بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق الإسلامية: تعريفات الماضي وتنزيلات على الحاضر والمستقبل
من هم النواصب وهل اندثرت بدعتهم؟
توطئة من علم السلوك
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى
مذاهب البغض
من هو أول مجدد في الإسلام لمذهب معاداة الأنبياء والأوصياء؟
النصب والمراسيم الأربعة
منهاج النصب تنظيرا ؛ دستور الكراهية
منهاج النصب تعليما وتربية
منهاج النصب سياسة وزحفا بين الماضي والحاضر والمستقبل
الفرق الإسلامية: تعريفات الماضي وتنزيلات على الحاضر والمستقبل
من هم النواصب وهل اندثرت بدعتهم؟
توطئة من علم السلوك
الباحث عن الحق في مشكلة من المشاكل المذهبية، انطلاقا من المصادر السنية، الذي لم يمحص نتائج بحثه عبر مصادر الشيعة - والعكس صحيح -، يوشك أن يقع ضحية الشحن المذهبي الذي يفقد نعمة الاستزادة من الخير، والحذر من الشر. والكلام الذي سأعرضه عبر هذا التأليف، لا يخاطب المنتفخ بعلمه الأحادي المصدر، إذ لا سبيل لتنفيس تكبره دون انفجاره. لأنه مفخخ ذهنيا، ولا يملك سبلا بديلة للتنفيس. فكأنه أعرض عن دعاء ربه "أن يجعل له خرجا ومخرجا ومن كل ضيق فرجا". وقد كان من قبل قد أعرض عن تواضع السائل ربه : {{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا }}." سورة طه :(114)".
فهو يحتاج قبل كل شيء إلى معالجة نفسية عند خبراء علم السلوك. والخبير الصوفي سوف يعالج انتفاخه في أول حصة يسأله فيها : ما هي المدة التي بين النفختين المشار إليهما في قوله تعالى: {{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ}} (الزمر: 68) ؟ فلربما حصل له بعض التنفيس من تلبيسات إبليس... في النفخة الأولى، وإلا تعرض إلى قدر الانفجار في النفخة الثانية في لظى الاستكبار والكراهية. وأصْل مرضه أحاط به قدر{{ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ (7)}}." سورة العلق".
ولا حديث لنا كذلك مع الذي قل علمه من أي مصدر كان، فكثر اعتراضه... ربما حتى على ربه... وبقدر ما يقل العلم ويضيق، يكثر الاعتراض على الطريق، إلى درجة طغيان الذي يكاد يسطو بالذي يحاوره. فلا كلام ينفع مع الذي يجادل بثقافة الاختزال المغردة على وقع الهوى. كما يقول المثل الجزائري:" كل طير يلغى بلغاه * كل عود بين دخانه". فهي الثقافة التويترية المغردة على الشجرة، إشارة إلى التشاجر؛ أو التوترية، إشارة إلى مرض توتر الأعصاب. صاحبها على وشك أن يصنفك بسرعة البرق ليسطو عليك: أشم فيك رائحة التشيع... أو : الإنسان أصله قرد؟ فيجيبه المغرد الإسرائيلي النافخ في نار الفتنة: عبر الأثير: وأنت ناصبي... أو: أخشى عليك في عقيدتك... ثم يمر إلى السب والشتم. وتلك هي بداية الشحن الطائفي الذي ينفخ الرؤوس بأكبر قدر من طاقة الاعتراض والكراهية، وأقل قدر من الرغبة في التبين العلمي في كلمات الله الكونية والشرعية والقدرية. وهي الظروف التي تحجب السكينة والرحمة والمودة... والرؤوس المشحونة من هذه الروافد الملغومة، هي الرؤوس التي نضجت وحان تفجيرها... نسأل الله السلامة من ثقافة التوتر والانفجار والانتحار الخاسرة للدين والدنيا.
صاحب هذا الصنف من الثقافة الاختزالية، ربما سكت عنك إن تبين له الحق. لكن غالبا ما يكون سكوته منذرا بالنكوص على الأعقاب. ذلك أن سكوته لم يكن من علامات الرضا والرجوع إلى الحق. بل شابه شعور الانهزام الذي يصعب عليه هضمه. فلربما حقد عليك من أجل ذلك انتصارا للنُّفَيِّسة. فهو لا يدري لم فقد مودته لك وعوضها بالكراهية... والمسألة من أبسط ما يكون. لو عالجها بالدوران الرياضي مع الحق حيث دار، لما جوزي بفقدان المودة المنفسة عما يغلى في الصدور من تلبيسات إبليس المفرق بين المتوادين في الله. ونعمة المودة في القربى هي طريق سعادة الدارين، لمن يقترف حسناتها. وعليها سوف نؤسس حديثنا حول مذهب النصب الذي حرم من الاغتراف من أصل قرآني محكم: {{ ... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}}. (الشورى/23).
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى
المعالجة الرياضية للاختلاف لا تحابي أحدا، حتى أنه لا فضيلة لمن يعترف بالحقيقة الرياضية، لأن الذي يريد معارضتها ببساطة سوف يسفهه الناس جميعا، كمن يصر على الاعتقاد أن واحدا يساوي ثلاثة، أو من ينكر أن واحد زائد ثلاثة يساوي أربعة.
المسألة التي يكون الرجوع فيه إلى الحق فضيلة، هي التي لك فيها الخيار بين أحد النجدين، يدفعك إلى أحد القرارين، يجعلك تتحيز إلى إحدى الطائفتين. مع العلم أن القدر محيط بك، قد فرغ الله من أمرك... وتختار طاعة نبيك الذي يقول لك : { اعملوا فكل ميسر لما خلق له}. فيقل جدلك واعتراضك على كل ما أهداه الله لك في كتبه، وكل ما سنه لك الرسل من فضائل... ثم تتجرد للعمل دون أن تشرك بهذين الأصلين: القرآن والسنة، معايير أخرى للحق. أو تنافق مذبذبا بين هؤلاء وهؤلاء، وتريد أن تسلك طريقا ثالثا للنجدين، أو تتحيز إلى إمام ثالث غير إمام الضلالة أو إمام الهداية. تدعي مثلا أنك أمسكت عما شجر بين علي ومعاوية. فأنت إذن مع طائفة ثالثة، لا بد من تأمير أمير عليها. لكن هذا يعارض الشريعة التي تأمر بقتل الأمير الأخير... حفاظا على وحدة الأمة... والوحدة هي أصل من أصول الدين. والحفاظ عليها يقتضي التحيز إلى الفئة التي بغي عليها. وحديث رسولك ينبئك أن عمارا تقتله الفئة الباغية. وتصر على التحيز إلى معاوية فتقاتل عليا بشراسة... أو تتحيز لابنه يزيد لتقطع رأس الحسين سبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. أو تتحيز إلى الحلف الذي يغير على دولة العترة ومن يشايعها ! ما هذا؟.
طيب قد ترد علي وتقول: {{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}} (134) سورة البقرة... إلا أنك تغفل عن هذه الحقيقة القرآنية وتلصق بي تهمة الرفض وتزيد عليها تهمة سب الصحابة، ثم تنتقل إلى تهمة بدون بينة أنني أعادي جبرائيل لأنه غلط في اختيار محمد عوض اختيار علي للرسالة. ثم تتهمني أنني ادعيت الألوهية في علي، وزد على ذلك كل ما سوف تجده يغلي في أتون الشبكة العنكبوتية من شحن للرؤوس الخاوية إلا من حصب جهنم الظن والقذف والسب والشتم... وطبعا هذا لا يمت للإسلام بصلة. إنما لو تبينت لوجدت أن دعاته أغلبهم من عملاء المخابرات الصهيونية أو من الذين مردوا على النفاق.
وهي نفسها الجهة التي تكيل لأهل السنة التهم بالمكيال الأوفى. لأن ذلك من الحطب المؤجج لنار الكراهية والعداوة القاتلة... وتلك هي وظيفة إبليس المتجسد في دولة ممثل الدجال، المعادية لدولة العترة في هذا الزمان.
فلولا أرحت نفسك ورجعت إلى القول الفصل الذي نسيت أنك أردت معارضتي به. {{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ... الآية}}... قديما. لكن اليوم، ما هو واجب الوقت لرفع المقت الذي يوشك أن يعم العرب؟
ثم لننتقل إلى الأصول والواجبات الاستخلافية المفروضة عليك وعلي وعلى جميع المسلمين في كل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة.
ولربما عارضتني بمقال آخر : تلك الأصول كان يعلمها الصحابة، فلم اختلفوا واقتتلوا فيما بينهم؟
مذاهب الكراهية
والجواب لا يمكن صياغته بدون معرفتك لعقدة النصب. لأنها أخطر بدعة ظهرت في الأمة.
النصب لغة : إقامة الشيء ورَفعِهِ، ومنه ناصِبَةُ الشرِّ والحرب. (مختار الصحاح 1 / 275)
وفي القاموس : " النواصب والناصبة وأهل النصب المتدينون بِبُغض علي كرم الله وجهه؛ لأنهم نصبوا له، أي عادوه ".
يرى أهل السنة أن النواصب هم الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، وهم كانوا طائفة مستقلة اندثرت مع الزمن. هذا قولهم ولم يذكروا أي دليل على اندثار النصب.
ولا يكادون يدفعون تهمة النصب، إلا بالمسارعة في التذكير بتهمة التشيع المقرون بلعن الشيخين، بغية صرف النظر عن كارثة لعن علي وذريته ومن والاه: أي نبي الإسلام نفسه كما سيتبين لك أيها السني المنصف. أما إن كنت متحيزا لابن تيمية فستعمد إلى ذلك الاحتيال في إخفاء النصب. وتعرِّف النصب كما يعرفه لك في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة الذين "يحبون أهل بيت رسول الإسلام ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الإسلام.... ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، وأهل السنة والجماعة يمسكون عما شجر بين الصحابة " (العقيدة الواسطية مجموع الفتاوى 3 / ).
ولا يحتاج الباحث النبيه، أن يكون من خبراء التمويه، لكي يكتشف عجز ابن تيمية على الإتيان ببرهان الصدق في موالاة العترة ونصرتها، وهم يفضلون معاوية على علي، ويتأولون حديث النبي: { من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه }.
ذلك أن سرائرهم كشف عنها القرآن الكريم وسنة الرسول وكذلك آثار أئمة أهل البيت. عن أبي عبد الله قال: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلاً يقول: أنا أبغض محمداً وآل محمد (عليهم السلام)، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا، وأنكم من شيعتنا. {البحار ج69 ص131 }.
من هو أول مجدد في الإسلام لمذهب معاداة الأنبياء والأوصياء؟
المصادر السنية تخفي أن معاوية هو مؤسس بدعة النصب. وتجانب الصواب في قولها أن البدعة لم يبق لها وجود. كأن الحرب التي يشنها تحالف الأقطار السنية ضد اليمن لا علاقة لها بالعداوة المتجددة عبر القرون للعترة وأنصارها.
وأهل السنة يمدحون الصحابي معاوية، فهم في حرج مما يمكرون من محاولات تبرئته من النصب. بينما التاريخ والمصادر الموثوقة لرجال السير المنصفين، يعترفون أن معاوية لم يكن بريئا منه. بل هو المؤسس الأول لمذهب النصب. فهو من أحدث تلك الثغرة في أصول الدين، التي منها تسرب الفساد إلى أمة الإسلام كما تسرب لغيرها من الأمم من قبلها. فكان ذلك الحدث الذي أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وآله وسلم – دليلا من دلائل نبوته – . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة)) " أخرجه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير وابن حبان في صحيحه بإسناد جيد عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه".
خروج معاوية على الإمام علي بذرائع واهية، كان البداية التي تجرأت على الأصل الثابت الذي يحرم الفرقة والتنازع. وهي البدعة التي مهدت الطريق لحكم التوريث، الذي ألغى أصلا آخر من الأصول القرآنية: الشورى. ثم كان الانتهاك القاتل المميت: نصب العداوة لعترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طعنا صريحا في كتاب الله الذي يوصي الناس جميعا على امتداد العصور: {{ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}} ( الشورى: 23 ) . وهي الوصية التي صرح بها حديث نبينا : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا بلى يا رسول الله . قال: فمن كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه» الحديث في مسند أحمد.
ربما لن تعثر على أسرار مذهب النصب إن لم تكن لك قابلية الاستزادة من العلم في حضن الطليعة الجديدة من الباحثين " السنة " الجدد في علوم الرجال والمذاهب والفرق... من أمثال الشيخ السعودي حسن فرحان المالكي.
هؤلاء يبينون أن مذهب النصب لعلي وفاطمة والعترة لم يأت من فراغ. إنه امتداد للعداوة القرشية الأموية المعلومة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. وهو أخطر مذهب طاعن في الأصول الإسلامية. لكنك أيها المسلم المتعصب لمذاهب السنة والجماعة كما يعرفها الفقهاء الرسميون، سوف لن تجد له ذكرا في مذاهب السنة، إلا عبر مصادر متخفية محتشمة كأنما على رأسها السيف...
النصب والمراسيم الأربعة
والأمر كذلك: كان السيف مسلطا على الأمة للقضاء على عرى الإسلام الأخرى بعد عروة الحكم، تسليطا ممنهجا، بتخطيط دقيق، وإصرار سياسي غريب، وحنكة إدارية لا مثيل لها. فبعد خروج معاوية على الإمام علي، وما تبع ذلك من قتال في معركة الجمل ومعركة صفين، وبعد استيلاء معاوية على مقاليد الدولة الإسلامية، عمد لهدم أصل آخر من أصول الدين: التفريق بين الخليفتين كتاب الله وعترة رسول الله، طعنا في حديث رسول الله : { إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، ألا وهما الخليفتان من بعدي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض}. "الحديث بهذا اللفظ أخرجه الطبراني في المعجم الكبير الذي جميع احاديث صحيحة بتصريحه". وهو حديث صحيح عند الشيعة كذلك.... لأن معاوية يعلم أن لا قيام لسلطانه إن لم يزرع في المجتمع المسلم بذور ثقافة فك الارتباط بين الخليفتين. فهو يعلم عن طريق التجربة أن زعامة بني أمية للعرب قبل الفتح، كان سيدنا علي هو السبب في كسر شوكتها. فلا بد إذن من منع الناس بالتعلق بعلي وعترته. ففكر في أمر يكرر العصيان المدني الذي تسبب في "الرزية كل الرزية": رزية منع عمر كتابة وصية النبي والجهر بالقول: لا حاجة لنا بالوصية وعندنا كتاب الله، فغضب النبي وطردهم من مجلسه. ذكرتها روايات من كتب الصحيحين وكذلك عن المصادر الشيعية، عن ابن عباس أنه قَالَ: " لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ قَالَ { ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ؛ وفي رواية لن تضلوا بعده أبدا } قَالَ عُمَرُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَهُ الْوَجَعُ – وفي روايات يهجر أي يهذي - وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا فَاخْتَلَفُوا، وَكَثُرَ اللَّغَطُ، قَالَ { قُومُوا عَنِّي وَلَا يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ}. فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ كِتَابِهِ.
لكن الداهية معاوية لم يكن له ما يمنعه من السطو على القرآن، مجردا من العترة، بل محاربا لها، يرفع كتاب الله على أسنة الرماح ويطالب عليا بتحكيمه، تبريرا لخروجه عن إمام المسلمين. علما أن عليا بويع بيعة شرعية بعد أن قتل الثوار عثمان بن عفان، الذي نصبه عبد الرحمن بن عوف، بعد قبوله بشرط إقحام فعل الصحابة كأصل من أصول الدين، كما بيناه في موضوع الروافض.
ثم تطور منهج معاوية لفك الارتباط بين العترة والقرآن مرة أخرى، لما استتب له الأمر بعد عام الجماعة، عبر المراسيم الأربعة المؤسسة لمذهب النصب الحركي الملتزم تربية وتنظيما وزحفا!!!
الخطوط العريضة لمذهب النصب استبطنتها المذاهب السنية بصورة تتفاوت في التخفي والإعلان، لكنها تتفق في الفتاوى الخطيرة التي صارت من أصول الدين، كتحليل أخذ الحكم بالسيف أو بالتوريث، وسفك دماء المعارضين المسالمين.
تتبع الباحث حسن فرحان المالكي، مع المؤرخ المحدث الثقة المدائني تلك المراسيم الملعونة التي جسدت رزية المسلمين في الغاية الاستخلافة. وما الانكسار التاريخي المفرق بين السلطان والقرآن إلا نتيجة حتمية للنصب الأموي الذي فرق بين السلطان والعترة، أي أئمة الهداية. وكان نبينا قد زادنا توضيحا لأسباب الرزية محذرا فقال صلى الله عليهوآله وسلم: { أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون }. "رواه ابن حبان وصححه الالباني صحيح الجامع (1551)".
منهاج النصب تنظيرا؛ دستور الكراهية
Ø مخالفة صريحة لدستور المودة القرآني الواضح في قوله تعالى: {{ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ...}}. (الشورى : 23)؛
Ø وسعيا عن سابق ترصد وإصرار في طمس التأكيد النبوي على أهمية هذه المودة في الحفاظ على عرى الدين، الذي نفهمه في حديث الثقلين كتاب الله وعترته، وحديث الغدير الموصي بوجوب موالاة سيدنا علي وعترته؛
Ø بعث معاوية نسخة واحدة إلى عماله في جميع الآفاق نصوصا لظهائر / مراسيم سلطانية مؤسسة لدستور الكراهية المناقض لدستور المودة، قصد التنفيذ الحازم دون مناقشة أو تهاون:
1. المرسوم الأول: {} أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب - أي علي بن أبي طالب - وأهل بيته {}.
2. المرسوم الثاني: {} ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة {}.
3. المرسوم الثالث: {} أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته، والذين يروون فضائله ومناقبه، فادنوا مجالسهم وقربوهم، وأكرموهم، واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم، واسمه واسم أبيه وعشيرته {}.
4. المرسوم الرابع: {} أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر، وفي كل وجه وناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبى تراب، إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة، فإن هذا أحب إلي، وأقر لعيني، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله.
ثم لما ظهر لمعاوية بوادر تقبل عامة الناس لبدعه الطاعنة في الأصول، أراد المزيد من الحزم في التطبيق الصارم استعدادا لمهمة توريث الملك لابنه يزيد. فكانت الدفعة الثانية من النصوص والمراسيم التطبيقة.
كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان:
1. {} انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيته، فامحوه من الديوان واسقطوا عطاءه ورزقه {}.
2. {} من اتهمتوه بمولاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره {}.
فهو إذن مذهب الحزم والدم والهدم في تركيع المسلمين المتقربين لله ولنبيه بموالاة أئمة الهدى من العترة. ألا تشم رائحة هذا التنكيل بالعترة عبر ما يصلك من أخبار عن اليمن والشام والبحرين حتى تقول لي أن النصب اندثر في هذا الزمان؟
منهاج النصب تعليما وتربية
فلم يكن في الإكراه والتنكيل سوى مقت الناس لمعاوية وحزبه، وإظهار الطاعة واستبطان العصيان ومحاولات الاغتيال... فاقتنع الداهية أن جيل الصحابة قريب الفناء، فينبغي تعويض هديهم بمناهج وبرامج تربوية جديدة تقوم على النصب عقيدة وممارسة. وهي نفس الطريقة التي نهجها دين العلمانية التلمودية لتغيير ثقافة مجتمعنا اليوم...
تحدث المؤرخون عن ظروف سريان مذهب النصب، ودور الفقهاء والعلماء والمحدثين في انتشاره تربية. يقول المؤرخون الثقاة، ومنهم المدائني الذي منع الأمويون كتبه التي تفوق مائة كتاب: قامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرؤون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته. وأكثروا في فضائل عثمان ومناقبه، لما كان يبعثه إليهم معاوية من العطاء والحباء والقطائع ويفيضه في العرب منهم والموالي، فكثر ذلك في كل مصر، وتنافسوا في المنازل والدنيا، فليس يجئ أحد مردود من الناس، عاملا من عمال معاوية، فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتباسمه وقربه وشفعه.
أقول : من أجل الإنفاق على تلك المهمة، عمد معاوية إلى خرق أصل آخر من الأصول: وهو حكم خراجية الأراضي الزراعية، خاصة أرض السواد المروية بالنيل ودجلة والفرات. فصارت إقطاعات وضيعات وقصورا يملِّكها لصنائعه المحنكين في تطبيق مراسيمه. خاصة من كان له حزم وشراسة في التنكيل بالعترة وشيعتها، عبر جرائمسودت وجه التاريخ. أو من كانت له جرأة في وضع الأحاديث، وتحريف الكلم عن مواقعه.
وهكذا، حسب كتب التاريخ، رويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة لا حقيقة لها، وجَدَّ الناس في رواية ما يجرى هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر وأُلقي إلى معلمي الكتاتيب فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن، وعلموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم فلبثوا بذلك ما شاء الله.
يحلل الباحث حسن المالكي هذه التربية الجديدة التي انتشرت انتشار النار في الهشيم على امتداد الدولة الأموية، من الهند إلى الأندلس، يقول: عند غلاة السلفية ضعف منهجي كبير في إهمال النواصب، لا سيما وأن بدعة النصب هي البدعة الوحيدة التي حكمت العالم الإسلامي كله. وهي البدعة الوحيدة التي حكمت بالحديد والنار، وملأت السجون وعرقبت الأرجل وقطعت الألسن وختمت بالرصاص على الأعناق في تثبيت هذه البدعة. وهذا ما لم يتح لأي بدعة أخرى .. لم تتوفر لبدعة أخرى السيف والمنبر والجيش والدولة كما أتيح لبدعة النصب، لذلك كان أثرها كبيراً ومتغلغلاً.. والغريب أن أهل العقائد يحصون أهل البدع إحصاءً، ولو في الزوايا والبوادي.. لكنهم لا يرون تلك البدعة التي لعنت علياً على المنبر ثمانين سنة!
"أما آثارها، يقول فضيلة الشيخ، فموجودة إلى اليوم في التوجس من كل شخص يذكر فضيلة للإمام علي أو أهل بيته، بحيث أن الوجوه تعبس إذا ذكر بخير "..." فهذا العبوس والضيق الشديد من ذكر آل محمد بأي خير هو من نتائج هذا المرسوم الأول، ويحسبون أنه من السنة وعقيدة السلف الصالح، كما ظن الناس في عهد معاوية إلا القليل من أهل العلم."
أقول: نفس التوجس والعبوس والكراهية نراها بادية تجاه دولة العترة الظاهرة بالسلطان والقرآن في إيران، وتجاه من يواليها في العالم. {{ ... قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}}. (آل عمران: 118). وسبحان الله نفس السب والشتم والقدح والتنكيل. حزب الله، يزورون اسم "الله" فيقول الشيطان عبر أفواههم حزب اللات !!!
ثم ذكر فضيلته أثر مذهب النصب عند أهل الحديث ورجال الجرح والتعديل. قال: ولقد هجروا أحاديث أهل البيت، وخواص شيعتهم "... "، بل تم تضعيف بدريين لهذا الغرض "..."، بينما تم النفخ في أحاديث أبي هريرة وابن عمر وعائشة وعبد الله بن عمرو بن العاص وأنس بن مالك. فهؤلاء متأخرون وأحاديثهم بالألوف، بينما البدريين والرضوانيين من أصحاب علي بين مسكوت عنه ومضعف ومهمل ومجروح."
أما عن تلويث مذهب النصب لمذاهب أهل السنة، فيكشف لنا فضيلته إشكالات هي اليوم من أهم المواضيع البحثية عند المنصفين من أهل العلم والدراسات النافعة في توحيد الأمة. يقول فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي: "إن أثر مرسوم معاوية موجود إلى أيامنا هذه، فإنه يكفي عندهم كلمة (شيعي ) حتى ترد روايته، ولا ينتبهون لكلمة ( ناصبي) حتى في من يلعن علياً كمعاوية ومروان وزياد ونحوهم، انظروا تراجمهم في كتب الرجال، فلن تجدوا أحداً يتهمهم بالنصب! "
ولم يكن الموروث الناصبي في المجال التربوي والتعليمي فحسب بل كان كذلك في المجال السياسي والتنظيمي والزحفي. وما نراه من انتهاك لحرمات الدين من قتل للنفوس المسالمة، وإهلاك للحرث والنسل وتدمير للعمران، عند المنتسبين للسنة في التحالف الدولي المعتدي على شيعة اليمن، ومثيله عند داعش والنصرة وغيرها من جماعات التكفير والتفجير، هو امتداد طبيعي للمذهب الأموي الناصبي ومقتضياته في التعامل مع النبي وعترته، ومع الذين يتقربون إلى ربهم بموالاة العترة ومحبتها في الله.
منهاج النصب سياسة وزحفا، بين الماضي والحاضر والمستقبل
لقد أينعت الرؤوس المشحونة بمذهب النصب تنظيرا وتعليما وتربية، فتم تسخيرها بسهولة لانتهاك الحرمات التي هي من المعلوم الضروري في كتاب الله وسنة نبيه. وعلى رأسها قمة علامات النفاق والنصب: لعن العترة، ثم إقصاء وتفقير من لهم مودة فيها وتحالف معها، ثم جز رؤوسهم كلما سنحت الفرصة...
ولقد أحصى الشيخ المالكي الجرائم التي اقترفوها في كل من يشمون فيهم رائحة موالاة العترة. فهي جرائمبشعة سودت التاريخ، يستحيي التاريخ أن يذكرها...
نفس المذهب الذي أنتج تلك الانتهاكات والكفريات والبدع المستبيحة لدماء الناس عامة ودماء العترة خاصة، لا يتستر عنه التحالف المستولي على السنة، المعتدي على أهل القبلة الآن، في اليمن والعراق والشام وغيرها من الأقطار المستعرة بالحروب الهمجية. أثناء كتابة هذه السطور أكتشِف خبر سقوط طائرة مغربيةمشاركة في العدوان الناصبي. فظهر أنه لم ينفع تحذيرنا لهم. والغريب في الأمر أن الحادث تكرر لزعيمين عربيين، يفترض أن يكونا من ومع العترة ضد التحالف الصهيوتكفيري الناصبي الباغي. الأمر غريب أليس كذلك؟ ذلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضَى، {{ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (الأنعام/149)
والحلف الصهيوتكفيري لا يتستر على بسط مخططاتهم الناصبية والتنظير لها، كما فعل معاوية في خروجه وقتاله ولعنه لعلي والعترة. عمدوا إلى تسليط دولة الضرار البعثي، المتمثلة في التنظيمات التكفيرية وإفرازاتها، على دولة العترة التي أظهرها الله بالسلطان والقرآن في إيران. يحاربونها بضراوة لا توصف، وهي لم تهجم على أحد. وزاد بعضهم على مذهب النصب ما يمكن أن يخرجهم عن الملة في مولاة اليهود والنصارى في زحفهم المجنون على المستضعفين من أهل القبلة...
بيانات داعش والنصرة وتحالف الخليج، تعلن بلغة التصريح والتلميح والدم والهدم، أنها جاءت لإحياء سنة معاوية وابنه يزيد، في قطع رقاب آل بيت الرسول وأشياعهم وأتباعهم، من الذين يتقربون إلى ربهم وإلى نبيهم بمولاة دولة العترة الموحدة إن شاء الله للمسلمين.
مشروعهم في الزحف على العترة والدولة الناصرة لها من العرب أو العجم - حسب من حان دوره في تداول الأيام - ماض إلى يوم يبعثون. فهو السيف النازل على الأمة بعد رفض الوصية. فكانت الرزية... وكل الرزية...:
Ø رزية في الغاية الاستخلافية لما رفضوا عرض نبيهم ووصيته وأمرالله في مودة العترة وموالاتها في إقامة دولة القرآن.
Ø ورزية في الغاية الاحسانية لأن مذهب النصب هو بكل بساطة مذهب النفاق. يعصم صاحبه في ماله وفي قصوره وفي ملكه وفي أي عرض من أعراض الدنيا الفانية. لكن أن يرد على النبي الحوض في الجنة فهذا لن يكون حتى يلج الجمل في سم الخياط. {{ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ}} الأعراف (40).
قدر القبضتين: قبضة في الجنة وقبضة في السعير، قضاء عدل من رب العالمين مالك يوم الدين... لا يحابي أحدا ولو كانت فاطمة. لن تقدر على دفعه إلا أن يتغمدك الله برحمته... باتباع نبيك القائل " اعملوا فكل ميسر لما خلق له"، والعمل المراد به هنا، هو مراعاة دستور المودة لأئمة الهداية من العترة وموالاتهم، ونصرة من ينصرهم لإقامة دولة القرآن، ومعاداة المعتدين من النواصب المنافقين المستكبرين المتعطشين للدماء.
إنه قدر النجدين في التماس الحكمة والرحمة وفي الولاء والبراء. نختم به حديثنا على مذهب النصب: قال سيدنا علي كرم الله وجهه: لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ (1) الْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَا أَبْغَضَنِي، وَلَوْ صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا (2) عَلَى الْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي: وَذلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمِ أَنَّهُ قَالَ: يَا عَلِيُّ، لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ.
1- الخَيْشُوم: أصل الأنف.
2- الجمّات: جمع جَمّة ـ بفتح الجيم ـ وهو من السفينة مُجْتَمَعُ الماء المترشّح من ألواحها، والمراد لو كفأت عليهم الدنيا بجليلها وحقيرها.
فإن تنكر العرب لرسالة نبيهم، بتجديد مذهب كراهية "قريش المرتدة"، فالله بالغ أمره عبر قانون المحبة والمودة: قال تعالى: {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }} (المائدة/54).
أما علامات ارتداد من ارتد، فليستفت نفسه، بعد الاطلاع على العلامة التي تنزل الملامة. قوله تعالى في نفس السورة: {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53)}}. سورة المائدة.
اللهم إنا نعوذ بك أن نكون من الذين {{ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}}. {{...رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}} (القصص/21).
اللهم ألف بين قلوب المسلمين، ورد عنا كيد النواصب المعتدين...
اللهم صل وسلم وبارك على محمد وآله وسلم تسليما.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ألفه برباط الفتح
يوم الاثنين 22/رجب/1436 هـ
الموافق 11/ماي/2015 م
محمد المهدي الحسني