استمتع معنا اليوم في درسنا المميز
و هو عن [ الجزم بجواب الطلب ]
عرفنا أن المضارع يجزم : بأدوات الجزم و هي تجزم فعلاً واحداً و أيضاً يجزم بأدوات الشرط، التي تجزم فعلين ، و لكن العلماء لاحظوا أيضاً أن هناك أفعالاً مضارعة جزمت برغم من أنها لم تسبق بأداة جزم و لا شرط ، فحتاروا و لكن بعد البحث و التحري، استنتجوا أن الفعل المضارع ممكن أن يجزم بغير أداة و لكن بشرط أن يسبق بطلب و يكون متضمناً معنى الشرط.
و هذا درسُنا لليوم [ الجزم بجواب الطلب ]
فكما يُجزَم المضارع في الشرط، فإنه يُجزَم في جواب الطلب.
نقول: [إن تَقرأْ تستفِدْ] جملة شرطية
و ممكن أن تحمل معنى الشرط و نقول:[ اقرأْ تستفِد] برغم من أنها بدون أداة شرط،
فالجزم في جواب الطلب ، أن يكون هناك طلب و بعده فعل مضارع يقع جواباً له ، يكون الفعل المضارع مجزوماً ، و الطلب يشمل التالي :
١ـ فعل أمر : ومن أسلوب الطلب قوله جلّ وعلا على لسان نوح عليه السلام أيضًا: (قلت استغفِروا ربَّكم إنه كان غفَّارًا، يُرسِلِ السماءَ عليكم مدرارًا، ويُمدِدْكم بأموال وبنين، ويَجعَلْ لكم جناتٍ ويَجعَلْ لكم أنهارًا)، فجاء الفعل "استغفروا" طلبيّاً (أمراً)، فجاء جواب الطلب (يُرسِل) مجزوماً بالسكون الذي أصبح كسرةً لالتقاء الساكنين (سكون اللام مع سكون سين "السماء")، وجُزِمَ بالتبعية كل فعل عُطف عليه (يُمدِدْ، يَجعَلْ، يَجعَلْ)، وعلامة الجزم فيها جميعاً السكون كما هو واضح.
و لاحظ معي ليس هناك أداة تجزم ولكن الذي جزمه [ فعل الأمر ] و هو طلب ، لذلك نقول مجزوم بجواب الطلب.
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ ]
هنا كلمة [ يغفر ] مجزومة ، برغم من أنها لم تسبق بأداة الجزم و لا بطلب ، فكيف ذلك؟
قيل هنا الذي أثر فيه وجعله مجزوماً هو الفعل [ تؤمنون ] فعل خبري، و هنا لم يأتِ الفعل كطلب صريح ، و لكن حمل معنى الطلب بحيث يكون المقصود [ آمنوا يغفر لكم ]
[ اتقى الله امرؤ فعل خيراً يثب عليه ]
الفعل [ اتقى ] فعل ماضٍ، وهو فعل خبري و لكنه حمل معنى الطلب ، فأثر على الفعل [ يثب ] فأصبح مجزوماً بجواب الطلب
٢ـ الاستفهام : هنا الاستفهام فيه معنى الطلب ، مثل [ هل توزع مالاً في سبيل الله تؤجر ]
كلمة [ تؤجر ] فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب ، لأنه سبق بالاستفهام[ هل توزع ]
٣ـ لا الناهية : وكما يكون فعل الطلب أمراً يكون نهياً، كأن نقول: "لا تُهمِل أبناءَك يَنجَحُوا" أو "لا تُهمِل طعامَك يصحّ بدَنُك".
وهنا شرط الجزم هو جواز وضع "إن" الشرطية قبل الفعل، وتحويل "لا" من ناهية إلى نافية، فنقول في المثالين: "إن لا تُهمِل أبناءك ينجَحُوا" و"إن لا تُهمِل طعامَك يصحّ بدنُك"، فإن صحّ ذلك وصحّ معه معنى الجملة جاز الجزم، ، فيكون [ ينجحوا ] و [ يصح ] فعلان مجزومان بجواب الطلب ، وإن لم يصحّ ذلك لم يجُز إلا عدم الجزم، كأن نقول: "لا تهمل ولدك يفسد"، عندما نضع ( إن ) الشرطية ، يكون المعنى غير صحيح [ إن لا تهمل ولدك يفسد ] فكيف لا أهمله فيفسد ؟؟؟
لذلك نقول [ يفسد ] هنا فعل مضارع مرفوع و ليس مجزوماً .
٤ـ العرض : هو طلب أمر بلين ورفق مستعملاً (ألا، أما، لو، لولا) ، مثل [ ألا تزورنا تكن مسروراً، ]
كلمة [ تكن ] فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب ، لأنه سبق بأسلوب عرض [ ألا تزورنا ]
٥ـ التحضيض : و هو طلب أمر بشدة مستعملاً (هلّا، ألا، لوما، لولا) ، مثل [ هلا تجتهد تنل خيراً ]
تنل : فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب ، سبق بأسلوب تحضيض[ هلا تجتهد ]
٦ـ التمني : و يكون في طلب المستحيل ، مثل [ ليتني أتفوق أكن سعيداً ]
[ أكن ] : فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب ، لأنه سبق بتمني[ ليتني أتفوق ]
٧ـ الرجاء : و يكون في الممكن حدوثه ، مثل [ لعلك تطيع والديك تفز في الدنيا و الآخرة ]
[ تفز ] : فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب ، لأنه سبق برجاء [ لعلك تطيع ]
٨ـ إذا سبق باسم فعل : أسماء الأفعال هي أسماء دلت على حدث ، مثل [ صه ، مه، هيهات وشتان ، حي .... ] ، مثال [ صه عن القبيح تؤلف ]
[ تؤلف ] : فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب، لأنه سبق باسم فعل [ صه ]
و لكن هل كل فعل يدل على طلب يكون الفعل المضارع بعده مجزوماً؟ بالطبع لا، و لكن ليكون الفعل المضارع مجزوماً بعد الطلب يجب أن يتوفر في الجملة معنى الشرط.
عندما تدرس أنت ، من سينجح أنت أيضاً ، شرط نجاحك أن تدرس ، هذا معنى الشرط،
و لكن في هذا المثال [ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ] التوبة (١٠٣).
عندما تقرأ هذه الآية من الوهلة الأولى سوف ترى فعلاً طلبياً [ خذ ] و بعده فعل مضارع [ تطهرهم ]
و لكن الفعل [ تطهرهم ] جاء مرفوع و ليس مجزوماً ، لأن هذه الجملة لم تتضمن معنى الشرط ، فالمعنى خذ أنت من أموالهم صدقة، وهذه صدقة هي التي ستطهرهم و ليس أنت من تطهرهم أو لست أنت من سيتطهر.
قارن و لاحظ بينها و بين المثال السابق بالمعنى
ولتيسير الأمر عليك أيضاً يمكنك أن تضع "إن" قبل فعل الطلب وتحوّله إلى المضارع، فإن صحّ المعنى وجَبَ الجزم: (ادعُ الله يستجِبْ/إن تدعُ الله يستجِبْ - ذاكرْ تنجَح/إن تذاكرْ تنجحْ").
نجبْ: فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره ، الفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره (نحن ) في محل رفع ، الكاف : ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
أُحسن: فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره ،الفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره (أنا ) في محل رفع .
[ ألا تزورنا نحسنْ إليك ].
نحسن: فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره ، الفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره (نحن ) في محل رفع .
[ لعل المطر يهطل تبتلْ ].
تبتلْ: فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره ( أنتَ ) في محل رفع.
[ هلا تقرأ الكتاب، تفهمْه].
تفهمْه: فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره ( أنتَ ) في محل رفع.، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
[ صه عن الغيبة تحفظْ لسانك ].
تحفظ: فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره ( أنتَ ) في محل رفع.
يحبوك: فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب وعلامة جزمه حذف النون من آخره؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، الكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
[ تقرأ القرآن يُفتحْ عليك ].
يُفتحْ: فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره ( أنتَ ) في محل رفع.
توكل على الله -سبحانه- سيُسهل لك الصعب، وتنال المستحيل
تحدي اليوم: استخرج من أي كتاب لديك، أفعالاً مضارعة مجزومة بجواب الطلب، ثم أعربها.