وحروف العطف عشرة وهي (الواو، الفاء، ثم، أو، أم، إما، بل، لا، لكن، حتى في بعض المواضع) فإن عطفت على مرفوع رفعت، أو على منصوب نصبت، أو على مخفوض خفضت، أو على مجزوم جزمت، تقول (قام زيد وعمرو ، ورأيت زيداً وعمراً، ومررت يزيد وعمرو ، وزيد لم يقم ولم يقعد).
العطف لغة: رد الشيء على الشيء تقول عطفت هذا على هذا إذا رددته عليه.
اصطلاحاً: متابعة لفظ للفظ بواسطة حروف العطف، ويكون حكم المعطوف حكم ما عطف عليه فإن كان مرفوعاً رفع أو منصوباً نصب ... وهكذا..
وحروف العطف عشرة كما ذكر المصنف:
١ – الواو، نحو (قام زيد وعمرو) فعمرو معطوف على زيد وهو مرفوع لأن زيد مرفوع، والواو لا تقتضي التقديم ولا التأخير وإنما الاشتراك لكن الأولى تقديم ما يعتنى به فتقول:
) جاء السيد وعبده) ولا تقول (جاء العبد وسيده) وإن قلته فلا حرج من حيث اللغة.
٢ – الفاء، نحو (قدم زيد فعمرو) وهي تقتضي الترتيب والتعقيب أي أن قدوم زيد قبل قدوم عمرو، وقدوم عمرو عقب قدوم زيد مباشرة.
٣- ثم، نحو (قدم زيد ثم عمرو) يقتضي الترتيب على التراخي بخلاف الفاء فإنها تقتضي الترتيب على التعقيب أي عقبه مباشرة لكن بحسب ما تفتضيه الحال فلو قلت (تزوج زيد فولد له) بمعنى أنه لم يتأخر عن المعتاد.
٤ – أو، نحو (أكرم زيداً أو عمراً) ومن معانيها (الشك) من المتكلم، (والتخيير والإباحة) للمخاطب فإن جاز له الجمع بينهما فهو للإباحة، نحو (كل تفاحة أو برتقالة) وأما إذا لم يجز له الجمع فهو للتخيير نحو (تزوج هند أو أختها).
ه - أم : فإن كانت متصلة فهي بمعنى أو نحو (سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم) وإن كانت منقطعة فهي بمعنى، بل نحو (أم يقولون شاعر)
٦- إما وقد اختلف علماء النحو فيها هل هي حرف عطف أو لا، والصحيح أنها ليست حرف عطف وإنما هي حرف تفصيل نحو (جاء إما زيد وإما عمر) لكنها تأتي مقرونة بالواو فيكون العطف بالواو لا بإما كقوله تعالى (فإما مناً بعد وإما فداء)
٧- بل وتفيد الإضراب عن الأول وإثبات الحكم للثاني نحو (قدم زيد بل عمرو) ولاتكون عاطفة إلا بشرطين:
أ- أن تسبق إما بكلام موجب مثبت، أو بأمر، أو بنهي، أو بنفي نحو: جاء زيد ثم تقول بل عمرو أو بأمر كقولك: أكرم زيداً بل عمراً أو بنهي كقولك: لا تضرب زيداً بل عمرا أو بنفي كقولك: ما قام زيد، بل عمرو.
ب - ينبغي أن يكون المعطوف بها مفرداً فإن كان جملة لم يصح.
٨- لا وتفيد النفي نحو (قام زيد لا عمرو) فهي تنفي القيام عن عمرو وتثبته لزيد و(لا) مثل (بل) في اشتراط شرطين للعطف بها:
الأول: أن تكون مسبوقة بخير مثبت أو بأمر
والثاني: أن يكون المعطوف بها مفرداً.
أما النفي والنهي فلا يصح في هذا المقام لأنها هي أصل للنفي، فلو قدمت عليها نفي لانقلب نفيها إثباتاً، وهذا يخالف الغرض من العطف بها؛ ولذلك لا يسوغ العطف بها في سياق النفي لا يصح أن تقول: لا تكرم زيداً لا عمراً. بل يجب أن يكون ما قبلها مثبتاً سواء كان خبراً أو كان أمراً.
٩ - لكن بالتخفيف وليست لكن التي من أخوات (إن)، نحو (ما لبست كساء لكن قميصاً) ولا تعطف إلا بشروط:
أ- أن يكون ما قبلها إما نفى (ما قام زيد لكن عمرو)، أو نهي (لا تكرم زيداً لكن عمراً) لكن لو قلت (قام زيد لكن عمرو لم يقم) لم تصح لأنها سبقت بإثبات
ب ينبغي أن يكون المعطوف بها مفرداً، فلو قلت) قام زيد لكن عمرو لم يقم) لم تصح لأن المعطوف جملة فتعرب لكن ابتدائية ويعرب ما بعدها جملة مستقلة
ج - ينبغي ألا تصحب بالواو نحو (ما قام زيد، ولكن عمرو) فإنها حينئذ تصبح ابتدائية ويصبح ما بعدها جملة مستقلة لا علاقة لها بالجملة السابقة؛ مبتدأ وخبر محذوف.
10- حتى في مواضع وهي لبيان الخسة نحو (قدم الناس حتى الخدم) وبيان الشرف، نحو (قدم الناس حتى السادة) وبيان العموم نحو (أكلت السمكة حتى رأسها) يعني رأسها - مأكول لكن لو جعلت حتى حرف جر، نحو (أكلت السمكة حتى رأسها) فيكون الرأس لم يؤكل لأن حتى في الجر معناها الغاية، ويشترط للعطف بها ما يلي:
أ- أن يكون المعطوف بها اسماً ظاهراً فلا تأتي بعدها بضمير تعطف به.
ب أن يكون الاسم المعطوف بها جزءاً من المعطوف عليه.
ج- ينبغي أن يكون غاية للمعطوف عليه إما في رفعة وإما في وضعة نحو (مات الناس حتى الأنبياء)، فنلاحظ أن المعطوف اسم ظاهر وليس ضمير، وهو جزء من المعطوف عليه لأن الأنبياء جزء من الناس، ولكنهم الجزء المصطفى منهم فهم غاية في الارتفاع، وتستطيع أن تمثل بمثال آخر يدل على الغاية في الوضع، نحو (نجح الطلاب حتى المهملون).
تنبيه:
قول المصنف (وزيد لم يقم ولم يقعد) ليس مثالاً صحيحاً للعطف لأن يقعد جزمت بلم لا يحرف العطف ولو قال (لم يقم ويقعد) لاستقام العطف بالواو.
اشتريتُ عنباً وخوخاً.
اشتريت: اشترى فعل ماض مبني على السكون والتاء تاء الفاعل ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
عنبا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
و : الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
خوخاً: اسم معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
سلمتُ على زيد ثم هند.
سلمتٌ: سلم فعل ماضٍ مبني على السكون والتاء تاء الفاعل ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
على: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
زيد: اسم مجرور بحرف الجر (على) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
ثم: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
هند: اسم معطوف مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره .
قام زيد لا عليٌّ
قام: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر.
زيد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
لا: حرف نفي وعطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
عليٌّ: اسم معطوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.