احتفالية سكندرية في ذكرى ميلاد محمد عفيفي 2019

شهدت الإسكندرية احتفالية خاصة بمناسبة ذكرى ميلاد الموسيقار محمد عفيفي مساء الجمعة 5 أبريل برعاية جمعية الموسيقار حضرها جمع من الفنانين والشعراء والمهتمون بالحركة الثقافية والفنية في ضيافة نادي الشاطيء للمعلمين

تضمن البرنامج الفني عرض أوبريت "رحلة للعجمي" الذي يضم 8 ألحان لمحمد عفيفي ويستعرض رحلة جماعة من الصيادين إلى شاطئ العجمي غرب الإسكندرية يتغنون خلالها بأغان مستمدة من الفولكلور السكندري. شارك في العرض فرقة الإسكندرية للموسيقى العربية بقيادة الفنان هيثم بسيوني نجل الفنان الراحل مدحت بسيوني الذي نال جائزة محمد عفيفي لعام 2018 تقديرا لجهوده ومشاركاته، وباقة من الأصوات الجديدة من الشباب مع فريق الكورال  

تخلل البرنامج فقرات فنية قدمها فنانون من تلاميذ الموسيقار ومحبيه منهم الفنان نادر زغلول وعازف العود المميز علي حمودة، ولأول مرة عرض موسيقي من مؤلفات الدكتور أسامة عفيفي نجل الموسيقار محمد عفيفي الذي يتوق إلى التعرف على رأي الجمهور في موسيقاه الحديثة المتنوعة بين الشرقي والغربي والمختلفة كثيرا عن ألحان والده

• نجح المطرب الشاب السيد رزق في نيل إعجاب الجمهور في احتفالية ذكرى ميلاد محمد عفيفي 2019 بأدائه أغنية "اسألني يا بوي" ذات الطابع الريفي الكلمات واللحن، من ألحان محمد عفيفي وكلمات محمود الإمبابي، واستطاع تجويد بعض المقاطع بمهارة أثارت الإعجاب، خاصة القفلات 

• استمع جمهور الإسكندرية إلى أغنية رقيقة من ألحان محمد عفيفي هي "سافر حبيبي"، مقام نهاوند، التي قدمتها المطربة الشابة نورهان التي حازت إعجاب الجمهور. الأغنية من كلمات الشاعر عبد الرحمن عمر، وسجلت لإذاعة القاهرة لأول مرة في نوفمبر عام 1942 بصوت محمد عفيفي، ولا يزال لحنها يبدو عصريا رغم الزمن الطويل 

المؤرخ الفني د. مروان منصور يتحدث عن الفنان محمد عفيفي - مقال - فيسبوك 15 أبريل 2019 

.

مقالة هذا الأسبوع مخصصة للحديث عن الموسيقار السكندري الكبير محمد عفيفي الذي احتفلت الأوساط الموسيقية منذ أيام بذكرى ميلاده، فقد ولد في حي كفر عشري بالإسكندرية في 28/3/1913. تفتحت أذناه على ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب وانبهر بها حتى استمع إلى ألحان فنان الشعب سيد درويش فانصرف إليها عاشقاً ومتعمقاً فيها. نبغ محمد عفيفي في العزف على آلة العود وأقبل على دراسة الموسيقى، وفي عام 1940 حصل على دبلوم الدراسات التثقيفية للموسيقيين المحترفين مع زميليه الفنانين خليل المصري ومحمود الشريف 

وكان عفيفي يقطن بشارع المحكمة بحي محرم بك بالإسكندرية، وشهد منزله مواقف مؤثرة في حياته الفنية في الفترة بين عامي 1949 و1964، لعل أهمها تلك الزيارة التي قامت بها مطربة القطرين فتحية أحمد بغية التعاون الفني مع محمد عفيفي الذي كان آنذاك أحد أهم ملحني أغنيات شقيقتها المطربة الشهيرة مفيدة أحمد، وكانت فتحية في ذلك الوقت في قمة تألقها وشهرتها الفنية. وكانت ثمرة هذا التعاون سبعة ألحان للفنان محمد عفيفي شدت بها مطربة القطرين في الفترة بين عامي 1952 و1954، نذكر منها: "مصر الحرة"، "على ضي القمر"، "عهود النيل"، "يا ليل يا ليل"، وكلها من تأليف الشاعر محمد الحسيني. وبهذه الألحان انضم محمد عفيفي إلى لائحة ملحني فتحية أحمد، أمثال محمد القصبجي وزكريا أحمد ورياض السنباطي 

وكان لذيوع ألحانه في تلك الفترة أن طلبت كوكب الشرق أم كلثوم منه ألحاناً، وبالفعل قام بتلحين ثلاث أغنيات لها، هي: "انتَ جيت" و"حلفت لي" و"الدنيا غنت". ولكن لم يقدر أن تشدو بها كوكب الشرق لأسباب لا تزال مجهولة ولم يكشف عنها لأحد 

كان محمد عفيفي يغني من ألحانه على غرار ما فعل محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وفريد الأطرش. ويعتبره الكثيرون سادس الخمسة الكبار في عالم الموسيقى والتلحين وهم: سيد درويش ومحمد القصبجي وزكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي. ومن ألحانه التي غناها بصوته: "يوم ما شفتك" و"كنت هايم" و"صوت الحبيب" و"أفكر فيكِ" وأربعتها من تأليف عبد الله خضر، "منين القلب" و"أفضل حيران" وهما من تأليف نصر الدين عبد اللطيف، "فرحان" و"فرحني" و"سافر حبيبي" و"دلوني يا ناس" و"نتقابل فين" و"من فاتك فوته" و"ما اقدرش اقول" وكلها من تأليف عبد الرحمن عمر، "يا للي تعودي إلي" تأليف أحمد وصفي، "وفاء النيل" تأليف خليفة خطيب، "يا واخدة قلبي" و"قلبي بينده لك" وهما من تأليف محمد الحسيني، "قلبي معاك" وهي من تأليف وتلحين وغناء محمد عفيفي 

ومن ألحان محمد عفيفي، غنت المطربة عزيزة جميل "عطف على الورد" و"أنا وانت واحد" وهما من كلمات فتحي قورة. وغنت الفنانة صباح "اوعك تنسى" كلمات عبد الرحمن عمر. وغنت المطربة فوزية أحمد "حلفت لي" و"يا قمر" و"الدنيا غنت" و"كان مواعدني" وكلها من كلمات محمد الحسيني، "انت جيت" كلمات عبد الرحمن عمر. وغنت المطربة دنيا زاد في عام 1947 "بعت لك سلامين" و"الورد في البستان" وهما من كلمات عبد الرحمن عمر. وغنت المطربة ثريا علام في عام 1954 "ولا كان ع البال" كلمات محمود الكمشوشي و"اسمك مكتوب" كلمات رشدي عبد الرحمن. وغنت المطربة عواطف شريف "يا نسيم اسكندرية" كلمات رزق حسن. وغنى المطرب حميدة موسى "يا مرحى" كلمات أحمد فهمي، "يا محيرين العين" و"صبايا ملاح" و"يا ضيف المسلمين" وكلها من كلمات عبد الرازق ضيف الله، "مأذون الحي" كلمات عبد الحليم موسى. وغنت المطربة نسمة "أحلى ابتسامة" كلمات محمد الحسيني، "أول معاد" كلمات أحمد طه. وغنت المطربة فايزة زين "يا ليل يا ليل" كلمات محمد الحسيني. وغنت المطربة إكرام "الدنيا الحلوة" كلمات كامل حسني، "ودا اسمه كلام" كلمات وديع ميخائيل، "ابن عمي" و"المهر غالي" وهما من كلمات محمد مكيوي. وغنت المطربة رسمية إبراهيم في عام 1956 "عهود النيل" كلمات محمد الحسيني. وغنت المطربة زينب عوض الله "تعيش مصرنا" كلمات علي حسن حمودة، "اللي باعوك" كلمات عبد الله حسن محمود. وغنت المطربة انتصار مجدي في عام 1989 "زي العصافير" كلمات فوزي السعداوي. وغنت المطربة سامية عبد المعطي "الليل حنان" كلمات عباس الخويسكي. وغنت المطربة سهير خليل "ألف سلامة" كلمات محمد مكيوي 

وغنى المطرب يوسف عوض في عام 1954 "منديلك المشغول" كلمات طاهر العامري و"بحري" كلمات رزق حسن، وفي عام 1956 غنى له "ورد الربيع" كلمات محمد الحسيني و"فرحة رمضان" كلمات حمدي مصطفى، وفي عام 1958 غنى "في محرابك" كلمات كامل حسني و"بنت الأصول" كلمات أحمد طه. وغنى المطرب سعيد حسن "الدنيا غنت" كلمات محمد الحسيني و"يا ريت ما كان" كلمات عبد الحميد محرز. وغنى المطرب محمد نعيم "قلبي اللي هواك" كلمات عبد الرحمن عمر و"وداع رمضان" كلمات عيد النخيلي. وغنى المطرب عبد القادر حلواني "عربان البيد" كلمات أحمد فهمي. وغنى المطرب محمد سلامة "الماضي راح" كلمات كامل حسني. وغنى السيد حسني "السمر الملاح" كلمات أحمد السمرة. وغنى المطرب عبد الرزاق إبراهيم "أجمل غنوة" كلمات كامل الإسناوي. وغنى المطرب عزت عوض الله "ع السد العالي" كلمات حسين السيد. وغنى المطرب مصطفى يحيى "يا بلادي يا غنيوة" كلمات عبد الله حسين. وأنشد المطرب سمير سلام "مشتاق يا رسول الله" كلمات محمد مكيوي. وغنى المطرب أسامة رؤوف في عام 1992 "جميل يا ليل" كلمات فوزي السعداوي، وفي عام 1993 "أنا متفائل" كلمات عبد المنعم كاسب. وغنى الفنان سعيد طلبة "الدنيا الحلوة" كلمات عبد المنعم خوجة. وغنى المطرب حسن عبد العزيز "وحشاني ضحكتك" كلمات محمد عبد الحليم سليمان. وغنى عمرو محمود "دنيا وردية" كلمات عبد المنعم كاسب، وكان ذلك في عام 1997 

تتميز ألحان محمد عفيفي بامتزاج الشجن بالروح المصرية الخالصة التي تنبعث من جمله الموسيقية. واستمر مشواره الفني أكثر من سبعين عاماً قدم خلالها العشرات من الأصوات المعروفة في تاريخ الغناء المصري، من بينهم كارم محمود وفايد محمد فايد وعزت عوض الله وإكرام 

عُرف محمد عفيفي في الوسط الفني برعايته للمواهب الشابة، سواء في مجال اللحن أو في مجال الغناء، واستمر عطاؤه في هذا المجال منذ عام 1954. انتقل عام 1964 من حي محرم بك إلى منزله بحي العصافرة بحري مع أسرته المكونة من زوجة وبنتين وولدين. وفي عام 1967، أنشأ كورال سيد درويش الذي ظل يقدم عروضه الفنية ربع قرن من الزمان وبدأ بتحفيظ تراث سيد درويش الموسيقي. كما أنشأ فرقة الموسيقى العربية بقصر ثقافة الحرية التي كان هدفها الأساسي الحفاظ على تراث الموسيقار سيد درويش والشاعر محمود بيرم التونسي أبناء الإسكندرية 

وقد عيّن محمد عفيفي مشرفاً على شعبة الموسيقى والغناء بمحافظة الإسكندرية، كما اعتمد أستاذاً للموسيقى الشرقية بوزارة الثقافة، وهو أول من قام بتدريس الموسيقى بأول مركز افتتح للجامعة الشعبية ومعهد الموسيقى العربية بالإسكندرية بين عامي 1946 و1964. وقدم جميع ألحان مهرجان ثقافة الطفل الذي عقد بالإسكندرية في السبعينيات، وقدم للإذاعات المصرية المختلفة أكثر من سبعمائة لحن وعشرة أوبريتات منها: "استعراض الزهور" إخراج محمد محمود شعبان، "السوق" إخراج مدحت مرزوق، "مصباح علاء الدين"، ولإذاعة الإسكندرية أوبريت "موكب الزمان" إخراج حافظ عبد الوهاب و"رحلة إلى العجمي" إخراج مدحت مرزوق. كما وضع الموسيقى التصويرية للعديد من المسرحيات منها "الفتى حمدان" و"الوصية"من إخراج حسن عبد السلام

حصل محمد عفيفي على كثير من الجوائز، وكرمته مصر في مناسبات عديدة، فحصل على تذكار من الرئاسة العامة لرعاية الشباب عام 1968، ووسام لجنة الفنون والآداب عام 1970، وجائزة الجدارة في عيد الفن والثقافة عام 1979 بترشيح من نقابة المهن الموسيقية، ووسام الاتحاد العام للشركات في عامي 1987 و1988، ودرع الذكرى المئوية لميلاد فنان الشعب سيد درويش عام 1992. ونشرت وزارة الثقافة جانباً من حياته وأعماله في كتاب باسم "أعلام الإسكندرية" ضم شخصيات بارزة أخرى أحبوا المدينة وتمسكوا بها بعيداً عن الأضواء 

كما حصل على العديد من شهادات التقدير منها: شهادة تقدير من وزارة الثقافة في مسابقة الموسيقى والغناء عام 1971، شهادة تقدير من محافظة الإسكندرية لخدمته للحركة الثقافية والفنية بالإسكندرية عام 1976، شهادة تقدير من قصر التذوق الفني بسيدي جابر في حفل تكريم الرواد للإبداع المتميز عام 1998، شهادة تقدير من ركن محبي موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب لجهوده المبدعة في مجال الموسيقى والغناء عام 2001 

وافته المنية في 18/1/2003، رحمه الله 

المصادر:

• صفحة الموسيقار محمد عفيفي على الفيسبوك

• بعض حلقات سهرة "ألحان زمان" إعداد المؤرخ الموسيقي محمود كامل وتقديم الإذاعية القديرة هالة الحديدي