محمد عفيفي - سيد درويش
على هذه الصفحة عشرات من ألحان فنان الشعب سيد درويش كما كان يقدمها ويؤديها الفنان محمد عفيفي مساهمة منه في الحفاظ على تراث سيد درويش ونشره بين الأجيال الجديدة وتقديرا لدوره في إثراء وتطوير الموسيقى العربية
قام محمد عفيفي بتدريب مئات من الفنانين الجدد خلال قيادته لكورال سيد درويش واتخذ من مقره بقصر ثقافة الحرية بالإسكندرية، مركز الإبداع حاليا، قاعدة لنشر ذلك التراث في مختلف أنحاء مصر، خاصة من خلال المسابقات التي كان فريق الكورال يفوز فيها دائما بالمراكز الأولى
عندما توقف نشاط القصر في أوائل التسعينات لإجراء تجديدات استمرت عدة سنوات، انتقل نشاط محمد عفيفي إلى مسرح سيد درويش الذي كان مقر فرقة الإسكندرية للفنون الشعبية بقيادة الفنان علي الجندي، وأنشأت الفرقة شعبة غنائية قامت باستكمال مسيرة كورال سيد درويش
خلال تلك الفترة تم تسجيل التراث الغزير الذي كان يقدمه محمد عفيفي باقتراح من الفنان علي الجندي خشية عليه من تقلبات الزمن، والذي احتفظ بالشرائط بعد توقف نشاط مسرح سيد درويش أيضا للتجديد، ثم رحيل محمد عفيفي عام 2003. ثم في 2015 سلم ما في حوزته إلى الدكتور أسامة عفيفي نجل الموسيقار لتحويلها إلى تسجيلات رقمية حديثة قابلة للنشر والتداول، كما وجد د. أسامة نسخة من تلك التسجيلات في مكتبة الأستاذ عفيفي الكبيرة التي سلمها له قبل وفاته، وضمت المكتبة تسجيلات أخرى سنضمها وقتما تصبح جاهزة
هذه هي قصة ما ننشره اليوم، وإن دلت على شيء فيكفي أنها تشير إلى حرص المخلصين من أبناء مصر على الحفاظ على ثراثهم الفني لأنهم يعتبرونه جزءأ هاما من مكونات الهوية المصرية والعربية يخشون عليه من الاندثار، وقد آن الأوان لنشر هذه الكنوز الفنية وبطريقة أفضل من السابق للمساهمة في نشر الوعي الفني والفن الراقي والتراث الأصيل ولتبقى مشاعل مضيئة في مسيرة الفن
سيتذكر من عرف الأستاذ عفيفي عن قرب الجو الذي كان سائدا أيامها والعامر بالثراء الفني والوفاق الاجتماعي، وسيجد ما يثير ذكريات عزيزة تنساب مع كل نغمة، ونأمل أن تصل تلك النغمات إلى أسماع الأجيال الجديدة وأن تثير لديهم الرغبة في البحث والتنقيب عن التراث الفني ومن ثم حفظه لمن بعدهم كما حفظه السابقون، خاصة أن تسجيلات محمد عفيفي تعد مرجعا للألحان الصحيحة والأصلية كما وضعها سيد درويش، وقد ذكر مع كل لحن مقامه الموسيقي وميزانه الخاص مع شرح مبسط
والمسألة ليست مجرد ألحان ونغمات للتسلية وإنما كما ذكرنا مكون هام من مكونات الوجدان أثبت أهميته البالغة، خاصة وقت الشدائد والمحن التي تمر بها الشعوب ولا تجد أفضل من أغانيها لتستعيد الشعور بالانتماء لجذورها وشخصيتها عبر التاريخ، ولتتحدث بنفس اللغة الأصيلة مهما تعاقبت الأجيال
سجل الأستاذ عفيفي هذه المجموعة من أغاني التراث وكتب بخط يده على كل شريط محتوياته مرقمة بترتيب تسجيلها، وضمت 40 لحنا لسيد درويش بالإضافة إلى أعمال لفنانين آخرين ستأتي في سياق آخر، ورأينا تصنيفها حسب نوع المحتوى تسهيلا للبحث، إلى 4 أنواع هي الموشحات، الأدوار، الأناشيد، الأغاني والألحان المسرحية
ألحان سيد درويش