SURAT AL-BAQARAH AYAT:171-186

Tanggal postingan: Mar 19, 2012 11:30:0 AM

Al-Baqarah ayat 171-186

ثمَّ ذكر صَدَقَة السِّرّ وَالْعَلَانِيَة لقَولهم أَيهمَا أفضل فَقَالَ {إِن تُبْدُواْ} إِن تظهروا {الصَّدقَات} الْوَاجِبَة {فَنِعِمَّا هِيَ} فَنعم شَيْئا هِيَ {وَإِن تُخْفُوهَا} تسروها يَعْنِي التَّطَوُّع {وَتُؤْتُوهَا} تعطوها {الفقرآء} أَصْحَاب الصّفة {فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} من الْعَلَانِيَة وَكِلَاهُمَا مَقْبُول مِنْكُم {وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ} ذنوبكم بِقدر صَدقَاتكُمْ {وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ} تعطون من الصَّدَقَة {خَبِيرٌ. ! ثمَّ رخص الصَّدَقَة على فُقَرَاء أهل الْكتاب وَالْمُشْرِكين لقَولهم أَيجوزُ لنا يَا رَسُول الله أَن نصدق على ذَوي قرابتنا من غير أهل ديننَا سَأَلت عَن ذَلِك أَسمَاء بنت أبي بكر وَيُقَال بنت أبي النَّضر فَقَالَ الله لنَبيه {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} فِي الدّين هدى فُقَرَاء أهل الْكتاب {وَلَكِن الله يَهْدِي مَن يَشَآءُ} لدينِهِ {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ} من مَال على الْفُقَرَاء {فَلأَنفُسِكُمْ} ثَوَاب ذَلِك {وَمَا تُنفِقُونَ} على الْفُقَرَاء فَلَا تنفقون {إِلاَّ ابتغآء وَجْهِ الله} طلب مرضاة الله {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ} من مَال على فُقَرَاء أَصْحَاب الصّفة {يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} يوفر إِلَيْكُم ثَوَاب ذَلِك فِي الْآخِرَة {وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} لَا ينقص من حسناتكم وَلَا يُزَاد على سَيِّئَاتكُمْ {لِلْفُقَرَآءِ الَّذين أُحصِرُواْ} يَقُول إِنَّمَا الصَّدقَات للْفُقَرَاء الَّذين حبسوا أنفسهم {فِي سَبِيلِ الله} فِي طَاعَة الله فِي مَسْجِد الرَّسُول وهم أَصْحَاب الصّفة {لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً} سيراً {فِي الأَرْض} بِالتِّجَارَة {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِل} لَا يعرفهُمْ {أَغْنِيَآءَ مِنَ التعفف} من التجمل {تَعْرِفُهُم} يَا مُحَمَّد {بِسِيمَاهُمْ} بحليتهم {لاَ يَسْأَلُونَ النَّاس إِلْحَافاً} يَقُول إلحاحاً وَلَا غير إلحاح {وَمَا تُنفِقُواْ} على فُقَرَاء أَصْحَاب الصّفة {مِنْ خَيْرٍ} من مَال {فَإِنَّ الله بِهِ} بِالْمَالِ وبنياتكم {عَلِيمٌ} {الَّذين يُنْفقُونَ أَمْوَالهم} فِي الصَّدَقَة {بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار سِرّاً} فِي السِّرّ {وَعَلاَنِيَةً} فِي الْعَلَانِيَة {فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ} ثوابهم {عِندَ رَبِّهِمْ} فِي الْجنَّة {وَلَا خوف عَلَيْهِم} بالدوام {وَلَا هم يَحْزَنُونَ} إِذا حزن غَيرهم نزلت هَذِه الْآيَة فِي عَليّ بن أبي طَالب. ثمَّ ذكر عُقُوبَة آكل الرِّبَا فَقَالَ {الَّذين يَأْكُلُونَ الرِّبَا} استحلالاً {لاَ يَقُومُونَ} من قُبُورهم يَوْم الْقِيَامَة {إِلاَّ كَمَا يَقُومُ} فِي الدُّنْيَا {يَمْحَقُ الله الرِّبَا} يهْلك وَيذْهب ببركته فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة {وَيُرْبِي} يقبل ويضاعف {الصَّدقَات} الْوَاجِبَة والتطوع إِذا كَانَ لله {وَالله لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ} كَافِر جَاحد بِتَحْرِيم الرِّبَا {أَثِيمٍ} فَاجر بِأَكْلِهِ {إِنَّ الَّذين آمَنُواْ} بِاللَّه وَرُسُله وَكتبه وبتحريم الرِّبَا {وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات} فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم وَتركُوا الرِّبَا {وَأَقَامُواْ الصَّلَاة} أَتموا الصَّلَوَات الْخمس بِمَا يجب فِيهَا {وَآتَوُاْ الزَّكَاة} أعْطوا زَكَاة أَمْوَالهم {لَهُمْ أَجْرُهُمْ} ثوابهم {عِندَ رَبِّهِمْ} فِي الْجنَّة {وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} إِذا ذبح الْمَوْت {وَلَا هم يَحْزَنُونَ} إِذا أطبقت النَّار {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا} يَعْنِي ثقيفا ومسعودا وخبيبا وَعبد يَا ليل وَرَبِيعَة {اتَّقوا الله} اخشوا الله فِي الرِّبَا {وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} اتْرُكُوا مَا بَقِي لكم من الرِّبَا على بني مَخْزُوم {إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} إِذا كُنْتُم مُصدقين بِتَحْرِيم الرِّبَا {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ} لم تتركوا الرِّبَا {فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ الله وَرَسُولِهِ} فَاسْتَعدوا للعذاب من الله فِي الْآخِرَة بالنَّار وَالْعَذَاب من رَسُوله فِي الدُّنْيَا بِالسَّيْفِ {وَإِنْ تُبْتُمْ} من الرِّبَا {فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ} الَّتِي لكم على بني مَخْزُوم {لاَ تَظْلِمُونَ} على أحد إِذا لم تَطْلُبُوا الزِّيَادَة {وَلاَ تُظْلَمُونَ} لَا يظلمكم أحد إِذا أعطوكم رُءُوس أَمْوَالكُم وَيُقَال لَا تظْلمُونَ لَا تنقصون وَلَا تظْلمُونَ لَا تنقصون بديونكم {وَإِن كَانَ} بديونكم بني مَخْزُوم {ذُو عُسْرَةٍ} شدَّة {فَنَظِرَةٌ} فأجلوهم {إِلَى مَيْسَرَةٍ} إِلَى أَن يتيسروا {وَأَن تَصَدَّقُواْ} عَلَيْهِم برؤوس أَمْوَالكُم فَهُوَ {خَيْرٌ لَّكُمْ} من الْأَخْذ وَالتَّأْخِير {إِن كُنْتُمْ} إِذْ كُنْتُم {تَعْلَمُونَ} ذَلِك {وَاتَّقوا يَوْماً} اخشوا عَذَاب يَوْم {تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ توفى} توفر {كُلُّ نَفْسٍ} برة وفاجرة {مَّا كَسَبَتْ} مَا عملت من خير أَو شَرّ {وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} لَا ينقص من حسناتهم وَلَا يُزَاد على سيئاتهم. ثمَّ علمهمْ مَا يَنْبَغِي لَهُم فِي معاملتهم فَقَالَ {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا} بِاللَّه وَالرَّسُول {إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} إِلَى وَقت مَعْلُوم {فاكتبوه} يَعْنِي الدّين {وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ} بَين الدَّائِن والمديون {كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ} بِالْقِسْطِ {وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ} بَين الدَّائِن والمديون (كَمَا عَلَّمَهُ الله) الْكِتَابَة (فَلْيَكْتُبْ) بِلَا زِيَادَة وَلَا نُقْصَان الْكتاب {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحق} وليملل أَي ليبين الْمَدْيُون على الْكَاتِب مَا عَلَيْهِ من الدّين {وَلْيَتَّقِ الله رَبَّهُ} وليخش الْمَدْيُون ربه {وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً} وَلَا ينقص مِمَّا عَلَيْهِ من الدّين شَيْئا فِي الْإِمْلَاء {فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحق} يَعْنِي الْمَدْيُون {وَإِن كُنتُمْ على سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً} أَو آلَة الْكِتَابَة {فرهان مَقْبُوضَة} فليقرض الدَّائِن من الْمَدْيُون رهنا بِدِينِهِ {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً} بِالدينِ بِلَا رهن {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤتمن} بِالدينِ {أَمَانَتَهُ} حق صَاحبه {وَلْيَتَّقِ الله رَبَّهُ} وليخش الْمَدْيُون فِي أَدَاء الدّين {وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَة} عِنْد الْحُكَّام {وَمَن يَكْتُمْهَا} يَعْنِي الشَّهَادَة {فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} فَاجر قلبه {وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ} من كتمان الشَّهَادَة وإقامتها {عَلِيمٌ} {للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض} من الْخلق والعجائب يَأْمر عباده بِمَا يَشَاء {وَإِن تُبْدُواْ} تظهروا {مَا فِي أَنْفُسِكُمْ} مَا فِي قُلُوبكُمْ وَهُوَ حَدِيث النَّفس بعد الوسوسة قبل الإبداء {أَوْ تُخْفُوهُ} تسروه {يُحَاسِبْكُمْ} يجازِكم {بِهِ الله} وَكَذَلِكَ النسْيَان بعد الذّكر وَالْخَطَأ بعد الصَّوَاب والاستكراه بعد الِاجْتِهَاد {فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ} لمن تَابَ من سَائِر الذُّنُوب {وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ} من لم يتب {وَالله على كُلِّ شَيْءٍ} من الْمَغْفِرَة وَالْعَذَاب {قَدِيرٌ} فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة اشْتَدَّ على الْمُؤمنِينَ مَا فِي هَذِه الْآيَة. فَلَمَّا عرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى السَّمَاء سجد لرَبه فَقَالَ الله مدحاً لنَبيه {آمن الرَّسُول} صدق الرَّسُول مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ} يَعْنِي الْقُرْآن وَمَا فِيهِ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبارَة عَن الله {والمؤمنون كُلٌّ} أَي كل وَاحِد مِنْهُم (آمَنَ بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ. فَقَالَ الله {لاَ يُكَلِّفُ الله نَفْساً} من الطَّاعَة {إِلاَّ وُسْعَهَا} إِلَّا طاقتها {لَهَا مَا كَسَبَتْ} من الْخَيْر وَترك حَدِيث النَّفس وَالنِّسْيَان وَالْخَطَأ والاستكراه {وَعَلَيْهَا مَا اكْتسبت} من الشَّرّ وَحَدِيث النَّفس وَالنِّسْيَان وَالْخَطَأ والاستكراه ثمَّ علمهمْ كَيفَ يدعونَ رَبهم حَتَّى يرفع عَنْهُم حَدِيث النَّفس وَالْخَطَأ وَالنِّسْيَان والاستكراه فَقَالَ لَهُم قُولُوا {رَبَّنَا} يَا رَبنَا {لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ} طَاعَتك {أَوْ أَخْطَأْنَا} فِي أَمرك {رَبَّنَا} يَا رَبنَا {وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً} عهد تحرم علينا الطَّيِّبَات بتركنا ذَلِك {كَمَا حَمَلْتَهُ} حرمته {عَلَى الَّذين مِن قَبْلِنَا} من بني إِسْرَائِيل بنقضهم عَهْدك فِي الطَّيِّبَات لُحُوم الْإِبِل وشحوم الْبَقر وَغير ذَلِك {رَبَّنَا} يَا رَبنَا {وَلاَ تُحَمِّلْنَا} أَي لَا تحمل علينا أَيْضا {مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} مَا لَا رَاحَة لنا فِيهِ وَلَا مَنْفَعَة وَهُوَ الاستكراه {واعف عَنَّا} ذَلِك {واغفر لَنَا} ذَلِك {وارحمنآ} بذلك {أَنتَ مَوْلاَنَا} أولى بِنَا {فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْم الْكَافرين} وَيُقَال واعف عَنَّا من المسخ كَمَا مسخت قوم عِيسَى واغفر لنا من الْخَسْف كَمَا خسفت بقارون وارحمنا من الْقَذْف كَمَا قذفت قوم لوط فَلَمَّا دعوا بِهَذَا الدُّعَاء رفع الله عَنْهُم حَدِيث النَّفس وَالنِّسْيَان وَالْخَطَأ والاستكراه وَعَفا عَنْهُم من الْخَسْف وَالْمَسْخ وَالْقَذْف وَلمن اتبعهم بذلك.