اسمٌ غامض مبهم، مبنيٌّ على السكون، يُستفهم به عن العدد، نحو:
كم طالباً نجح؟
ومن قوله تعالى:(قال كم لبثتَ قال لبثتُ يوماً أو بعضَ يوم)
وتفتقر دوماً إلى موضِّح يُزيل إبهامها وغموضها، ولها حكمٌ واحد، وأمّا الموضِّح، الذي يُزيل إبهامها وغموضها فله أربعة أحكام.
أوّلاً: حكمُها:
لها الصدارة، فلا يتقدّم عليها إلاّ حرفُ جرّ أو مضافٌ، نحو:
بكم درهماً اشتريت الخاتَم؟
رأيَ كم خبيراً أخذت؟
ثانياً: أحكامُ الاسم الذي يوضِّحها:
- لا يكون إلاّ نكرةً مفرداً منصوباً، كما جاء في الأمثلة الثلاثة آنفاً: [طالباً - درهماً - خبيراً] ويُعرَب تمييزاً.
- ويجوز جرّه بـ [مِن]، إذا جُرَّتْ هي بحرف جرّ، نحو:
بكم مِنْ درهمٍ اشتريتَ الكتاب.
- ويجوز فصله عنها، نحو:
كم عندك كتاباً؟
كم اشتريتَ كتاباً؟
- ويجوز حذفه للعلم به (وحذفُ ما يُعلَم جائز)، نحو: [كم ... لبثتُم؟ = كم يوماً لبثتم؟]
تنبيه:
يقترن البدل بعدها بالهمزة، نحو:
كم كتاباً اشتريت؟ أخمسةً أم عشرة؟
اسمٌ غامض مبهم، مبنيٌّ على السكون، يُكنى به عن التكثير نحو:
كم مِنْ كتابٍ عندك!
كم كتابٍ عندك!
ونحو قوله تعالى:(وكم مِنْ مَلَكٍ في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً)
وتفتقر دوماً إلى موضِّح يُزيل إبهامها وغموضها، ولها حُكْمٌ واحد، وأما الموضِّح الذي يُزيل إبهامها وغموضها فله ثلاثةُ أحكام.
أوّلاً: حُكمها:
لها الصدارة، فلا يتقدَّم عليها إلاّ حرفُ جرٍّ أو مضافٌ، نحو:
إلى كم بلدٍ سافرت!
قراءةَ كم كتابٍ أَتممت!
ثانياً: أحكامُ موضِّحها:
لا يكون إلاّ مجروراً بـ [مِن]، ظاهرةً أو مقدَّرة، سواء أَفَصَلَ فاصلٌ بينهما أم لم يفصل. فظهورُها، نحو:
كم مِنْ كتابٍ قرأتُ!
وتقديرُها نحو: كم كتابٍ قرأتُ! (أي: كم من كتاب قرأتُ!)
- يجوز إفرادُه ويجوز جمعه، نحو:
كم كتابٍ عندك! و
كم كتبٍ عندك!
- وهو واجبُ التنكير في كل حال.
- يجوز حذفُه للعِلمِ به، نحو:
كم ذكرناك وأنت غائب!، كم مرّةٍ ذكرناك وأنت غائب!
https://t.me/annahoalmuyser.
وأما "كي" فعلى ثلاثة أوجه (1):
أحدها: أن تكون اسما مختصرا من "كيف" كقوله: "من البسيط":
كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت ...
قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم
🔷والثاني:
أن تكون بمنزلة لام التعليل معنى وعملا، وهي الداخلة على ما الاستفهامية في قولهم في السؤال عن العلة: "كيمه"؟ بمعنى: لمه، وعلى "ما" المصدرية كما في قوله:
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما ...
يرجى الفتى كيما يضر وينفع
وقيل: "ما" كافة، وعلى "أن" المصدرية مضمرة، نحو: "جئت كي تكرمني" إذا قدرت النصب بـ"أن"، ولا يجوز إظهار أن بعدها، وأما قوله من الطويل:
فقالت أكل الناس أصبحت مانحا ...
لسانك كيما أن تغر وتخدعا
فضرورة.
🔷الثالث:
أن تكون بمنزلة "أن" المصدرية معنى وعملا، ويتعين ذلك في الواقعة بعد اللام وليس بعدها "أن" كما في نحو: {لكيلا تأسوا} ¹، ولا يجوز أن تكون حرف جر لدخول حرف الجر عليها، فإن وقع بعدها " أن"، كقوله من الطويل:
أردت لكيما أن تطير بقربتي ...
فتتركها شنا ببيداء بلقع
احتمل "أن" تكون مصدرية مؤكدة بأن، وأن تكون تعليلية مؤكدة للام، ويترجح هذا الثاني بأمور.
الأول:
أن "أن" أم الباب، فلو جعلت مؤكدة لـ"كي" لكانت "كي" هي الناصبة؛ فيلزم تقديم الفرع على الأصل
الثاني:
ما كان أصلا في بابه لا يكون مؤكدا لغيره.
الثالث:
أن " أن" لاصقت الفعل فترجح أن تكون هي العاملة، ويجوز الأمران في نحو: "جئت كي تفعل"، {كي لا يكون دولة} ١، فإن جعلت جارة كانت "أن" مقدرة بعدها وإن جعلت ناصبة كانت اللام مقدرة قبلها.
ملحوظة (2):
كي المصدرية الناصبة
وهي التي ينصب بها المضارع ويؤول بالمصدر: وهذه تكون لسببية ما قبلها فيما بعدها، نحو: "علمتك كي ترقى" وشرطها لتكون مصدرية أن يسبقها "لام التعليل" لفظاً، نحو: {لكيلا تأسوا} أو تقديراً كالمثال السابق، فإن تقديره " علمتك لكي ترقى “، فـ "كي" وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر باللام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* اللغة: ثئرت قتلاكم: قتلتم مقابلها. اللظى: اللهب الخالص. الهيجاء: الحرب. تضطرم: تلتهب.
١-الحديد: ٢٣.
(1) من كتاب شرح الأشموني لألفية ابن مالك
(2) معجم القواعد العربية – عبد الغني الدقر