Post date: 20.Eyl.2014 17:49:01
لا شك ان الخروج من اثار فتنة فبراير لن يتأتى الا بحوار وطني شامل برعاية وضمانات دولية ، عاجلا او اجلا ...حوار لا ينغمس في الصراع حول الماضي بل يناقش اليات التعايش السلمي بين الليبيين جميعا ويتوافق على خارطة تمكن الليبيين من الخروج من الدوامة التي وضعوا فيها من قبل اعدائهم .
لكن أي حوار يراد منه النجاح، لا بد ان ينطلق من تجاوز فبراير وليس التقوقع داخلها ،خاصة وان مشروع فبراير سقط من الناحية العملية ولا يوجد له اليوم اثر في الحياة السياسية لليبيين .
ولا يمكن لحوار وطني جاد ان ينطلق فقط بناء على النوايا الحسنة والصادقة للقوى الوطنية الليبية بل يتطلب ترتيبات واجراءات حسن نية من القوي التي تفرض سيطرتها الميدانية ، ليس اقلها ايقاف العدوان علي الابرياء وايقاف مسلسل الاغتيالات والملاحقات للوطنيين ، بل من اولوياتها الافراج على الاسري . ان مسائل الاسري والشهداء والنازحين والمهجرين لا يمكن ان تكون محل تفاوض مع أي كان لانها جرائم وانتهاكات ينبغي اولا التوقف عن ممارستها وثانيا معالجة اثارها وثالثا محاسبة مرتكبيها .
وانا ادعو الفبرايريين المتشبثين بمشروع فبراير الفاشل ان ينظروا الي الامور بمنظار الحقيقة ، فلن يمكن بسط الظلم بالقوة واجترار الاكاذيب وان طال الزمن ، وهم يدركون ان تدخل عشرات الدول وفي ليبيا وكثافة نيران الناتو وكل عمليات القمع التي حدثت خلال السنوات العجاف لم تمكنهم من تحقيق أي من اهدافهم ،وان المعركة في ليبيا اليوم تماما كما كانت عام 2011 ولن تحسم الا لصالح القوى الوطنية المدافعة على الحق .