الممنوع من الصرف
تعريفه: "الصرف": هو التنوين الدال على أمكنية الاسم في باب الاسمية.
و"الممنوع من الصرف" هو الاسم المعرب الفاقد لهذا التنوين لمشابهته الفعل.
الممنوع من الصرف نوعان: ما يمنع من الصرف لعلة واحدة، وما يمنع من الصرف لعلتين.
(أ) الممنوع من الصرف لعلة واحدة: أنواع ثلاثة: ألف التأنيث المقصورة، وألف التأنيث الممدودة، وصيغة منتهى الجموع وإليك التفصيل:
١- ألف التأنيث المقصورة أو الممدودة، مثل:(حضرت ليلى)، ليلى: فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع ظهورها التعذر، (رأيت ليلى)، ليلى: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر، (مررت بليلى)، ليلى: مجرور بالباء وعلامة جره فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، (هذه فتاة شقراء)، شقراء: نعت مرفوع بالضمة الظاهرة، (رأيت فتاة شقراء) شقراء: نعت منصوب بالفتحة الظاهرة، (مررت بفتاة شقراء)، شقراء: نعت مجرور بالفتحة الظاهرة نيابة عن الكسرة.
٢- صيغة منتهى الجموع، وهي أن يكون الاسم على وزن: مفاعل أو مفاعيل أو ما يشبههما، أي ليس شرطا أن يكون الاسم على هذا الوزن الصرفي؛ فكلمة "سواعد" مثلا ليست على وزن "مفاعل" وإنما هي على وزن يشبهها وهو "فواعل".
ولذلك قالوا عن صيغة منتهى الجموع إنها: كل جمع تكسير بعد ألف تكسيره حرفان أو ثلاثة أحرف، بشرط أن يكون الحرف الأوسط من هذه الثلاثة ساكنا، فنقول:(هذه مساجد- دخلت مساجد- مررت بمساجد- أجرى العالم تجارب ممتازة).
- إذا كانت صيغة منتهى الجموع اسما منقوصا -أي آخره ياء لازمة غير مشددة قبلها كسرة- فإنه يعرب إعراب الممنوع من الصرف، مع ملاحظة حذف الياء مع الرفع والجر ووجود تنوين على الحرف الذي قبلها، لكن هذا التنوين ليس تنوين التمكين وإنما هو تنوين العوض، فنقول مثلا في كلمة "مساع" (له مساع طيبة من الخير)، مساع: مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة، (يبذل جهده في مساع طيبة)، مساع: مجرور بفي وعلامة جره فتحة مقدرة على الياء المحذوفة، (يبذل مساعي طيبة)، مساعي: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
وإذا اقترن هذا الاسم بأل بقيت الياء، وقدرت الضمة والكسرة في الرفع والجر، وبقيت الفتحة، (نجحت المساعي الحميدة)، المساعي: فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، (هو يبذل جهده في المساعي الحميدة)، المساعي: مجرور بفي وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها الثقل، (هو يبذل المساعي الحميدة)، المساعي: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة
ثانيا: أسماء لا بد أن يجتمع فيها سببان لمنعها من الصرف، وهذه الأسماء قسمان:
أ- قسم لا بد أن يكون الاسم فيه علما بجانب سبب آخر
ب- قسم لا بد أن يكون الاسم فيه صفة بجانب سبب آخر
أ- العلم الممنوع من الصرف؛ وذلك للأسباب الآتية
١- إذا كان مركبا تركيبا مزجيا مثل: بعلبك، حضرموت، مثل:(هذه بعلبك- زرت بعلبك- مررت ببعلبك
٢- إذا كان مختوما بألف ونون مزيدتين مثل: شعبان، رمضان، قطحان، مثل: (رمضان شهر القرآن، صمت رمضان، أنزل القرآن في شهر رمضان)
٣- إذا كان العلم مؤنثا، وذلك على النحو التالي:
أ- يمنع من الصرف وجوبا إذا كان مختوما بتاء التأنيث سواء أكان مؤنثا أم مذكرا، مثل: معاوية، فاطمة.
ب- يمنع من الصرف وجوبا إذا كان غير مختوم بالتاء، ولكن يزيد على ثلاثة أحرف مثل: زينب، سعاد.
جـ- يمنع وجوبا إذا كان غير مختوم بالتاء، وكان ثلاثيا محرك الوسط مثل أمل، وقمر، سحر؛ أسماء أعلام لنساء.
د- يمنع جوازا إذا كان ثلاثيا ساكن الوسط مثل: هند، مي، وعد، فنقول: حضرت هند أو هند، رأيت هند أو هندا، مررت بهند أو بهند.
٤- إذا كان العلم أعجميا بشرط ألا يكون ثلاثيا، مثل: إبراهيم، إسماعيل، ديجول. فإذا كان ثلاثيا صرف مثل: نوح ولوط.
٥- إذا كان العلم على وزن الفعل مثل: يزيد، تعز، مثل: لابن يعيش كتاب مشهور في النحو.
٦- إذا كان العلم معدولا. ويقول النحاة: إن العدل معناه تحويل الاسم من وزن إلى وزن آخر، والأغلب أن يكون على وزن "فعل" مثل: عمر، زفر، زحل؛ فهم يقولون إن أصلها: عامر، زافر، زاحل.
وكذلك ألفاظ التوكيد التي على وزن "فعل"، مثل: جمع، كتع.
ب- أما الصفة التي تمنع من الصرف فتكون للأسباب الآتية
١- الصفة المختومة بألف ونون زائدتين مثل: سهران - تعبان
٢- أن تكون الصفة على وزن الفعل، وذلك بأن تكون على وزن "أفعل" الذي مؤنثه "فعلاء"، مثل: أزرق وأحمر
٣- أن تكون الصفة معدولة، أي محولة من وزن آخر، وذلك إذا كانت الصفة أحد الأعداد العشرة الأول -على الأغلب- وكانت على وزن "فعال" أو "مفعل"، وهي أحاد وموحد - ثناء ومثنى - ثلاث ومثلث - رباع ومربع - خماس ومخمس - سداس ومسدس- سباع ومسبع - ثمان ومثمن - تساع ومتسع - عشار ومعشر
وهو يقولون: إن هذا الوزن محول عن العدد المكرر مرتين، مثل: دخل التلاميذ رباع، أصلها: دخل التلاميذ أربعة أربعة، والصفة المعدولة أيضا كلمة "أخر" التي هي وصف لجمع مؤنث، مفرده "أخرى" ومذكره "آخر" بفتح الخاء مثل: الخنساء شاعرة، وهناك شاعرات عربيات أخر.
- قد ينون الممنوع من الصرف في الشعر، وهو ما يعرف بالضرورة الشعرية، وهناك لهجة عربية فصيحة تصرف الاسم دائما.
معجم القواعد العربية عبد الغني الدقر
التطبيق النحوي لعبده الراجحي