أنواع الهمزات
همزة الاستفهام:
حرف استفهام مبني لا محل له من الإعراب، ولها
خصائص:
تستعمل مع الاستفهام التصديقي والتصويري.
مثال التصديقي:
قالت الكبرى أتعرفن الفتى
قالت الصغرى نعم هذا عمر
مثال التصويري: قوله تعالى:} أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (63-64) {سورة الواقعة.
تدخل همزة الاستفهام على الجملة المنفية والمثبتة.
مثال المثبتة: قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} (1) سورة الماعون.
مثال المنفية: قوله تعالى: {أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى} (172) سورة الأعراف،
وقوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} (1) سورة الشرح.
الهمزة من الألفاظ التي لها الصدارة في الكلام فهي تسبق حروف العطف والجر.
مثال: قوله تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} (17) سورة الغاشية.
وقوله تعالى: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (10) سورة إبراهيم.
يجوز حذف الهمزة تخفيفاً للكلام.
مثاله قول الشاعر:
عيدٌ بأيةِ حالٍ عدت يا عيد
بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديد
والتقدير (أبما مضى)
وقوله تعالى: {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} (71) سورة طـه. والتقدير في غير القرآن: أأمنتم.....
ترد مع همزة الاستفهام (أم المعادلة) وهي إن وردت معها أفادت التصور.
مثال: أقرأت كتاباً أم مجلة؟
همزة النداء:
وعلامتها أن يصح وقوع (يا) النداء مكانها.
مثال: أسرب القطا ...... أي: يا سرب القطا، أفاطم ..... أي: يا فاطم.
همزة التسوية:
وهي التي تكون مسبوقة بكلمة (سواء) أو ما شابهها.
مثال: قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (6) البقرة.
همزة التعدية:
التي تستخدم مع الفعل اللازم لغرض التعدية.
مثال: نزل: فعل ماضي ـــ أنزل: متعدٍ.
تأتي:
حالاً منصوبة بالفتحة، نحو: «جاء وليد في الترتيب آخِراً».
ظرف زمان، منصوبا بالفتحة، نحو: «زرتُ المعلم آخِر النهار.
وتعرب حسب موقعها في الجملة، نحو: «انطلق الآخِر»، (الآخِر: فاعل انطلق) مرفوع بالضمة، و «رأيت الآخِر»، (الآخِر: مفعول به منصوب بالفتحة) ... الخ.
اسم تفضيل من «أُخر»، ممنوع من الصرف، يستعمل بمعنى الصفة المشبهة، نحو: «تعرفت على عالم آخَر يجري أبحاثاً علمية».
(آخَر: نعت «عالم» مجرور بالفتحة عوضاً عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، لأنه على وزن أفعل)، يستعمل للعاقل فيثنى: «آخَران» و «آخَرین» ويجمع: «آخرون»، كما يستعمل لغير العاقل فيجمع على «أواخر».
لها أحكام «آخِر» وإعرابه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعجم المفصل ـ أ. طاهر الخطيب.
حالات إذْ: لفظ يستعمل اسما وحرفا
أولا: إذ الاسمية تضاف إلى الجمل وتأتي:
ظرف زمان:
يدلّ على الزّمن الماضي، نحو قوله تعالى: ﴿إذْ أوَى الفِتْيَةُ إلَى الْكَهْفِ﴾
وجملة (أوى الفتية) في محلّ جر مضاف إليه.
إذ: اسم مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان.
ظرف للزّمن المستقبل، نحو قوله تعالى: (فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم)
مضافا إليه:
إذا سبقها ظرف زمان (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)
إذ: اسم مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
مفعولا به:
بعد الفعل "اذكر" نحو قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثّرَكُمْ﴾
إذ: اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل (اذكر)
قد يكون الفعل (اذكر)مقدرا، كقوله تعالى: “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة"
بدلا:
إن كان المفعول به للفعل (اذكر) ظاهرا، فان (إذ) تعرب في هذه الحالة بدلا، قال تعالى: “واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا" ف(مريم) مفعول به
إذ: اسم مبني على السكون في محل نصب بدل الاشتمال.
ثانيا: إذ الحرفية:
الفجائيّة:
تأتي بعد بينا أو بينما، نحو: قول عمر بن الخطاب: “بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب"
إذ: حرف مفاجأة مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
التعليلية نحو:
كَافَأتُ الطَّالِبَ إِذْ نَجَحَ أيْ لأنَّهُ نجحَ.
إذ: حرف تعليل مبني على السكون لا محل له من الإعراب
حرف جواب وجزاء لشرط مقدر، أو ظاهر، ناصبة للفعل المضارع.
مثال مجيئها جواباً وجزاءً لشرط مقدر:
إذن أكرمك.
ومثال مجيئها جوابا للشرط الظاهر:
قول الشاعر:
لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذاً لا أقيلها
الشاهد: إذن لا أقيلها. فقد جاءت إذن في هذا الموقع جوابا للشرط الموجود في أول البيت، وهو قوله: لئن ... إلخ.
وقد تأتي " إذن " جوابا لغير الجزاء.
نحو قوله تعالى: {قال فعلتها إذاً وأنا من الضالين} الشعراء.
شروط النصب بــــإذن:
شروط عمل إذن
- دلالة الفعل بعدها على الاستقبال، نحو: إذن أكرمَك، جوابا لمن قال: سأزورك.
فإذا لم يدل الفعل على الاستقبال، امتنع عمل إذن، وجاء الفعل بعدها مرفوعا.
نحو: إذاً أظنك صادقا، برفع أظنك، جوابا لمن قال: أنا أحترمك.
- وأن تكون في أول الكلام، نحو: إذن أجيئَك، بنصب الفعل.
فإذا لم تتصدر الكلام امتنع عملها، نحو: محمد إذاً يكرمك، برفع الفعل.
- ولا يفصل بينها وبين الفعل بفاصل، كما هو في الأمثلة السابقة، فإذا فصل بينهما امتنع عملها.
نحو: إذاً أخي يكرمك، برفع الفعل.
وإذا كان الفاصل بينهما القسم لم يمتنع عملها، نحو: إذن والله آتيك، بنصب الفعل.
تنبيه
تُكتب " إذَنْ " بالنون إذا نَصَبتِ الفعل المضارع بعدها.
مثال: [سأزورك - إذَنْ استقبلَك أحسن استقبال]
وتُكتبت بالألف " إذاً " إذا لم تَنصِب الفعل المضارع بعدها
أو إذا لم يأتِ بعدها فعل مضارع.
مثال: [إنْ تُسْرِف في التسامح، إذاً تُتّهم بالضّعف]
مثال آخر: [أنتَ دَفَعْتني إلى هذا العمل، فأنا إذاً غير مَلوم]
لم تُكتب " إذاً " في القرآن الكريم إلا بالألف.
حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل مبني على الفتح.
تدخل (إنَّ) على الجملة الأسمية فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها.
حرف مشبّه بالفعل يأتي مخفّفا من (إنّ) فتدخل على الجملتين
فإن دخلت على الجملة الأسمية جاز إعمالها كما في قوله تعالى (وإنْ كلّاً لما يوفينَّهم)
ويكثر إهمالها فلا تعمل فيما بعدها في الغالب والدليل عليها وجود لام الفارقة التي تأتي مع الخبر للتفرّيق بينها وبين إنْ النافية مثل:
إنْ زيد لَمنطلقٌ
اللام الفارقة في (لمنطلق)
وجاءت في القرآن الكريم على رواية الإهمال في قوله تعالى: (إنْ هذانِ لَساحران)، (وإن كلُّ نفسٍ لما عليها حافظ).
وإن دخلت على الجمل الفعلية التي أفعالها ناسخة مع وجود اللام الفارقة لتدل عليها، تهمل وجوباً نحو قوله تعالى:( وإنْ نظنّك لَمِن الكاذبين)، (وإنْ يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم).
سُمِّيَتْ مَصْدَرِيَّـةً؛ لأنَّهـا تُؤوَّلُ مع ما بعدهـا بمصدر؛ فَتُسْبَكُ مَعَ الجملـة الفعليَّـة - المُضارعيَّـة وغير المُضارِعيَّـة - الَّتي تدخـل عليها سبكًا خاصًّـا يُؤدِّي إلى إيجـادِ مصـدرٍ مُؤوَّل يُغنـي عن " أنْ " وما دَخَلَتْ عليـه.
وتَقَـع في موضعيـن:
الموضع الأول:
فـي الابتـداء؛ فتكـون في موضع رفـعٍ، نحو قوله: (وَأَن تَصُومُوا خَيرٌ لَّكُمْ).
فالمصدر المُؤوَّل مِن " أنْ " والفِعْل: مبتـدأ مرفوع، والتقديـر: وصَوْمُكُم خيرٌ لَكُمْ.
ونحـو قولـه: (وأَن تَصْبِرُوا خيرٌ لَّكُمْ)، وقولـه: (وأن تَعْفُوا أقْرَبُ للتَّقـوى).
الموضـع الثَّاني:
أنْ تَقَع بعـد لفظٍ دالٍّ على معنـى غير اليقيـن، فتكون:
- في موضع رَفْعٍ، نحـو قوله: (ألَمْ يَأنِ لِلَّذينَ آمَنُوا أن تَخْشَعَ قلوبُهُم)
فالمصدر المؤوَّل من " أنْ " والفعْل: فاعـل مرفـوع.
- وفي موضع نصـبٍ، نحـو قوله: (وَمَا كَانَ هـذا القُرآنُ أن يُفْتَرَى).
فالمصدر المؤوَّل من " أنْ " والفعْل: خبر " كان " منصوب.
- وفي موضـع جرٍّ، نحـو قوله: (أُوذِينَـا مِن قَبْلِ أن تأتِيَـنَا).
فالمصدر المؤوَّل من " أنْ " والفعْل: مضـاف إليـه مجرور.
و" أنْ " هـذه موصـولٌ حرفيٌّ، وتُوصَـلُ بالفعلِ المُتصرِّف:
مُضارعًا كانَ - كمـا مرَّ -.
أو ماضيًـا، نحو قوله: (لَوْلا أن مَّنَّ اللهُ عَلَيْنـا).
أو أمـرًا، كحكايـة سيبويـه: "كَتَبتُ إليـه بِأنْ قُـمْ".
🔹وإذا دَخَلَتْ " أنْ " على المُضارِعِ؛ نَصَبَتْـه وجوبًا، وخلَّصَتْ زَمَنـه للاستقبال.
ولأصـالتِها في النَّصب؛ تَعمل ظاهرةً ومُضمرةً، بخلافِ بقيـَّة النَّواصب؛ فلا تعمـل إلاَّ ظاهـرة
تُخفَّفُ " أنَّ " المفتوحـة؛ فتبقى على ما كـانَ لها من العَمَل؛ فتنصِب الاسم، وترفـع الخبر، وتؤول مع معموليها بمصدر له موقع من الإعراب.
أحكام أنْ المخففة من الثقيلة:
■ يجبُ في اسمهـا أنْ يكونَ ضميرًا محذوفًا، ويجب في خبرهـا أنْ يكون جملـةً، وذلك نحـو: "عَلِمتُ أنْ زيـدٌ قائمٌ "؛ فـ " أنْ " مُخفَّفـة من الثقيلة، واسمهـا ضمير الشَّـأنِ، وهو محذوف، والتَّقديـر: " أنْـهُ "، و" زيـدٌ قائمٌ " جملة اسميَّـة في محلّ رفع خبر " أنْ ".
ورُبَّما ثَبَتَ اسمُهـا في ضرورةِ الشِّعـر، ولَمْ يُحـذَفْ، فيأتي خبرهـا حيـنئذٍ مُفـردًا، وجملةً، وقـدِ اجتمعـا في قولِ الشَّاعر:
بِأنْكَ رَبيـعٌ وغَيْثٌ مَّرِيـعٌ وأنْكَ هناكَ تكـونُ الث
■ ويجب الفصل بين أن وخبرها الجملة الفعلية.
والفاصِل أحـد أربعة أشيـاء:
1- قَـدْ، نحو قوله: (وَنَعْلَمَ أن قَدْ صَدَقْتَنـا).
2- حرف التَّنفيس، نحو قوله: (عَلِمَ أن سَيكون ُمِنكُم مَّرْضَى).
3- النَّفـي بـ " لا "، أو " لَنْ "، أو " لَـمْ ":
فالأوَّل نحو قوله: (أفَلا يَرَوْنَ أن لَّا يَرْجِعُ إليْهِم قَولاً).
والثَّاني نحو قوله: (أيَحْسَبُ أن لَّـن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أحَـدٌ).
والثَّالـث نحو قوله: (أيَحْسَبُ أن لَّـمْ يَرَهُ أحَـدٌ).
4- لَـوْ، وَلمْ يذكر هذا الفاصل إلاَّ قليل من النَّحويِّيـن، ومنه قوله: (وأن لَّوِ اسْتَقامُـوا).
وينـدر ترك الفاصل، وممَّا جاء من دونـه قول الشَّاعر:
عَلِمُوا أن يُؤمَّلونَ فَجَـادوا قَبْلَ أن يُسـألوا بأعْظَمِ سُـؤلِ
وإذا وَقَع خبرهـا جملةً اسميَّـة؛ لَمْ تَحْتَـجْ إلى فاصلٍ، نحو قوله: (وآخِـرُ دَعْواهُـمْ أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالَميـنَ)،
وإنْ وَقَع جملـةً فعليَّـةً فِعْلُهـا جامدٌ أو دُعـاء؛ لَمْ تَحْتَـجْ إلى فاصلٍ أيضًا؛ نحو قوله: (وأن لَّيْسَ للإنسـانِ إلاَّ ما سَعـَى)، وقولـه: (والخَامِسَةُ أنْ غَضِبَ اللهُ عَلَيْهـا)، في قراءة مَنْ قرأ " غَضِبَ " بصيغـة الماضي.
■ويجب أن تَقَع بعـد فعل اليقين:
فمثال ما وَقَعَتْ فيه بعد فعل اليقيـن قوله: (أفَلا يَرَوْنَ أن لَّا يَرْجِعُ إليْهِم قولاً )، وقوله : ( عَلِمَ أن سَيكونُ منكُم مَّرْضَى ).
وإن وَقعَ قبلها بعْد فعل الظن فجاز أن تكون أن ناصبة أو مخففة من الثقيلة.
قال ابن هشامٍ - رحمـه الله - في " أوضـح المسـالك ":
والمُخَفَّفـة من " أنَّ " هي الواقعـة بعد عِلْمٍ، نحو: (عَلِمَ أن سَيكونُ منكُم مَّرْضَى)، ونحو: ( أفَلا يَرَوْنَ أن لَّا يَرْجِعُ )، أو بعد ظنٍّ، نحو: ( وَحَسِبُوا أن لَّا تَكونُ )، ويجوز في تاليـة الظنِّ أنْ تكونَ ناصِبـةً، وهو الأرجـح؛ ولذلك: أجمعـوا عليه في: ( أَحَسِبَ النَّاسُ أن يُتْرَكُـوا )، واختلفـوا في: ( وَحَسِبُوا أن لَّا تَكونُ فِتْنـةٌ )؛ فقرأه غير أبي عمـرٍو والأخَوَيْن بالنَّصبِ ) انتهى.
حـرفٌ مٌهْمـلٌ، لا عَمَل لـه، ولا يتأثَّـر بعامل، ويكون بمعنى أي
والغرض منـه: إفـادة التَّبييـن والتَّفسيـر.
وتقـع " أنْ " مُفسِّـرةً بشروط:
1- أنْ يتقـدَّم عليها جملـة.
2- أنْ تكون تلك الجملـة فيها معنى القـول دون حروفـه.
كقولـه: (فَأوْحَيْنَـا إليه أنِ اصْنَعِ الفُلْكَ).
وقولـه: (وإذْ أوحَيْتُ إلى الحَواريِّينَ أنْ آمِنُوا بي وبرسـولِي).
وقوله: (وانطَلَقَ الملأُ مِنْهُم أنِ امْشُوا)،
أي: انْطَلَقَتْ ألسِنتُهُم بهـذا الكلام.
3- أنْ يتأخَّـر عنها جُملـة أُخرى مُستقلَّة، تتضمَّن معنـى الأولى، وتُوضِّح المراد منهـا.
4- ألاَّ يدخـل عليها حرف جـرٍّ، لا لفظـًا ولا تقديـرًا.
هـي الَّتي يتسـاوى وجودها وعدمهـا مِن ناحيـة العمل؛ إذْ لا عمـل لها على الأصـحِّ، وإنَّما أثرهـا معنويٌّ مَحْضٌ؛ هو تقويـة المعنى وتأكيـده.
ولهـا أربعة مواضـع:
أحـدها - وهو الأكثر -: أنْ تقـعَ بعد " لمَّـا " التَّوقيتيَّـة، نحو قوله: (ولَمَّا أن جـاءَتْ رُسُلنا لوطًا سِـيءَ بِهِمْ)
وقولـه :( فَلمَّا أن جـاءَ البَشِيرُ ألقاهُ علَى وَجْهِـهِ).
والثَّانـي: أنْ تقعَ بينَ " لَـوْ " وفِعْلِ القسَم، سـواءً كانَ فعلُ القَسَم مذكورًا، نحو:
فأُقْسِمُ أن لَّوِ الْتَقَيْنـا وأنتُمُ
لَكانَ لَكُـمْ يَوْمٌ مِّنَ الشَّرِّ مُظْلِمُ
أو متروكـًا، نحو:
أمَـا واللهِ أن لَّوْ كُنتَ حُرًّا
وما بِالحُرِّ أنتَ ولا العَتيقُ
والثَّالث - وهو نادر -: أنْ تَقَـعَ بين الكاف ومجرورهـا، كقوله:
وَيَوْمًـا تُوافِينـا بِوَجْهٍ مُّقسَّمٍ
كأنْ ظبيةٍ تَعْطُو إلى وارِقِ السَّلَمْ
في روايـة من جَرَّ الظَّبيـة.
والرَّابـع: بعـد " إذا "، كقولـه:
فأمْهَلَه حتَّى إذا أنْ كأنَّـهُ .
أيّ: أداةً تَأْتِي على سِتَّةِ أَوْجُهِ:
۱ - الاستفهام
٢ - التَّعَجُبُ.
٣- الشرط.
٤ - الكمال.
ه - الموصول.
٦ - النداء،
وهَا كَهَا مُرَتَّبَةً على هذا النسق.
يُسْتَفْهَمُ بِهَا عَنِ العَاقِلِ وغَيْرِهِ وتَقَعُ عَلَى شَيْءٍ هِيَ بَعْضُه، لا تكون إلا على ذلك في الاستفهام، نحو
أيُّ إِخْوَتِكَ زَيْدٌ فزيدٌ أَحدُهُم.
ويطلب بها تعيين الشَّيْء، وتُضَافُ إلى النكرة والمعرفة نحو: ﴿أَيُّكُمْ يأتيني بِعَرْشِهَا﴾ (۱).
﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ (۲).
وقد تُقْطَعُ عن الإضافة مع نِيَّةِ المُضاف إليه، وحِينَئِذٍ تَنون نحو «أَيَّا مِنَ النَّاسِ تُصَادِق؟» و «أي» الاستفهامية لا يعمل فيها ما قبلها، وإنما يُمكن أن يعمل فيها ما بعدها قال الله عَزَّ وَجَلَّ: لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أمداً (٣). فَأَيُّ: رُفع بالابتداء، وأَحْصَى هي الخبر.
هي التي يُراد بها التَّعجب
كقولك: «أيّ رجل خالد». وأيّ جَارِيَةٍ زَيْنَبُ ولا يُجازَى بـ «أي» التعجبية.
اسم مبهم فيه معنى المُجَازَاة ويجزم فعلين، ويُضاف إلى المعرفة والنكرة نحو: ﴿أَيُّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ﴾ (٤). و «أَيُّ إنسانٍ جَاءَكَ فاخْدمه» وقد تقطع عن الإضافة لفظاً مع نية المضاف إليه، وإذ ذاك تُنون نحو:
«أَيَّاً مَّا تَدْعُو فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الحُسْنَى» (٥). ويجوز أن تَقْتَرِنَ بـ «ما» كما في الآية وتعربُ بالحَرَكَاتِ الثَّلاثِ على حَسَب
العوامل المؤثرة فيها. وَقَدْ يَدْخُل عليها حَرْفُ الجَرِّ فَلَا يُغَيِّرها عن المجازاة نحو: عَلى أَي دَابَّةٍ أَحْمَلْ أَرْكَب
وقد تكون «أي» الشَّرْطِيَّة بمنزلة «الذي» إذا قصدت بها ذلك فيرفع مَا بَعْدَها، تقول: «أَيُّها تَشَاءُ أُعْطِيك».
وهي الدَّالَةُ عَلَى مَعْنَى الكمال، فَتَقَعُ صِفَةً لِلنَّكِرَةِ نحو «عُمَرُ رَجُلٌ أي رجل» أَي كَامِلٌ فِي صِفَاتِ الرجال. وحالاً للمعرفة كـ «مَرَرْتُ بعبدِ اللَّهِ أَيَّ رَجُلٍ»، وَلَا تُضَافُ إِلَّا إِلى النَّكِرَةِ لزوماً.
تأتي بمعنى «الَّذِي» وهي والذي عَامَّتَانِ تَقَعَان على كلِّ شَيْءٍ، ولا بُدَّ لَها كَغَيْرها مِن أَسماءِ المَوْصُول من صلةٍ وَعَائِدٍ وقَدْ يُقدَّر العَائدُ وهِيَ مُعْرَبَةٌ
تعتريها الحركات الثلاث، إلا في صورة واحدة تكون فيها مَبْنِيَّةً على الضم (٦)، وذلك إذا أُضِيفَتْ وحُذِفَ صَدْرُ صِلَتِها نحو: ﴿ثُم لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِياً﴾ (٧) والتَّقْدِير: أَيُّهُمُ هُوَ أَشَدُّ. ولا تُضَافُ المَوْصُولَةُ إِلى مَعْرِفَةٍ وقد تُقْطَعُ عَنِ الإضافة مع نية المضاف إليه، وإِذْ ذَاكَ تُنَوَّن نحو «يُعْجِبُني أَيٌّ هو يُعلِّمني». ولا تُستعمل الموصولة مبتدأ، ولا يَعْمَلُ فيها إِلَّا عَامِلٌ مُسْتَقْبلُ مُتَقَدِّمُ عليها كما في الآية.
تكونُ «أَيِّ» وَصْلَةً إِلَى نِدَاءِ ما فيه «أل» يقال «يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ» و «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا». ويَجُوزُ أَنْ تُؤَنَّث مع المؤنث فتقول: «أيتها المرأة». وإِنَّما كَانَتْ «أَيِّ» وَصْلَةٌ لأَنَّه لا يُقَال
«يا الرجل» أو «يا الذي» أو «يا المرأة» وأي هذه: اسْمٌ مُبهُمْ مَبْني على الضم لأنه مُنادى مفرد، و «ها» لازمة لأي للتنبيه، وهي عِوَضُ مِنَ الإِضَافَةِ في «أي» و «الرَّجُلُ» صِفَةٌ لَازِمَةٌ لـ «أي»، ولا بُدَّ مِنْ أن تكون هذه الصفة فيها «أل».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) الآية (۳۸) من سورة النمل.
(۲) الآية (٦) من سورة الجاثية.
(٣) الآية (۱۲) من سورة الكهف.
(٤) الآية (۲۸) من سورة القصص.
(٥) الآية (۱۱۰) من سورة الإسراء.
(٦) هذا قول سيبويه، وعليه أكثر النحاة، وعند الخليل ويونس، والأخفش والزجاج والكوفيين أن «أي» الموصولة مُعْرَبةٌ مطلقاً أضِيفَتْ أم لم تضف، ذكر صدر صلتها أم حُذِفَ كالشَّرْطِية - والاستفهامية.
(٧) الآية (٦٩) من سورة مريم.
📚 المرجع:
معجم القواعد الإعرابية - عبد الغني الدقر
❌ لا نحلل حذف الرابط
https://t.me/annahoalmuyser