة الدجال التي تصول وتجول في ديارنا؟
أما الخلافة الكاملة فتوقيتها من غيب الله المطلق كما ذكرنا من قبل... والسؤال عنه مذموم، من جنس طلب الخوارق المنهى عنه شرعا. أجاب عنه نبي الهداية في الحديث الصحيح : {عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ قَالَ : لا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلاةٍ وَلا صِيَامٍ ، إِلا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، قَالَ : فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " ... }.
هكذا عالج النبي صلى الله عليه وسلم تلك الأساطير والخرافات التي نسجت وتنسج حول الساعة وعلامتها الكبرى: البشرى التي بشر بها جميع الرسل: بشرى ظهور المهدي ونزول عيسى وتحالفهما ضد المسيح الدجال في آخر الزمان. وبذلك الجواب البليغ، ارتقى الوعي بتلك العقيدة /البشرى من خرافة الانتظارية والقعود وطلب الخوارق وتعطيل العقل، إلى واجب الاستعداد والعمل الصالح والتكتل القلبي والعملي مع أتباع دين الرسل الذي هو الإسلام، من أجل مقاربة النموذج المجتمعي المبشر به...
وكان علماؤنا في الدراسات المعمقة لقوانين الطبيعة وقوانين الشريعة وكذلك المحققون في العلوم الاجتماعية والمعارف الروحية قد بينوا أن "نظرية التحيز الرباعي" عوضت بجدارة واستحقاق، نظريات سقيمة مثل " نظرية الفوضى الخلاقة"، و"نظرية نهاية التاريخ"، و" نظرية تدافع الحضارات"، و"الجندر"... وغيرها من النظريات التي روج لها الدين الجديد: دين العلمانية التلمودية، كنا قد كشفنا طبيعته وجذوره وآفاقه في كتاب "البرغواطية الجديدة".
ولقد بينا في المجالس السابقة بعض الأصول الشرعية المعضدة لهذا البناء النظري. نذكر منها ما حضر:
§ أولا: نصوص حول الممهد للإمام المهدي:
هناك نصوص تبين وجوب البحث عنه، ثم التحيز إليه ونصرته.
ü منها حديث تجديد الدين على رأس كل مائة سنة: قوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله: { إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا }. رواه أبو داود (رقم/4291) وصححه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (149)، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/599).
ü منها حديث سيدنا علي كرم الله وجهه: { أن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة } وإن { من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية }. وعند مشاييخ أهل السنة قريبا من هذه الأحاديث: صرّح الملا علي القاري الحنفي المتوفي سنة 114 هجرية، في كتابه (الجواهر المضيئة) نقلاً عن صحيح مسلم أن النبي (صلى الله عليه و آله) قال: ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية( .. ورواه أحمد في مسنده (3: 446) عن عامر بن ربيعة بلفظ: ( من مات وليس عليه طاعة مات ميتة الجاهلية ( .
ü أما وجوب التحيز إليه ونصرته، فهو الظاهر في قوله تعالى :{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَار. وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }} "الأنفال:15، 16". وقول النبي صلى الله عليه وسلم: { اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ. وذكر منها: وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ } رواه البخاري ومسلم.
وقد يقول قائل إن ذلك يصدق في حالة الاقتتال بالسيف، هذا قول من يختزل الجهاد في جهاد السيف فقط. بينما الجهاد مجالاته متعددة، أذكاها جهاد يجلب النصرلأهل الحق على أهل الباطل دون إسالة قطرة دم، أو إنفاق درهم، خاصة في زمن استعلاء وذكاء دولة الدجال القائدة للعالم قبل ظهور الممهد للمهدي... مثلا :
§ جهاد الاستراتيجيات: عصاة بني إسرائيل يقاتلوننا بالوكالة، ونحن ننفذ لهم خططهم غير عابئين بنهي ربنا القائل: {{ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين }} الانفال/46.
§ الجهاد التشريعي: دولة الممهد للدجال تشرع في كل المجالات بشرع لم يأذن به الله، آخرها في مجال الأسرة التي ظلت حصنا لم يقدر عليه عصاة بني إسرائيل، إلى أن اقتحموه أخيرا بتشريع الزنا وفعل قوم لوط والسحاقيات...
§ الجهاد الاقتصادي: هجوم اقتصاد الربا والاحتكار والاستحواذ على الطاقة وثروات الأمة، هل يجوز تولية الأدبار فيه؟
§ الجهاد التربوي والعلمي والتكنولوجي لإعداد المستطاع من " القوة ورباط الخيل" التي صارت في زماننا الصواريخ والغواصات والطائرات والأقمار الصناعية وغيرذلك؛
§ الجهاد الثقافي والفني... وقس على ذلك في كل مجالات التخصص...
أما بالنسبة للعلامات التي نطلبها في هذا الإمام الحجة المتحيَّز إليه، فقد ذكرناها في آخر " تكملة قصة مكاشفات في وادي السيليكون " فلتراجع تحت العنوان " حذر ميتة الجاهلية".
والنظرية جاءت بحل سلس للعقدة التي شلت حركة التيار الإسلامي المنتمي لأهل السنة، أوقعتها في انتكاسات متكررة في الزمان ومنتشرة في المكان. لقد خسروا الميزان في ترتيب أولويات أنواع الجهاد. وضعوا جهاد توحيد الأمة في آخر مرتبة. بينما نظريتنا توقعت أن العكس هو الصحيح. الاتفاق على حجة الله في أرضه بتعبير سيدنا علي كرم الله وجهه، الظاهر بالسلطان والقرآن والتحيز إليه هي من أولى الأولويات... بها تُكتسب بيضة الإسلام وعصبه، من جديد، فتتيسر أنواع الجهاد الأخرى... وإلا سوف تتعدد إلى ما لانهاية دعوات التشرذم والفشل. {{ كل حزب بما لديهم فرحون}}. ثم إن مؤامرة دولة ممثل الدجال هي عالمية، وقادرة على إفشال كل أنواع الجهاد المحرر للشعوب المستعبدة، قبل أن تحلم بالهدف الاستخلافي...
وكما لا يجوز شرعا تسويف التوبة الفردية، التي هي بداية السعي نحو الغاية الإحسانية والكمال الروحي، كذلك لا يجوز لجماعة، أو حزب، أو دولة، أو عرق، أو أي تجمع بشري أن يسوف الأوبة الجماعية والتحيز إلى بيضة المسلمين المؤيدة بالسلطان والقرآن، سعيا نحو تحقيق الغاية الاستخلافية للمسلمين. ذلك التحيز هو التعاون على البر والتقوى، المأمور به شرعا، عوض التناحر أو الانتظارية أو التخلف أو الفرار من الزحف في مواجهة دولة الدجال المحتلة للقدس، والفرار هو من السبع الموبقات.
ومن الفال الحسن الذي تزامن مع كتابة هذه الكلمات، أن زعيم تركيا زار إيران وعقد معها مشاريع عملاقة... وحاول المغرب أن يسلك نفس الاتجاه، بإعادة العلاقات مع إيران، قطعها بضغط من سدنة الهيكل... فكانت بداية مرضية للرحمان، مغضبة للشيطان، نتجت عنها الملحمة التي ذكرت في قصة انتفاخة ابن صياد، حضرها النواصب من الأعراب، في الجانب الآخر مع حلف الدجال... ولا غرو في ذلك : يكونون في آخر الزمان من ألد أعداء الإمام المهدي!!! ولله في خلقه شؤون، نسأل الله العفو العافية والمعافاة، وأن يحفظنا في إيماننا وفي حبنا لله ولرسوله ولأهل بيته وللمؤمنين جميعا...
Ø ثانيا: نصوص حول الممهد للدجال:
هناك كذلك نصوص تبين وجوب البحث عنه للحذر منه ولمقاومته، لأنه ليس سوى ابليس لعنة الله عليه في صورة بشرية، والله أمرنا أن نتخذه عدوا. نذكر منها:
§ ما مر ذكره في أخبار ابن صياد وتميم الداري وحذيفة ابن اليمان أمين سر الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله. وكذلك دعاء التشهد في الصلوات والاستعاذة فيه من المسيح الدجال؛
§ ما ذكر القرآن الكريم عن تجسد الشيطان للمشركين في غزوة بدر في صورة سراقة بن مالك، ووعد المشركين بالنصر قال تعالى: « وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّى جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَآءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّى بَرِىءٌ مِّنْكُمْ إِنِّى أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّى أَخَافُ الله والله شَدِيدُ الْعِقَابِ « سورة الأنفال، الآية:48. ذكر كتاب تفسير ابن كثير- صفحة 303- أن ابن عباس رضى الله عنه قال: « جاء إبليس يوم بدر في جند الشياطين معه رأيته في صورة رجل من مدلج فقال الشيطان للمشركين لا غالب لكم اليوم من الناس وإنى جار لكم، فلما اصطف الناس أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من التراب فرمى بها وجوه المشركين فولوا مدبرين، وأقبل جبريل عليه السلام إلى إبليس، فلما رآه وكانت يده في يد رجل من المشركين انتزع يده ثم ولى مدبرًا وشيعته فقال الرجل: يا سراقة أتزعم أنك جار لنا فقال: إنى أرى ما لا ترون إنى أخاف الله والله شديد العقاب، وذلك حين رأى الملائكة». وقيل: كانت يده في يد الحارث بن هشام فلما نكص قال له الحارث : إلى أين أتخذلنا في هذه الحال؟ فقال إني أرى ما لا ترون ودفع في صدر الحارث وانطلق وانهزموا. فلما بغلوا مكة قالوا هزم الناس سراقة بن مالك فبلغ ذلك سراقة فقال : والله ما شعرت بمسيركم حتى بلغتني هزيمتكم. فلما أسلموا علموا أنه الشيطان . وفي الموطأ وغيره، حديث : { " مَا رُؤِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلا أَدْحَرُ وَلا أَحْقَرُ وَلا أَغْيَظُ ، مِنْهُ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَمَا ذَاكَ إِلا مِمَّا يَرَى مِنْ تَنْزِيلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ مِنَ الذُّنُوبِ ، إِلا مَا رُئِيَ يَوْمَ بَدْرٍ " وروي عن أبي الدرداء في حديث مُرْسَلٌ حَسَنٌ.
Ø ثالثا: نصوص في الفرقة النصرانية الممهدة لنزول عيسى ابن مريم عليهما السلام:
قال مداوي كلوم العرب: نرجئ الكلام عن القطبين: الثالث والرابع إلى حلقة "مراجعة المقاربات وتصويب التسديدات". نتحدث فيها إن شاء الله عن الفرقة النصرانية التي ستعضد مجدد القرن أو سمه إن شئت حجة الله في أرضه الظاهر بالسلطان والقرآن. وندرس فيها كذلك ما يتعلق بالقطب الرابع الجامع لأمة معضدة أخرى هي أمة ياجوج وماجوج. وسوف نربط أقطابنا الأربعة بما يراه الصوفية المحققون في الأوتاد الأربعة الذين يحفظ الله بهم خلقه. ونربطهم كذلك بما ذكرته علوم الأنطربولوجيا، والأنساب، والتطور، في الجينومات الأربعة المتفرعة عن ذرية نوح أبي البشرية الثاني... ذرية سام وإبراهيم وعلاقتهم بوعد الله لإبراهيم: {{ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}} [البقرة:124] فهو الأصل الذي تفرعت منه القدمان : أئمة الصلاح المهديين وإئمة الفساد الدجالين. يعضدهما أبناء حام وأبناء يافت... وكلها أفكار لواقح أتت بها ثقافة السطوع في مجالس شباب الربيع، عبر تلك القصص الغارفة من خزائن الجود المتوكلة على الله، يقودها كيف يشاء إلى تحقيق ما يشاء... وكان في تقدير الله، أن يصادف تحرير هذه الكراسة اليوم الذي يخلد ذكرى انتصار الثورة الإيرانية! وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر...
حرر بتاريخ 11 فبراير 2014
رباط الفتح ـ المغرب
محمد المهدي الحسني