Class 4

Date: 27 Aug 2017 mp3_Audio pdf_Notes

Text Coverage

إن الربانيين هم الذين يبدؤون بصغائر مسائل العلم قبل كباره ، يربون أنفسهم وطلابهم ابتداء من المسائل الصغيرة إلى المسائل الكبيرة ، وهذا شيء طبيعي ؛ لأن كل الأشياء تبدأ من أصولها وأساساتها ثم تكبر وتعظم بعد ذلك .

فأما الذي يهجم على العلم هجوما من أعلاه ، فهذا يتعب ولا يحصل على شيء ، بينما الذي يبدأ من الأصول ويتدرج هذا هو الذي - بإذن الله - يسير مع الطريق الصحيح والاتجاه السليم .

قال تعالى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا

[ البقرة : 189 ] هؤلاء سألوا عن الأهلة ، لماذا يبدأ الهلال صغيرا ثم يكبر ثم يكبر حتى يتكامل ثم يصغر حتى يعود هلالا ؟ فعتب الله عليهم ، ووجههم أن يسألوا عما ينفعهم ، وأن يأتوا بيوت العلم من أبوابها .

أما السؤال عن الهلال وأحواله وصغره وكبره ، فهذا لا فائدة لهم فيه ، بل الفائدة هي أن يسألوا عما يحتاجون إليه ، وهو معرفة فوائد الأهلة ولهذا قال :

قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ

بين لهم فوائدها ، وهي أن الله جعلها مواقيت للناس يعرفون بها العبادات والمعاملات والآجال ، وغير ذلك