سأطرح لكم بعضاً من المعلومات الصرفية التي قد تحتاجونها في فهم دروس منهج ثامن مطور:
الصَّرف لغةً يعني التغيير، وعلم الصَّرف هو علم يبحث في بناء الكلمة، وأحوال هذه الأبنية التي لا تخصّ الإعراب ولا البناء،و لكن تخص هذه الأبنية من حيث كون الحروف صحيحة أو معتلة، وأصلية أو زائدة، أو حصلَ فيها إبدال في الحروف، وغير ذلك من التغييرات التي تحصل على الكلمة نفسها، ومثال ذلك حذف حرف العلّة (الواو) من (وقفَ) في الزمن الماضي، إلى (قِفْ) في الفعل الأمر الزمن المستقبلي.
يُقال بأن من وضع قواعد علم الصرف هو معاذ بن مسلم الهرّاء، المتوفى سنة 187هـ، حيث كان دائم السعي في البحث والتأليف عن مسائل الصرف، وقيل أبو الأسود، وقيل هو سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
إنّ ممّا يميّز اللغة العربية هذه التغييرات وكثرة الاشتقاقات التي يتناولها علم الصرف ويهتم بها، ولعلم الصرف فضل وأهمية كبيرة، وتكمن أهميته وفوائده في ما يلي:
علم الصرف هو ميزان اللغة العربية ومقياسها، فكل الكلمات لها وزن صرفيّ محدّد لا تخرج عنه الكلمة، وبه تُعرف حروف الكلمة الأصلية الثابتة من حروفها الزائدة.
علم الصرف أساس اشتقاق الكلمة، مما يدلّ على أن اللغة العربية لغة متجددة وقادرة على استيعاب التطور باستحداث مفردات جديدة تعبّر عن حاجات الناس، مثل استحداث كلمات جديدة لوسائل التكنولوجيا المتعددة كالحاسوب والهاتف.
إنّ الكثير من موضوعات النحو والإملاء واللغة تعتمد على علم الصرف، مما يمنع الخطأ في كتابة الكلمة وكتابتها على الوجه الصحيح، فعندما تعلمُ مثلًا أن أي فعلٍ رباعيِّ على وزن (انفعل) يبدأ بهزة وصل لا بهمزة قطع، كما في: انكسر، الْتَحمَ، وغيرها، كما أنّ معرفة بنية الكلمة وتصريفها يساعد على التفريق بين الاسم والفعل، وذلك في كلمة (يحيى) مثلاً في جملة (يا يحيى ادرس جيداً) فهنا يحيى هي اسم، بينما كلمة (يحيا) في جملة (يحيا الوطن) فوقعت هنا فعل.
فهم الشريعة الإسلامية وأحكامها ومعاني ألفاظها، وغير ذلك، على سبيل المثال يتناول علم الصرف الفرق بين اسم الفاعل مثلًا: (المتوفِّي) واسم المفعول: (المتوفَّى) ويخطئ كثير من الناس فيسألون مثلًا -من باب الفهم الخاطئ-: من المتوفِّي؟ فيجيب أحدهم المتوفي فلان، ولو علِم اللغة لأدرك خطأه، والصواب أن يقول: المتوفَّى (بفتح الفاء) هو فلان، والمتوفِّي (بالكسر) هو الله -جلّ في علاه-، وهذا من اختصاص علم الصرف.
الفرق بين علم النحو وعلم الصرف
ويجدر الانتباه هنا إلى أنّ علم الصرف يختلف عن علم النحو، فعلم الصرف يهتم بالكلمة، والتغييرات التي تحدث عليها - كما ذُكر سابقاً-، مثل (درس، دارِس، مدروس ومدرسة، وغيرها)، أما علم النحو فيهتم بموقع الكلمة من الإعراب في الجملة وضبطها، لذا فإنّ علم الصرف مهم لمعرفة قواعد الإعراب والنحو وتحقيق الفهم الصحيح للمعنى المراد، فمن أراد أن يعرب مثلًا كلمة (استخدام) في الجملة: (يجبُ استخدامُ صافرات الإنذار) عليه أن يميز أن كلمة (استخدام) هي اسمٌ ووقعت في الجملة فاعلًا للفعل يجب، وبالتالي فإن الفاعل هنا يُضبَطُ مرفوعاً بالضمة.
إنّ الدارس لعلم الصرف لا بدّ أن يتناول في دراسته بعض الموضوعات المهمة التي يتفرع منها علم الصرف، وهي كما يلي:
الميزان الصرفي هو مقياس وضعه علماء اللغة العربية للكلمة العربية، وأعطوا لكل حرف في الكلمة وزنًا يقابلها، وجاء الميزان على ثلاثة أحرف؛لأن أصل الكلمات العربية يعود إلى أصل ثلاثيّ (فَ عَ لَ )، وفاء الكلمة يقابلها الحرف الأول الأصلي من الكلمة، وعين الكلمة تقابل الحرف الثاني من أصل الكلمة، أما لام الفعل فيقابلها الحرف الثالث، ومثال ذلك: الحرف الأول (كَ) في الفعل (كَتَبَ) مثلًا يقابله في الميزان الصرفي (فَ)، والتاء في (كتَب) يقابلها الحرف الثاني في الميزان الصرفيّ (عَ)، أما الباء في (كتب) فقابلها حرف اللام، ليصبح وزن الفعل (كَتَبَ) هو فَعَلَ. وأيُّ زيادة على أصل الكلمة تُضاف أيضًا إلى وزن الكلمة، وأيُّ نقصان في الكلمة يُحذف من وزنها.
الأصل في الفعل أنه مجرّد؛ أي جميع حروفه أصلية، مثل عَبَدَ وهو فعل ثلاثي، ودحْرَجَ وهو فعل رباعي، فليس فيهما حرف من حروف الزيادة، وبما أن جميع الحروف الأصلية فلا يمكن الاستغناء عن أيّ حرف؛ إذ ستختل بنية الكلمة ولن تعطيَ معنى واضحاً، أما حروف الزيادة، فإنها إذا دخلت على الكلمة المجردة فإنها تغيّر معناها، ولكن يمكن حذفها بحيث يبقى للكلمة الأصلية معناها، ومن ذلك الفعل المجرّد (رجَع) حروفه ثلاثة أصلية، بينما الفعل (استرجع) مزيد بحرف الألف في البداية والسين والتاء أيضاً، وقد أحدث ذلك تغييراً على المعنى الأصلي للفعل (رجع)، فكلمة (رجع) تعني عاد أما (استرجع) فتعني استردّ، وقد جمع علماء اللغة حروف الزيادة في كلمة واحدة لتسهيل حفظها، وهي: "سألْتُمُونِيها"، كما تزاد بعض الحروف بالتضعيف، وفي ما يلي توضيح لأحرف الزيادة ومواضعها في الفعل الثلاثي:
(أفعل): بزيادة الهمزة المفتوحة في أول الفعل الثلاثي مثل (أخرجَ الولدُ يدَه من جيبه).
(فاعَلَ): بزيادة الألف بعد فاء الفعل مثل: (صافحَ أحمدُ عليًّا).
(فعَّل): بتضعيف الحرف الثاني، مثل قوله تعالى: (وغلَّقت الأبواب).
(انْفَعَلَ): بزيادة ألف ونون، مثل: (انْكَسَر).
(افْتَعَلَ): بزيادة ألف وتاء بعد فاء الفعل، مثل: (اختلفا) و(تخاصما).
(افْعَلَّ): بزيادة همزة الوصل على أول الفعل وتضعيف لام الفعل، مثل (احمرَّ وجهه)
(تفعّلَ): بزيادة التاء على أول الفعل وتضعيف عين الفعل، مثل (تصبَّر القومُ على المصيبة).
(تفاعَلَ): بزيادة تاء على أول الفعل وألف بعد الحرف الثاني مثل (تَمارضَ الطفل)، أي تظاهر بالمرض.
(استَفْعَلَ): بزيادة همزة وصل وسين وتاء على أول الفعل مثل: (استغفر المذنبُ ربّه).
المصدر هو حدَث غير مرتبط بزمن محدد، وهي أحد موضوعات علم الصرف، وفي ما يلي أنواع المصادر:
قد يحدث لبس لدى بعض الدارسين بين الفعل والمصدر الصريح، والفرق بينهما يتضح عند تعريف كل منها، فالفعل يدل على حدث مرتبط بزمن معين؛ منه الماضي مثل: دَرَسَ، والمضارع مثل: يدرسُ، والأمر مثل: اُدرسْ، أمّا المصدر الصريح فهو ما دلّ على حدث مجرد من الزمان وهو أصل جميع المشتقات، مثل: كِتابة، فكتابة مصدر يدلّ على حدث الكتابة، ولكّنه غير مقترن بزمن معيّن، و المقصود بالمصدر الصريح سيتم توضيحه من خلال توضيح الصيغ التي يأتي عليها، وهي ثلاثية ورباعية وخماسية وسداسية، وسيتم توضيح إعراب المصدر الصريح، مع الإشارة إلى إمكانية استبدال المصدر المؤول بالصريح، إلى جانب طرح الأمثلة والتدريبات العملية التوضيحيّة.
ـ نَزَلَ: نُــزُول. - ضَرَبَ: ضَــرْب. ـ سَهُلَ: سُهُولَة. ـ خَفَــقَ: خَفَقَان. - كَــتَبَ: كِــتَابَة. ـ رنَّ: رَنِــــين. ـ صدع: صُــدَاع ـ أَوْجَــزَ: إِيجــاز . - تَرجَمَ: تَرجَمَة. ـ قـــدّم: تَقْــدِيم. ـ قَــاتَلَ: قِــتَال/ مُقَــاتَلَة. ـ زَكّى: تَزْكِــيَة. ـ أَدارَ: إِدارَة.
من المعروف أنّ المصدر المؤول والمصدر الصريح لهما المعنى نفسه ويمكن استبدال المصدر المؤول بالمصدر الصريح ومثال ذلك جملة: (يُسعدني أنْ تعملَ بجدٍ)، فالمصدر المؤول من (أن والفعل المضارع (أنْ تعملَ)) يمكن تحويله إلى مصدر صريح (عَمَل) إذ يمكنك قول: (يُسعدنِي عَمَلُكَ بجدٍ)، ويحل المصدر الصريح محل المصدر المؤول في المعنى كما يُعرب الإعراب نفسه كالآتي:
[من المُحتمل أن يَذهبوا إلى العقبة ] : المصدر المؤول من أنْ والفعل المضارع (أن يذهبوا) في محل رفع مبتدأ مؤخر.
[من المُحتمل ذهابُهـــم إلى العقبة ] : يُعرب المصدر الصريح (ذهابهم) مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف، والضمير (هم) ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
المصدر الصناعي هو اسم تلحقه ياء مشددة مكسور ما قبلها، تليها تاء مربوطة، ليدل على معنى المصدر، كما في الأمثلة التالية:
موضوع + يَّ + ة = موضوعِيَّة
أسبق + يَّ + ة + أسبقِيَّة
وفائدة هذا المصدر هو أنَّه بعد إضافة هذه الزيادة على الاسم يُصبح دالًا على معنى مجرد لم يكن فيه قبل الزيادة، فعلى سبيل المثال، كلمة (وطن) اسم يدل على بقعة من الأرض، فإذا أُضيفت إليه (يَّة)، (الوطنيَّة) صار دالًا على وصف مجرد، كحبِّ الوطن والإخلاص له والدفاع عنه، وهكذا، وكذلك كلمة (البحرِيَّة) تدلّ على مجموعة الخصائص والسمات الموجودة في كلمة (البحر).
أمَّا عن تسميته بالمصدر الصناعي، فذلك لأنَّه يُصنع من اسم آخر، فمثلًا المصدر الصناعي (إنسانيَّة) صُنِعَ من كلمة (إنسان)، والمصدر الصناعي (الحيوانيَّة) صُنع من كلمة (حيوان).
وللمصدر عدّة أنواع، ومنها المصدر الميمي، والذي يعرَّف على أنّه مصدرٌ مبدوءٌ بميمٍ زائدةٍ لغير المُفاعلة، ويؤدِّي معنى المصدر الأصلي، ككلمة موعد في المثال (موعد الحر دَين عليه) والتي لها نفس معنى المصدر الأصلي (وعد)، إذ نستطيع أن نقول (وعد الحر دين عليه).
يعرّف مصدر المرّة (أو اسم المرّة) على أنّه اسم تتم صياغته بهدف الدلالة على حدوث الفعل مرة واحدة،
جلس جَلسَةً (أي مرة واحدة).
يعرّف مصدر الهيئة (أو اسم الهيئة أو مصدر النوع) على أنّه اسم تتم صياغته بهدف الدلالة على هيئة حدوث الفعل، ومصدر الهيئة لا يصاغ إلا من الفعل الثلاثي على وزن (فِعْلَة) بكسر الفاء، من أمثلته: جَلَس – جِلْسَةُ مريحة، مَشَى – مِشْيَةَ الْمُخْتَال.
وهي أسماء تدل على حدث مقترن بزمان أو مكان، وهي كما يلي:
١ـ اسم الفاعل: مثل: [ لكلَِ طالِبٍ هًفوات ].
و أحد المُشتقّات في الّلغة العربيّة، وهو صفة تُشتقّ من الفعل المعلوم؛ للاستدلال على معنى وقع من الموصوف بها، أو قام به على وجه الحدوث، فمثلًا (كتب - كاتب)، كلمة (كاتب) هُنا هي اسم فاعل، وهذا يعني أنّها تدلّ على من قام بعملية الكتابة، كما تدلّ على من قام بالحدث بشكل متجدِّد لا دائم؛ فالكتابة هُنا ليست صفة ثابتة دائمة، وتجب الإشارة إلى أنّ اسم الفاعل لا يُؤخَذ من الفعل المبنيّ للمجهول ، يؤثر على ما بعده يكون فاعلاً.
لصيغة المُبالغة عدة أوزان، أشهرها خمسة، وهي:
فعَّال: غفَّار، صوَّام، توَّاق.
مِفْعال: مِقْوال، مِفراح، مِهذار.
فَعُول: غَفُور، صَبُور، شَكُور.
فَعِيل: رَحِيم، عَلِيم، خَبير.
فَعِل: حَذِر، قَلِق، يَقِظ.
٣ـ اسم المفعول: مثل: [ما المطلوبُ مني؟]
اسم المفعول هو أحد المشتقّات في اللغة العربيّة، وهو وصف مشتق من الفعل المتعدي المبني للمجهول للدلالة على من وقع عليه الفعل، وذلك كما عرّفه علماء الصرف، ومثال ذلك (كتب - مكتوب)، (سمع - مسموع) فكلمتي (مكتوب ومسموع) هي اسم مفعول، يدل على من وقع عليه وصف الكتابة والسماع، و يؤثر على ما بعده و يكون نائباً للفاعل.
تعــريفه : هو صفة لما قبله وذلك بإضافة ياء مشددة في أخره فقط في حالة المفرد وياء مشددة وتاء مربوطة في حالة المؤنث ويعرب نعتاً إذا ذكر منعوتة ، نحو :( أنت رجلٌ جاهليّ ) ، فكلمة (جاهلي) نعت مرفوع لرجل أما إذا حذف المنعوت فتعرب حسب موقها من الجملة ، نحو : (إنك وطنيّ )، فكلمة (وطنيّ ) خبر إن مرفوع ، (وألست عربياً؟) فكلمة (عربياً ) ، خبر ليس ، وهكذا
وقولنا : قرأت قصيدة جاهليّة ، ( فجاهلية اسم منـسوب لأنّها جاءت صفة لما قبلها )
ملاحظة: وقد ذكرنا سابقاً في المصدر الصناعي بأن هنالك تشابهاً بين الاسم المنسوب والمصدر الصناعي في حالة المؤنث، فإذا كانت الكلمة صفة لما قبلها فتكون اسماً منسوباً وفي غير ذلك ًتكون مصدراً صناعيا
مثل: وطنيتك تدفعك إلى التضحيّة . ( مصدر صناعي )
ونحو : الديمقراطيّة أصل من أصول الحكم . ( مصدر صناعي )
ملاحظة : أي كلمة جاءت في أول الجملة مثل الحالة السابقة تكون مصدراً صناعياً في الغالب .
٥ـ الصفة المشبهة، مثل: [إنّ الصِّدّيق أبا بكر رجلٌ وَقور].
عرَّف الصفة المشبهة باسم الفاعل على أنّها اسم مصوغ من مصدر الثلاثي الّلازِمِ للدَّلالةِ على مَنْ قَام بِهِ الفعل على وجه الثُّبُوت، مثل: (سعيدٌ كريم الخلق)، فكلمة (كريم) تدل على أنّ الكرم هي صفة دائمة وثابتة لسعيد، وفي مثال: (الحديد صُلْب)، تدلّ كلمة صُلْب على أنّ الصلابة صفة دائمة وثابتة للحديد، كما تدل كلمة فرح في (الفائزُ فرِح) على أنّ الفرح صفة ملازمة وثابتة لأيّ فائز، وكذلك الحال في الأمثلة التالية: (العاملُ ضجِرٌ)، (البائعُ محمد أمين)، وغيرها من الأمثلة، والصّفة المشبّهة باسم الفاعل لا تصاغ إلّا من الفعل اللّازم، ولا تكون إلّا للحال، وبهذين الشرطين أصبحت الصفة المشبّهة مخالفة لاسم الفاعل.
٦ـ اسما الزمان والمكان، مثل: [إنّ المَوْعِد غداً]، و[المدرسة مسعى الطلاب]
عدّ اسم المكان واسم الزّمان من المُشتقّات في الّلغة العربيّة، فاسم المكان - من اسمه- هو ما دلّ على مكان (موقع) حدوث الفِعل، نحو (مَدخلُ المحطّةِ كبيرٌ)، فكلمة (مَدْخَل) هُنا اسم مكان؛ لدلالتها على مكان (مكان دخول المحطة)، أمّا اسم الزّمان -من اسمه- أيضًا فهو اسمٌ دالٌ على زمان (وقت) حدوث فِعل ما، نحو (اقترب مَذْهَبُ القطار)، فكلمة (مَذْهَب) هُنا اسم زمان؛ لدلالتها على زمن (اقتراب الذّهاب).
٧ـ اسم الآلة، مثل: [ المِفتاح ]
سم الآلة هو أحد المشتقّات في الّلغة العربيّة، وهو اسم مُشتقّ من حروف الفِعل للدّلالة على الأداة (الآلة) التي يقع بها الحدث، وتتمّ صياغته من الفِعل الثّلاثيّ الّلازم والمتعدّي ويغلب فيه.
يقع اسم الآلة في أوزان قياسيّة وأخرى غير قياسيّة، وفي ما يلي توضيحها.
يُصاغ اسم الآلة من الأفعال المُتعدّية على ثلاثة أوزان رئيسيّة، وتُكسر المِيم في جميعها، وهي (مِفْعل)، و(مِفْعَلة)، و(مِفْعال)، وقد أجاز مجمع الّلغة المِصريّ وزنًا آخر هو (فاعِلة)، كما ترد هذه الصّياغة في المعاجم الحديثة كالمعجم الأساسيّ، والمعجم المنجّد.
الفعل : برد اسم الآلة : مِبْرَد الوزن : مِفْعَل
الفعل : كنس. اسم الآلة : مِكْنَسة الوزن : مِفْعَلة
الفعل : فتح. اسم الآلة : مِفْتَاح. الوزن : مِفْعَال
الفعل : سقى. اسم الآلة : ساقِية الوزن : فاعِلة
٨ـ اسم التفضيل، مثل: [ فلان أكبرُ من فلان ].
انظر إلى الجملة التالية: (الشمسُ أكبرُ من الأرضِ)، هل الشمسُ والأرض متساويتان في الحجم؟ بالتأكيد ستقول لا، بل إنَّ الشمسَ أكبرُ من الأرض، وذلك لأنَّ كلمة (أكبر) دلّتنا أنَّ الشمسَ والأرضَ تشتركان في صفة (الكبر) لكن الشمس تزيد على الأرض في هذه الصفة، ولذلك نسمي كلمة (أكبر) اسم تفضيل.
و المقصود باسم التفضيل هو اسم مُشتق على وزن "أفعَل" للدلالة على أنَّ اثنين اشتركا في صفة، وزاد أحدهما على الآخر في تلك الصفة، ويُسمى ما قبل اسم التفضيل "المُفضل"، ويُسمى ما بعده "المُفضل عليه"، مثل: (محمد أطول من علي)، حيثُ إنَّ محمداً وعلياً يشتركان في صفة الطول، لكن المُفضل (محمد) أطول من المُفضل عليه (علي).
منقول بتصرف، من موقع لغتي.