Post date: 17.Tem.2014 21:10:55
هل تفيد اللغة التي تتفتت كالرمل قبل أن تخرج من أفواهنا؟؟ والتي تتلوى كالثعابين والديدان وهي تغادر أفواه الثوار المليئة بديدان اللغة وثعابينها .. ثعابين الحرية وأفاعي الديمقراطية وديدان الثورة..لأننا يجب ان نعترف أننا نواجه ماهو أخطر من الاصلاح السياسي والديمقراطي .. انه معركة استعادة المستقبل لأن ماخربوه اليوم ليس الحاضر بل المستقبل .. فماذا أصنع بالحرية والديمقراطية من غير وطن أو مستقبل أو وطنية؟؟ لقد انتهى عهد الحلم العربي ..
تمكن الربيع من تغيير الثوابت وخلخلة أسس الثقافة العربية .. فجاهر المقنعون بخلع الأقنعة فتغيرت القيم والبدهيات الوطنية وتم استبدال العدو الخارجي بالعدو الداخلي في استنساخ مذهل معكوس لتجربة الثوار العرب الاوائل ضد المسعمر الغربي ..
كما أن الانتصار السريع القياسي للربيع العربي خلال أسابيع في تونس ومصر يثير اسئلة كبيرة عن ماهية هذه الفورات والتي بعكس ثورات الدنيا انتهت بانقلاب عسكري وليس باجتياح الجماهير للقصور .. وتقف نكبة ليبيا مجللة بالعار لان ايقونتها مذبحة الناتو الشهيرة بحق الليبيين ..أي عبر غزو خارجي ليس بسبب قوة القذافي بل بسبب ضعف القيمة الثورية للربيع الليبي وامتلائه بالانتهازيين والحاقدين والوصوليين .. ولاتزال ماتسمى بالفورة الليبية عاجزة عن اطلاق جماهيرية الثورة ..!! و بسبب ذلك الوهن الجماهيري تم الانتقال الى العنف المسلح لغياب الاحتضان الشامل الشعبي وهذا الضعف الجماهيري هو الذي نقلها الى الارتماء في حضن كل أجهزة الاستخبارات الدولية ..!!
فالذي أسسته ما تسمى المعارضة الليبية التي (لا رصيد ولا ذاكرة) لها بيننا هو مرحلة من أخطر مراحل الحياة السياسية وهي ثورات من مجلس الأمن .. ومن مجلس جامعة الدول العربية .. وربما تأسست لدى العرب مدرسة سياسية لاسابق لها تم تخريج الدفعة الأولى منها في العراق وتلتها الدفعة الثانية في ليبيا وهي أن من وصل الى السلطة بالناتو لايسقط الا بالناتو .. وحكام اليوم الذين أسقطوا من الجو الى القصور بالمظلات مع وابل قصف قاذفات الناتو .. سيسقط عليهم وابل قاذفات الناتو التي يأتيهم بها الحكام القادمون لاقتلاعهم .. المعادلة السياسية اليوم في عالم العرب هي التالية:
سلطة اليوم يأتي بها الناتو .. ومعارضتها تنتظر دورها في السلطة لدى الناتو .. والطرفان سيتناوبان في بيع الاستقلال الوطني للناتو .. فيما تتقدم العروض بالظرف المختوم الى مناقصات السلطة في مقر الناتو .. في الماضي كانت اما السلطة وحدها أو المعارضة وحدها ملكا للناتو .. واليوم قبض الناتو عليهما معا ووضعهما في القفص ذاته..كما توضع الديكة في الأقفاص ...