السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
[ درسنا اليوم هو [ بناء الفعل المضارع
الفعل المضارع هو ما دلّ على حدوث الفعل مقترنًا بالزمن الحاضر أو المستقبل القريب ، ومن المعروف أن الأصل في الفعل المضارع أنه فعل معرب؛ يرفع بالضمة وإذا سبق بأداة نصب ينصب بالفتحة، وإذا سبق بأداة جزم فيجزم بالسكون، وإذا كان من الأفعال الخمسة يرفع بثبوت النون وينصب ويجزم بحذف النون، مثل: (تكتبون، لن تكتبوا، لم تكتبوا) إلّا أنه في بعض الحالات يصبح مبنيًا ولا يبقى معرباً
١ـ يبنى الفعل المضارع على الفتح في حال
ـ اتصلت به نون التوكيد الثقيلة [ مشددة ] ومثال على ذلك قوله تعالى:(ليسجنَنَّ وليكونًا من الصاغرين) فالفعل يسجنَنَّ فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والنون حرف مبني لا محل له من الإعراب
ـ اتصلت به نون التوكيد الخفيفة [ ساكنة ] ومثال على ذلك قوله تعالى: ( وليكونًا من الصاغرين)
فالفعل يكونًا: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والنون حرف مبني لا محلّ له من الإعراب
و الفعل [ يكوناً ] أصل كتابته عند دخول نون التوكيد الخفيفة عليه هو [ يكونَنْ] و لكن جاءت منونة بتنوين فتح لأنها رسم عثماني ورد في القرآن الكريم بهذه الصورة و مثال مصطنع على نون التوكيد الخفيفة ، مثل [ ليساعدنْ الغني الفقير ]
[فعل مضارع + نون توكيد ( ثقيلة أو خفيفة ) = الفتح الظاهر]
: ٢ـ يبنى الفعل المضارع على السكون في حال اتصلت به نون النسوة
(ومثال على ذلك قوله تعالى:(وقل للمؤمنات يغضضْنَ
فالفعل المضارع ( يغضضنَ) مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل
و في البناء حال المعتل كحال الصحيح.
[ فعل مضارع + نون نسوة = السكون ]
وإذا كان هناك فاصل بين نون التوكيد والفعل المضارع يبقى المضارع معربًا ولا يصبح مبنيًا، ومن هذه الفواصل ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة ، مثل الفعل (تكتبان) إذا أردنا توكيده بنون التوكيد يصبح (تكتبانِنَّ) فالنون الأولى هي نون الأفعال الخمسة والمشددة هي نون التوكيد الثقيلة فاجتمع في الفعل ثلاثة أحرف من نفس الجنس (النون) وهذا يجعل الفعل ثقيلًا عند اللفظ لذلك تحذف نون الأفعال الخمسة وتبقى نون التوكيد ولكن تحرك بالكسر فيصبح الفعل: (تكتبانِّ)
[إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ] الإسراء ٢٣
يبلغنّ : [يبلغ] فعل مضارع مبني على الفتح ، لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، نون التوكيد الثقيلة [ مشددة ] حرف مبني لا محل له من الإعراب.
[ كلا لَئِن لَّمۡ يَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِيَةِ ﴾ العلق: ١٥
لنسفعاً :عبارة عن فعل مضارع اتصلت به نون التوكيد الخفيفة و لكن جاءت مكتوبة كتنوين بالفتح بسبب الرسم العثماني ، و هي في الأصل [ لنسفعنْ ] : اللام واقعة في جواب القسم ، نسفع : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، و نون التوكيد الخفيفة [ ساكنة ] حرف مبني لا محل له من الإعراب
[وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ] البقرة ٢٣٣
يرضعنَ : [ يرضع ] فعل مضارع مبني على السكون ، لاتصاله بنون النسوة ، نون النسوة ضمير بارز متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل
[ المؤمنات يخشينَ الله سبحانه و تعالى ]
يخشين : فعل مضارع مبني على السكون ، لاتصاله بنون النسوة ، نون النسوة ضمير بارز متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل
وكما تلاحظ الفعل [ يخشين ] فعل معتل الآخر وأعرب نفس إعراب الصحيح لم يتغير، و هذا هو المقصود بحال المعتل كحال الصحيح .
لا تتوقف استمر ستصل لنهاية الرحلة
تحدي اليوم : اختر بيتاً شعرياً يحتوي على فعل مضارع مبني، و بيّن سبب بنائه، ثم أعربه.