كيف حالك يا أيها المجتهد؟😊
أعلم أنّك مستعد، بارك الله فيك، ونفع بك ولا حرمك الأجر
درسُنا اليوم عن [ نائب الفاعل ]
تتكون الجملة الفعلية من فعل وفاعل، والفاعل هو من يقوم بالفعل وهو مرفوع دائماً، ولكن في بعض الأحيان يحذف الفاعل لأسباب منها:[ العلم به، الجهل به، الخوف منه، لشرفه، لجانب صوتي، أو أنه لا يتعلق بذكره فائدة، فينوب عن الفاعل غيره ]
فبعد حذف الفاعل ، ينوب عنه اسم ، وهو [ نائب الفاعل ]
نائب الفاعل هو من الأسماء المرفوعة، وهو يحل محل الفاعل ويسبقه فعل مبني للمجهول أو شبهه ( اسم المفعول ، الاسم المنسوب )، وقد سُمي بنائب الفاعل؛ لأنّه ينوب عن الفاعل عند حذفه
[ لمعرفة المقصود باسم المفعول، والاسم المنسوب، انظر في الدرس الأول في صف ثامن مطور]
كتب أحمد الدرس ] جملة مبنية للمعلوم والفاعل هنا أحمد]
كُتِب الدرس] جملة مبنية للمجهول والفاعل مجهول، لذا تحل كلمة [الدرس] محل الفاعل وتصبح نائباً للفاعل ]
١ـ فعل مبني للمجهول : مثل [ كُتِبَ الدرس ]
.فكلمة [ كُتِبَ] ، و [الدرس] : نائب فاعل مرفوع
٢ـ اسم مفعول : مثل [ المحمود خلقه رفيع المقام ]
فكلمة [ المحمود ] اسم مفعول، عمل على ما بعده و أصبحت كلمة [ خلقه ] نائباً للفاعل مرفوعاً.
٣ـ اسم منسوب: مثل [ صاحب رجلاً نبوياً خلقه ]
فكلمة [ نبوياً ] اسم منسوب، عمل على ما بعده و أصبحت كلمة [ خلقه ] نائباً للفاعل مرفوعاً.
و ينوب عن الفاعل عند حذفه واحد مما يلي:
١ـ المفعول به و هو أولى من غيره بالنيابة : مثل [وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ] ، غيض: فعل مبني للمجهول، الماء: نائب فاعل وكان في الأصل مفعول به.
٢ـ المصدر المتصرف المختص: ويقصد بالمصدر [ انظر في الدرس الأول لصف ثامن مطور ]، المتصرف أي مصدر ينصب ويرفع و يجر مثل [ نفخةٌ ، نفخةً ، نفخةٍ ] فيقع نائباً للفاعل، مثل [فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ] نفخ: فعل مبني للمجهول، نفخة: نائب فاعل وهي مصدر، لكن هناك مصادر جامدة تلزم حالة النصب فقط مثل [ معاذ الله ]، فلا تقع نائباً للفاعل، والمقصود بـالمختص أي أنّه مبيناً لنوع أو عدد مثل [ ضُرب ضرب شديد ] هذا مصدر مختص مبيّن لنوع ، لذلك يصلح أن يكون نائباً للفاعل ولكن بمجرد حذف كلمة [ شديدة ] التي خصصته لا يصلح أن يكون نائباً للفاعل و [ ضرب ضربتان ] هذا مصدر مختص مبيّن للعدد يصلح أن يكون نائباً للفاعل، و لكن عندما نحذف دلالة العدد هنا لا يعتبر مختصاً ولا يصلح أن يكون نائباً للفاعل.
٣ـ الظرف المتصرف المختص: الظرف هو اسم منصوب يدل على زمان وقوع الحدث أو مكانه، ومن ظروف الزمان: "اليَوْمَ، أمسِ، غَـداً، اللَيْلَةَ، سَحَراً، غُدْوَةً، بُكْرَةً، حِيناً، وَقْتاً، أَمَداً، أَبَداً، عَتْمَةً، مَسَاءً، صَبَاحاً"، ومن ظروف المكان: "أَمامَ، قُدَّامَ، خَلْفَ، وَرَاءَ، فَوْقَ، تَحْتَ، عِنْدَ، إزاءَ، تِلْقَاءَ، حِذَاءَ، ثَمَّ، هُنَا]، المتصرف أي قابلاً للرفع والنصب و الجر ولا يلزم صورة واحدة ، ومثل الظرف المتصرف [يوم و حين و ساعة ....]، يقصد بالمختص أي أن يكون موصوفاً أو مضافاً، مثل [ خيف يوم تزلزل ] خيف: فعل مبني للمجهول، يوم : نائب فاعل وهو ظرف متصرف ومختص بوصف بحيث أن [ تزلزل ] صفة لليوم، و من مثل: [ صيم يوم الاثنين ] صيم : فعل مبني للمجهول، يوم : نائب فاعل ظرف متصرف مختص بإضافة و هي [ الاثنين ]
٤ـ الجار والمجرور: هناك شروط لينوب الجار و المجرور، فليس أي جار ومجرور ممكن أن يكون نائباً للفاعل، فيشرط ألا يكون حرف الجر للتعليل، ومن شرطه أيضاً ألا يكون حرف جر ملازماً صورة واحدة ، كأن يكون خالصاً للدلالة على الزمن ، مثل [ منذ و مذ ]
أو للقسم [ و، ب ، ت ] ، أو للتقليل و التكثير كواو (رب ) ، الشرط الثالث أن يكون المجرور معرفة أو شبه معرفة ( نكرة مخصوصة ) ، فلا نقول [ سير بليل ] لانتفاء الفائدة ، و لكن نقول
[و نفخ في الصور ] نفخ : فعل مبني للمجهول ، ( في الصور ) نائب فاعل جار و مجرور ولاحظ معي المجرور ( الصور ) معرفة.
و في حال اجتمع بالجملة مفعول به و ظرف و مصدر و جار و مجرور، وجب إنابة المفعول به عن الفاعل، ولا يجوز إنابة غيره، لأنّه الأصل في الإنابة ، مثل [ كوفئ المتفوق مكافأة عظيمة يوم التخرج أمام زملائه على المسرح]
كوفئ: فعل مبني للمجهول، المتفوق: نائب فاعل و في الأصل كان مفعول به و هو الأولى أن يكون نائباً للفاعل، برغم من وجود المصدر [ مكافأة ]، والظرف [ يوم ] ، والجار و المجرور [على المسرح ]
هناك من الأفعال ماهو لازم وهناك متعدٍ، فالفعل اللازم يستكفي بالفاعل، ولا يحتاج إلى مفعول به مثل [ جاء محمد ] فعل و فاعل.
الفعل المتعدي: هو لا يستكفي بالفاعل، و لكن يتعداه إلى المفعول به، مثل [ كتب الطالب الدرس ] فعل و فاعل و مفعول به.
وهناك من الأفعال المتعدية ما ينصب مفعول به واحد، وهناك من ينصب مفعولين أو أكثر، وتفصيل ذلك في الدروس القادمة بإذن الله.
فإذا كانت الجملة الفعلية بها فعل متعدٍ لمفعولين ، يكون المفعول به الأول هو نائب الفاعل ، مثل : [ أُعطي الفقراء مالاً ] ، كلمة [ الفقراء ] كانت مفعول به أول، و لكن عندما بنينا الفعل للمجهول أصبحت نائباً للفاعل ، و بقيت كلمة [ مالاً ] مفعول به ثانٍ كما كانت ، وأجاز بعضهم أن يكون المفعول به الثاني أن يكون نائباً للفاعل إذا أمن اللبس.
و أحكام نائب الفاعل كأحكام الفاعل من حيث الرفع ، و كونه بعد المسند، و يؤنث له الفعل إن كان مؤنثاً، و يبقى الفعل مفرداً و إن ثني النائب عن الفاعل أو جمع
و يأتي نائب الفاعل بصور متعددة :
اسم ظاهر : مثال: [شُرب اللبن] (اللبن: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو اسم ظاهر)
ضمير متصل: مثال: [عُوقبوا الطلاب] (واو الجماعة في الفعل عاقب: ضمير بارز متصل مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل)
ضمير منفصل: مثال: [ما يُستثنى إلا هو] (هو: ضير بارز متصل مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل)
ضمير مستتر: مثال:[ لن تُضرب بعنف] (نائب الفاعل في الجملة ضمير مستتر جوازاً تقديره هي في محل رفع)
المصدر: مثال:[ يُفضل إخلاص المعلم] (إخلاص: نائب فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة)
شبه جملة من جار ومجرور: مثال: [يُكتب على الورق] (على الورق: شبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل)
شبه جملة ظرفية: مثال: يُدرس عندنا (عندنا : شبه الجملة من ظرف المكان و المضاف إليه في محل رفع نائب فاعل)
[وَغِيضَ الْمَاءُ ] هود ٤٤.
غيض : فعل مبني للمجهول ، الماء : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
بُعثتُ : فعل مبني للمجهول، و التاء: ضمير بارز متصل مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل.
[ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ] ق ٢٠
نفخ : فعل مبني للمجهول ، [ في الصور ] شبه الجملة من الجار و مجرور في محل رفع نائب فاعل.
[ المحمود خلقه رفيع المقام ]
[ المحمود ] اسم مفعول و يعرب مبتدأ مرفوعاً وعلامة رفعه الضمة، و [ خلقه ] نائب فاعل لاسم المفعول ( المحمود ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، و الهاء ضمير بارز متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة .
[ أُعلِمَ الغافل الحساب قريباً ليت شعري متى إذن يستفيق ؟]
أُعلمَ : فعل مبني للمجهول متعدٍ لثلاث مفاعيل ، [الغافل] : نائب فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة ، و كلمة [غافل ] كانت مفعول به أول و عندما بني الفعل للمجهول أصبحت نائباً للفاعل،[ الحساب] : مفعول به ثانٍ ،[ قريباً]:مفعول به ثالث.
تحدي اليوم: استخرج من أي كتاب لديك، فعلاً مبنياً للمجهول، و حدّد فاعله، ثم أعربه.