Post date: 27.May.2014 19:48:24
الحدث المهم في تطور الاحداث في ليبيا المنكوبة هو تمحور من تبقى من المؤسسة العسكرية والامنية التي حاول الناتو تدميرها تمحورها ضد العصابات الارهابية الاجرامية والانخراط في معركة ضدها .
ومن نافلة القول التذكير بان عقيدة القوات المسلحة العربية الليبية والاجهزة الامنية هي عقيدة جماهيرية قومية معادية للإرهاب والاستعمار، وقد خاضت طيلة عقود معارك شرسة ضدها محليا واقليميا، كما خاضت اطول حرب ضد الغرب بكل ماكنته العسكرية والاعلامية بعد حرب فيتنام وصمدت في وجهه لشهور عديدة وقدّمت رجال ونساء من خيرة قياداتها وضباطها وجنودها فداء لتلك العقيدة ، فلقد كانت المواجهة الممتدة من فبراير الي نهاية نوفمبر 2011 معركة الشعب الليبي وقواته المسلحة واجهزته الامنية ضد الارهاب ،لأننا كنّا نعلم ان من يقود وينفد ما سمي ثورة 17 فبراير هم التنظيمات الارهابية من الاخوان والقاعدة والجماعة الاسلامية القاتلة ،ولقد انتصر الارهابيون نتيجة للحملة الاعلامية التي زوّرت الحقائق والتدخل الاجنبي المغلف بدعم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ، امّا وقد بانت للجميع حقيقة فبراير وممارسة قوتها الاساسية للإرهاب الاسود ضد الشعب دون تمييز وتجددت المعركة ضده اندفع كثير من المغرر بهم الي صف الشعب الليبي وقوته الوطنية وقواته المسلحة واجهزته الامنية .
وبالتأكيد سيحاول الانتهازيون والعملاء القفز على ذلك واستثماره لتحقيق مكاسب لأفراد او مجموعات جهوية او ايديولوجية، لذلك من الضروري قراءة المشهد على حقيقته ،والانتباه للمخاطر التي قد تنجم عنه.
.من رائي ينبغي ان لا تنجر القوة الوطنية الي محاكاة من يحاول ربط الحراك العسكري بأشخاص ، وترديد ان هذا جيش فلان او علان بالرغم من ان افرادا انتهازيين بعينهم يحاولون استغلال النقمة الشعبية ضد الارهابيين وتصدر الاحداث.
انا ادعو القوة الوطنية ان تحدد مواقفها حسب المعطيات على الارض وليس وفقا لما تروجه ماكنة الدعاية الاعلامية المعادية ، وان لا تسمح بفصلها عن قواتها المسلحة واجهزتها الامنية التي تشكل معها في حقيقة الامر جسم واحد لا يقبل الانفصال ، فلو تم فصل القوات المسلحة واجهزة الامن عن القوة الوطنية الشعبية فذلك يعني حرمانها من الحاضنة الجماهيرية الطبيعة التي تقاتل من اجلها وتحتمي بها . وينبغي على القوة الوطنية ان تدرك ان العدو ليس واحدا ، بل هو ائتلاف قذر جمعته مصالحه في القضاء على النظام الثوري الجماهيري ونهب ثروات ليبيا والسيطرة على مواردها ، ومنهم اعداء اساسيين واخرين ثانويين ،وان الحكمة والحنكة تتطلب التعامل مع المعطيات انطلاقا من الثقة الكاملة في القوة الوطنية وخاصة ضباط وجنود القوات المسلحة والامن والقدرة على ادارة الصراع مع الاعداء بسبب الخبرة المتراكمة طيلة عقوة طويلة لدي قيادات القوات المسلحة والامن والقيادات الثورية والشعبية والوعي المترسخ بين الجماهير الشعبية الذي حرم الفبرايريون تحقيق أي نجاح .
ان تحرير ليبيا من قبضة الارهابيين والعملاء لا تعني التحالف مع اولئك الذين ساهموا بذريعة التنمية والديمقراطية في جلب الاعداء وتمكينهم من ليبيا ،ولا اولئك الذي خانوا الامانة ونكثوا بعهودهم وشكلوا طابورا تسلل معه العدو الي بلادنا الامنة ،لكنه يتطلب رص الصف الوطني واستغلال الثغرات في جبهة الاعداء وتوسيعها ولا باس من استخدام قوة العدو نفسه ان امكن ذلك لضرب تحصيناته .
بالنسبة لي فلقد انتهي فبراير من الناحية الواقعية ،ونحن الان نشهد ترتيبات القائه في مزبلة التاريخ ، بالرغم من شدة الضجيج وحملة الاكاذيب ومحاولات الانقاذ الاعلامية الكاذبة ، وذلك يتطلب من القوة الوطنية انصار الفاتح والشرفاء في كل القبائل العمل على المساهمة في صياغة وتحديد ملامح ليبيا الجديدة على الارض بعيدا على سياسة التخوين والاقصاء التي يمارسها البعض لأغراض مخفية يحاولون تغطيتها بالمزايدة بالشعارات والكلمات الجوفاء الخالية من المضامين .
ليكن شعارنا الاسراع بدفن نكبة فبراير ..ودعوة الليبيين جميعا لترتيب ليبيا وفقا لمتطلبات شعبها وظروف المرحلة وتشكيل سلطة انتقالية من شخصيات وطنية اجتماعية ، تدعو الليبيين للاستفتاء علي نظام الحكم والعلم والنشيد ومن تم كتابة دستور وفقا لنظام الحكم الذي يختاره الليبيون وبناء المؤسسات التشريعية والتنفيذية وفقا لذلك.
اما الاسري فان التأخر في الافراج عنهم يلقي بالمسؤولية الشخصية علي من يديرون السجون والمعتقلات بالنظر الي انتهاء مؤسسات فبراير الوهمية وعدم وجود جهة عامة يمكن ان تلقى عليها المسؤولية ، لذلك ليكن من الواضح الجلي لمن يديرون المعتقلات في كل ليبيا انهم كأفراد مسؤولين جنائيا واخلاقيا على بقائهم في السجن وبالتالي مسؤوليتهم الشخصية عن اي اذي يلحق بهم , واتمني ان لا يقروا قولي كخواطر عابرة وان يأخذوه مأخذ الجد ،وادعوهم للإسراع في فتح السجون والمعتقلات وتامين وصول المعتقلين لذويهم .
وليكن شعارنا ليبيا الجديدة للجميع لا مغبون والا مهضوم ولا سيد ولا مسود بل اخوة احرار متساوون .
مصطفي الزائدي