أهلاً وسهلاً بك، في آخر درس لك في هذا الفصل
أراك - بإذن الله- في الفصل القادم
درسُنا اليوم درس خفيف و لطيف، درسُنا عن [ لام الابتداء و ما الكافة ]
فلام الابتداء هي حرف يفيد التوكيد لا محل له من الإعراب و لا يؤثر فيما بعده ، مثال [وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ] سورة النحل: ٣٠
كلمة [ لدار ] اللام فيها لام ابتداء هو حرف مبني لا محل له من الإعراب، ولايؤثر بما بعده ، فيبقى إعراب الكلمات عند دخول اللام عليها هو نفسه قبل دخولها ، [ دار ] : مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة .
فلام الابتداء تدخل على اسم إنّ، مثل [ إنّ في الدار لرجل ] و قلنا يجب الفصل بين إنّ و اسمها إذا اتصلت لام الابتداء في أوله.
و أيضاً تدخل لام الابتداء على أخبار إنّ بكل صورها :
الظاهر : [ إنّ محمداً لمجتهد]
محذوف : [إنّه لعلى وعده ]
ـ فعلية : مثل [ إنّ محمداً ليجتهد في دروسه ]
اسمية : [ إنّ محمداً لخلقه حسن ]
و لا يتغيّر في الإعراب شيء يظل المرفوع مرفوعاً والمنصوب منصوباً.
و الآن، ما هي [ ما] الكافة ؟
هي حرف يدخل على الحروف الناسخة نفسها و يبطل عملها، فتصبح الحروف الناسخة بعد دخول [ ما ] الكافة عليها بهذا الشكل:[ إنّما ، أنّما ، كأنّما ، لكنّما ، لعلما ، ليتما ]
فعندما نقول [ إنّما محمد مجتهد ]
إنّما: حرف ناسخ مكفوف عن العمل مبني لا محل له من الإعراب ، محمد : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ،
مجتهد: خبر مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة .
و عند دخول [ ما ] الكافة على الحروف الناسخة يبطل عملها و يصبح ما بعدها مبتدأً و خبراً وتلغي اختصاصها بالدخول على الجملة الاسمية والأسماء، فتدخل على الأفعال أيضاً، مثل [ إنما يساقون ] ، فكلمة [ يساقون ] فعل مضارع مرفوع ، ليس خبراً للحرف الناسخ.
لكنّ العلماء اختلفوا في[ ليتما] برغم من دخول [ ما ] الكافة عليها إلا أنها لم تلغِ اختصاصها بالأسماء ، لذلك لا يأتي بعد[ ليتما ] إلا اسم ، لذك قال العلماء لها وجهان للإعراب :
١ـ يبطل عملها عند دخول [ ما ] الكافة عليها ، ويأتي بعدها مبتدأ و خبراً.
٢ـ لا يبطل عملها برغم من دخول [ ما ] الكافة عليها، لأنّها لم تلغِ اختصاصها في الأسماء، ويأتي بعدها اسم ليتما وخبر ليتما.
و بنهاية هذا الدرس أود أن أوصيك بتقوى الله أولاً، ثم الحرص على الجد و الاجتهاد في تعلم وحفظ العلوم النافعة، والتوكل على الله -سبحانه- و ملازمة الدعاء و الحمد في كل أمورك وأحوالك و أزمانك.
و أسأل الله لك التوفيق في الدنيا و الآخرة، أن يرزقك سعادة لا تشقى بعدها أبداً في الدنيا و الآخرة.
فعند دخول( لام) الابتداء على اسم أو خبر (إنّ) ، فإنها لا تؤثر بإعراب ما بعدها ، و لكن تؤثر بالمعنى ، فتفيد التوكيد :
[وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ] القلم ٣
لأجراً : اللام لام ابتداء حرف مبني لا محل له من الإعراب ،( أجراً ) اسم إن مؤخر وجوباً منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وهنا وجب تأخير الاسم لاتصاله بلام الابتداء منعاً من اجتماع مؤكدين وهما [لام الابتداء و إنّ ] ، فأصل الكلام يقدر بـ[ إنّ لأجراً لك ]
[وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ] الحجر ٩
لحافظون : اللام لام ابتداء حرف مبني لا محل له من الإعراب ، ( حافظون ) خبر إنّا مرفوع و علامة رفعه الواو، لأنه جمع مذكر سالم .
[إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ] النساء ١٧١
إنّما : هي عبارة عن [ إنّ+ ما الكافة ] فأصبح الحرف الناسخ مكفوفاً عن العمل ، فيعرب ما بعده كالتالي :
[ الله ]: مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة ،[ إله] : خبر مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة.
[ ليت] فقط، لها وجهان للإعراب عند دخول (ما) الكافة عليها ،و تكتب بهذه الصورة [ ليتما ] :
١ـ الإعمال: بحيث تكون حرفاً ناسخاً و يكون ما بعدها اسماً وخبراً لها ، برغم من دخول (ما) الكافة ، فيعرب :
[ الولد] اسم ليتما منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، [مخلص] : خبر ليتما مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
٢ـ الإلغاء : بحيث عند دخول ( ما ) الكافة عليها تلغي عملها ويكون ما بعدها مبتدأ و خبراً ، كأنها غير موجودة ، فيعرب :
[الولد] : مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة ، [ مخلص ] : خبر مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة .
شكراً لمثابرتك و إصرارك، لا حرمك الله الأجر
تحدي اليوم: صمّم خريطة ذهنية لدرس اليوم مع ذكر أمثلة.