درسُنا اليوم عن إعراب المضارع [ الفعل الصحيح و الفعل المعتل]
سُمّي الفعل المضارع بهذا الاسم؛ لأنه ضارعَ - أي شابه - الأسماء:
- تقول (إن زيدًا ليضرب) فيوافق ذلك قولك (إن زيدًا لضارب)، فكلتا الجملتين متوافقتان في المعنى، أي أن الفعل المضارع يشبه اسم الفاعل أي يضارعه في الوظيفة الإعرابية والحركات، أن الفعل المضارع تتصل به اللام كما تتصل بالاسم – كما في المثال السابق -، ولا تتصل هذه اللام بغيره من الأفعال، أن الفعل المضارع يصلح للدلالة على الحال والاستقبال ولا دليل في لفظه على أي الزمانين تريد، فعندما تقول (زيد يأكل)، لا يُعلم هل يأكل زيد الآن أو أنه سيأكل في المستقبل، وكذلك الحال بالنسبة للأسماء، فعندما تقول (رجلٌ فعل كذا) فإنه لا يعلم أي الرجال تريد؛ لأن كلمة (رجل) نكرة ، ولكن إذا قلت في المثال الأول (زيد سيأكل) – بإضافة السين للفعل- دلّ ذلك على أنك تريد أن زيداً سيأكل في المستقبل، وإذا قلت في المثال الثاني (الرجل فعل كذا) – بإضافة (أل) إلى (الرجل)- دلّ ذلك على أنك تريد رجلاً واحداً بِعَينِهِ لأنه صار معرفة، فهذا إذًا وجه آخر من وجوه شبه الفعل المضارع بالاسم ، ولذلك نجد أن الفعل المضارع معربٌ دون غيره من الأفعال.
والفعل المضارع المعرب، إذا لم يسبق بجازم أو ناصب يكون مرفوعاً بـ [ الضمة ] مثل:
[ يشرح المعلم الدرس ] ، فكلمة [ يشرح ] فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة، لأنه لم يسبق بناصب و لا جازم .
إذا سبق بناصب يكون منصوباً بـ[ الفتحة ] : وأدوات النصب هي [ أن ، لن ، كي ، إذن ] : مثل [ لن يحضر الطالب ]، فكلمة [ يحضر ] فعل مضارع منصوب بلن و علامة نصبه الفتحة الظاهرة ، لأنه سبق بناصب .
و إذا سبق بجازم يكون مجزوماً بـ[ السكون ] : وأدوات الجزم هي [ لم ، لما ، لام الأمر و لا الناهية ] مثل:
[ لم يكتب الدرس ] ، فكلمة [ يكتب ] فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، لأنه سبق بجازم .
ينقسم الفعل من حيث نوع الحروف التي يتكون منها إلى قسمين :
أ ـ فعل صحيح ب ـ فعل معتل
أولاً ـ الفعل الصحيح :
تعريفه : هو كل فعل تخلو حروفه الأصلية من أحرف العلة ، وهي " الألف ـ الواو ـ الياء " .
مثل : [جلس ، حضر ، كتب ، رفع ، قرأ ، أمر، سمع]
و يرفع بالضم الظاهر، و ينصب بالفتح الظاهر و يجزم بالسكون.
ثانياً ـ الفعل المعتل:
تعريفه : هو كل فعل كان أحد حروفه الأصلية حرفاً من حروف العلة ، نتكلم اليوم عن معتل الآخر و حروف العلة هي [ الألف مثل : يخشى ، الواو مثل : يدعو ، الياء مثل: يشتري ] ، فكل فعل منتهٍ بألف أو ياء أو واو يسمى فعلاً معتلاً في آخره.
يخشى : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه الضمة المقدرة، لأنّه معتل الآخر، للتعذر، أي أنّه من المستحيل نطق الضمة على الألف في آخر الفعل [ يخشى ]
[ يدعو المسلم ربه ]
يدعو : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه الضمة المقدرة لأنه معتل الآخر، للثقل ، أي من الممكن نطق الضم على المعتل الآخر بواو أو ياء و لكن عند النطق بها ننطقها بنطق ثقيل على اللسان
في حالة النصب :
[ لن يرضى الحر بالإهانة ]
يرضى : فعل مضارع منصوب بلن و علامة نصبه الفتحة المقدرة، لأنه معتل الآخر للتعذر.
[ تجمع مصروفها كي تشتري لأمها هدية ]
تشتري: فعل مضارع منصوب بـ(كي) و علامة نصبه الفتحة الظاهرة، و تكون هنا علامة الإعراب بالفتح الظاهر لسهولة نطق حركة الفتح على آخر الفعل المعتل بياء أو واو.
في حالة الجزم :
[ لم ينسَ عبدالله ما قلت له ]
ينسَ : فعل مضارع مجزوم بلم و علامة جزمه حذف حرف العلة لأنه معتل الآخر ، كل الأفعال المعتلة سواء آخرها ألف أو ياء أو واو تكون علامة إعرابها عند الجزم هي حذف حرف العلة .