Post date: 03.Eki.2014 18:02:51
بين العيد والعيد ..ينتظر اطفال بلدي الحزن ..هذا رآهم يذبحون اباه ...وذاك يتذكر الرصاصات التي مزقت اجساد ذويه .. وهذا اصابته شظية من صاروخ جامح ..وتلك تلملم العابها من بين ركام بيتها الذي اجتاحته الجرافات ..واولئك يترقبون خبرا من اهلهم المعتقلين !!!.
في بلدي لا يوجد طفل لا يتمسح وجهه الحزن، من كل الاطراف ..فلقد صارت ارضنا موطنا للرعب ،والخوف ..تري الناس يهيمون على وجوهم وكأنهم سكاري وما هم بسكاري ..كل يترقب لحظة الفرج القادم .
بين العيد والعيد لا شيء يجمع الليبيين سوي الحزن وانتظار الفرج !! الفرج من كل شيء ..من الظلم .. ومن الخوف .. ومن عتمة الليل ومن ضيق الحال ومن القضبان .
بين العيد والعيد .. ينتظر البعض اشارة عبد السلام الاسمر من جنزور ، واخرون يراجعون ما قالت المنجمة ليلي عبد اللطيف ليثبتوا صحة ما تقول ..والبعض الاخر تتجول اصابعه على زناد لوحات مفاتيح الحواسيب علّه يجد خبرا مفرحا ..الكل يبحث عن السبق ليروي امرا جديدا ..بالرغم من ان احداث بلادي تتجدد كل جزء من الثانية .
بين العيد والعيد ..ترسم اسواق الادعاءات ..كل يزعم انه رتّب الامر كله ... سواء برلمان طبرق او جيش الناظوري او كتائب جويلي او سلطة بوسهمين !! او حكومة قسورة !! ..والمفتي يكابد معاناة الحج ليدعوا ان يحفظ الله ليبيا بعد ان اصابتها فتاويه في المقاتل .
بين العيد والعيد يردد المكبرين كذبا تكبيرات العيد حتي اختلط الامر على الناس هل هو حقا موعد صلاة العيد ..ام ذبح لمرتد !! او اقتحام لمؤسسة عامة ..ام انه لا يعدو عملية تمشيط محدودة !!.
وبين العيد والعيد يكابد الابطال الام الزنازين ويتحدون اسواط الجلادين ..ويشحذ المقاومون سيوفهم يتحدون صواريخ الطغيان ، وينتظر الاطفال لحظة العيد .
وفى العيد ..سلامي اليهم جميعا .. الي امهات الشهداء وابناء الشهداء والمعتقلين .. واحترامي لأولئك الرجال والنساء الذين يحملون الوطن الليبي الغالي كما يحملون ارواحهم على اكفهم .
ودعوة في العيد الي العلي القدير ان يلهمنا طريق الخلاص ويمدنا بنصره انه على كل شيء قدير
مصطفى الزائدي