إذا تأملت أول جملتين ( تفتّحَ الزهرُ – فاضَ النهرُ ) ستلاحظ أن كل واحدة منهما جملة فعلية، مفيدة تركبت من فعل وفاعل
إذن، فالفعل اكتفى بفاعله ليكوّن معه الجملة المفيدة من غير احتياج إلى المفعول به. ولذلك، فكل فعل يكتفي بفاعله من غير احتياج إلى المفعول به يسمى : الفعل اللازم
وإذا تأملنا الجملتين الأخيرتين ( أكلَ الولدُ تفاحةً – طوى الخادمُ الثوبَ ) نلاحظ أن كل واحدة منهما تركبت من فعل وفاعل ومفعول به، فالفعل فيهما لم يكتف بفاعله، بل احتاج إلى المفعول به ليتم المعنى
.ولذلك فكل فعل لا يكتفي بذكر فاعله ويتعداه إلى المفعول به يسمى : الفعل المتعدي
.تعريف الفعل اللازم والمتعدي
الفعل اللازم : هو الذي يكتفي بفاعله ولا يحتاج إلى مفعول به و يسمى القاصر و غير المجاوز أو غير متعدي أو متعدي بحرف الجر
. والفعل المتعدي: هو الذي لا يكتفي بفاعله، بل يتعداه إلى المفعول به
: و هناك أنواع من الأفعال لا تكون إلا لازمة هي
١ـ أن يكون من أفعال السجايا والغرائز [ فَعُل يَفْعُل ]: مثل: [ كَرُم ،شَجُع ،جبن ،حسن، قبح]
و جاء من باب المدح و الذم
على وزن "فَعُل" مدحاً أو ذماً : مثل: حَسُن
٢ـ أن يدل على هيئة: مثال: طال وقصر
٣ـ أن يدل على أمرٍ عارضٍ غير دائم وليس هو حركةً كالسقم : مثل: مَرِض وكسل ونشط
أن يدلّ على فرح أو حزن: مثل: فَرِح وحَزِن
أن يدلّ على عيب: مثل: عمش وعور
أن يدلّ على حلية: مثل: كحل
أن يدل على نظافة: مثل: طهر الثوب ونظف
أن يدل على دنس: مثل: وسخ الجسم ودنس وقذر
٤ـ أن يدلّ على لون:مثل: احمرّ واخضرّ
٥ـ أن يكون على وزن (افعللّ): مثل: [اطمأن] ، وهو مزيد على الرباعي بحرفين
وكذلك [ اقشعر ، اشمأز ] ، و مثلها ( افعنلل ) : مثل [ اقعنسس ، احرنجم ]
٦ـ ما كان مطاوعاً للفعل المتعدي إلى مفعول به واحد : مثل [ انقلب ] فنقول [ قلبته فانقلب ]
و المقصود بالفعل المطاوع هو أنّه فعل له أوزان معينة و يأثر على ما بعده ، مثل علمته فتعلم
أي علمت الطالب ، فطاوعني فتعلم.
و من الجدير بالذكر، أن هناك أفعالاً لازمة :
ـ قد تنصب بنفسها :
مثل [ بلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ ] ، هنا تعدى الفعل [عجبوا ] ونصب المصدر المؤول من أن والفعل [ أن جاءهم ] ، فأصبح المصدر المؤول في محل نصب مفعول به.
و ممكن أن يتعدى الفعل [ عجب ] و ينصب المصدر المؤول من الحرف الناسخ و اسمه و خبره ، مثل [ عجبتُ أنك موجود ] ، فالجملة الاسمية [ أنك موجود ] في محل نصب مفعول به.
ـ الأفعال اللازمة قد تتعدى بحرف جر، مثل [ عجبتُ من ... ، ضحكتُ من.... ، مررتُ بـ....... ] ، الفعل اللازم يتعدى بحرف جر ( ظاهر أو محذوف ):
ـ ظاهر:
قال تعال: [وِإَذاَ مرواِ بِهْم يَتَغَاَمُزوَن ] المطففين
وقد يَسقُطُ حرفُ الجرِّ فينصبُ المجرورُ على أنه مفعولٌ به. ويُسمّى "المنصوبَ على نزعِ الخافضِ" فهو يَرجعُ إلى أصلهِ من النصب، كقول الشاعر (من الوافر).
تَمُرُّونَ الدِّيارَ، ولم تَعوجُوا ⇼ كلامُكُمُ عَلَيَّ إِذاً حَرَامُ
[ تمرون الديار] أصلها [ تمرون بالديار ] ، ولكن هنا حذف حرف الجر [ الباء ] وأعربنا [ الديار] : مفعول به منصوب، هذا سماعي، أي نُقِل من العرب بهذه الصورة.
ـ حذف المفعول به جوازاً :
يجوز حذف المفعول به عندما يكون مفهوماً من سياق الكلام وحذفه لا يحدث لبساً في المعنى :
و تقدير الكلام : -ما قلى الله محمداً ، -هدى الله محمداً.
و لكن هنا حذف المفعول به جوازاً ، لأنه مفهوم من الكلام .
ـ امتناع حذف المفعول به :
- [لا تقولوا على الله إلا الحق].
- [من قابلت؟ الجواب: صديقا].
السبب: المفعول به [ الحق ] محصوراً بإلا، و المفعول به [ صديقاً ] وقع جواباً عن سؤال، يمتنع فيهما حذف المفعول به لتعلق الفائدة به.
المفعول به
[الحق، صديقا ] إذا حذفا
لم يفهم المطلوب ، لذلك يجب ذكرهما
: تحويل الفعل اللازم إلى متعدٍ
هل الفعل اللازم سيبقى لازماً دائماً في أي سياق يرد فيه ، أم من الممكن تعديته بطريقة من الطرق؟، وفي هذا الأمر ورد أنه من الممكن جعل الفعل اللازم متعدياً إلى المفعول به، وجعل الفعل المتعدي إلى مفعول واحد متعدّياً إلى مفعولين، وذلك بطرق عديدة منها
زيادة الهمزة: مثل الفعل (خرج)، يقال "خرج الولدُ" وبعد إضافة الهمزة تصبح "أخرج الولدُ الطعامَ" فهذه الهمزة هي همزة التعدية
زيادة التضعيف: مثل الفعل( سلم) ، يقال "سلم الأمرُ"، وبعد إضافة التضعيف تصبح "سلّمَ العامل البضاعةَ" وبالتضعيف صار الفعل متعدياً
تحويله إلى استفعل: مثل الفعل (خرج) ، يقال "خرج الماء من البئر"، وبعد التحويل إلى وزن استفعل تصبح [استخرجَ الرجلُ الماءَ من البئر
أن يُضاف له (جار ومجرور): فيُسمّى حينها مُتعدّياً إلى حرف جرّ ، مثل [ ذهبت بمحمد ]
إضافة ألف المُفاعلة أو المشاركة: نحو (لعب أخي) فإن صيغ الفعل (لعب) على وزن (فاعل) أصبح مُتعدّياً نحو