أعلم أنّك مستعد، بارك الله فيك، ونفع بك ولا حرمك الأجر.
درسُنا اليوم عن [ بناء الأفعال ]
فالأفعال الأصل فيها البناء ، فالفعل الماضي و فعل الأمر مبنيان دائماً ، و لكن الفعل المضارع قد يكون مبنياً و قد يكون معرباً.
فالفعل الماضي هو الحدَث الذي حصل في الزمن الماضي.
علامات بناء الفعل الماضي، الفعل الماضي فعلٌ مبنيٌّ وليس مُعرَباً، ويُقصَد ببناء الفعل أنّ حركة آخره تلزم حالةً واحدةً لا تتغيّر مهما دخلت عليه من عوامل.
فإنّ للفعل الماضي ثلاث علامات للبناء؛ هي الضمة، والفتحة، والسكون، وفيما يأتي بيان حالات كلٍّ منها:
١ـ البناء على الفتح: وهو الأصل في بناء الفعل الماضي، لذلك لا نذكر سبب عند بنائه على الفتح ، و كان بناؤه على الفتح لأنّه أخف الحركات، ويُبنى الفعل الماضي على الفتح الظاهر إن كان صحيح الآخر، أو معتلّ الآخر بواوٍ أو ياء،وفيما يأتي هذه الحالات:
ـ إذا لم يتّصل به شيء، مثل: [غادرَ الرجل] ، وإعراب الفعل: غادرَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح.
[ فعل ماضٍ صحيح الآخر + لم يتصل به شيء = الفتح الظاهر ]
ـ إذا اتّصلت به تاء التأنيث الساكنة، مثل: [غادرَتْ سلمى]، وإعراب الفعل: غادرَتْ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، والتاء: تاء التأنيث الساكنة، حرفٌ مبنيٌّ على السكون، لا محلّ له من الإعراب.
[ فعل ماضٍ صحيح الآخر + تاء تأنيث = الفتح الظاهر ]
\
ـ إذا اتّصلت به ألف الاثنين، مثل:[ الرجلان غادرَا منذ ساعة]، وإعراب الفعل: غادرَا: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح؛ والألف: ألف الاثنين، ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على السكون، في محلّ رفع فاعل.
[ فعل ماضٍ صحيح الآخر + ألف الاثنين = الفتح الظاهر ]
ـ إذا اتّصلت به إحدى ضمائر النصب [ هاء الغائب ، ياء المتكلم ، كاف المخاطب ( ضمير ) ] ، مثل:[ أدركه الوقت ]، وإعراب الفعل: أدركه : فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح؛ و هاء الغائب ضمير بارز متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
[ فعل ماضٍ صحيح الآخر + ضمائر النصب = الفتح الظاهر ]
ـ قد يُبنى الفعل الماضي على الفتح المُقدّر: و يُبنى الفعل الماضي على الفتح المقدّر على آخره، وذلك إن كان فعلاً معتلّ الآخر، مثال: [مشى محمّدٌ] ، والإعراب: مشى: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح المُقدّر على آخره، منع من ظهوره التعذُّر .
ـ يُبنى الفعل الماضي على الفتح المُقدّر على الألف المحذوفة من آخره، وذلك في حال اتّصل الفعل المعتلّ الآخر بألف بتاء التأنيث الساكنة، مثال: [مشَتْ سارةُ ]، والإعراب: مشَتْ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح المُقدّر على الألف المحذوفة ، للتعذر ، والتاء: تاء التأنيث الساكنة لا محلّ لها من الإعراب.
[ فعل ماضٍ معتل الآخر بالألف = الفتح المقدر ]
٢ـ البناء على السّكون يُبنى الفعل الماضي على السكون في حال اتّصاله بضمائر الرفع المتحرّكة، حال الفعل المعتل كحال الصحيح، أي لا يوجد في هذه المجموعة إعراب مقدر، بل يوجد فقط البناء على السكون، سواء كان معتلاً أو صحيحاً ، و يجب ذكر سبب بنائه على السكون شاهد الأمثلة الآتية:
ـ تاء الفاعل: تشمل تاء الفاعل المتحرّكة كلاً من: تاء الفاعل(تُ): [قرأْتُ كتاباً]، وإعراب قرأْتُ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتّصاله بتاء الفاعل ، والتاء: تاء الفاعل، ضمير رفع متّصل، مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
تاء الفاعل (تَ): [قرأْتَ كتاباً]، وإعراب قرأْتَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتّصاله بتاء الفاعل، والتاء: تاء الفاعل، ضمير رفع متّصل، مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
والتاء : تاء الفاعل ، ضمير رفع متّصل، مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
ملاحظة: قد تتّصل تاء الفاعل بالميم والألف للدلالة على المُخاطَبَيْنِ والمخاطَبتَيْنِ، أو الميم للدلالة على المخاطَبِينَ، أو النون للدلالة على المخاطَبات: قرأْتُما، قرأْتُم، وقرأْتُنَّ.
[ فعل ماضٍ + تاء الفاعل = االسكون ]
ـ ضمير المتكلمين (نا) الفاعلين: [قرأْنا كتاباً]، وإعراب قرأْنا: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتّصاله بنا المتكلّمين، ونا المتكلّمين: ضمير رفع متّصل، مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
[ فعل ماضٍ + نا المتكلمين = االسكون ]
ـ نون النّسوة (نَ): [هُنَّ قرأْنَ الدرس]، وإعراب قرأْنَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكون؛ لاتّصاله بنون النسوة، ونون النّسوة: ضمير رفع متّصل، مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
[ فعل ماضٍ + نون نسوة = السكون ]
٣ـ البناء على الضمّ يُبنى الفعل الماضي على الضمّة في حالة واحدة فقط؛ هي اتصاله بواو الجماعة، و يجب ذكر سبب بنائه على الضم ،مثل: [الموظفون غادرُوا المكان]، ويُعرَب الفعل غادروا: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الضمّ؛ لاتّصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة: ضمير رفع متّصل، مبنيّ في محل رفع فاعل.
[المهندسون رأوا الخطأ في التصميم] ، رأوا: فعل ماضٍ مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة للتعذر لاتصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل.
إسناد الضمائر إلى الفعل الماضي معتل الآخر:
عند إسناد الضمائر إلى الفعل الماضي معتلّ الآخر، تُراعى بعض القواعد، مثل:
عند اتصال تاء التأنيث الساكنة بالفعل الماضي معتل الآخر بالألف، فإنّ حرف الألف يُحذَف نحو: رمَتْ، من الفعل رمى،
أمّا إن كان معتلّ الآخر بالياء، فتبقى الياء كما هي، نحو: رضِيَتْ، من الفعل رضيَ، وإن كان معتلّ الآخر بالواو، فتبقى، أيضاً، كما هي، نحو: سرُوَتْ، من الفعل سرُوَ.
في حال كان الفعل الماضي ثلاثيّاً مجرّداً معتل الآخر بالألف، مثل: هدى، أو دعا، وأُسنِد إلى تاء الفاعل، أو ألف الاثنين، أو نون النسوة، فإنّ ألف الفعل تُقلَب إلى ياء إن كان أصلها ياءً، مثل: هديْتُ، هَدَيا، وهديْنَ، أمّا إن كان أصله واواً قتُقلَب الألف إلى واو، مثل: دعَوْتُ، دعَوَا، دعَوْنَ،
وفي حال كان الفعل مزيداً غير ثلاثي، مثل: اعتنى، فإنّ الألف تُقلَب ياءً، مثل: اعتنيْتُ، أما إن كان الفعل الماضي معتل الآخر بالياء أو الواو وأُسنِد إلى الضمائر السابقة، فإنّ حرف العلة يبقى كما هو، نحو: دعَوْتُ؛ فأصل الألف في دعا هو واو (دَعَوَ)، وخشِيِْتُ؛ من الفعل خَشِيَ، ويبقى ما قبل الياء مكسوراً.
عند إسناد الفعل الماضي معتل الآخر بالألف إلى واو الجماعة، تُحذَف الألف ويُفتح ما قبلها نحو: سمَوْا، وإن كان حرف العلة الآخِر واواً أو ياءً يُضَمّ ما قبل واو الجماعة نحو: دعُوا، رضُوا.