Post date: 08.Mar.2015 21:52:42
في البدء اود توجيه تحية معطرة بالكثير من الامتنان لزمن ترك لنا ذكريات مليئة بالعزة والكرامة والمجد .... وأننا نتألم اليوم لافتقادنا ذلك الزمن .... والكثير من القيم النبيلة التي لازمتنا فيه ... زمن عاشت فيه المرأة مهابة مصانة وتمتعت بكل الحقوق التي شرعها الله لها ..... وأوجبتها الانسانية ....
اليوم 8 مارس، اليوم العالمي للمرأة، وهذا اليوم خصصته المنظمات الانسانية ... ليحتفل فيه هذا العالم المليء بالتناقضات بالانجازات التي تحققت للمرأة على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وان كانت هذه الانجازات تتفاوت بين عالم الشمال وعالم الجنوب ....
الا اننا في بلادنا يمر هذا اليوم، وقد نسفت فيه كل الحقوق والمزايا التي تحصلت عليها المرأة الليبية في زمن مضى .... وما يوجع القلب ... انها اليوم تدفع ثمنا باهظا ومضاعفا لأيام عاشتها في عزة وشرف ....
فلو عدنا بالذاكرة الى الوراء حتى نطلع على تلك المكاسب التي ضاعت اليوم هدر .... لوجدنا انها تمثل اسطورة لا مثيل لها من الرقي والإعلاء لقيمة المرأة الانسانية والاجتماعية والتى اوجبها لها الاسلام بالدرجة الاولي .... ونفذتها الدوله الليبية في ابهى صورها ....
فمن بعد تحطيم و ازاله جميع اشكال الممارسات إلا اخلاقية والمهينه للمرأة الليبية وإغلاق مؤسساتها من اليوم الاول لثورة الفاتح ... جاء الاعلان الدستوري للثورة بتاريخ 17 . 9 . 1969 مؤكدا على ان جميع المواطنين متساوين امام القانون ، ومن بعده جاء في إعلان قيام سلطة الشعب يوم 2 مارس 1977 "أن السلطة في ليبيا يمارسها الرجال والنساء من خلال المؤتمرات الشعبية " . و قد نصت المادة 21 من الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان في عصر الجماهير الصادرة في 12 يونيو 1988 والقانون الصادر عام 1991 والمتعلق بتعزيز الحرية في البلاد على المساواة بين الجنسين و رفض كل أشكال التمييز بينهما.
ولم تتواني الدولة الليبية على المساهمه أيضا في إجراءات أخرى مثل المصادقة على المعاهدات الدولية التي تعزز دور المرأة ومكانتها وحقوقها وإعطائها المكانه اللائقة بها في المجتمع . منها مثلا إلزامية التعليم لكل الأطفال إناثا وذكورا .
بهذا واستنادا الى الحياة الاجتماعية الكريمة التى كفلتها لها منظومة القوانين العامة للدولة .... و قوانين الاحوال الشخصية .... والتى لا تتعارض مع الشريعة.... وفي ظل القيم الاجتماعية السائدة .... مارست المرأة حق التعليم ... وممارسة العمل ... وخوض جميع مجالات الحياة والعمل ... بما فيها العسكرية .... دون أي اهانة ... او انقاص لكرامتها .
الجدير بالتذكير اليوم ... انها على المستوى العالمي وفي هذا الإطار اعتبرت منظمة العمل العربية في تقرير لها يتعلق بالتنمية والحماية القانونية والاجتماعية لعام 2005 ليبيا من أبرز الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الحماية الاجتماعية والقانونية للمرأة العاملة.
هذا غيض من فيض لحياة كريمة كانت تعيشها المرأة الليبية في الماضي ....
اما اليوم واقع المرأة الليبية .... مهانة ... مصادرة الحرية .... لا حقوق لها ..... تعاني مرارة السجن .... والتهجير .... والخطف .... والاغتصاب ..... والتهديد .... وفي افضل الظروف ..... تعاني من العوز وكل ما يطال اسرتها في مثل هذه الظروف ..... مما يضطرها للخضوع لكل الممارسات المهنية لأدميتها .. وإنسانيتها ... وشرفها ....
هذه المرأة .... هي ذاتها من دفعت ثمنا غاليا من فقدها لأحبائها .... وقت الهجوم الغربي على بلادها .... وهي ايضا من فقدت اعزاؤها جرأ الفتن .... والخلافات ... والصراعات التي تفجرت اليوم ..... نتيجة لسطوة الجماعات والعصابات .... المارقة ... والإرهابية .... على الدولة ...
هذا ما تفيدنا به تقارير منظمات حقوق الانسان المطلعة على الواقع الليبي .... ومن تلك التقارير نقتبس هذا الاقتباس كعينة تدلل على واقع المرأة اليوم في ليبيا ....
( اكثر من 400 امرأة معتقلة حيث وردت تقارير ورصدت حالات اغتصاب الكثير منهن على ايدي المليشيات القائمة على هذه السجون كما توجد العديد منهن مختطفات ومعتقلات في سجون سرية تحت سيطرة المليشيات والتي يمارس فيها جميع انواع انتهاك حقوق الانسان والتعذيب والجرائم والاغتصاب، وكذلك طالت الاغتصابات والتحرش الجنسي الرجال المعتقلين منها ماسرب بالصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وما خفي كان اعظم.
http://samapress.net/news_details.php?sid=4251 )
رحم الله زمنا كنا نقول فيه كل عام والمرأة في بلادي تتمتع بكل كرامة وعزة ومجد
نحن باقون وللخواطر بقية.... الزيدانية الشيخي