سيد درويش - الأغاني والألحان المسرحية
سيد درويش - الأغاني والألحان المسرحية
تشكل الأغاني والألحان المسرحية عماد ثروة سيد درويش الفنية، وقد لحن منها العديد مما أمد به المسرح الغنائي وأودع ألحانه هذه كل فنه وقدرته على التعبير عن مضمون الكلمات والمواقف الدرامية
ومن القيم السلبية في ألحان الأوبريتات والمسرحيات، كما قال محمد عبد الوهاب في معرض إجابته عن السؤال "لماذا لم يكرس جهده للمسرح الغنائي كما فعل سيد درويش؟"، أنها تظل مرتبطة بالسياق الدرامي ولا يمكن فصلها كألحان مستقلة تقدم في غير إطار العرض المسرحي، أي تبدأ مهمتها خلال العرض المسرحي وتنتهي بانتهائه
لكن المدهش في ألحان سيد درويش المسرحية أنها عبرت ذلك الحاجز بكل سلاسة ويسر واستطاعت أن تكون ألحانا جماهيرية يمكن أداؤها في أي وقت وفي أي مناسبة، دون الرجوع إلى النص المسرحي
على سبيل المثال فإن أغاني محمد عبد الوهاب التي لحنها للسينما نجحت في عبور الحاجز الدرامي لأنها وضعت أصلا للغناء الفردي وأدخلت على نصوص وسيناريوهات لم تعد تهم الجمهور كثيرا، بينما كانت ألحان سيد درويش جزءا لا يتجزأ من الموضوع الدرامي، لكنها استطاعت أن تصبح ألحان مستقلة. وربما السر في ذلك أنها كانت تعبر عن مواقف درامية في حد ذاتها أجاد سيد درويش تصويرها والتعبير عنها، ونجد هذا بوضوح في ألحان الطوائف، كالشيالين والصنايعية والعربجية، والألحان ذات الطبيعة الوطنية مثل اليوم يومك يا جنود وأنا المصري. في القائمة المعروضة هنا عديد من الألحان المسرحية، وألحان أخرى خارج الأوبريتات.
بقي أن نشير إلى أن هذه الألحان تعرضت في بعض الأحيان للتشويه بسبب الأداء السيء أو عدم الإلمام الكافي بالألحان الأصلية كما وضعها سيد درويش، ومن هنا تأتي أهمية تقديمها وأدائها ممن لهم خبرة كافية بألحان سيد درويش مثل الفنان محمد عفيفي، وبذل الجهد في التدقيق والتأكد من الألحان الأصلية
الأغاني والألحان المسرحية