الإعراب هو تغيير أواخرِ الكَلِم، لاختلافِ العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا.وأقسامُه أربعة: رَفع، ونَصب، وخَفْض، وجَزْم. فللأسماء من ذلك الرفع، والنصب، والخفض، ولا جزم فيها, وللأفعالِ من ذلك: الرفع، والنصب، والجزم, ولا خَفضَ فيها.
قال المصنف: الإعراب هو تغيير أواخرِ الكَلِم، لاختلافِ العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا
الإعراب لغة:
هو الإظهار والإبانة، تقولت أعربت عما في نفسي إذا أبنته وأظهرته .
اصطلاحاً : تغير أواخر الكلم برفع ٍ أو نصبٍ أو خفض ٍ أو جزم .
المقصود بتغير أواخر الكلم : تغيير أحوال الكلم ، وتغيير أواخر الكلم تحولها من الرفع إلى النصب أو إلى الجر
لاختلاف العوامل الداخلة عليها كعامل الرفع والنصب والجر والجزم .
ويحترز مما يتغير بسبب اختلاف لغات العرب.
فالإعراب هو لب النحو، والإعراب هو: تغيير في شكل الكلمة في آخرها، وهذا التغيير يكون لفظاً أو تقديراً.
أما التقدير فيكون فيما آخره حروف لا تقبل التغيير؛ لأنها تشبه البناء ثابتة على أصلها لا يتغير بحال من الأحوال، فلا يظهر فيها أي تغيير.
▪وهذه الحروف ثلاثة: (الألف والواو والياء)، فهذه الحروف تكون الحركات عليها تقديراً لا لفظاً، وهذه الحروف تسمى حروف العلة.
مثال ذلك قوله تعالى: [وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ [المائدة:116]، فعيسى منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره التعذر.
فالألف استحالة ظهور الحركات عليها.
والواو خفيف والياء أيضًا أخف، وهما من حروف العلة،والواو والياء يقبلان الفتحة ولا يقبلان الضمة ولا الكسرة.
تقول: رأيت القاضيَ، فالقاضي: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وقولك: جاء القاضي، القاضي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل.
الفرق بين التعذر والثقل: أن التعذر استحالة والثقل أخف، فممكن أن تقول: جاء القاضيُ ومررت بالقاضيِ لكنها ثقيلة جداً، والعرب استثقلوها، فلذلك جعلوها مقدرة.
قوله :لفظاً : أي تظهر علامات الإعراب على الكلمة وهو ما يعرف بالإعراب الظاهر .
وهو ما تظهر فيه العلامات، وكل ذلك تابع للعوامل، فلفظ الجلالة (الله) إذا ابتدأت به تقول: اللهُ ربنا.
وقال تعالى:[ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ [آل عمران:33].
وقال الله تعالى:[ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللَّه]ِ [النحل:53].
وقال الله تعالى:[ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ] [البقرة:210].
ففي الآية: الأولى: (إِنَّ اللَّهَ) نصب، وفي الثانية فَمِنِ (اللَّهِ) جر، وفي الثالثة (أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ)[البقرة: 210] رفع فأصبحت العلامات والحركات ظاهرة: الضم ظاهر والفتح ظاهر والكسر ظاهر.
قال المصنف : (وأقسامه أربعه رفع ونصب وخفض ،وجزم .فللأسماء من ذلك الرفع والنصب والخفض ،ولا جزم فيها.
وللأفعال من ذلك الرفع والنصب والجزم ولا خفض فيها)
وأقسامه أربعه : أقسام الإعراب : رفع ونصب وخفض (الجر) وجزم .
★من هذه الأقسام ما يختص بالاسم وهي الرفع والنصب والجر .
★ومنها ما يختص بالفعل وهي الرفع والنصب والجزم .
فالجرّ يختص بالأسماء فقط .
والجزم خاص بالأفعال فقط.
ويشترك الفعل والاسم في الرفع والنصب
الضمة هي علامة الرفع للأسماء والأفعال ظاهرة أو مقدرة وتكون في الآتي :
1-الاسم المفرد :
وهو ما دل على واحد أو واحدة .
نحو محمدٌ تلميذٌ مجتهدٌ، هندٌ فتاةٌ مهذبةٌ
فحمد دلّ على واحد ، وهند دلّ على واحدة
2- جمع التكسير :
وهو ما دل على ثلاثة أو أكثر مع تغير صورة بناء مفرده ،نحو :
كتبٌ ، أعمالٌ ، بيوت.
فبيت مفرد "بيوت " جمع تكسير ؛ لأن بنا المفرد تغير "بيت".
3- جمع المؤنث السالم :
وهو ما دل على ثلاثة أو أكثر مع سلامة بناء مفرده بزيادة ألف وتاء في مفرده مثل :
تلميذاتٌ ، عاملاتٌ ، فلاحات.ٌ
4- الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء،.نحو :
يضرب - يأكل - يقوم …
قال المؤلف : لم يتصل بآخره شيء فيخرج بذلك الأفعال :
"يقولون " اتصل به واو الجماعة
النساء يقمن : الفعل يقمن اتصل به نون النسوة
يقومان" : اتصل به ألف الاثنين
(ليسجنن) : اتصل بآخره النون
وتكون الضمة ظاهرة إذا كانت الكلمة اسماً أم فعلاً صحيح الآخر .
وإن كانت الكلمة معتلة الآخر (آخرها واو أو ياء أوألف) أو كان الاسم مضافاً لياء المتكلم، فإن الضمة هنا تكون مقدرة .
فالفعل المضارع "يخشى" فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر
الفعل المضارع "يرمي" مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل
الفعل المضارع "يدعو" مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل
أما الفعل ، نحو : يقوم - يلعب : مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره
تكون علامة للرفع في موضعين:
1-جمع المذكر السالم : وهو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ونون ، على مفرده في حالة الرفع ، أو ياء مكسور ما قبلها ونون في حالتي النصب ، والجر ، وسلم بناء مفرده عند الجمع .
نحو : سافر المحمدون . وفاز المجتهدون .
2-الأسماء الخمسة وهي (أبو ،وأخو ،وحمو ،وذو ،وفو) وزاد البصريون كلمة (هنو).
ترفع الأسماء وعلامة رفعها الواو بشروط (نذكرها لاحقاً) مثل : جاء أبوك .
قال : وأمَّا الألفُ فَتكُونُ عَلاَمَةً لِلرَّفْعِ فِي تَثْنِيَةِ الأسْمَاءِ خَاصَّةً
تكون الألف علامة على رفع الكلمة في موضع واحد ، وهو الاسم المثنى، نحو: حَضَرَ الصّدِيقَانِ، فالصديقان : مثنى، وهو مرفوع لأنه فاعل، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة، والنون عوضٌ عن التنوين في قولك : صَدِيقٌ ، وهو الاسم المفرد .
والمثنى هو : كل اسم دَلَّ على اثنين أو اثنتين، بزيادة في آخره، أغْنَتْ هذه الزيادة عن العاطف والمعطوف، نحو: أَقْبَلَ العُمَرانِ، والهِنْدَانِ، فالعُمران : لفظ دلَّ على اثْنَيْنِ اسْمُ كلِّ واحدٍ منهما عُمَرُ ، بسبب وجود زيادة في آخره، وهذه الزيادة هي الألف والنون، وهي تُغْنِي عن الإتيان بواو العطف وتكرير الاسم بحيث تقول : حَضَرَ عُمَرُ وَ عُمَرُ، وكذلك الهندان؛ فهو لفظ دَالٌّ على اثنتين كلُّ واحدة منهما اسمها هِنْدٌ، وسَبَبُ دلالته عَلى ذلك زيادة الألف والنون في المثال، ووجود الألف والنون يغنيك عن الإِتيان بواو العطف وتكرير الاسم بحيث تقول : حَضَرَتْ هِنْدٌ وَ هِنْدٌ، نيابة النون عن الضمة
قال : وأمَّا النُونُ فَتكُونُ عَلاَمَة للرَّفع في الفِعْلِ المُضَارع ، إذا اتصَلَ بِهِ ضمِير تَثْنِيةٍ ، أوْ ضَمِيرُ جَمْعٍ ، أوْ ضَمِيرُ المُؤنَّثَةِ الْمُخَاطَبَةِ . تكون النون علامة على أن الكلمة التي هي في آخرها مرفوعة في موضع واحد، وهو الفعل المضارع المسند إلى ألف الاثنين أو الاثنتين، أو المسند إلي واو جماعة الذكور، أو المسند إلى ياء المؤنثة المخاطبة.
أما المسند إلى ألِفِ الاثنين فنحو: الصَّدِيقََانِ يُسَافِرَانِ غداً، ونحو: أنْتُمَا تُسَافِرَانِ غَدَاً.
فقولنا : يسافران وكذا تسافران، فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه ثُبُوتُ النون، وألف الاثنين فاعل ، مبني على السكون في محل رفع .
وقد رأيت أن الفعل المضارع المسنَدَ إلى ألف الاثنين قد يكون مبدوءًا بالياء للدلالة على الْغَيْبَةَ كما في المثال الأوَّل ، وقد يكون مبدوءًا بالتاء للدلالة على الخطاب كما في المثال الثاني. وأما المسند إلى ألف الاثْنَنثين فنحو: الهِندَانِ تُسَافِرانِ غَداً، ونحو : أنْتُمَا يا هِنْدَانِ تُسَافِرَانِ غَداً، فتسافران في المثالين : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والألف فاعل، مبنيّ على السكون في محل رفع.
وأما المسند إلى واو الجماعة فنحو: الرِّجَالُ الْمُخْلِصُونَ هُمْ الَّذِينَ يَقُومُونَ بواجبهم، ونحو: أنْتُمْ يَا قَوْمِي تَقُومُونَ بِواجبكم، فيقومون ـ ومثله تقومون ـ فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، و واو الجماعة فاعل، مبني على السكون في محل رَفْعٍ .
أما المسند إلى ياء المؤنثة المخاطبة فنحو: أنْتِ يا هِنْدُ تَعْرِفِينَ وَاجِبَكِ، فتعرفين : فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، وياءُ المؤنثة المخاطبة فاعل، مبني على السكون في محل رفع . ولا يكون الفعلُ المسند إلى هذه الياء إلاَّ مبدوءاً بالتاء، وهي دَالة على تأنيثِ الفاعل.
فَتَلَخَّصَ لك أن المسند إلى الألف يكون مبدوءًا بالتاء أوالياء، والمسند إلى الواو كذلك يكون مبدوءًا بالتاء أوالياء ، والمسند إلى الياء لا يكون مبدوءًا إلا بالتاء . ومثالها : يَقُومَانِ ، وَتَقُومَان ، وَيَقُومُون ، وَتَقُومون ، وتقومِينَ ، وتُسَمَّي هذه الأفعال: الأَفْعَالِ الْخَمْسَةَ والبعض يسميها الأمثلة الخمسة.
قال : ولِلنَّصبِ خَمْسُ عَلاَمَاتٍ الْفَتْحَةُ ، وَالأَلِفُ ، وَالكَسْرَةُ ، وَاليَاءُ ، وَحَذْفُ النُّونِ .
يمكنك أن تحكم علي الكلمة بأنها منصوبةٌ إذا وجدَتَ في آخرها علامة من خمس علاماتٍ : واحدة منها أصلية ، وهي الفتحة ، وأربع فروع عنها ، وهي : الألف ، والكسرة ، والياء ، وحَذْفُ النون
قال : فَاَمَّا الفَتْحَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَة لِلنَّصْبِ في ثَلاُثَةِ مَوَاضِعَ : فِي الاِسْمِ الْمُفْرَدِ ، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ ، وَالْفِعْلِ الْمُضَارِعِ إِذَا دَخَلَ عِلَيْهِ نَاصِبٌ ، وَلَمْ يَتَّصِلُ بِآخِرِهِ شَيْءٌ .
تكون الفتحة علامة على أن الكلمة منصوبة في ثلاثة مواضع:
الموضع الأوَّل : الاسم المفرد ، والموضع الثاني ، جمع التكسير ، والموضع الثالث : الفعل المضارع الذي سَبَقَهُ ناصب، ولم يتصل بآخره ألفُ اثنين، ولا واو جماعة، ولا ياء مخاطبة، ولا نون توكيد، ولا نون نسوة .
♦أما الاسم المفرد فقد سبق تعريفه، والفتحة تكون ظاهرة على آخره في نحو: لقيتُ علي ، ونحو قَابَلْتُ هِنْداً. فعلي، وهنداً : اسمان مفردان، وهما منصوبان لأنهما مفعولان، وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة، والأول مذكر والثاني مؤنث، وتكونُ الفتحةُ مُقَدَّرَةً نحو : لَقِيتُ الْفَتى، ونحو: حَدَّثْتُ لَيْلَى فالفَتى وَلَيْلَى : اسمان مفردان منصوبان؛ لكون كلِّ منهما واقع مفعولاً به، وعلامة نصبهما فتحة مقدره على الألف منع ظهورها التعذر، والأول مذكر والثاني مؤنث .
♦و أما جمع التكسير فقد سبق تعريفه أيضاً، والفتحة قد تكون ظاهرة على آخره، نحو: صَاحَبْتُ الرِّجَالَ، ونحو: رَعَيْتُ الْهُنُودَ، فالرجال والهنود جَمْعَا تكسير منصوبان، لكونهما مفعولين، وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة، والأول مذكر، والثاني مُؤَنث ، وقد تكون الفتحة مقدرة ، نحو قوله تعالى :{ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى } (1)، ونحو قوله تعالى :{ أَنْكِحُوا الأيَامَى }(2) فَسُكَارَى والأيَامَى : جَمْعَا تكسير منصوبان؛ لكونهما مفعولين، وعلامة نصبهما فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
♦و أما الفعل المضارع المذكور فنحو قوله تعالي { لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ }(3)، فنبرح فعل مضارع منصوب بلَنْ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وقد تكون الفتحة مقدرة، نحو: يَسُرُّنِي أن تَسْعَى إلى المَجْدِ، فتسعى : فعل مضارع منصوب بأنْ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
فإن اتصل بآخر الفعل المضارع ألف اثنين، نحو: لَنْ يَضْرِبَا، أو واو جماعة نحو: لَنْ تَضْرِبُوا، أو ياء مُخَاطَب ، نحو: لَنْ تَضْرِبِي، لم يكن نصبه بالفتحة، فكُلٌّ من تَضْرِبَا وتَضْرِبُوا وتَضْرِبِي منصوب بلَنْ، وعلامة نصبه حذف النون، والألف أو الواو أو الياء فاعل مبني على السكُون في محل رفع، وستعرف توضيح ذلك فيما يأتي . وإن اتصل بآخره نون توكيد ثقيلة، نحو: والله لَن تَذْهَبَنّ أو خفيفة، والله لَنْ تَذْهَبَنْ، فهو مبني على الفتح في محل نصب . وإن اتصل بآخره نون النسوة ، نحو: لَنْ تُدرِكْنَ المَجْدَ إلاَّ بالْعَفَافِ، فهو حينئذ مبني على السكون في محل نصب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الحج : (2)
(2) النور: (32)
(3) طه: (91)
قال : وَأَمَّا الألِفُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَّصْبِ في الأسْمَاءِ الْخَمْسَةِ ، نَحُوَ | رَأَيْتُ أَبَاكَ وَأَخَاكَ | وَمَا أَشْبَهَ ذلِكَ .
قد عرفْتَ فيما سبق الأسماء الخمسةَ، وأنها تعرب بالواو رفعاً والألف نصباً والياء جَرًّا، والآن نخبرك بأن العلامة الدالة على أن إحدى الكلمات منصوبة ٌوجودُ الألف في آخرها، نحو: احْتَرِمْ أَبَاكَ وانْصُرْ أَخَاكَ وزُورِي حَمَاكِ ونَظِّفْ فَاكَ ولاَ تَحْتَرِمْ ذَا الْمَالِ لِمَالِه، فَكُل من(أباكَ ، وأخاك ، وحماك ، وفاك ، وذا الْمَال) في هذه الأمثلة ونحوها منصوبٌ؛ لأنَّه وقع فيها مفعولاً به، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة، وكل منها مضاف، وما بعدُه من الكاف، والْمَال مضاف إليه وليس للألفِ موضع تنوب فيه عن الفتحة سوى هذا الموضع .
قال : وَأَمَّا الْكّسْرَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَصْبِ في جَمْعِ المُؤَنَثِ السَّالِمِ .
قد عرفت فيما سبق جَمْعَ الْمُؤَنَّثِ السالم، والآن نخبرك أنه يمكنك أن تستدلَّ على نصب هذا الجمع بوجود الكَسْرَة في آخره، وذلك نحو قولك: إِنَّ الْفَتَيَاتِ الْمُهَذَّبَاتِ يُدْرِكْنَ الْمَجْدَ: فكُلٌّ من الفتيات والمهذبات جمعُ مؤنثٍ سالمٌ ، وهما منصوبان؛ لكون الأول اسْما لأِنّ، ولكون الثاني نعتاً للمنصوب، وعلامة نصبهما الكَسْرَة نيابة عن الفتحة. وليس للكَسرة موضع تنوب فيه تنوب فيه عن الفتحة سوى هذا الموضع .
قال : وَأمَّا حَذْفُ النُّونِ فَيَكُون عَلاَمةً لِلنَّصْبِ في الأفْعَالِ الْخَمْسَةِ التي رَفْعُهَا بثَبَاتِ النُّونِ .
قد عرفت مما سبق ما هي الأفعال الخمسة، والآن نخبرك أنه يمكنك أن تعرف نَصْبَ كل واحد منهما إذا وجدت النون التي تكون علامةَ الرَّفْعِ مَحْذوُفَة، ومثالها في حالة النصب قولُكَ : يسرني أن تَحْفَظُوا درُوسَكُمْ، ونحو: يُؤلِمُني مِنَ الْكَسَالَى أن يُهْمِلُوا في وَاجِبَاتِهِمْ، فكلٌّ من تحفظوا ويهملوا، فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ، وعلامة نصبه حذف النون، و واو الجماعة فاعل مبني على السكون في محل رفع .
وكذلك المتصل بألف الاثْنين، نحو: يَسُرُّني أنْ تَنَالاَ رَغَبَاتِكُمَا، والمتصل بياء المخاطبة، نحو : يُؤْلِمُنِي أَنْ تُفَرِّطِي في وَاجِبِكِ، وقد عَرَفْتَ كيف تُعْرِبُهُما
قال : وَأمَّا الْيَاءُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَصْبِ في التَّثْنِيَةِ وَ الْجَمْعِ .
قد عرفْتَ المثنى فيما مضى، وكذلك قد عرفتَ جمع المذكر السالم والآن نخبرك أنه يمكنك أن تعرف نصْبَ الواحد منهما بوجود الياء في آخره، والفرق بينهما أن الياء في المثنى يكُونُ ما قبلها مفتوحاً وما بعدها مَكْسُوراً، والياء في جمع المذكر يكون ما قبلها مكْسُوراً وما بعدها مفتوحاً . فمثال المثنى: نَظَرْتُ عُصْفُورَيْنِ فوق الشجرة، ونحو: اشترى أبي كِتَابَيْنِ أحدهما لي والآخر لأخي، فكلٌ من عصفورين وكتابين منصوب لكونه مفعولاً به، وعلامة نصبه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها، لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
ومثال جمع المذكر السالم: إن الْمُتَّقِينَ لَيكْسِبُونَ رِضَا رَبِّهِمْ، ونحو : نَصَحْتُ المجتهدِينَ بالانْكِبَابِ عَلَى المُذَاكرةِ، فكُلٌّ من المتّقين و المجتهدين منصوب؛ لكونه مفعولا به، وعلامة نصبه الياءُ المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسْمِ المفرد .
رأيت رجلاً مفعول به منصوب بالفتحة؟ ولو جعلتها «رجالاً» تنصب بالفتحة أيضاً؛ لأنها جمع تكسير، ولو جعلتها «رجالات» تنصب بالكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنها جمع مؤنث سالم. «رجالات» جمع «رجال» يجمع الجمع على المؤنث فتقول في «رجال»: «رجالات». كما قال تعالى: (كَأَنَّهُ جَمَلَتْ صُفْرُ ) (المرسلات : 33) على قراءة.
لهذا يقول الزمخشري:
إن قومي تجمعوا وبقتلي تحدثوا
لا أُبَالِي بِجَمْعِهِم كُلُّ جَمْعِ مُؤَنَّث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) المرسلات (۳۳).
المرجع : التحفة السنية وشرح الشيخ : ابن عثيمين
قال : وَلِلْخَفْضِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ : الْكَسْرَةُ، وَالْيَاءُ، وَالْفَتْحَة، فأَمَّا الْكَسْرَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلْخَفْضِ في ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ : في الاسْمِ الْمُفْرَدِ الْمُنْصَرِفِ ، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ المُنْصَرِفِ ، وَجَمْعِ المُؤَنْثِ السَّالِم، وَأَمَّا الْيَاءُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلْخَفْضِ في ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ : في الأسْمَاءِ الْخَمْسَةِ ، وَفي التَّثْنِيّةِ ، وَالْجَمْعِ . وأقول : للياء ثلاثةُ مواضعَ تكون في كل واحدٍ منها دالة على أنَّ الاسم مخفوض .
يمكنك أن تعرف الكلمة مخفوضةٌ إذا وجدت فيها واحداً من ثلاثة أشياء: الأول الكسرة ، وهي الأصل في الخفض، والثاني الياء، والثالث الفتحة، وهما فَرْعَانِ عن الكسرة؛ ولكل واحد من هذه الأشياء الثلاثة مَوَاضع يكون فيها، سنذكر لك مواضعها تفصيلاً فيما يلي:
قال : فأَمَّا الْكَسْرَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلْخَفْضِ في ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ : في الاسْمِ الْمُفْرَدِ الْمُنْصَرِفِ، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ المُنْصَرِفِ، وَجَمْعِ المُؤَنْثِ السَّالِم .
للكسرة ثلاثة مواضع تكون في كل واحِدٍ منها علامةً على أن الاسم مخفوض .
الأول: فالاسم المنصرف هو الخالي من أسباب موانع الصرف، وهو الذي ينون، مثل: «زيد»، «عمرو»، «رجل»، «خالد»، «مسجد»، «دار»وما أشبه ذلك.
إذن؛ منصرف خالٍ من موانع الصرف أي: منون ولهذا قال ابن مالك:
الصَّرْفُ تَنْوينَ أَتى مبينا معنى بِهِ يَكُونُ الاسْمُ أمكنا (1)
وخرج بقوله: «المنصرف» الاسم المفرد الذي لا ينصرف. وسيأتي الكلام عليه، ومثاله: «عُمَرُ»، و«أحمد».
تقول: «مرَرْتُ بأحمدٍ» لا؛ خطاً؛ لأن الاسم هذا لا ينصرف
والكسرة لا تكون علامة للخفض إلا للاسم المفرد المنصرف. «مَرْرَتُ بعُمَرٍ » خطأ؛ لأنه اسم لا ينصرف، لا يمكن أن تجره بالكسرة.
الثاني: «جَمْعِ التَكْسِيرِ الْمُنْصَرِفِ أيضًا أتى بهذا القيد وهو: «المنصرف» لأن جمع التكسير منه ما هو منصرف، ومنه ما هو غير منصرف المنصرف مثل : «رجال»، «جبال»، «أشجار»، أنهار». كثير جدا.
غير المنصرف مثل: «منافع»، «مساجد»، «مصابيح». وهو كثير.
قال الله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) (۲) مصابيح لم يجره؛ لأنه اسم لا ينصرف، فلا يُجَرُّ بالكسرة.
مررت برجالٍ صحيح؛ لأنه منصرف.
(لَا تَسْئلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) المائدة: (۱۰۱). «أشياءٍ» خطأ.
يقال: «أشياءَ» لأنها اسم لا يَنْصَرِفُ. «عَمَرْتُ مساجدَ» صحيح. «مررت بمساجدٍ» خطأ، لماذا؟ لأنه اسم لا ينصرف. والمؤلف يقول: «جمع التكسير المنصرف».
إذن؛ جمع التكسير منصرف وغير منصرف. المنصرف: يجر بالكسرة. وغير المنصرف لا يجر بها.
الثالث: «وَجَمْعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ» ولم يقل «المنصرف»: لأن جمع المؤنث كله منصرف. تقول مثلاً: «مررت بمسلمات». فإن قلت: «مررتُ بمؤمنات خطاً؛ لماذا؟ لأن جمع المؤنث السالم لا بد أن يجر بالكسرة.
قال تعالى :(عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً [التحريم: ٥]
كيف قال: «ثيبات وأبكارا»؟ .القرآن كله صحيح لكن كيف قال: «ثيبات وأبكارا» ثيبات: جمع مؤنث سالم فينصب بالكسرة، أبكارًا: جمع تكسير فينصب بالفتحة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) الألفية، باب ما لا ينصرف البيت (٦٤٩).
(۲) تبارك: (٥).
قال : وَأَمَّا الْفَتْحَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَة لِلْخفضِ في الاسمِ الذِي لا يَنْصَرِفُ .
للفتحة موضع واحد تكون علامة على خفض الاسم، وهو الاسم الذي لا ينصرف .
ومعنى كونه لا ينصرف : أنه لا يَقْبَلُ الصَّرْفَ، وهو التنوين، والاسم الذي لا ينصرف هو: الذي أشْبَهَ الفعل في وجود علتين فرعيتين : إحداهما ترجع إلى اللفظ، والأخرى ترجع إلى المعنى، أو وُجدَ فيه علَّة واحدة تقوم مَقَام العِلَّتَينِ .
و سوف نتحدث عن ذلك في بحث مستقل
أمثلة للاسم الممنوع من الصرف : إبراهيم ، روسيا، فاطمة ، عائشة، عمر، منافع ، مساجد ....
قال : وَأَمَّا الْيَاءُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلْخَفْضِ في ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ : في الأسْمَاءِ الْخَمْسَةِ، وَفي التَّثْنِيّةِ، وَالْجَمْعِ . وأقول : للياء ثلاثةُ مواضعَ تكون في كل واحدٍ منها دالة على أنَّ الاسم مخفوض .
الموضع الأول : الأسماء الخمسة، وذلك نحو سَلِّمْ عَلَى أّبِيكَ صَبَاحَ كلِّ يَوْمٍ ونحو: لا َتَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى صَوْتِ أخِيكَ الأكْبرِ ونحو لاَ تَكُن مُحِبًّا لذي المال إلاَّ أن يكون مُؤدَّباً فكل من أبيك، وأخيك ، وذي المال مخفوض؛ لدخول حرف الخفض عليه، وعلامة خفضه الياءُ، والكاف في الأوَّلَيْنِ ضميرُ المخاطَب، وهي مضافٌ إليه مبني على الفتح في محل خفض، وكلمة المال في المثال الثالث مضافٌ إليه أيضاً، مجرور بالكسرة الظاهرة .
الموضع الثاني : المثنى، وذلك نحو انْظُرْ إلى الْجُنْدِيَّيْنِ، ونحو سَلَّمْ عَلَى الصَّدِيقَيْنِ فكل من الجنديين، والصديقين مخفوض؛ لدخول حرف الخفض عليه، وعلامة خفضه الياءُ المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها، وكل من الجنديين، والصديقين مُثنَّى؛ لأنه دال على اثنين.
الموضع الثالث : جمع المذكر السالم ، نحو: رَضِيتُ عَنِ الْبَكْرينَ، ونحو نَظَرْتُ إلي المُسْلِمِينَ الْخَاشِعِينَ فكل من البكرين، والمسلمين مخفوض؛ لدخول حرف الخفض عليه، وعلامة خفضه الياءُ المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها، وكل منهما جمع مذكر سالم .
قال : وَلِلْجَزْمِ عَلاَمَتَانِ : السُّكُونُ، وَالْحَذْفُ، فَأَمَّا السُّكُونُ فَيَكُونُ عَلاَمَةً لِلْجَزْمِ في الْفِعْلِ الْمُضَارِع الصحيح الآخر، وأمَّا الْحذفُ فيَكُونُ عَلاَمَةً للجَزمِ في الْفِعْل الْمُضَارع الْمُعْتل الآخِر، وَفي الأفْعَالِ الْخَمْسةِ التي رفْعُهَا بثبَاتِ النُّونِ .
يمكنك أن تحكم على الكلمة بأنها مجزومة إذا وَجَدْتَ فيها واحداً من أمرين ؛ الأول : السكون، وهو العلامة الأصلية للجزم، والثاني : الحذف، وهو العلامة الفرعية، ولكل واحد من هاتين العلامتين مواضع سنذكرها لك فيما يلي :
قال : فَأَمَّا السُّكُونُ فَيَكُونُ عَلاَمَةً لِلْجَزْمِ في الْفِعْلِ الْمُضَارِع الصحيح الآخر .
للسكون موضع واحد يكون فيه علامةً على أن الكلمة مجزومةٌ، وهذا الموضع هو الفعل المضارع الصحيح الآخر، ومعنى كونه صحيح الآخر أن آخره ليس حرفا من حروف العلة الثلاثة التي هي الألف والواو والياءُ .
ومثال الفعل المضارع الصحيح الآخر يلْعبُ ، وَيَنْجَحُ ، وَيُسَافِرُ ، وَيَعَدُ ، وَيَسْألُ فإذا قلت لَمْ يَلْعَبْ عَلِيٌّ ولَمْ يَنْجَحْ بَلِيدٌ ولَمْ يُسَافِرْ أخُوكَ و لَمْ يَعِدْ إبراهيمُ خَالِداً بشيء، ولَمْ يَسْألْ بكْرٌ الأُسْتاذ، فكلٌّ من هذِه الأفعال مجزومٌ، لسبق حرف الجزم الذي هو لم عليه، وعلامة جزمه السكون، وكل واحدٍ من هذهِ الأفعال فعلٌ مضارع صحيح الآخر.
قال : وأمَّا الْحذفُ فيَكُونُ عَلاَمَةً للجَزمِ في الْفِعْل الْمُضَارع الْمُعْتل الآخِر، وَفي الأفْعَالِ الْخَمْسةِ التي رفْعُهَا بثبَاتِ النُّونِ .
للحذف موضعان يكون في كل واحدٍ منهما دليلاً وعلامة علي جَزْمِ الكلمة .
الموضع الأول :الفعل المضارع المعتلُّ الآخِرِ، ومعنى كونه مُعْتَلَّ الآخر أنَّ آخره حرف من حروف العلة الثلاثة التي هي الألف والواو والياء ؛ فمثال الفعل المضارع الذي آخره ألف: يَسْعَى ، وَيَرْضَي ، وَيهْوَي ، وَيَنْأَى ، وِيبْقي .
ومثال الفعل المضارع الذي آخره واو: يَدْعُو ، وَيرْجُو ، وَيبْلُو ، وَيَسْمُو ، وَيَقْسُو ، وَينْبُو.
ومثالُ الفعل المضارع الذي آخره ياءَ: يُعْطِي ، وَيَقْضِي ، وَيَسْتَغْشِي ، وِيُحْيي ، وَيَلْوِي ، وَيَهْدِي.
فإذا قلت : لم يسْع عليٌّ إلى المجد فإن يسع مجزوم ؛ لسبق حرف الجزم عليه، وعلامة جزمه حذفُ الألف، والفتحةُ قبلها دليل عليها، وهو فعل مضارع معتل الآخر، وإذا قلت : لَمْ يدْعُ مُحمَّدٌ إلا إلى الحق فإن يَدْع فعل مضارع مجزومٌ ؛ لسبق حرف الجزم عليه، وعلامة جزمه حذف الواو، والضمة قبلها دليل عليها، وإذا قلت : لَمْ يُعْطِ مُحمَّدٌ إلا خالداً فإن يُعْطِ فعلٌ مضارع مجزوم لسبق حرف الجزم عليه، وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، وقِسْ على ذلك أخواتها .
الموضع الثاني : الأفعال الخمسة التي ترفع بثبوت النون، وقد سبق بيانُها، ومثالها يضربان ، وتضربان ، ويضربون ، وتضربون ، وتضربين
تقول لَمْ يَضْرِبَا ،وَ لِمْ تَضْرِبَا ، وَلَمْ يَضْرِبُوا ، وَلَمْ تَضْرِبُوا، وِلِمْ تَضْرِبِي، لكل واحد من هذه الأفعال فعل مضارعٌ مجزوم؛ لسبق حرف الجزم الذي هو لم عليه ، وعلامة جزمه حذف النون ، والألف أو الواو أو الياء فاعل ، مبني على السكون في محل رفع.
المعربات قسمان: قسم يعرب بالحركات، وقسم يعرب بالحروف. فالذي يعرب بالحركات أربعة أنواع: الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء، وكلها ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتخفض بالكسرة، وتجزم بالسكون وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء: جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة، والاسم الذي لا ينصرف يخفض بالفتحة، والفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره.
والذي يعرب بالحروف أربعة أنواع: التثنية، وجمع المذكر السالم، والأسماء الخمسة، والأفعال الخمسة، وهي: يفعلان، وتفعلان، ويفعلون، وتفعلون، وتفعلين، فأما التثنية: فترفع بالألف، وتنصب وتخفض بالياء، وأما جمع المذكر السالم: فيرفع بالواو، وينصب ويخفض بالياء، وأما الأسماء الخمسة: فترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتخفض بالياء، وأما الأفعال الخمسة: فترفع بالنون وتنصب وتجزم بحذفها. .
هذا الفصل خلاصة ما سبق، وقد جمعه المؤلف - رحمه الله - جمعا جيداً، وقد قال المصنف:(المعربات قسمان: قسم يعرب بالحركات، وقسم يعرب بالحروف)، فالحركات هي : الضمة والفتحة والكسرة والسكون ليس حركة.
والحروف هي : الألف والواو والياء ونحوها .
(فالذي يعرب بالحركات أربعة أنواع: الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء)
فالذي يعرب بالحركات هذه الأربعة فقط، ونزيد على الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء وليس مبنيّاً
قال المصنف: (وكلها ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتخفض بالكسرة، وتجزم بالسكون). هذه قاعدتها ثم استثنى منها، وقال : وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء: جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة، والاسم الذي لا ينصرف يخفض بالفتحة، والفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره.
فخرج من قوله (تنصب بالفتحة) : جمع المؤنث السالم، فهذا لا ينصب بالفتحة ، وإنما ينصب بالكسرة
وخرج من قوله (ويخفض بالكسرة) : الاسم الذي لا ينصرف يخفض بالفتحة.
وخرج من قوله (وتجزم بالسكون) :الفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره.
فهذه المعربة بالحركات قاعدتها أنها ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجرّ بالكسرة وتجزم بالسكون، لكن خرج عن هذا ثلاثة أشياء:
أولاً جمع المؤنث السالم : خرج في حال النصب لا ينصب بالفتحة وإنما بالكسرة، ويرفع بالضمة على الأصل ويجر بالكسرة على الأصل، ولا يجزم لأنه اسم.
ثانيا الاسم الذي لا ينصرف يخفض بالفتحة: ويرفع بالضمة على الأصل وينصب بالفتحة على الأصل ، ويستثنى المقترن بـ (أل).
ثالثاً الفعل المضارع المعتل الآخر: يجزم بحذف حرف العلة ، ويرفع بالضمة وينصب بالفتحة.
قال :(والذي يعرب بالحروف أربعة أنواع: التثنية، وجمع المذكر السالم، والأسماء الخمسة، والأفعال الخمسة، وهي: يفعلان، وتفعلان، ويفعلون، وتفعلون، وتفعلين، فأما التثنية: فترفع بالألف، وتنصب وتخفض بالياء، وأما جمع المذكر السالم: فيرفع بالواو، وينصب ويخفض بالياء، وأما الأسماء الخمسة: فترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتخفض بالياء.وأما الأفعال الخمسة: فترفع بالنون وتنصب وتجزم بحذفها).
القسم الثاني من المعربات الأشياء التي تعرب بالحروف(الألف والواو والياء والنون ) وهي :
أولا المثنى : قال : فأما التثنية: فترفع بالألف، وتنصب وتخفض بالياء) ، مثال على ذلك : مررت بالرجلين فأكرمت الرجلين، فكافأني الرجلان .
ثانياً جمع المذكر السالم : (وأما جمع المذكر السالم: فيرفع بالواو، وينصب ويخفض بالياء) مثال ذلك : المسلمون - العاملين
ثالثاً الأسماء الخمسة : (وأما الأسماء الخمسة: فترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتخفض بالياء)، مثال ذلك : زارني أبوك ، فأكرمت أباك وتقربت إلى أبيك .
رابعاً الأفعال الخمسة : وأما الأفعال الخمسة: فترفع بالنون وتنصب وتجزم بحذفها)
والأفعال الخمسة هي كل فعل مضارع مبدوء بتاء أو ياء واتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة ،وهي : يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون تفعلين .
مثال على ذلك : هما يكتبان الدرس، أنتم تكتبان الدرس، هم يعملون في الزراعة، أنتم تعملون في الزراعة، أنتِ تكتبين الدرس .
وفي حالة النصب والجزم، لا تعصوا الله، لن تعصوا الله، لا تهملي واجباتكِ.
التحفة السنية في شرح الآجرومية
شرح الآجرومية للشيخ ابن عثيمين
فتح البرية في شرح متن الآجرومية للشيخ سرحان بن غزاي العتيبي