درسُنا تابع للحروف الناسخة ، و اليوم بإذن الله سنشرح أخبارها :
فأخبار الحروف الناسخة لها صورتان:
ـ اسم ظاهر : مثل [ إنّ محمداً مجتهد ]
إنّ : حرف ناسخ ، محمد : اسم إنّ منصوب، مجتهد: خبر إنّ مرفوع.
ـ اسم محذوف دل عليه شبه الجملة : مثل [ إنّ محمداً في الدار ]
إنّ : حرف ناسخ ، محمداً: اسم إنّ منصوب ، في الدار: جار و مجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره [ كائن ] في محل رفع خبر إنّ.
إنّ : حرف ناسخ ، محمداً : اسم إنّ منصوب، عندي : الظرف والمضاف إليه متعلقان بخبر محذوف تقديره [ كائن ] في محل رفع خبر إنّ.
ـ جملة فعلية: مثل [ إنّ فاطمة تحرص على صلواتها ]
إنّ: حرف ناسخ ، فاطمة: اسم إنّ منصوب، تحرص: الجملة الفعلية في محل رفع خبر إنّ
ـ جملة اسمية : مثل [ إنّ عمر إيمانه قوي ]
إنّ : حرف ناسخ ، عمر: اسم إنّ منصوب، إيمانه قوي: الجملة الاسمية في محل رفع خبر إنّ.
هل يجوز تقدم الخبر على اسم الحرف الناسخ ؟
بالطبع لا ، لا يجوز تقدم أخبار هذه الحروف على أسمائها، فلا نقول [ إنّ مجتهد محمداً ] خطأ x
و لكن أحيان يجوز وأحيان يجب تقدم معمول الخبر إذا كان شبه جملة [ جار و مجرور أو ظرف و مضاف إليه ] :
[ لمعرفة المقصود بـ(معمول الخبر) انظر في درس كان و أخواتها ]
١ـ يجوز تقديم معمول الخبر: إذا كان معمول الخبر شبه جملة [ جار و مجرور أو ظرف ومضاف إليه ] ، مثل [ إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً ]
إنّ : حرف ناسخ ، مع العسر: شبه جملة من الظرف والمضاف إليه متعلقان بخبر محذوف تقديره [كائن ] في محل رفع خبر إنّ ، يسراً : اسم إنّ مؤخر جوازاً منصوب.
و المقصود بـ[ يجوز ] لك الخيار أن تقدم شبه الجملة أو لا تقدمها ، كلا الوجهين صحيح
٢ـ يجب تقديم معمول الخبر في حالتين:
ـ إذا كان اسم الحرف الناسخ مقترناً بلام الابتداء ، فالحرف الناسخ [ أنّ ] يفيد التوكيد و [لام الابتداء] تفيد التوكيد، لذلك يجب الفصل بينهما، إذ لا يجوز اجتماع مؤكدين، مثل [ وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَىٰ]
إنّ: حرف ناسخ، لنا : شبه الجملة من الجار و المجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره [ كائن ] في محل رفع، للآخرة : اللام لام ابتداء ، الآخرة : اسم إنّ مؤخر وجوباً منصوب.
ـ إذا اتصل باسم الحرف الناسخ ضمير يعود على معمول الخبر: مثل [ إنّ مع محمد كتابه ]
إنّ : حرف ناسخ، مع محمد: شبه الجملة من الظرف والمضاف إليه متعلقان بخبر محذوف تقديره [ كائن ] في محل رفع، كتابه ، كتاب: اسم إنّ مؤخر وجوباً منصوب والهاء ضمير عائد على معمول الخبر
فالمعنى المراد هنا : تأكيد وجود كتاب محمد معه ، و لكن لو لم نقدم شبه الجملة لأصبحت الجملة [ إنّ كتابه مع محمد ] و لو تلاحظ معي المعنى اختلف تماماً و أصبح هناك طرف ثاني يمتلك كتاباً و هذا الكتاب مع محمد، لذلك يجب التقديم لمنع اللبس و عدم فهم الكلام .
[قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ] مريم ٣٠
عبدالله : [عبد] خبر إنّ مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة ، [ الله ] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، و نوعه خبر مفرد.
[ إنّ المؤمن تحت لواء الرحمن ]
تحت لواء الرحمن : [ تحت] ظرف مكان و [ لواء ] مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة ، فشبه الجملة من الظرف و المضاف إليه متعلقان بخبر محذوف تقديره [ كائن ] في محل رفع خبر إنّ ، نوعه خبر مفرد محذوف ، دل عليه شبه الجملة.
[إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ] إبراهيم ٢٢
لهم عذاب أليم : الجملة الاسمية من المبتدأ و الخبر في محل رفع خبر إنّ ، و نوعه خبر جملة اسمية.
توكل على الله -سبحانه- سيُسهل لك الصعب، وتنال المستحيل
تحدي اليوم: استخرج من أي كتاب لديك جملة تحتوي على حرف ناسخ، و حدّد خبره، ثم بيّن نوعه.