الجزء الثاني
25 رجب 1434 موافق 4 يونيو 2013
الهباء المنثور في عيون كولورادو
أحاديث منتدى الغرابة
حكايات من نسج الخيال
الجزء الثاني
25 رجب 1434 موافق 4 يونيو 2013
المحتوى:
الجزء الأول :
مقدمة القيدوم
إرشاد معلق في الثريا
مهمة الهباء المنثور
سلاح الرعب
نعي الوتد المغموم
تنصيب أوتاد
تآزرات وتآزرات...
بركات بقية الله
شكوى غريبة في طريق التغريبة الثالثة
الجزء الثاني :
صحف "نيقولا تسلا" المفقودة
شاشة في مجمع اليومين
نشر علوم الطاقة التي لا تنفد
اقتصاد الكفاية بدون نفط
حسد حلف أبناء سام ورد فعلهم
تغير فجائي في وعي الشعوب المسلمة
إسماعيلية جديدة ضد البرغواطية الجديدة؟
زوال الدولة العربية الهجينة
تنبيه:
من بلاد أولاد حام، سنة 2056 !
بعد ثورة الشعوب التي عمت العالم انطلاقا من تونس…
حكايات من عوالم الشهادة، والخيال، والغيب، والبرازخ التي بينها، لا يقيدها عقال…
فمن ربط أحداثها أو أشخاصها بما هو موجود في الوجود، فليتحمل تبعات الجحود بتنزيه الخيال عن القيود والحدود…
ولقد رُفِعَ الْقَلَمُ عَنِ الحالم حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ المتخيل حَتَّى يعقل”.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الكريم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين
أخذ المتتبعون لأحاديث منتدى الغرابة مواقعهم من أجل الاستماع لتتمة قصة الفتى فبرايار. كان قد وصل في قصته إلى الحديث عن الأخوين " بوكدانوف". إلى أن شرع في ذكر صحف تسلا المفقودة، التي كان في مهمة البحث عن أسرارها، بغية العثور على الطاقة الهبائية المجانية، وكذلك سلاح الردع الذي لا يقهر. ذلك من أجل كبح جماح حب سفك الدماء عند الأعراب وحلفائهم من عصاة بني إسرائيل، في تلك المدة التي تلت ربيع الشعوب.
صحف "نيقولا تسلا" المفقودة
قال الفتى متمما قصته الأخيرة: كنت أنا وصاحبي فوق بحر الظلمات نذكر الله في مسرانا الافتراضي صوب وادي كولورادو، وفجأة أصابنا وهج وميض صاعق، كاد أن يحرقنا لولا لباس التقوى الذي كان يحمينا. ولباس التقوى خير لباس للتحصين من أي بأس.
فلما تتبعنا مسار الموجات الحارقة، وجدناه آتيا من أربع مصادر. واحدة من مكان كتب عليه في رسم السحاب اسم "تاهدارت"، وهو مصدر شبكة تسلا المنصوبة قرب مدينة طنجة المغربية. المصدر الثاني من شبكة تسلوية أخرى في جزيرة "القديسة هلينة" وسط المحيط الأطلسي. المصدر الثالث من جزيرة في جنوب المحيط تسمى "جزيرة الأسرار ". أما الجهة الرابعة، وهي المكان المتحكم في توجيه الموجات الكهرومغناطيسية التي تنتجها الشبكات التسلوية الثلاث، فمكانها يصعب تحديده بدقة، فهو يتستر تارة تحت الأرض في جزيرة الوقواق الإسلندية، وتارة يكون متخفيا تحت طبقات جليد جروينلاندا. وفي غالب الأحيان يكون مربوطا بمركز ألاسكا القريب من مضيق بيرينك. والمضيق يفصل بين أمريكا وروسيا، وهو مجمع اليومين الذي سوف يأتي ذكره.
فلما جاوزنا منطقة الوهج التي تتقاطع فيها تصويبات مصادر الموجات التسلوية، حمدنا الله على السلامة، إذ أن الإشعاع المؤلف للموجات الدقيقة، رأيناه منعكسا على سطح بقعة من المحيط، فكم كانت سرعة غليان الماء فيها. حتى أن عشرات الحيتان والدلافين، وعددا لا يحصى من الأسماك، طبخهم الماء الذي يغلي كغلي الحميم. فهلكوا فيه عن آخرهم، وطفوا على السطح وجلودهم محروقة ولحومهم ناضجة متفحمة.
تكونت فوق بقعة المحيط الساخنة تلك السحب اللولبية التي هي بداية الإعصارات الممدة للغرب الأوسط الأمريكي بمياه الأمطار الضرورية لسقي الصوجا والدرة. لقد أرعبني مشهد البحر المسجور وهالني حال تلك الحيتان المحروقة. لكن وتد المشرق لم تكن أول مرة يرى فيها آثار الموجات التسلوية. قال عن الظاهرة الغريبة: تعودنا في الخليج على حروبهم المناخية التي كانت مختبرات الثريا تتابعها باستمرار... ولربما سوف نكتشف سر تلك الظواهر الخارقة في عيون كولورادو، حيث ينتظرنا طيف روح القديس تسلا.
تابعنا تحليقنا فوق بحر الظلمات والقارة الأمريكية، حتى إذا بلغنا وادي كولورادو وجدنا على مشارفه خيمة منصوبة على أسلاك النحاس الملولب الجالب للموجات المغناطيسية التي سخرها الله للقديس تسلا، كما سخر النار لإبراهيم والحديد لداود والرياح لسليمان والبحر لموسى.
استقبلنا ببابها طيف روح القديس بتحية وسلام، وبشاشة وإكرام كأنه يعرفنا. وقال بعربية فيها لكنة تركية: لقد كاشفني طيف الملاك ميكائيل عليه السلام بالمهمة التي تشغلكما، في هذه الحقبة من زمان بوادر الحرب الضروس الكونية. فلما ولجنا الخيمة، استضافنا بفناجين القهوة البوسنية التي هي من تراث الدولة العثمانية... وشغل جهاز الراديو الذي كان هو أول من اخترعه، رغم سرقة ماركوني لبراءة اختراعه. وضبطه على صوت ترانيم عثمانية قديمة، ترثي زوال ملك الأتراك وحلفائهم الأرنؤوط عن بلاد البلقان وهي بلاد تسلا. ثم بدأ في الموضوع بحماس المجذوب القاصد، الذي لا يحتاج إلى مقدمات، فقال: ندمت ندما كبيرا على خدمة دولة التلمود الخرافية التي نشأت على أنقاض دولة العثمانيين. وقد كان بإمكاني خدمة دولة الخلافة كما فعل المهندس البلغاري " أوربان" مع محمد الفاتح، صنع له تلك المدافع المرعبة التي لم تصمد أمامها أسوار القسطنطينية... فنال بذلك أعلى الدرجات في الجنان... لما ساهم في تحرير شعوب المنطقة من عبادة طواغيت الأرض. كان ذلك لما كانت تركيا تنتج عظماء الإسلام لا عظماء الأفلام كما هي فاعلة الآن في زمن دين العلمانية التلمودية. أرى مرتبة ذلك المهندس من برزخي فأغبطه عليها. فأنا الآن ربما تداركت ما فاتني بكشف هذه الأسرار لكما، عسى أن يضاعف لي ربي أجر نفع البشرية.
دعانا نيقولا تسلا إلى تلة بجانب الخيمة ليرينا من اختراعاته الكبرى. برية شاسعة الأرجاء تزهر بمصابيح متوهجة على مد البصر... علق عليها قائلا : تلك المصابيح لا تستهلك طاقة من صنع الإنسان... إنها طاقة الهباء المنتشر في الكون، انتظرت من يحفزها بواسطة الحقول المغناطيسية لكي يحدث توهجها...
كذلك يمكن إنارة العالم دون حاجة لطاقة نفط الأعراب الملوثة الغالية... أو الطاقة النووية المستعصية المسمومة... ثم شغل من بعض صناديقه مفتاحا بعدما حذرنا فقال: سترون صواعق وبروق هائلة سخرها لي ربي عن طريق الوهب الميكائيلي، لن تضركما، لأن مقتضيات التسخير، تمكن صاحبها من توجيه ضررها لمن يشاء ويرفعه عمن يشاء... فسأله وتد المشرق: فهو إذن ذلك السلاح المرعب الذي نحن في طلبه؟ فأجاب بعدما شغل الزر المتحكم في صواعق البروق التي أحاطت بنا من كل جانب: عشت في شبابي ويلات الحرب العالمية الأولى التي كان سببها التناحر على إرث الدولة العثمانية... كرهت الحروب بعدها كرها شديدا... وكان ذلك سبب سعيي للبحث عن السلاح الذي لا يقهر، يردع كل من سولت له نفسه إيقاد حرب أو إشعال نار فتنة.
واسترسل القديس في ذكر نضاله ضد الحروب التي يسعى فيها بنو إسرائيل ومن حالفهم من أتباع الدجالين، قال: بحلول عام 1937، كان من الواضح أن الحرب العالمية الثانية آتية لا ريب فيها. من أجل ذلك بعثت صحفا مفصلة عما نفخ في روعي من الوهب الميكائيلي المسخر لسلاح الصاعقة المشلة. بعثتها لجميع الدول لكي لا تستأثر بها أمة دون أخرى، طلبا للردع المتبادل. وهنا أبدى فبرايار ملاحظة فقال: ذلك سبب ندمك الذي أبديته لنا: استثنيت في توزيعك لتصاميم اختراعاتك أمة الخلافة آنذاك، دولة الأتراك. وكانت النتيجة: تقوية حلف الشيطان فأصبح هو المهيمن. فلذلك شهد قرن ما بعد الخلافة العثمانية أشرس الحروب وأعتاها. واليوم لا تزال التهديدات على أشدها بعدما طورت الدول المهيمنة تطبيقات لذلك السلاح الرهيب الذي اخترعته. فأجابني القديس: فلذلك صار علي لزاما مؤازرتكما بكل ما في الوسع لإنجاز مهمتكما النبيلة... ثم ناولنا صحفا مطوية وقال: خذا هذه الأسرار التي خبأها أحد أقار بي معي في قبري، وإذهبا الآن إلى مجمع اليومين، وانشرا هناك شعاع السلام عوض صواعق الموت. عتادكم المطلوب سوف يستخدم لأغراض دفاعية بحتة، وبالتالي سيصبح آلة لمناهضة الحرب. وعندما ييأس حزب الشيطان من الوقيعة بين طوائف المسلمين، وبين الناس أجمعين، سوف يأتي زمان استعمال علماء الثريا منظومة شبكات موجات الراديو الهبائية، لتوليد الطاقة الكهربائية المجانية في جميع أقطار الأرض. وسوف يحصن الله عياله من كيد الشيطان لما تثور ثائرة حلفه، عندما يشهد كساد تجارته في الطاقة التي هي شركة عامة لبني البشر. ذلك تقرير شرع الله.
وقبل وداعه دعانا لتناول شيء من قهوته البوسنية، فقبلنا دعوته. وأثناء تذوقنا لمشروبه المنعش، قال له وتد المشرق: الحمد لله الذي أورثنا أسرار صحفك المفقودة... وقد كان مصيرها من أكثر المواضيع بين العلماء جدلا، بعد وفاتك سنة 1943. حينها، كانت الحرب العالمية في ذروتها. فأجابه القديس قائلا : نعم كان حزني على ويلاتها كبيرا. وأكبر منه ذلك الأسى الذي خيم علي من عبثية ما قمت به من نصح لقادة الدول المستكبرة. ولقد استفحلت آثار حزني فخيمت علي كآبة لا تطاق، فكانت سبب تهميشي، ثم موتي فقيرا وحيدا في غرفة فندق متواضع من فنادق نيويورك.
قال له وتد المشرق مواسيا : نعم. ما قدرتك البشرية حق قدرك. لكن كفاك مجدا أنك كنت أول من خصه الله بذلك الوهب الميكائيلي، أطاعتك الصواعق الكهربائية فحولتها مصابيح عم نورها الدنيا. واستعملت طاقتها لتشغيل المحركات التي كانت مصيرية في تسخير الكون لعيال الله.
فلما حان وقت الفراق، ذرفت دموع الأسى على نكران الجميل، لهذا الرجل الجليل، وكذلك على هول قدر الملحمة البشرية ، التي لا تفيد فيها نصائح الناصحين المعظمين لحرمة قتل المهج، قال عنها ربنا الخبير: {{مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِى إِسْرٰءيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى ٱلأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً، وَمَنْ أَحْيَـٰهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً... الآية}} سورة المائدة؛ 32 ". أثناء تبادل مشاعر ذلك الوداع المؤثر، كان الراديو التسلوي القديم لازال يردد ترانيم المراثي العثمانية، مما زاد في حال الحسرة والأسى. ثم كانت آخر كلمات القديس نيقولا تيسلا، وصية للفتى فبرايار، قال عبرها: أرجو أن تستغل فتوتك، وشغفك بثقافة المقاومة والسطوع، لكي تتوج أبحاثي واختراعاتي بنشرها عند علماء الثريا، فهم أحق بها وأهلها في هذه الحقبة من تاريخ البشرية. وإياك أن تضعها في غير محلها عند الأعراب النواصب. انظر إلى فشلهم في امتحان منحة العيون النفطية التي اختبرهم بها الحكيم الخبير... لقد حولوا المنحة وبالا ومحنة، على شعوبهم وعلى البشرية جمعاء... ثم تركناه وقد حول نظره إلى جهة الشروق الذي بدأت أنواره تطرد غسق الليل في شعاب وادي كولورادو السحيق.
نعم... سوف يتحقق رجاء القديس تسلا بعد حين. لكن قبل ذلك كانت الشياطين قد استرقت السمع عبر الصحون الهوائية فأوحت إلى الكافرين بنعم الله من أولاد سام أن سارعوا بدحر من يريد استغلال الميراث التسلوي بعيدا عن احتكاركم وسيطرتكم، سارعوا لإنتاج السلاح الذي يغلي البحار، ويزلزل الأرض، ويثقب الأزون، ويحدث الزوابع ،ويشل حركة الجنود... تلك هي الأنباء التي كانت في انتظار الفتى فبرايار ومعلمه وتد المشرق في مجمع اليومين.
شاشة في مجمع اليومين
استمر فبرايار في حديثه العجيب في نادي الغرابة الذي يستقطب الشباب المجدد لثقافة المقاومة والسطوع عوض ثقافة الخضوع والركون إلى الذين ظلموا. فقال: تلاشى طيف القديس تسلا بعد الوداع المفجع الحزين، وصار هباءا تذروه الرياح في شعاب وادي كولورادو، التي شهدت فيما مضى تجارب اختراعات ذلك العبقري المغبون. وقمنا نلتمس الطريق، عبر شعاب الوادي السحيق، التي لم يخلق مثلها في البلاد. كانت وجهتنا في تلك السياحة العبادية مرتفعات جبال الروكيز، متبعين آثار الصدع الزلزالي الكبير الذي يجمع صفيحة المحيط الهادي وصفيحة القارة الأمريكية. زرنا فيها بيوتا ومساجد يذكر فيها اسم الله في ولايات اريزونا ونيفادا وكاليفورنيا. هناك تذكرنا وصية مصطفى الزموري، وقد مرت قصته وعنوانها "كنوز الأعماق المخفية". ثم أقمنا شهورا في ولاية أوريكون بين مساجد بورتلاند وفنكوفير وأبردين. ورحلنا إلى مدينة طاكوما القريبة من بركان جبل رينيي، ننتظر فصل الصيف لركوب بحر بيرينك في المتجمد الشمالي.
هالنا منظر ذلك البركان الخامد، و خشينا على أنفسنا من زلزال رهيب ينتظره علماء الزلازل عند ثورانه، كما حدث لبركان القديسة هيلينة الذي مررنا عليه قرب مدينة بورتلاند في ولاية أوريكان.
من جيج هاربور، بين تاكوما وسياطل، ركبنا البحر مع صيادي سمك ألاسكا نريد الالتحاق بالقطبين. وأعني بهما القطب الجغرافي في المكان، وكذلك طيف روح قطب الزمان الذي كان في انتظارنا مع طيفي الإمامين، في مجمع اليومين بين ألسكا الأمريكية، وكامشاتكا الروسية. أخبرنا بذلك طيف روح تسلا...
حتى إذا بلغنا مجمع اليومين في جزيرة تقع في مضيق بيرينك، قال لي وتد المشرق: انتظرني هنا ولا تقرب برزخ اليومين، أقم حيث أقامك الله، ولا تتجاوز الحدود فتكون من الجاهلين. فلما ولج هو ذلك الخط الوهمي الذي يفرق بين اليوم وأمسه،صار في حساب الحياة البرزخية، فلم أعد أراه إلا في عالم المنام بعدما هجمت علي سنة نوم شفاف في سفينة تاكوما. تتبعت آثاره في المنام حتى بلغ مجمعا في السحاب يضم السبعة رجال المعروف أمرهم عند أهل الله وخاصته. تتوهج أنوارهم في عنان السماء، وتتلون أطيافهم بألوان الأورورا المزدهرة.
فلم أقو على التمييز بينهم وبين التوهج القطبي. لكن رقيقة لطيفة لا تزال تجمعني بصاحبي من معراجه القطبي. فنفث وتد المشرق في روعي يخاطبني بلغة موجات الراديو التسلوية الدقيقة، قال يعرفني بمن حضر المجلس مشيرا إلى شيخ عظيم الهيبة جليل القدر: ذاك الشيخ الوقور هو قطب الزمان. والذي عن يمينه إمام اليمين، والذي عن يساره إمام اليسار. والثلاثة الذين بين يديه هم الأوتاد وأنا رابعهم. والنور الذي يتردد بين البرازخ هو طيف الملاك ميكائيل عليه السلام.
ثم ربط الاتصال بين وعيي وبصيرتي بالذي يدور في مجالس المقاومة. فرأيت ملاك السحاب والزوابع والزلازل والذبذبات الصدعية، أتاهم بما سجل في سماء الإييونوسفير من أنباء مصدرها عصاة بني إسرائيل. تناقلت وكالات أنبائهم عبر الموجات السمعية البصرية، تحذيرا أمريكيا من "زلزال جبار سيضرب إيران والمنطقة المجاورة بقوة تسع درجات بمقياس ريختر، في المدة الواقعة بين الخامس والعشرين والثلاثين من شهر أبريل من سنة 2013." ذلك، كما تنبأت به وكالة الجيولوجيا الأمريكية، أن صفيحة عملاقة بباطن الأرض بعمق عشرين كيلومتراً ستتحرك من جنوب شرق إيران. وستتحرك في التوقيت نفسه صفيحة أخرى من العراق باتجاه الباكستان والهند وشرق آسيا، لتصطدم مع الصفيحة الإيرانية، وتحدث زلزالا عنيفاُ يذهل العقول، تدفن فيه المدن، وتسحق فيه القرى، ويقتل فيه ملايين البشر!!! "
ثم عرض على المجمع الكريم شاشة في الأفق ينعكس فيها مكانا سريا للأبحاث التسلوية في ألسكا، يسمى جاكونا.
قال لهم "إن حقل جاكونا يضم حوالي مائتين برجا هوائيا بارتفاع عشرين متراً. ترتبط الأبراج مع بعضها البعض بشبكة واحدة. وتشكل في تكوينها المشترك برجاً عملاقاً يفوق التصور. ويمتلك قدرات فريدة تمكنه من توليد ملايين الترددات العالية، قد تزيد على ثلاثة ملايين ألف واط في الثانية الواحدة، وتتفوق على أكبر محطات البث الإذاعي بنحو ثلاثين ألف مرة. تتولى هذه الهوائيات إرسال هذا الكم الهائل من الطاقة إلى طبقة الآيونوسفير على ارتفاع (145) كم فوق سطح الأرض، لتستهدف نقطة معينة في بلد من البلدان الضعيفة، التي تستهدفها أمريكا بقصد تدمير بنيتها التحتية، أو بقصد نشر الأمراض السرطانية بين أفراد شعبها، أو بقصد إغراقها في الأوساط الضوضائية المصطنعة، أو بقصد افتعال الزلازل، وتحفيز البراكين الخامدة، وتحريك التيارات المدية العالية في عرض البحر وتوجيهها نحو السواحل، فالغاية في السياسة الأمريكية تبرر الوسيلة..."
أثناء عرض طيف ميكائيل، عن الأبحاث السرية حول سلاح " هاارب "، ظن وتد الشمال الجديد أن من واجبه إخبار المجمع الكريم بما ورث من صحف من الوتد الذي كان له خلفا لما درج في تلك السنة. تضم تلك الصحف "اعتراف ميخائيل غورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي السابق بامتلاك الاتحاد السوفيتي أحدث الأسلحة التكتونية، التي ستمكنه من تغيير شكل الحياة فوق سطح الأرض، وقال: انه السلاح المدهش القادر على صنع الزلازل وإيقاظ البراكين الخامدة"...
قال فبرايار مترجما ما ينفث في روعه عن المجلس الغريب: فلما رأى وتد المشرق أن أهل الله استعظموا حجم الأخطار المحدقة بعيال الله وهم الخلق كلهم، ناول ممثل وتد المغرب الذي لم ينصب بعد، ناوله تلك الصحف المفقودة التي استأمننا عليها القديس تسلا في وادي كولورادو. فقد لزمه التبليغ بما فيها من علوم بالقوانين الطبيعية... ربما استنبط منها الراسخون في العلم التسلوي من علماء الثريا مصدرا مجانيا للطاقة وسلاحا مضادا يعطل سلاح الأشرار.
نشر علوم الطاقة التي لا تنفد
فلما أنهى ممثل وتد المغرب عرضه لما كان يخفيه تسلا في صحفه المفقودة، تكلم الإمام الذي عن يمين القطب فقال مترجما عن النفث الإسرافيلي: كلما أوقدوا نارا للكيد في مجال تغيير خلق الله من جماد وحيوان ومناخ وزلازل وزوابع، رد الله وبالها عليهم طبقا للقانون الشرعي الأمري الأزلي النازل في كتاب الله : {{... وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا }} " فاطر ؛ 43 ". فالنفخ الإسرافيلي في الصور لا يثبت إلا في بقية الله التي تتولد عن نكاح مقدمتين، فهمها الحكيم السيد القطب من قوله تعالى : {{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)
قال السيد: "هذه هي السنة المقررة، فالحق أصيل في طبيعة الكون، عميق في تكوين الوجود. والباطل منفي عن خلقة هذا الكون أصلا، طاريء لا أصالة فيه، ولا سلطان له، يطارده الله ويقذف عليه بالحق فيدمغه. ولا بقاء لشيء يطارده الله؛ ولا حياة لشيء تقذفه يد الله فتدمغه.
قال القتى فبرايار : تدبرت فهم السيد القطب فتفجر لي فهم آخر من إلهام فعل " يدمغه". فهمت منه يبقى الباطل بلا دماغ أي بلا عقل، والعقل من عقل الشيء أي ربطه، فهو الذي يمسك الوجود من الفساد والتلاشي في العدم.
ولا زلت في تدبري حتى طابقت خواطري قول إمام اليمين الذي كان مستمرا في حديثه حين قال: "الحق الذي يخرج إلى الوجود يوشك أن يتحيز في بقية الله: جسد الأمة التي حان استخلافها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولجر المنافع للبشرية ودفع المضار عنها. ذلك عندما تحرر من باطل العلمانية التلمودية المستهزئة بالوحي الجبرائيلي، المستخفة بالنفخ الإسرافيلي، العابثة بالنفع الميكائيلي ...
ثم ختم إمام اليمين حديثه بدعاء الاستهداء المحمدي: « اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ » رواه مسلم ، وابن خزيمة.
ثم تكلم إمام اليسار في المجمع الكريم، قال مستلهما حديثه من المدد الميكائيلي: لقد ألهم الله سبحانه وتعالى علماءنا المجتهدين في إيران، قرار إغلاق الجامعات التابعة للغرب مدة كافية لكي ينقطع غذاؤها التلمودي فتموت جذور الخرافة والباطل فيها. ثم حدثت ظاهرة التخلي والتحلي في عقول وقلوب علمائنا الأبرار: التخلي عن ثقافة الانهزام والخضوع، ثم التحلي بثقافة المقاومة والسطوع. وهكذا أصبحت العقول والقلوب قابلة لاستقبال نفث جبرائيل وإسرافيل وميكائيل، وهو عين استجابة الله لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه: وذكر الدعاء الذي ختم به إمام اليمين حديثه.
فلما سكت إمام اليسار اتجهت الأنظار إلى القطب الجليل رضي الله عنه، ينتظرون ما سيبوح به من كلمات أمرية، تكون مستقاة من النفث الجبرائيلي والنور المحمدي التشريعي، إن كان القطب ظاهرا بالسلطان والقرآن. وإن لم يكن كذلك، فالقطب مستتر مخفي لا ظهور له إلا بين رجال الإحسان. وأكثرهم من الرجبيين المتحابين في الله. ولربما الرجال في الجماعة، ورجب أردكان منهم والله أعلم. ورجال الله الآن في غاية الشوق لمعرفة حال القطب في الظهور والخفاء، في وظيفتي السلطان والقرآن، هل هو القطب الجامع لهما أم المتألق في أحداهما، المستتر في الأخرى؟؟؟ أسئلة مصيرية في رصد ما سيبرزه الله في الحدثان ...
فكم كان حبورهم حين ظهر أمره عبر كلمات واضحات وضوح الشمس في النهار...
قال القطب رضي الله عنه بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله وعلى آله: سر الأسرار في إحياء الخلافة التي " يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض، فلا تذر السماء من قطر إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئاً إلا أخرجته"، سر ذلك في تيسير الحق سبحانه لنا سبل مقاطعة اليهود والنصارى لنا، لأننا رفضنا اتباع ملتهم ودينهم التلمودي المزور لشرعة الرسل.. فكانت المقاطعة نقمة في طيها نعمة... نعمة الاعتماد على الله، ثم على قدرات أمة الإسلام. فلما تطهرنا من الربا والاحتكار، سخر لنا ربنا القهار ملاكه ميكائيل السائق للمطر النافع والنور الساطع، فأصبحنا سادة في قوانين الطبيعة، نأكل مما نزرع، ونلبس مما نصنع. ثم بعد ذلك سخر لنا الملاك إسرافيل، فنفخ الحياة في جسد أمتنا فجعلها متآلفة متضامنة متكافلة صامدة في وجه الأعداء. ولو أنفقنا ما في الأرض جميعا ما ألفنا بين شعوبنا.. وسخر لنا المدد الجبرائيلي فأحيى الروح في قوانين الشريعة وحررها من التعطيل العلماني التلمودي. وعوض لنا الوحي بعدما ختمه الله بالرسالة المحمدية، فهما محمديا وفراسة صحيحة، وتعبيرا للرؤى لا يخطئ، وغير ذلك من الكرامات وعلى رأسها الثبات على الحق والاستقامة في نهجه، ونجدة المستضعفين في الأرض...
ثم قال محذرا من اجتهادات العلماء المخلفين: ولقد تردد علماؤنا هداهم الله في بداية الأمر في تطبيق قوانين الطبيعة وقوانين الشريعة مخافة انهيار الدولة، وخضوعا للغرب، كما هو حال علماء الطوائف الإخوانية والوهابية بعد ربيع ثورات الشعوب. فلما استنار علماؤنا بالفهم العلوي للدين المحمدي، انهارت دولة التلمود وسطع نور دولة الخلافة التي تقوى عودها بعد الحرب النووية التي أشعلها عصاة بني إسرائيل علينا بمساعدة بعض أهل القبلة المبتلين بكراهية آل البيت، المستخفين بوصية نبي الهداية صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، قال فيها : (( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما) ). "صحيح مسلم".
قال الفتى فبرايار : اقشعر جلدي وانتصب شعري من تلك الكلمات التي طرقت أسماعي عبر برزخ المنام. واستيقظت مذعورا، مكرها غير راغب في فراق أطياف رجال الله، على إثر موجة تسونامية هزت سفينة "تاكوما". ولبثت مدة أقلب وجهي في السماء، عسى أن أعثر على أثر للرجال. فلم أشعر إلا وصاحبي وتد المشرق بجانبي. فسألني: لم قطعت الاتصال بنا في آخر المجلس؟ لقد فاتتك القرارات المصيرية والتوصيات الربانية... فأجبته: هل كان لي من الأمر شيء؟ ربما كان ذلك تخفيفا من ربي ورحمة... علم أنني لا طاقة لي على كتم أسرار الرجال، فصرف عني كلفة الراسخين في الولاية... هجيري في ذلك كلمات ربنا التي قال فيها: {{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }} " سورة الأحزاب الآية : 72 ". وكذلك قوله تعالى : {{ ... رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }} " سورة البقرة: 268 الآية... "، ألم تقل لي: أقم حيث أقامك الله، فلو أردت أن تطلعني على أسرار القوم لدفعتني دفعا لاقتحام عقبة برزخ اليومين. فنظر إلي وصفق ضاحكا وقال: {{ ... وكان الإنسان أكثر شيء جدلا }} " الكهف: 54 ".
فلما سمعت رده اللطيف، علمت أن مشكاته تقتبس من الفهم العلوي المحمدي الذي قال عنه حديث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: " أنا مدينة العلم وعلي بابها" وهو الحديث الذي ترفضه النواصب، ويحسنه أهل العلم والفهم من السنة والشيعة... وعلمت كذلك أنه يرد بالحكمة التي تناسب الحال والمقال، طبقا لما جاء في حديث صحيح عن علي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فقال: " ألا تصليان؟ " فقلت: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا. فانصرف حين قلت ذلك، ولم يرجع إلي شيئا، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه، ويقول: {{ ... وكان الإنسان أكثر شيء جدلا }}.
قال الفتى : ثم استدركت ما جاء في قولي لوتد المشرق وما طرقني من خواطر، وقلت للوتد الشريف: لكنني مستعد لإنجاز مهمتي في هذه الدار الفانية، طمعا في مرضاة ربي... فأجابني قائلا: مهمتك التي جئت من أجلها كانت نشر الطاقة المجانية، والبحث عن السلاح الذي يردع الموقدين للحروب، السفاكين للدماء، من عصاة أبناء سام: الأعراب الناصبين والصهاينة الغاصبين. قم بنا لقد كانت إحدى القرارات التي أمضاها مجمع " رجال الله"... لقد بارك الله في خطواتك وفي الأسباب المشروعة التي اتبعت، فكانت ملهمة للقرارات التي اتفقوا عليها في مجمع اليومين. لقد زودتهم بكل ما حصلنا عليه من معارف في رحلتنا من المغرب إلى مضيق ألاسكا وكامشاتكا. وكان حزنهم كبيرا على تلك المخلوقات التي حرقها الإشعاع المبثوث من "تاهدارت" قرب طنجة ومن جزيرتي المحيط الأطلسي. أما الأسرار التي زودنا بها طيف روح تسلا، فلا تسأل عن النفع العظيم الذي استخرجوه منها...
اقتصاد الكفاية بدون نفط
قال الفتى في قصته التي هي أغرب من خيال، وقد كان شباب المقاومة ينصتون إليها وكأن على رؤوسهم الطير وهم طلائع ثقافة السطوع والمجد: تسارعت الأحداث بعد قرارات مجمع اليومين الحاسمة. لقد نفث الملاك ميكائيل في روع علماء الثريا في إيران المتخصصين في علوم الطاقة والمناخ والفيزياء الكمية والنووية الباردة وغيرها من علوم قوانين الطبيعة، أروع إنجاز ينفع البشرية في اقتصاد الكفاية، الضامن لخلق الله ضروريات ما هم فيه مشتركون من ماء وكلأ وطاقة. لقد مكنهم ذلك النفث المبارك، المنفذ لقرارات حجة الله في أرضه، من اصطياد ما يبث حلفاء الشيطان من موجات تسلوية مضرة. ذلك بواسطة الأبراج والهوائيات والأقمار الصناعية، وكذلك بواسطة خصائص الايونوسفير والمانيوتسفير، وخصائص نواة الأرض الحديدية... وكانت أول إرهاصات اصطيادهم للموجات وذبذباتها، اصطياد طائرة بدون طيار، كان حماة الهيكل يتجسسون بها عليهم.
يعمدون بعد ذلك إلى تخزين تلك الطاقة الكهرومغناطيسية، وكذلك طاقة البروق والتوهجات الشمسية، في الماسكات السماوية، وفي الأبراج الهوائية، وفي السراديب الأرضية. يصهرونها مع الإشعاعات الكونية الهبائية التي لا تنفد خزائنها، فتصبح جاهزة للاستعمال، بواسطة الآلات المكثفات المنتجات للطاقة الكهربائية في أي مكان من العالم، بره وبحره وجوه. وكان علماء الثريا يستعملونها بكفاءة حسب التخصصات. علماء المناخ يوجهون بها الرياح اللواقح والسحب الثقال والمطر المنهمر، إلى أي مكان يحتاج مطر الرحمة؛ علماء المياه يستعذبون بها ماء البحار؛ علماء الزراعة يجلبون بها الكفاية من ضروريات الغذاء الصحي بدون تبذير؛ علماء العتاد والتجهيزات، يحركون بها جميع المحركات، علماء الدفاع والوقاية المدنية يركبون بها سائر عتادهم من صواريخ وطائرات وسفن بارجات وحائمات وغائصات... وقس على ذلك من ضروريا الاقتصاد الإسلامي القوي، كما نظر له أعظم فقيه قتله السفاح صدام وهو المجتهد الشهيد محمد باقر الصدر رضي الله عنه. وبقدر ما بلغ يقينهم درجة الصديقية في حديث الخلافة، وبشائرها في ظهور بركات الله، "فلا تذر السماء من قطر إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئاً إلا أخرجته". ولو أن أهل القرى في جزيرة العرب وفي الصحراء الكبرى سارعوا في موافقة القطب، لدخلت فيافيهم القاحلة في دورة مناخية بشر بها ربنا في القرآن وكذلك جاءت تباشيرها في الحديث.
حسد حلف أبناء سام ورد فعلهم
قال فبرايار في قصته: فلما دجن الناس تلك الطاقة المجانية التي لا تنضب عيونها، جف الطلب على نفط دولة الأعراب النواصب المتحالفين مع عصاة بني إسرائيل. فحدث أمر عجيب لم يكن في الحسبان.
تبين أن ضرر كساد أسواق النفط، لم يشعر به عامة المستضعفين في ديار المسلمين، إنما الذين شعروا به هم قلة من الذين أترفوا في الحياة الدنيا من الأعراب المخلفين. فظهر مدى احتكار حفنة من السفهاء لثروات الأمة. لكن أكثر الناس تأثرا من كساد سوق النفط وسوق الطاقة النووية المسمومة، كانوا خاصة فئة من مرابي الديار الغربية التي تمتص ثروات الأعراب بواسطة شركات التمويل والتنقيب والترويج والتسويق، وكذلك تلك الشركات المنتجة للعتاد الحربي وتجهيزات الأوراش الكبرى. فصار الغرب أقرب إلى الإفلاس من أي أمة أخرى... مما دفع المستكبرين الظالمين منهم، لابتزاز الدول المسلمة طمعا في منعها من استعمال الطاقة المجانية والتقنيات الميسرة لتسخير الكون للإنسانية، مستعملين كل وسائل الكيد والمكر، ظاهرها وباطنها، ما نعلم منها وما لا نعلم. وهو في ذلك مستعينا مستقويا بصنائع ومرتزقة وعملاء، يزعمون أنهم منا وهم لا يرقبون في المؤمنين إلا ولا ذمة.
فلما صحت الشعوب من سباتها، وانتصبت من عثرتها، وسرحت في ميادينها، بسبب ثقافة المقاومة والسطوع التي نشرها شباب منتدى الغرابة، بتشجيع من مؤسسة الحزين، حاولت الشعوب قطع كل صلة بمنتوجات الغرب، وسارعوا لتعويضها بالمنتوجات الشرقية المستعملة للطاقة التسلوية المجانية.
فكان مكر الليل والنهار على أشده، وتسارعت أحداث الحرب السورية، إلى أن أفضت إلى الحرب العالمية الثالثة.
وهنا أمسك الفتى فبرايار عن الحديث عن تلك الفترة المرعبة. الكوابيس المخيفة التي خلفتها له، جعلت فكرته خائرة، ولسانه معقودا، لا يفصح عن شيء مما يريد تبليغه عن تلك الفتن المظلمة التي تورط فيها حلف النواصب وعصاة بني إسرائيل... لقد فضل الفتى ترك الكلام عنها، لرواية من شهدها من شيوخ منتدى الغرابة.
تغير فجائي في وعي الشعوب المسلمة
فلما خاف قيدوم مؤسسة الحزين من سريان حال الفتى فبرايار إلى شباب المنتدى المجدد لثقافة المقاومة والسطوع، عمد إلى اقتراح فاصل من طبول الحماسة التي كانت ترعب أوروبا زمن دولة الخلافة، قبل أن يقضي عليها أنصار دين العلمانية التلمودية بزعامة الزنديق أتاتورك...
ثم قال الشيخ مذكرا ببعض مفاتيح ثقافة المقاومة والسطوع: اسمعوا واعتبروا يا أحبابي في الله، عند كتابة سطور هذه القصة، أتانا خبر اضطرابات وقلاقل في تركيا، سببها الظاهر: رفض أولياء الزنديق أتاتورك تشريعا يمنع الخمر... فقرروا الاستقواء بالغرب تحت ذريعة حقوق الإنسان، ودخلوا في فتنة وعصيان ، يريدون الإطاحة بالإخوان في تركيا. لكن السبب الباطن، الذي لم يكن خفيا على رجال الله في مجمع اليومين، كان انضمام إخوان تركيا إلى الحلف الخاسر، الذي يجهل كل شيء عن قوانين الاستخلاف، وعن نظرية الاستقطاب الرباعي التي كنتم من طلائع المدركين لأسرارها في منتداكم المبارك... وطالما لبث الإخوان، في أي مكان، يعادون قطب الزمان، الظاهر بالقرآن والسلطان، فلا يولومن أحد منهم إلا نفسه، إن كان نصيبه الخسران، ولا أدري ما معنى زيارة أردغان، أثناء كتابة هذه السطور، لبلاد مازغستان...
ولا يلومن كذلك منهم أحد إلا نفسه، إن قطع عليه الملاك ميكائيل، مياه بحر النيل...
ولا أدري ما معنى التحويل، في مجراه في أثيوبيا، هل ذلك من مكر عصاة بني إسرائيل، أم من تأديب ميكائيل، لمن استخف بالقوانين الاستخلافية، فتاه في شكليات وأغلال العلمانية، وضيع الوقت الثمين، في وضعيات دستورية ، ومتاهات قضائية، فصلت لتحصين اللاييكية، ماأنزل الله بها من سلطان. بل الله ما يريد إلا تحريرهم من تلك القيود التي وضعوها على أعناقهم، شريطة احترام قوانين الاستخلاف، تصديقا لقوله تعالى: {{ ... وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.}} "الأعراف:157". والنور المحمدي لا ينقطع إلى يوم القيامة، وهو حجة الله في خلقه حسب الفهم العلوي الذي يقتبس المفلحون من مشكاته...ثم اقترح مقدم الشيوخ أن يتطوع الشباب لختم قصة الفتى فبرايار، لما لهم من اطلاع واسع على أدبيات ثقافة المقاومة الحامية.
فبلغت الحماسة ذروتها في المنتدى لما حكى بعض شباب وشابات الربيع قصص مساهماتهم في صنع التاريخ.
تناول الميكروفون شاب سوري نصراني من الذين مجدهم رب العزة حين قال: {{ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}} " المائدة:83 " فقال: شهدت المنارة البيضاء في دمشق ثورة ضد حلف المقاومة في أحداث ربيع الشعوب، ومنها زالت كما هو حال البدع الكبرى التي لوثت معتقدات البشرية: بدعة التثليت، وبدعة النصب، بدعة الرفض، بدعة البعث العلماني وغيرها كثير. كيف زالت؟ ...
فأبت فتاة من تيزي أوزو في الجزائر إلا أن تنير المجلس بتدخل يذكر بوعي نساء سوس العالمات، قالت : لقد نصح الناس إخوان سوريا، الذين " توهبوا"، بالاعتذار إلى إخوانهم الشيعة من كتاب " وجاء دور المجوس"، تبنوه زمن حرب صدام على إيران، فلم يعتذروا، بل أصروا على مذهب التكفير والتبديع والنصب والتفجير... وكان من ورائهم عملاء عصاة بني إسرائيل وحماة هيكل الماسونية العالمية... فكان ما كان من زيال وسقوط للأقنعة... لقد تميز الناس حسب نظرية الاستقطاب الرباعي.
وتدخل شيخ من نوبة أسوان وقال: كاد الإخوان في مصر بعد ثورة الربيع أن يسقطوا في كمين النصب ومعادات حلف المقاومة المرشح للاستخلاف، لولا لطف الله ثم تدارك الأمر من قبل أولاد حام من الأقباط المسلمين والمسيحيين. هؤلاء نفرهم طبعهم من التحالف مع عصاة أولاد سام المتعطشين لسفك الدماء...
فتدخلت امرأة من عجم جبل طوروس فقالت: فلما استيقنت الشعوب أنها هي وحدها التي تؤدي ثمن حماية هيكل الدجال بدماء شبابها الساذج، وأشلاء الصبايا والحرائر والشيوخ، انبرت فئة من طلائع المقاومة فتساألوا بينهم... هل من عمل يستدرج رؤوس الفتنة إلى ميادين الوغى ؟ فلربما بهلاكهم تخمد نار الفتن التي أوقدوها زمن سريان سحر الغرقد عليهم...
إسماعيلية جديدة ضد البرغواطية الجديدة؟
وتدخل شاب من صنعاء فقال: لقد راجع المنتسبون إلى السنة في اليمن، من السلفيين ومن الإخوان، مواقفهم بعد شيوع ثقافة المقاومة، وبعد زوال سحر الغرقد عن العرب. وقرروا توظيف فتيانهم وفتياتهم المتعطشين للشهادة، في الأعمال التي ترفعهم إلى مراتب أعلى من مرتبة الشهيد. إنها مرتبة الصديقية، ثم مرتبة الوراثة الكبرى البانية لدولة السلطان والقرآن. فجعلوا أنفسهم في خدمة حجة الله في أرضه، حسب مصطلح آخر الخلفاء الراشدين علي كرم الله وجهه. أو القطب حسب مصطلح المحققين من الصوفية. أو خليفة المهدي المنتظر، حسب الاصطلاح الشيعي. أو مجدد القرن حسب الاصطلاح السني. ولا "مُشَاحَّة في الاصطلاح"، حسب القاعدة الأصولية، التي ترى " أن الخلاف إذا كان واقعًا في الأمور الاصطلاحية فإنه لا ينبني عليه حكمٌ، ولا اعتبارَ به".
وهنا طلب التدخل في النقاش المترجم من العربية إلى الفارسية، متابع من قلعة "ألموت" أي قلعة "عش النسر" في إقليم مازن
دران فقال: كاد حماس الندامة، وشرة التوبة، أن يوظف بعض إخوان اليمن في أعمال قريبة من أعمال أحد أسلافهم الحميري، صاحب قلعة "ألموت"، لولا لطف الله ثم توجيهات الإمامين الذين ذكرهم فبرايار في مجمع اليومين. لقد اقترحت طائفة من ثوار اليمن أن تحيي عمل الإسماعيلية الصباحية التي اجتهدت في طريقة الاغتيالات لتخليص الناس من بعض أمراء السوء، لكف أذاهم على الناس إذ كانوا من الجبابرة الظالمين لشعوبهم. فكانت منهم فرقة الحشاشين الذين يتسللون إلى قصور الطواغيت فيقطعون أوداجهم... ولقد أراد الشباب تبرير بعثهم لتلك الأعمال بزعمهم أن كبراء الدولة الأنكلوأعرابية في المشرق أو الدولة الفرنكوأعرابية في المغرب، غيروا دينهم واتبعوا دين العلمانية التلمودية المعطلة لشريعة القرآن. وقالوا إنهم باعوا المسجد الأقصى والأرض التي بارك الله حولها، وتحالفوا مع أعداء الإسلام ضد شعوبهم، وضيعوا ثروات الأمة وطاقاتها الذاتية...
فكلف إمام اليمين وتد الجنوب بمجادلتهم بالتي هي أحسن... فقال لهم الوتد: ربما وجدنا سندا قريبا لما تقترحون في سنة آخر الخلفاء الراشدين... لما انشق معاوية عن الخلافة وأشعل جحيم الحرب، توقع علي عليه السلام أن ما لا يحصى من الأرواح سوف تزهق. وكذلك كان... إلى أن قتل عمار ، الذي قال في حقه النبي صلى الله عليه وسلم: " تقتله الفئة الباغية"... قال علماء السيرة: ولما قتل عمار حمل عليّ رضي الله عنه وأصحابه فلم يبق لأهل الشام صف إلا انتقض ... ثم نادى علي: يا معاوية علام يقتل الناس بيننا هلم أحاكمك إلى الله فأينا قتل صاحبه استقامت له الأمور فقال له عمرو بن العاص: أنصفك الرجل فقال معاوية: إنك تعلم أنه لم يبارزه رجل قط إلا قتله قال له عمرو: ما يجمل بك إلا مبارزته فقال معاوية: طمعت فيها بعدي.
قال وتد الجنوب بعد التذكير بعزمة علي في افتداء قتل النفوس بنفسه: ربما كفى الله المؤمنين القتال إن قضي على رؤساء العرب المحرضين على الحروب، عوض سفك دماء السذج من الشباب المغرر بهم، أو المغفلين الذين يبيعون آخرتهم بدنيا غيرهم... لكنه قدر الامتحان والملحمة... يقتل طاغوت ويخلفه طواغيت أعتى منه. إن كان المجتمع قد سرت فيه الروح التلمودية، فلا جدوى من الاغتيالات العبثية، ولا شرعية لها في دين يمنع قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
إلى أن خلص الوتد اللطيف، الذي يروم إعادة صياغة العقل القاعدي العنيف، برفق الطب النبوي الشريف، فقال: سر التغيير في الأحوال لا في الرجال... في الأفعال لا في الأقوال... كيفما تكونوا يول عنكم... لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم... من أجل ذلك إعادة تربية المستضعفين، أجدى من سفك دماء المستكبرين... ذلك هو منهاج الطريق، في ثقافة المقاومة، ومعراج التحقيق في أدبيات الخلافة.
زوال الدولة العربية الهجينة
الهجانة ضد الأصالة. والهجين بمعنى اللقيط، الذي ولد عن غدر سفاح، لا عن عقد نكاح... هجين الفرس والحمار هو البغل ... وهناك قرية تعلنها علامات الطريق المقطوع بين المغرب والجزائر اسمها "زوج بغال" أي البغلان. البغل الأول هو الدولة الفرنكو أعرابية سياسيا، الصهيو أعرابية عقائديا لما تبنت دين العلمانية التلمودية المعطلة لشريعة الرسل... فهو بغل المغرب. أين هو البغل الثاني الذي تعلنه منارات الحدود الوهمية بين الشعوب؟ البغل الثاني يوجد في مشرق الدولة العربية، وهناك كان التبضع في غدر السفاح بين الحمار العربي الأصيل والكيدار الأنجليزي الثقيل، فولدت الدولة العربية الهجينة الأنكلو أعرابية سياسيا، أو الصهيو أعرابية أيديولوجيا كما هو ملة أختها في المغرب.
والهجين غالبا ما يكون عقيما لا ينتج. تفسير ذلك، موجود في القوانين الطبيعية... مصداق ذلك، حالة الدولة العربية لهذا الزمان. عقيمة لا مساهمة لها في المسيرة الحضارية، عالة على البشرية، تأكل مما ينتج الآخرون، وتلبس وتركب مما يصنعون.
نعوذ بالله من التبضع وفسق السفاح ومن الهجانة العقيمة.
وبما أن الأفكار اللواقح تحلل وتركب الأحوال والأقوال والأفعال لتنتج العلم النافع والنظريات الدقيقة، للسمو بالشعوب المسلمة، ظهرت عبقرية الاستنتاج الواعي على لسان فتاة من "كريفلة" في ضاحية رباط الفتح المغربية. ضاحية استولى عليها أمراء النفط فبنوا فيها قصورهم الشاسعة، وقراهم المحصنة بشتى أنواع وسائل الحراسة والترقب والحذر... قالت الفتاة الشريفة التي ضاقت ذرعا بما تسمع من أخبار عن فسق أولئك الأمراء: {{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً }}. " الإسراء؛ 16 ". ثم أردفت قائلة " إذا جاء القدر رفع الحذر " ... إهلاك الدولة العربية الهجينة لم يكن بتدبير مثل تدبير الحشاشين في قلعة "ألموت". لقد نأى رجال الله، أصحاب مجمع اليومين، بأنفسهم أن يلطخوا أيديهم بدمائهم، ولما تقم عليهم محكمة بقضاتها وشهودها وعدولها وشروطها الشرعية. كانت الروح التي بعثوها في قوانين الله الكونية وقوانينه الشرعية، كفيلة بتدمير البطانة التي يسيطر عليها حلف الدجال، كما حددته نظرية الاستقطاب الرباعي. أما البطانة الواعية التي تتحالف مع حجة الله في أرضه، فأينما تولت أمور الدولة صار التمكين حليفها، واستطاعت أن تمر بسلام عبر الفتن التي شاهدها الربيع الإسلامي في بداية أيامه.
ثم ختمت حديثها قائلة : ومن أراد الاعتبار، فيما لحقهم من دمار، وخزي وعار، في قلاقل الحرب العالمية الثالثة، فليرجع إلى كتاب " جذور وآفاق البرغواطية الجديدة".
وعقب شاب كان يتابع المنتدى من مكان سماه " وايلغوليدن" قرب "زاوية الشيخ" في جبال الأطلس المتوسط، قال معضدا لرأي الفتاة المغربية الحرة: نعم ؛ كتاب " البرغواطية الجديدة " هو من الكتب التي صارت من المصادر الملهمة لدعاة ثقافة السطوع في منتدى الغرابة. اعتمده خاصة ثلة من أحفاد الدولة الدلائية والدولة المرابطية. والمرابطون كما تعلمون هم الذين خلصوا المغا
ربة من الدولة البرغواطية الصهيوأعرابية. وهي أول دولة حرفت وعطلت الشريعة في تاريخ الإسلام، قبل تعطيلها الحديث تحت نحلة العلمانية التلمودية. كان انتصار المرابطين على البرغواطيين سنة 451 هـ، 1059م، في معارك ضارية في شعاب وادي أم الربيع... آه، أعتذر.. أردت أن أقول وادي كريفلة على مشارف الرباط ... فضحك الشباب من اختلاط أسماء الجغرافيا على ولد " وايلغوليدن" الواعي... كان اهتمامه بالتاريخ أدق ... وله في ذلك عذر: العالم صار قرية واحدة زالت حدوده الوهمية بما فتح الله للبشرية من وسائل للتواصل والسفر في أرض الله الواسعة. ولم يتم ذلك إلا بعد انتشار استعمال الطاقة المجانية في المجال الحامي...
فانبرى أحد المتتبعين، انتسب إلى "وادي الحجارة" " في الأندلس لتعضيد ما سبق فقال: فلما تقوى عود الدولة المرابطية من تلك الحروب الشرسة مع البرغواطيين، لم يكن لها مشكلا أن تتغلب على ملوك الطوائف الأعرابية في الأندلس وعلى حلفائهم من نصارى الروكنكيستا.
فعطلت عملهم لمدة أربعة قرون. وكذلك تقوى عود دولة الخلافة الجديدة بعد الحرب العالمية الثالثة. ثم جاء دور مساهمة غريبة لفتاة تتابع المنتدى من "تاهدارت" قرب مدينة طنجة. في وصل لها لتعضيد بنت الرباط الحرة، عبر ألغاز، وكلمات بين الحقيقة والمجاز، لا يفقهها إلا الفتى فبرايار، والراسخون في العلم التسلوي، قالت : سياسة التفسيق المهين، كانت منقوشة في سماء المانيطوسفير، في سجل عنوانه "موازين". فلما أتى أمر الله المعين، الملهم لتوصيات "مجمع اليومين"، تم اصطياد موجاته التسلوية، الملوثة لثقافة المقاومة، من جزيرة القديسة هيلينة، ومن جزيرة " الأسرار"، وسط بحر "الظلمات"... ثم كان تكثيفها وتضخيمها في " مختبرات علماء الثريا "، بعد ذلك عكسوها من مرآة الأيونوسفير على بقعة من البحر. فهي البقعة من البحر التي كانت تغلي غلي الحميم، عند مرور فبرايار ووتد المشرق فوقها ...
وهنا تدخل الفتى فبرايار ... يريد ختم المجلس الذي تشعب وطال، دون أن يكل الشباب أو يخمد حماسهم. قال الفتى: الآن جاء وقت حل الألغاز... وبها تكون خاتمة القصة... أما البقعة التي تغلي غلي الحميم جنوب بحر الظلمات فهو الظاهر من الحرب المناخية. بعد ما حدث في الخليج من محاولات لتغيير خلق الله، بعث علماء الثريا الراسخون في علم المناخ ردا رادعا، أحدث للمعتدين إعصارا ميكائيليا لم تعهده مناطقهم من قبل، اعتى من إعصار ساندي... أما ما قيل حول الرد على مخطط حرب القيم والعقائد، فلقد سقط بث تفسيق " موازين"، تحت وابل بث " الميادين". تستمد ترددات بثها من ترددات الروح العظيم بين أقطار السماء والأرض. المدد الجبرائيلي بث الروح في قيم القرآن الكريم، وبعث ثقافة المقاومة في كل "الميادين"... موجات "الهدر" المبثوثة من أبراج " "تاهدارت " التسلوية، لم تصمد في الأيونوسفير أمام قذائف الحق الدامغ المبثوث من مشكاة علماء الثريا.
وتلك هي الأيام. حرب سجال بين الحق والباطل، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. سنة الله التي لا تتبدل: {{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}}. " الأنبياء:18".
{{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }}. " الصافات؛ 180-182 " .
حرر بالرباط بتاريخ 4 يونيو 2013
محمد المهدي الحسني