الإعرب والمقاصد الشرع في القرآن الكريم

الكِتابُ : الْإِعْرِبُ والْمَقَاصِدُ الشَّرْعُ فِي القُرْآنِ الكَريمِ

المُؤَلِّفُ : مُحَمَّدُ صَالِحِيْنَ ابْنُ وَحْيُ الدِّيْنِ اَلْإِنْدَوْنَيْسْيَا ، جَاوَةُ الغَرْبِـيَّةِ ، كَارَاوَانْجْ

اَلنّاشِرُ : مُؤَسَّسَةٌ بَيِّنَا الوَطَنيَّةُ، إِنْدُونِيسْيَا، جَاوَةُ الغَرْبيَّةِ، كَارَاوَانْجْ

 اَلطَّبْعَةُ : 1444 ه / 2023 م

عَدَدُ الأَجْزاءِ : 30

مَصْدَرُ الكِتابِ : مَوْقِعُ مَكْتَبَةِ ا كَارَاوَانْجْ الرَّقْميَّةِ

مُقَدِّمَةٌ مُؤَلِّفٌ

الحَمْدُ لِلهِ اَلَّذِي خَلَقَ الإِنْسَانَ، وَعَلَمَهُ البَيَانُ، اَلَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ ﷺ الهَادِيُ الأَمِيْنُ المَبْعُوْثُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينِ، رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي واحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي اَمّا بَعْدُ.

بِالْـحَقِّ سُوْرَةٌ الفَاتِحَةُ وبِالبَرَكَتِهِ، إلَى حَضْرَةِ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى مُحَمَّدٍ ﷺ وَاَلِهِ وَاَزْوَخِهِ وَاَوْلَادِه وذُرَّيَّا تِهِ وَاِلَى اَرْوَاحِ سَيِّدِنَا اَبِيْ بَكْرٍوَّعُمَرَوَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَاَلَى بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ اَجْمَعِيْنَ ثُمَّ إِلَى حَضْرَةِ اِخْوَانِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِوَالْمُرْسَلِيْنَ وَالْأَوْلِيَاءِ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِيْنَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ وَالْعُلَمَاءِ وَالْمُصَنِّفِيْنَ وَجَمِيْعِ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِيْنَ وَخُصُوْصًا سَيِّدِنَا شَيْخِ عَبْدِ الْقادِرِ الجَيْلَانِي ثُمَّ إِلَى حَضْرَةِ خُصُوْصًا أَبَاءِنَا وَأَمَّهَاتِنَا وَأَجْدِنَا وَجَدَّاتِنَا وَلِمَشَايِـخِنَا وَلِاِخْوَانِهِ  وَلِـجَمِيْعِ  الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَخُصُوْصًا أَبِيْ الَحجِ وَحْيُ الدِيْنْ بِنْ سَامِيْ، وَخُصُوْصًا أُمِيْ سَلَمَةْ بِنْتِ سَـجٌوْ اَلْفَاتِحَه. بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ(1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ(2) ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ(3) مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ(4) إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ(5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ(6) صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ(7)

فَهَذَا كِتابٌ جَمَعَتْهُ مِنْ أَقْوَالِ العُلَماءِ فِي عُلُوْمِ وَتَفْسِيْرِ القُرْآنِ وَسَمَّيْتُهُ : الْإِعْرِبُ والْمَقَاصِدُ الشَّرْعُ فِي القُرْآنِ الكَريمِ، وَمِنَ اللَّهِ أَسْأَلُ العَوْنَ، وَبُلوغَ الأَمَلِ، والْعِصْمَةَ مِنْ الخَطَأِ والزَّلَلِ. يُعَدُّ كِتابُ (الْإِعْرِبِ والْمَقاصِدُ الشَّرْعُ فِي القُرْآنِ الكَريمِ ) لـِمُحَمَّدِ صَالِحينَ ابْنِ وَحْيُ الدِّيْنِ اَلْإِنْدَوْنِيْسْيَا، جَاوَةَ الغَرْبِـيَّةِ، كَارَاوَانْجْ مِنْ التَّفَاسِيْرِ اَلَّتِي أَوْلَتْ الجَانِبَ اَلْلُغَوِيُ لِلْقُرْآنِ الكَريمِ عِنَايَةً كَبِيْرَةً، وَهَذِهِ المَقَالَةُ تَسْتَعْرِضُ بَعْضَ الْإِلْمَاحَاتِ اللُّغَويَّةِ مِنْ هَذَا التَّفْسيرِ بَعْدَ تَمْهيدٍ يُعْرَفُ بِالْكِتَابِ وَمُؤَلَّفِهِ؛ 

حَيْثُ ضَمَّ الكَثيرَ مِنْ أَقْوالِ العُلَماءِ فِي عُلومِ القُرْآنِ مُتَضَمِّنًا آرَاءَ المُفَسِّرِينَ وَاَلْلُغَويّينَ والْفُقَهاءِ وَالأُصُولِيِّينَ. وَقَدْ أَوْلَى اللُّغَةِ عِنايَةً كَبيرَةٌ؛ حَيْثُ عَرَضَ لِمَعَانِي المُفْرَداتِ وَالقَضَايَا النَّحْوِيَّةِ وَوُجوهِ اَلْإِعْرابِ، مُنْطَلِقًا مِنْ تَمَكَّنٍ كَبيرٍ مِنْ أُصولِ النَّحْوِ السِّماعيَّةِ وَاَلْقياسيَّةِ.

 

التَّفْسيرُ الْإِعْرِبُ والْمَقاصِدُ الشَّرْعُ فِي القُرْآنِ الكَريمِ نَوْعٍ مِنْ أَنوَعِ تَفْسيرِ القُرْآنِ عِنْدَ المُسْلِمِينَ، يَكْشِفُ عَنْ المَعَانِي وَالْغَايَاتِ اَلَّتِي أَنْزَلَ القُرْآنُ مِنْ أَجْلِهَا، وَيَبْحَثُ فِي مَعاني أَلْفاظِ القُرْآنِ الكَريمِ وَتَوْسيعِ دَلَالَاتِهَا اللُّغَويَّةِ، مَعَ بَيانِ الحِكَمِ والْغاياتِ اَلَّتِي أُنْزِلَ مِنْ أَجْلِهَا القُرْآنُ، وَشَرَعَتْ مِنْ أَجْلِهَا الأَحْكامُ، سَواءٌ عَلَى وَجْهِ العُمومِ فِي ذَلِكَ أَوْ بِشَكْلٍ خَاصِزٍ. مَقاصِدُ القُرْآنِ أَحَدَ مُصْطَلَحاتِ عُلومِ القُرْآنِ وَيُقْصَدُ بِهِ دِراسَةُ الأَسْرارِ والْحِكَمِ والْغاياتِ اَلَّتِي نَزَلَ القُرْآنُ لِأَجْلِ تَحْقيقِها جَلَبًا لِلْمَصَالِحِ، وَدَفْعًا لِلْمَفَاسِدِ، وَهِيَ واضِحَةٌ فِي جَميعِ القُرْآنِ أَوْ مُعْظَمِهِ. المَقَاصِدُ الشَّرْعَى : يُرَادُ بِمَقَاصِدِ الشَّريعَةِ هي الحُكْمُ اَلَّتِي مِنْ أَجْلِ تَحْقيقِها وَلِإِبْرازِها فِي الوُجودِ خَلَقُ اللَّهِ تَعَالَى الخَلْقِ، وَبَعَثَ الرُّسُلُ، وَأَنْزَلَ الشَّرائِعُ وَكُلِّفَ العُقَلاءَ بِالْعَمَلِ أَوْ التَّرْكِ، كَمَا يُرادُ بِهَا مَصالِحُ المُكَلَّفِينَ العاجِلَةِ والْآجِلَةُ اَلَّتِي شَرَعَتْ الأَحْكامَ مِنْ أَجْلِ تَحْقيقِها. وَتَعَرَّفُ عَلَى أَنَّهَا (الغَايَاتُ اَلَّتِي أَنْزَلَ القُرْآنُ لِأَجْلِهَا تَحْقِيقًا لِمَصَالِحِ العِبادِ)

أَهَمّيَّةُ مَعْرِفَةِ مَقَاصِدِ القُرْآنِ: مِنْ أَهَمِّ أَسَسِ التَّعَامُلِ مَعَ القُرْآنِ اَلْكَرِيْمِ هَوَ فَهُمُ مَقَاصِدِهِ، وَمَعْرِفَةُ غَايَاتِهِ وَأَهْدَافِهِ وَمَا يَرْمِي إِلَى تَحْقِيْقِهِ فِي اَلْفَرْدِ والْمُجْتَمَعِ، فَمَعْرِفَةُ مَقَاصِدِ القُرْآنِ ابْتِداءً تُسَاعِدُ عَلَى رَسْمِ تَصَوُّرٍ عَنْ مَوْضُوْعَاتِ القُرْآنِ الكَرِيْمِ وَمَـحَاوِرِهِ، وَمُجَالَاتِ اِهْتِمَامِهِ. كَمَا لِمَعْرِفَةِ مَقاصِدِ القُرْآنِ أَهَمّيَّةً فِي عِلْمِ التَّفْسيرِ وَتَدَبُّرِ القُرْآنِ، ذَلِكَ أَنَّ تَوْجِيْهَ المَعْنَى واسْتِنْبَاطِ الأَحْكَامِ يَعْتَمِدُ عَلَى الإِلْمَامِ بِاَلْمَقَاصِدِ.كَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ القُرْآنِ الكَرِيْمِ ثَبَتَتْ مَقَاصِدُ الشَّرِيْعَةِ عُمُومًا والْكُلّيّاتُ الشَّرْعيَّةُ الخَمْسُ خُصُوصًا: حِفْظُ الدّينِ والنَّفْسِ والْعَقْلِ والنَّسْلُ والْمالُ، فَقَدْ وَرَدَتْ جُمْلَةٌ مِنْ نُصوصِهِ وَأَحْكامِهِ لِتَثْبِيتِ تِلْكَ الكُلّيّاتِ وَتَدْعيمِها، واعْتِبارِها أَصوالَ قَطْعيَّةً مُعْتَبَرَةً فِي كُلِّ المَلَلِ والْأُمَمِ. وَقَدْ فَصَّلَ عِمَادُ الدّينِ عَشْمَاوِيْ فِي بَيانٍ أَهَمّيَّةَ مَعْرِفَةِ مَقَاصِدِ القُرْآنِ الكَريمِ فَعَدَدُهَا فِي عَنَاصِرِ وَمِنْهَا:

مَقاصِدُ القُرْآنِ الكَريمِ هِيَ المَدْخَلُ السَّلِيْمُ إِلَى فَهْمِ الرِّسَالَةِ القُرْآنيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ عَلَى وَجْهِهَا الصَّحيحِ؛ 

1.           تَمَكَّنُ قارِئُ القُرْآنِ مِنْ الفَهْمِ السَّليمِ لِلْمَعَانِي التَّفْصيليَّةِ والْمَقاصِدِ الخاصَّةِ لِأَمْثَالِهِ وَقِصَصِهِ وَوَعْدِهِ وَوَعيدِهِ.

2.           هِيَ الْمِيزَانُ والْمِعْيارُ اَلَّذِي يَجِبُ أَنْ نَزِنَ بِهِ أَعْمالَنا اَلْفَرْديَّةَ والْجَماعيَّةُ.

3.           تَسْديدُ فَهْمِنا لِمَقاصِدِ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ جُمْلَةً وَتَفاصيلًا.

4.           هِيَ المِعْيارُ والْميزانُ اَلَّذِي لَابُدَّ مِنْهُ لِلْمُفَسِّرِينَ فِي مَناهِجِهِمْ وَتَفْسيراتِهِمْ ، فَتَكُونُ فِي نِطاقِ مَقاصِدِ القُرْآنِ.

 

أَبْرَزُ مَقَاصِدِ القُرْآنِ : قَامَ عَدَدٌ مِنْ العُلَماءِ بِاسْتِقْصَاءِ مَقَاصِدِ القُرْآنِ واسْتِقْرَاءِ دَلَالَاتِهَا الكُلّيَّةِ؛ نَظَرًا لِما يَنْبَنِي عَلَيْهَا مِنْ أَثَرٍ فِي فَهْمِ القُرْآنِ وَتَدَبُّرِهِ والْعَمَلِ بِهِ، وَمِن أَبْرَزِ اَلَّذِينَ ذَكَروا مَقاصِدَ القُرْآنِ مِنْ المُتَقَدِّمِينَ ابْنُ جِزَي الكَلْبيِّ مِنْ خِلالِ تَفْسيرِهِ (التَّسْهِيلُ لِعُلُومِ التَّنْزيلِ) إِذْ يَقُولُ: (َالْبَابُ الثّالِثُ : فِي المَعاني وَالعُلُومِ اَلَّتِي تَضَمَّنَهَا القُرْآنُ. وَلِنَتَكَلَّمْ فِي ذَلِكَ عَلَى الجُمْلَةِ والتَّفْصيلِ. أَمَّا الجُمْلَةُ ، فَاعْلَمْ أَنَّ المَقْصودَ بِالْقُرْآنِ دَعْوَةَ الخَلْقِ إِلَى عِبادَةِ اللَّهِ وَإِلَى الدُّخولِ فِي دينِهِ ، ثُمَّ إ ن هَذَا المَقْصِدُ يَقْتَضِي أَمْرَيْنِ، لَابُدَّ مِنْهُمَا، وَإِلَيْهُمَا تَرْجِعُ مَعانيَ القُرْآنِ كُلِّهِ : أَحَدُهُمَا بَيانُ العِبادَةِ اَلَّتِي دُعِيَ الخَلْقَ إِلَيْهَا، وَالأُخْرَى ذَكَرُ بَواعِثَ تَبْعَثُهُمْ عَلَى الدُّخولِ فِيهَا وَتَرَدُّدِهِمْ إِلَيْهَا ، فَأَمَّا العِبادَةُ فَتَنْقَسِمُ إِلَى نَوْعَيْنِ، وَهُمَا أُصولُ العَقائِدِ وَأَحْكامِ الأَعْمالِ. وَأَمَّا البَوَاعِثُ عَلَيْهَا فَأَمْرانُ وَهُمَا : التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ) وَمِن المُتَقَدِّمِينَ أَيْضًا العِزُّ بْنُ عِبْدَالِسْلَامٍ حَيْثُ يَقُولُ (وَمُعْظَمُ مَقاصِدِ القُرْآنِ الأَمْرُ بِاكْتِسابِ المَصالِحِ وَأَسْبابِها، والزَّجْرُ عَنْ اِكْتِسابِ المَفاسِدِ وَأَسْبابِها) وَمَن أَقْدَمِ مِنْ اسْتَعْمَلَ المُصْطَلَحُ أَيْضًا الإِمامُ أَبُو حامِدٍ الغَزالي، وَقَدْ جَعَلَها سِتَّةَ مَقاصِدَ : ثَلاثَةُ سَوابِقُ، وَثَلاثَةُ تَوابِعَ :

1.       تَعْريفُ المَدْعوِّ إِلَيْهُ.

2.       تَعْريفُ الصِّراطِ المُسْتَقيمِ اَلَّذِي تَجِبُ مُلازَمَتُهُ فِي السُّلوكِ إِلَيْهُ.

3.       تَعْريفُ اَلْحَالِ عِنْدَ الوُصولِ إِلَيْهُ.

4.       تَعْريفُ أَحْوالِ اَلْمُجيبينَ لِلدَّعْوَةِ وَلَطائِفِ صُنْعِ اللَّهِ وَسِرِّهِ ، وَمَقْصودُهُ التَّشْويقُ والتَّرْغيبِ.

5.       حِكايَةُ أَحْوالِ اَلْجاحِدينَ.

6.       تَعْريفُ عِمارَةِ مَنازِلِ الطَّريقِ ، وَكَيْفيَّةِ أَخَذِ الزّادِ والْأُهْبَةِ والِاسْتِعْدادِ.


وَأَمَّا مِنْ المُتَأَخِّرِينَ فَاَلْشَّوْكَانيُّ يَرَى أَنَّ مَقَاصِدَ القُرْآنِ الرَّئيسَةِ ثَلاثَةٌ فَيَقُولُ : وَأَمَّا مَقَاصِدُ القُرْآنِ الكَريمِ اَلَّتِي يُكَرِّرُهَا وَيُورِدُ الأَدِلَّةَ الحِسِّيَّةَ والْعَقْليَّةَ عَلَيْهَا وَيُشِيرُ إِلَيْهَا فِي جَميعِ سوَرِهِ وَفِي غالِبِ قَصَصِهِ وَأَمْثالِهِ فَهِيَ ثَلاثَةُ مَقاصِدَ يَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْ لَهُ كَمالُ فَهْمٍ وَحُسْنُ تَدَبُّرٍ وَجَوْدَةِ تَصَوُّرٍ وَفَضْلٍ تُفَكِّرُ المَقْصِدَ الأَوَّلَ إِثْباتَ التَّوْحِيْدِ المَقْصِدِ الثَّانِي إِثْباتَ المَعادِ المَقْصِدِ الثّالِثِ إِثْباتُ النَّبْوَاتُو ذِكْرَ مُحَمَّدُ رَشيدٍ رِضا عَشَرَةَ مَقاصِدَ يَرَى أَنَّ القُرْآنَ قَدْ عَنِّي بِهَا وَهِيَ:

1.           بَيانُ حَقيقَةِ أَرْكانِ الدّينِ الثَّلاثَةِ : اللَّهُ ، البَعْثُ، العَمَلُ الصّالِحُ.

2.           بَيانٌ مَا جَهْلَ البَشَرِ مِنْ أُمورِ الرِّسالَةِ والنُّبوَّةِ وَوَظَائِفِ الرُّسُلِ.

3.           إِكْمالُ نَفْسِ الإِنْسانِ مِنْ الأَفْرادِ والْجَماعاتِ والْأَقْوامِ.

4.           الإِصْلاحُ الإِنْسانيُّ الِاجْتِماعيُّ السّياسيُّ الوَطَنيُّ.

5.           تَقْريرُ مَزَايَا الإِسْلامِ العامَّةِ فِي التَّكاليفِ الشَّخْصيَّةِ.

6.           بَيانُ حُكْمِ الإِسْلامِ السّياسيِّ الدَّوْليِّ : نَوْعُهُ وَأَساسُهُ وَأُصُولِهِ العامَّةِ.

7.           الإِرْشَادُ إِلَى الإِصْلاحِ الماليِّ.

8.           إِصْلاحُ نِظامِ الحَرْبِ وَرَفْعِ مَفاسِدِها وَقَصْرِها عَلَى مَا فِيه الخَيْرُ والشَّرُّ.

9.           إِعْطاءُ النِّساءِ جَميعَ الحُقوقِ الإِنْسانيَّةِ والدّينيَّةِ وَالمَدَنِيَّةِ .

10.     تَحْريرُ الرَّقَبَةِ .

 

وَيَرَى ابْنُ عَاشُورٍ أَنَّ هُنَاكَ مَقاصِدَ لِلْقُرْآنِ أَصْليَّةً جَاءَ القُرْآنُ لِتِبْيَانِها وَهِيَ ثَمانيَةٌ:

1.           إِصْلاحُ الِاعْتِقادِ وَتَعْليمِ العَقْدِ الصَّحيحِ.

2.           تَهْذيبُ الأَخْلاقِ.

3.           التَّشْريعُ ، وَهُوَ الأَحْكامُ : خاصَّةً وَعامَّةً.

4.           سياسَةُ الأُمَّةِ ، وَهُوَ بَابٌ عَظيمٌ فِي القُرْآنِ، القَصْدُ مِنْهُ صَلاحُ الأُمَّةِ، وَحِفْظُ نِظامِها.

5.           القَصَصُ وَأَخْبَارُ الأُمَمِ السَّالِفَةِ ، لِلتَّأْسِيِّ بِصالِحِ أَحْوالِهِمْ ، وَلِلتَّحْذِيرِ مِنْ مُسَاوِيْهِم.

6.           التَّعْليمُ بِمَا يُنَاسِبُ حالَةَ عَصْرِ المُخَاطَبِينَ ، وَمَا يُؤَهِّلُهُمْ إِلَى تَلَقّي الشَّريعَةِ ، وَنَشْرِها وَذَلِكَ عِلْمُ الشَّرائِعِ ، وَعِلْمِ الأَخْبارِ.

7.           المَواعِظُ والْإِنْذارُ وَالتَّحْذِيرُ والتَّبْشيرُ، وَهَذَا يَجْمَعُ جَميعَ آيَاتِ الوَعْدِ والْوَعيدِ ، وَكَذَلِكَ اَلْمُحاجَّةُ وَاَلْمُجادَلَةُ لِلْمُعَانِدِينَ ، وَهَذَا بَابُ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ.

8.           الإِعْجازُ بِالْقُرْآنِ لِيَكُونَ آيَةً دالَّةً عَلَى صِدْقِ الرَّسولِ.


كَثُرَتْ الكُتُبُ اَلَّتِي تَنَاوَلَتْ إِعْرابَ القُرْآنِ الكَريمِ وَفِيهَا كَثيرٌ مِنْ وُجوهِ التَّفْسيرِ والْبَلاغَةِ واللُّغَةِ اَلَّتِي قَدْ لَا يَحْتَاجُهَا كُلُّها القَارِئُ اليَوْمَ، لِذَلِكَ عَمَدُنَا إِلَى تَأْليفِ هَذَا الكِتابِ، مُكْتَفِينَ فِيه الإِعْرابُ سّالِكينَ طَريقَ الْإِيجَازِ مَا اسْتَطَعْنا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا وَسَيَجِدُ القارِئُ عِباراتٍ مُخْتَصَرَةً . عَسَى أَنْ يَكونَ هَذَا التَّفْسيرُ مَقاصِدَ الشَّريعَةِ لِلْقُرْآنِ الكَريمِ مُفِيدًا وَ مُفِيدًا وَ الَّى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا. وَفِي السُّطورِ الآتيَةِ سَنَعْرِضُ بَعْضَ الْإِلْمَاحَاتِ اللُّغَويَّةِ اَلَّتِي يُسْمَحُ المَقالَ والْمُقامَ بِعَرْضِهَا ، بَعْدَ تَمْهيدٍ نَتَعَرَّفُ مِنْ خِلالِهِ عَلَى المُؤَلِّفِ والْمُؤَلِّفِ.

 

تَرْجَمَةُ المُؤَلِّفِ: هوَ مُحَمَّدُ صَالِحِيْنَ بْنُ وَحْيُ الدِّيْنِ؛ اَلْإِنْدَوْنِيْسْيَا، جَاوَةُ الغَرْبيَّةِ، الكَارَاوَانْجْ

اَلْمَوْلِدُهُ : سنة 1385 هـ ( 1966 موْلوديَّةً ) فِي كَارَاوَانِج، جَاوَةُ الغَرْبيَّةِ، اَلْإِنْدَوْنِيْسْيَا.

وَتَـتَلْمَذُ ابْنُ وَحَيِ الدِّيْنِ عَلَى بَعْضِ عُلَماءِ عَصْرِهِ، مِثْلَ: اَلْعَليمُ اَلْعالَةُ المُعْلامَةُ الأُسْتاذُ الشَّيْخُ إِلْيَاسُ رُوحْيَاتْ سِيبَاسُونْغْ تَاسِيكَامَالَايَا، وَالأُسْتاذُ الشَّيْخُ أَبُنْ بُنْيَمِيْنَ رُوحْيَاتْ، والأُسْتاذُ الشَّيْخُ أَوْبَنْ هِدَايَةُ سِلَبُوْ ( 1408 ه / 1985) وَغَيْرُ ذَلِكَ.

 

 

Diterbitkan di Karawang, 23 Juni tahun 2023

Penerbit Yayasan Pena Bangsa

Penulis : Drs.H.M.Solihin Santri