درسُنا اليوم عن الركن الأول في الجملة الاسمية و هو [ المبتدأ ]
فالجملة الاسمية هي كل جملة بدأت باسم و لها ركنان أساسيان و هما المبتدأ و الخبر .
و المبتدأ هو ما يخبر عنه بكلام و ما يأتي بعده يسمى الخبر و المبتدأ مُخْبر عنه ، و المبتدأ اسم
و دائماً مرفوع ، و الخبر هو الجزء الذي تتم به الفائدة وهو اسم و دائماً مرفوع
و المبتدأ هو محور الحديث في الجملة الاسمية ، و يجب أن يكون معرفة ، و له ثلاث صور :
١ـ أن يكون اسماً صريحاً ظاهراً : مثل [ محمد مجتهد ] ، فكلمة [ محمد ] مبتدأ مرفوع ، فهو اسم صريح و ظاهر بحيث يمكننا رأيته و قراءته .
٢ـ أن يكون ضميراً من ضمائر الرفع المنفصلة : مثل [ أنتَ مجتهد ] ، فكلمة [ أنتَ ] في محل رفع مبتدأ و جاء المبتدأ هنا ضميراً.
٣ـ أن يكون مصدراً مؤولاً : مثل [ أن تشعل شمعة خيرٌ من أن تلعن الظلام ] ، فـالفعل المضارع مع أن [ أن تشعل ] يسمى بـ(المصدر المؤول) ، و المصدر المؤول هنا في محل رفع مبتدأ ، و هذه الصورة قليل استخدامها بالمقارنة بما قبله من الصور ، و لماذا قلنا أن المصدرالمؤول هنا في محل رفع مبتدأ ؟ لأنه يصلح من المعنى أن يكون مبتدأ بحيث لو حولناه لصريح نقول [ إشعالك شمعة خير من لعنك الظلام ] ، و السبب الثاني هو رفع كلمة [ خير] ، ففكر معي ما سبب رفع كلمة [خير] ؟ إلا أنها صلُحت من المعنى أن تكون خبراً .
فالمبتدأ يجب أن يكون معرفة .
و لكن في هذه الجملة جاء المبتدأ نكرة [ خير قليل خيرمن و لاشيء ] و هو كلمة [ خير ] ، كيف ذلك ؟
لأن له سبب و مسوغ بكونه نكرة و جاءت مبتدأ، فالمبتدأ لا يأتي نكرة إلا في حالات معينة تسوغ له ذلك ، فتكون سبباً يجيز للمبتدأ أن يكون نكرة
فما هذه المسوغات ؟
مسوغات الابتداء بالنكرات :
١ـ أن يكون المبتدأ نكرة موصوفة : مثل [ قول معروف خير من صدقة ]
قول : مبتدأ مرفوع ، معروف : صفة مرفوعه ، خير : خبر مرفوع
٢ـ إذا تأخر المبتدأ و تقدم عليه معمول الخبر ، و هو شبه الجملة : مثل [ في الدار رجل ]
رجل : مبتدأ مؤخر ، تقدم عليه معمول الخبر شبه الجملة [ في الدار ]
٣ـ إذا أفادت النكرة دعاء له أو عليه :
[ سلام عليك ]
دعاء له : فكلمة [ سلام ] مبتدأ مرفوع
[ ويل لك ]
دعاء عليه : فكلمة [ ويل ] مبتدأ مرفوع
٤ـ إذا اعتمدت النكرة على استفهام أو نفي ، أي إذا سبقت باستفهام أو نفي :
[أ إله مع الله ؟ ]
الاستفهام : سبق المبتدأ النكرة [ إله ] بهمزة الاستفهام [ أ]
[ ما خل لنا ]
النفي : سبق المبتدأ النكرة [ خل ] بنفي [ ما ]
٥ـ مجيء النكرة بعد ( لولا ) : مثل [ لولا أمٌ اهتمت ما كبرت ]
فكلمة [ أم ] مبتدأ مرفوع
٦ـ إضافة نكرة إلى نكرة أخرى : [ طالب علم خير من طالب دنيا]
فكلمة [ طالب ] نكرة وهي مبتدأ و أضفنا لها كلمة [ علم ] نكرة أيضاًً وهي مضاف إليه
٧ـ إذا كان المبتدأ من أسماء الصدارة [ أسماء الشرط أو الاستفهام ] :
اسم شرط : [ من يجتهد يفلح ]
فكلمة [ من ] اسم شرط في محل رفع مبتدأ [ لست مطالباً بإعراب أسماء الشرط، و لكن مطالب بمعرفة أن أسماء الشرط من الأسماء التي لها الصدارة و يجب أن تتصدر و تأتي أول الجملة ]
اسم استفهام : [ كم مالك ]؟
فكلمة [ كم ] اسم استفهام في محل رفع مبتدأ [ لست مطالباً بإعراب أسماء الاستفهام و لكن مطالب بمعرفة أن أسماء الاستفهام من الأسماء التي لها الصدارة و يجب أن تتصدر و تأتي أول الجملة ]
٨ـ إذا كان من ألفاظ العموم : مثل [ كلٌ يموت ]
كلمة [ كل] من ألفاظ العموم ، إذ عند التقدير نقول [كل إنسان أو كل مخلوق ] و لهذه الصفة المصاحبة له جاز الابتداء به.
٩ـ إذا جاء بعد ( إذا ) الفجائية : مثل [ خرجت فإذا أسدٌ بالباب ]
نلاحظ كلمة [ أسد ] وهي مبتدأ نكرة و جاءت بعد ( إذا ) الفجائية
١٠ـ إذا وقع في صدر جملة حالية : مثل [ (قطعتُ الصحراء، ودليلٌ يهديني)،
المقصود بالجملة الحالية هي جملة تعبر عن الحال و غالباً تأتي بعد [ الواو ] الحالية ، لنتأكد من كونها جملة حالية.
فجملة [ و دليل ٌ يهديني ] جملة اسمية حالية ، الواو فيها واو الحال ، و [ دليل ] مبتدأ نكرة مرفوع ، و [ يهديني ] في محل رفع خبر.
١١ - إذا جاء المبتدأ في سياق التفصيل والتنويع : مثل [ هذه الأجواء متقبلةٌ، فيومٌ باردٌ ويومٌ حارٌّ ويومٌ معتدلٌ]
فكلمة [يوم ] هي المبتدأ النكرة ، ودلّت على التقسيم والتنويع ، فالأيام تنوعت بين باردة وحارّة ومعتدلة لذلك جاز الابتداء بها.
محمد : مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة ، نوعه اسم صريح
[ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ] البقرة ١٣٨
نحن : ضمير بارز منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ ، نوعه ضمير
[ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ] البقرة ١٨٤
أن تصوموا : أن حرف ناصب و مصدري مبني لا محل له من الإعراب ، تصوموا : فعل مضارع منصوب بأن و علامة نصبه حذف النون لأنه فعل من الأفعال الخمسة ، و واو الجماعة ضمير بارز متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، و المصدر المؤول من [ أن و الفعل المضارع ] في محل رفع مبتدأ ، المصدر الصريح منه [ صيامكم ]