كيف حالك يا أيها المجتهد؟😊
أعلم أنّك مستعد، بارك الله فيك، ونفع فيك ولا حرمك الأجر
درسنا اليوم : [ المفعول به ]
المفعول به هو: اسمٌ دلَّ على ما وقع عليه فعلُ الفاعلِ، ويكون منصوباً.
وقد يَتعدَّدُ، المفعولُ به، في الكلام، إن كان الفعل متعدِّياً إلى أكثرَ من مفعول به واحدٍ، مثل [أعطيتُ الفقيرَ دِرهماً] ، [ظننتُ الأمرَ واقعاً] ، [أعلمتُ سعيداً الأمر جَليّاً ].
١ـ اسم ظاهرٌ: مثل [فتحَ خالدٌ الحِيرة] ، فإعراب كلمة [ الحيرة ] مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة.
ـ متَّصلٌ : مثل [أكرمتهم] الهاء: ضمير بارز متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به و [ أكرمتُكَ ] الكاف : ضمير بارز متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به،
ـ منفصلٌ : مثل [إيَّاكَ نعبدُ وإِيَّاك نستعين] إياك: ضمير بارز متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم.
ـ من أن والفعل المضارع : مثل [ تمنيتُ أنْ أحفظ القرآن الكريم] ، فالمصدر المؤول من أن و الفعل المضارع [ أن أحفظ ] في محل نصب مفعول به، و ممكن أن نؤوله بصريح [حفظ ].
ـ من ناسخ مع اسمه و خبره : مثل [علِمتُ أنكَ مجتهدٌ ] ، فجملة الاسمية [إنك مجتهد ] من الحرف الناسخ و اسمه و خبره سدت مسد المفعولين في محل نصب مفعول به.
٤ـ جارٌّ ومجرور : [أمْسكْتُ بيدِكَ] ، فشبه الجملة من الجار و المجرور [ بيدك ] في محل نصب مفعول به.
وقد يَسقُطُ حرفُ الجرِّ فينتصبُ المجرورُ على أنه مفعولٌ به ، ويُسمّى "المنصوبَ على نزعِ الخافضِ" فهو يَرجعُ إلى أصلهِ من النصب، كقول الشاعر (من الوافر).
تَمُرُّونَ الدِّيارَ، ولم تَعوجُوا ⇼ كلامُكُمُ عَلَيَّ إِذاً حَرَامُ.
[ تمرون الديار] أصلها [ تمرون بالديار ]، ولكن هنا حذف حرف الجر [ الباء ] وأعربنا [ الديار] : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
١ـ وجوب نصب المفعول به : فالمفعول به دائماً منصوب.
أ ـ لدليلٍ من سياق الكلام :
مثل[ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ] ، و هنا جاز حذف مفعول به للأفعال [فآوى ، فهدى ] لأنّه دل عليه سياق الكلام ، وأصل الكلام [ فآواك ، فهداك ]
مثل [ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى] ،وهنا جاز حذف المفعول به للأفعال [ خلق ، قدر ] ، لأن المراد شمول المفعول به لكل ما خلقه الله ـ عزّو جلّ ـ و سواه، ولعموم ما قدره وهداه ، ويكون الفعل المتعدي هنا نازلاً منزلة اللازم من حيث إنه لا حاجة معه إلى تقدير المفعول به .
ب- يجوز حذف المفعول الثاني لفعل متعدٍ لمفعولين :
وما نصبَ مفعولين من أفعال القلوب، جازَ فيه حذفُ مفعوليه معاً، وحذفُ أحدهما لدليلٍ.
[وَلَقدْ نزَلْتِ، فلا تَظُنِّي غَيْرَهُ ⇼ مِنِّي بِمَنْزِلةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ] أي فلا تَظُني غيرَهُ واقعاً .
[أين شُرَكائيَ الذين كنتم تَزعمونَ } أي تزعمونهم شُرَكائي، و أيضاً يجوز حذف المفعولين إذا فهما من سياق الكلام ، مثل [ بأي كتاب أم بأية سنة ترى حبهم عاراً علي و تَحسبُ ] ، فالفعل [ تحسب ] متعدٍ لمفعولين ، ولكن جاز حذفهما ، لأنهما فهما من سياق الكلام .
٣ـ جواز حذف فعل المفعول به لدليل :
ـ مثل [ ماذا أنزلَ ربُّكم قالوا خيراً] ، أي أنزلَ خيراً، فحذف الفعل [ أنزل ] و هذا جائز ، وكلمة [ خيراً ] مفعول به لفعل محذوف جوازاً منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
ويقال لك [مَنْ أُكرِمُ؟، فتقول "العلماءَ"]، أي أُكرمِ العلماءَ ، فحذف الفعل [ أكرم] و هذا جائز كلمة [ العلماء] مفعول به لفعل محذوف جوازاً منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
و متى يجب حذف فعل المفعول به؟
ـ ويجبُ حذفهُ في الأمثال ونحوها:
١ـ مِما اشتهرَ بحذف الفعل، نحو "الكلابَ على البَقَرِ"، أي أرسل الكلابَ ، و هنا حذف الفعل [ أرسل ] وجوباً ، و [الكلاب ] مفعول به لفعل محذوف وجوباً منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة .
و "كلَّ شيءٍ ولا شَتيمةَ حُرّ"، أي ائتِ كلَّ شيءٍ، ولا تأتي شتيمة حُرٍّ ، هنا حذف الفعلان [ ائت ، تأتي ] وجوباً ، و كلاً من [ كل ، شتيمة ] مفعول به لفعل محذوف وجوباً منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
"أهلاً وسهلاً"، أي جئتَ أهلا ونزلتَ سهلا ، هنا حذف الفعلان [ جئت ، نزلت ] وجوباً، وكلاً من [ أهلاً ، سهلاً] مفعول به لفعل محذوف وجوباً منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
٢ـ و يجب حذف فعل المفعول به في أسلوب :
١ــ الاختصاص: [ نحن رجال الشرطة نحافظ على الأمن ] ، فكلمة [ نحن] و كلمة [ رجال الشرطة ] تعبران عن نفس الأشخاص ، و المقصود هنا [ نحن ـ أعني و أخص رجال الشرطةـ نحافظ على الأمن ] ، و لكن حذف هنا الفعل [ أعني و أخص ] ، لذلك يكون إعراب الكلمات كالتالي :
نحن : مبتدأ ، رجال : مفعول به لفعل محذوف وجوباً تقديره [ أعني و أخص ] منصوب و علامة نصبه الفتحة ، الشرطة : مضاف إليه .........
٢ـ الإغراء : [ الرفق الرفق بالصائمين ] ، فهذا يسمى أسلوب الإغراء من خلاله نحث على فعل محمود ، فيكون إعراب الكلمات كالتالي :
فأصل الكلام [ الزم الرفق الرفق بالصائمين ] ، لكن الفعل [ الزم ] حذف هنا لذلك كلمة [الرفق] الأولى يكون إعرابها مفعول به لفعل محذوف وجوباً تقديره [ الزم ] .
٣ ـ التحذير: [ الكذب الكذب ] ، و هذا يسمى أسلوب التحذير من خلاله نحذر من فعل مذموم ، فيكون إعراب الكلمات كالتالي :
فأصل الكلام [ احذر الكذب الكذب ] ، لكن الفعل [ احذر ] حذف هنا لذلك كلمة [ الكذب ] الأولى يكون إعرابها مفعول به لفعل محذوف وجوباً تقديره [ احذر ] .
و الفعل المتعدي بالجر ، مثل [ ذهب الفوز بالتعب ] ، فالجار و المجرور [ بالتعب ] في محل نصب مفعول به ، و لاحظ من المعنى أن من [ ذهب ] هو التعب ، و [ الفوز ] أذهب التعب ، لذلك نصب الجار و المجرور على المفعولية.
و أيضاً لاحظ معي في هذا المثال [ أمسكتُ بيدك ] ، من الممكن حذف حرف الجر و يكون المعنى واضحاً ويصلح أن يكون الاسم المجرور مفعولاً به، مثل [ أمسكتُ يدك ].