بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ورحمه الله للعالمين نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وجعلنا معهم برحتك وجودك يارب العالمين ، اللهم ياربنا لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد انت قيوم السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت الحق ووعدك حق ولقاءك والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا أتباعه وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا أجتنابة اللهم أهدنا لأحسن الأقوال والأعمال والأهواء الذى لا يهدى لأحسنها إلا أنت وأصرف عنها سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت اللهم وفقنا لما تحب وترضى وأهدنا إلى البروالتقوى أجعل القرآن العظم ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وجلاء هموننا واحزننا اللهم اللهم ماذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا ارزقنا تلاوتة آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذى يرضيك عنا وأجعله لنا حجة يارب العالمين .
حياكن الله حبيباتى إن شاء الله اليوم نكمل تدبرنا لسورة يوسف عليه السلام ، وكنا فى الأسبوع الماضى قد تحدثنا عن السورة فى سبب النزول ثم بدأنا فى قصة يوسف عليه السلام وتعلمنا منها ثم بعد ذلك وصلنا إلى أن سبحان الله بدأ يوسف عليه السلام يكون عزيز مصر، وحدث أول لقاء يوسف عليه السلام بأخوته ، وأن شاء الله اليوم نكمل باقى السيرة بإذن الله ونقف عند بعض الآيات لنتعلم ونتدبر ، الأصل ليس سرد القصة ولكن للتعلم منها ، فما وضعها الله سبحانه وتعالى فى القرآن وجعلها سورة متكاملة بقصة إلا ليوصل لنا المعانى والمفاهيم من خلالها ، فهناك سبحان الله معانى كثيرة أستخلصنها من السورة ، أولها كما قال سبحانه وتعالى إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) هذا هو المحور الرئيسى فى السورة ، أن الإنسان يتقى الله سبحانه وتعالى ، فالمسلمة تتقى الله وتتقى وتصبر وتعلم أن الله سبحانه وتعالى لن يضيع أجرها ، ليس فقط فى الآخرة وهى سبحان الله هى غايتنا ، لكن حتى فى الدنيا أنه من يتقى ويصبر فأن الله لا يضيع أجر المحسنين فسورة يوسف جاءت لتوضح سورة هود قبلها فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) يبقى الثبات على طاعة الله سبحانه وتعالى بدون طغيان أو ظلم أو تكبر بالطاعة التى منّ الله علينا بها ، فما هى جدارة من أنفسنا لكنه فضل الله سبحانه وتعالى يعطيه من يشاء فكيف أن أتكبر أو أتضجر بنعمه أعطانيها الله سبحانه وتعالى ,ولكن أستقم.. أبقى على أستقامة وتقوى ، هذا المعنى ترسخه وتؤكد عليه سورة يوسف عليه السلام ، المعنى الثانى أن الله يعلم نحن لا نعلم ، الله يعلم وأنتم لاتعلمون ولهذا سمينا الدرس ثقي في تدبير الله واصبري ولا تيأسي الله سبحانه وتعالى يعلم ، وهدف السورة هو أن يعلمنا الله سبحانه وتعالى أن تدبيره للأمور يختلف عن النظرة البشرية القاصرة ، والأحداث فى السورة غريبة ، أمور تحدث بعدها أمور ليس بتصورنا نحن تؤدى إلى بعضها ، كما قلنا في أول السورة ولد محبوب من والده هذا الأمر فى ظاهره جيد ولكن نتيجه هذه المحبة كانت غيرة أخوته و إلقائه فى البئر , ومع ان إلقاء يوسف عليه السلام فى البئر يبدو فى ظاهره امر سيئ ، أكيد لو أى حد منا حصله أمر زى دة أكيد هو أمر سئ نحن نراه هكذا ، لكن نتيجة لهذا الألقاء أن يوسف عليه السلام أصبح فى بيت العزيز وصار يتعلم كيف تدار الأمور ويتعلم يأخذ تعليم عالى ما كان سيأخذه فى بيت أبيه ، يتعلم من أبيه نعم الدين ولكن العلم الذى ألم به ليس فقط علوم شرعية ولكن علوم أخرى ، كل علم فيه فائدة للمسلمين وفيه عزة للمسلمين وفيه يصبح المسلمين هم القادة لهذا العالم ولهذه الأرض ، بمعنى آخر كل علم يعزز ثبات المسلمين على الأرض هو علم شرعى ، يعنى نحن مفهومنا للعلم دائماً أنه تفسير وقرآن وفقة وشريعة وربما حتى اللغة العربية من أجل القرآن ، كل هذا مهم لم يختلف أحد على أهميته لكن ليس بهذا وحده لابد ان يكون هناك علماء متخصصون فى أنواع العلوم المختلفة فى الكمياء ، فى الفيزياء ، فى علوم الفضاء ، لازم يكون فى أطباء وأن لماذا أمرنا النبى صلى الله عليه وسلم بالتداوى وتعلم العلم ، فسبحان الله يعود يوسف عليه السلام ظاهر الأمر أن القاءه فى البئر أمر سيئ لكنه أدى لأن يتعلم علوم علمية وعلوم إدارة ، وعلوم تجارة مهمة جداً ما كان يستطيع أن يكون بعد أربعين سنة أن يكون عزيز مصر بدون أن يتعلم هذه العلوم ، فأنظرى لتدبير الله سبحانه وتعالى الآن أصبح يوسف عليه السلام فى بيت العزيز ، طيب هذا فى ظاهرة أمر جيد تربى تربية كأنه ابن العزيز وتدرب على أمور كثيرة ، لكن نتيجة هذا أنه ألقى فى السجن ، طب أصبح فى السجن ، وجودة فى السجن أمر غاية فى السوء لكن نتيجة هذا السجن كان تعينه منصب عزيز ، الله يعلم وأنتم لا تعلمون ، هذا معنى ترسخه السورة وتؤكد عليه بقوة ثقى فى تدبير الله لأنه هو الذى يدبر الأمور ، وهو الذى يرى ما لانرى ويعلم مالا نعلم سبحانه وتعالى ، والله سبحانه وتعالى يخبرنا من خلال القصة أنه هو الذى يدبر الأمور وقد تكون نظرة الإنسان للأحداث أنها سيئة لكن هذه النظرة قاضبة عن أدراك تدبير الله سبحانه وتعالى وحكمته فى قضاءة ، النقطة الثالثة التى أكدت عليها السورة أننا إماء الله سبحانه وتعالى وعبيدة وبالتالى لأبد أن يكون هذا المعنى حاضرٌ أنا أمة الله وأنتى أمة الله ، وبالتالى ما دام الأمر كذلك ، مادمنا عباداً لله فعلينا أن نتفرق من منطلق هذه العبودية ، ما معنى أن نتفرق ؟ الإنسان يمر بحياته كما قولنا بأمر من أثنين أما رخاء وأما شقاء ، مافى إنسان إلا يمر بشئ من الأثنين ، مافى إنسان عاش حياته كلها فى الرخاء ، ولا عاش حياته كلها فى الشدة ، هو الإنسان بين هذا وذاك ، اليوم صحيح وغداً مريض ، اليوم غنى بعد أيام أو بعد شهور أو بعد لحظات يبقى فقير ، هو فقير يصبح غنى ، الدنيا هكذا سبحان الله ، طيب كيف يتصرف الإنسان فى هذه الحياة وهو مبتلى بالرخاء ومبتلى بالشدة ؟ يتصرف من منطلق عبوديته لله سبحانه وتعالى ، فإذا أبتلى بالرخاء صبر ، وإذا أبتلى بالشدة صبر ، هذه نقطة أخرى تؤكد عليها السورة ورأينا فى الأسبوع الماضى ونكمل أن شاء الله هذا الأسبوع كيف كان تصرف يوسف عليه السلام فى رخائه وفى شدته ، ورأينا الشدة أكثر فى الفترة السابقة ، لكن ربما اليوم أكثر تضح معالم شخصية يوسف عليه السلام فى رخائه ، كما هو عبد لله سبحانه وتعالى ولهذا قال ألحقنى بعبادك الصالحين فى نهاية السورة ، هو مازال عبد لله سبحانه وتعالى ويتصرف من هذا المنطلق وهذه نقطة هامة جداً ، فسورة يوسف عليه السلام هى قصة ثبات الأخلاق فى حالتين ، فنراه فى الشدة صابراً لا يفقد الأمل ولا ييأس ، ونراه فى فترات الرخاء متواضعاً يشكر الله عز وجل ، طيب هذه نقاط أساسية فى السورة ثقى فى تدبير الله ، أصبرى لا تيأسى هو يعلم ونحن لا نعلم ، وهو سبحانه وتعالى يجرى الأمور كما يشاء ويدبرها كيف يشاء ، المطلوب منا الصلابة ثقة ، داخل فى الثقة تقوى أنى أستمر على الأستقامة وأصبر وأمل ، طيب هذه السورة وكل القرآن لما نزل على النبى صلى الله عليه وسلم كان ينزل يناسب الحال ، وألا لكان نزل القرآن كله جملة واحدة ، ولكن قول الله سبحانه وتعالى كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ، يعنى علل الله سبحانه وتعالى عدم نزول القرآن جملة واحدة ، وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فقال الله سبحانه وتعالى كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32 وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) سورة الفرقان الآيات 31:33 ، أذن القرآن ينزل بما يناسب حال النبى صلى الله عليه وسلم ، كما سنعلم بعض القرآن نزل سورة متكاملة لكن أغلب القرآن كان ينزل آيات متفرقة ثم يأمر جبريل عليه السلام النبى صلى الله عليه وسلم بأن يضع هذه الآيات فى مواضعها فى سورةً بعينها ، يعنى السور من عند الله ، أسماؤها ، ترتيبها كله من عند الله سبحانه وتعالى ، طيب سورة يوسف نحن قلنا أنها نزلت فى العهد المكى وفى أكثر الأوقات صعوبة على النبى صلى الله عليه وسلم وقبل الهجرة بحوالى سنتين قبل الهجرة ، فما مناسبة هذه السورة لسيرة النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك الوقت ؟ السورة كما قولنا نزلت لأشتداد البلاء على النبى صلى الله عليه وسلم فنج هناك سبحان الله علاقات بين السورة والسيرة فى هذه الفترة التى نزلت فيها ، فيوسف عليه السلام أبتعد عن أبيه والنبى صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه السورة فى السنة العاشرة من بعثته كان قد فقد عمه أبو طالب والسيدة خديجة رضى الله عنها هذه واحدة ، كأن الله سبحانه وتعالى يقول له لست أول ولا آخر من فارق أحباب له أو أشخاص كانوا يمثلون المؤاذرة والتأييد والقوة بالنسبة له ، فيوسف عليه السلام فقد أبيه كما أنت فقد أبو طالب هو بالنسبة له أبو طالب يعتبر ولى امره منذ صغره ، ويوسف عليه السلام لما فقد أبيه فقد أيضاً الجانب الروحى والإيمانى ، كما فقد النبى صلى الله عليه وسلم زوجته التى كانت تؤاذرة من الناحية الداخلية ، أبو طالب كان يرفع عنه أذى المشركين لكن السيدة خديجة كانت الؤاذرة الروحانية للنبى صلى الله عليه وسلم هذه واحدة ، طيب الأمر الثانى يوسف عليه السلام ترك فلسطين بلد أبيه وذهب إلى مصر وعاش فى الغربة والنبى صلى الله عليه وسلم بعد حوالى سنتين من نزول السورة سيترك مكة ويهاجر إلى المدينة وكان هذا الأمر فيه تأهيل نفسى للنبى صلى الله عليه وسلم بالهجرة وتأهيل للأوقات الشديدة التى سيواجها النبى صلى الله عليه وسلم ومعه الصحابة فى حياتهم لأنها سبحان الله تبين كيف يمكن للإنسان أن يمر بأوقات صعبة فى حياته ، يوسف عليه السلام مر بأوقات كثيرة صعبة ، أيضاً يعقوب عليه السلام مر بأوقات صعبة لفقد ولده يوسف إلى فقد ولده الثانى ، لاحظى هو فقد يوسف عليه السلام وبعد ذلك لما خرجوا بالأبن الثانى وما عادوا به بقى أيضاً الأبن الأكبر قال ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ ما أستطاع أن يعود ففقد يعقوب ثلاثة من أبنائة ، والسورة فيها كثير من آيات تعبر عن الحزن ، ولهذا يقول عنها العلماء ما قرئها محزون إلا فرج عنه ، لأن إناس تتحدث عنهم السورة أو القصة مروا بأوقات صعبة محزنة لكن سبحان الله جاءت النهاية سعيدة فى نهاية القصة يوسف عاد لأبيه ، المشاكل التى كانت موجودة أختفت ، يوسف عليه السلام أبتلى فى السجن خرج ، أبتلى بتهم باطله وظهرت براءته بعد ذلك .... وهكذا وهكذا ، ولهذا قال عنها العلماء أنها ما قرءها محزون إلا فرج عنه ، والسورة أكدت كما قولنا فى الأسبوع الماضى على يوسف عليه السلام كأنسان لم تتحدث عن رسالته ولكن تحدثت عنه كأنسان موحد مسلم يؤمن بالله سبحانه وتعالى ، كيف يعيش حياته ، كيف يدعو إلى الله ما حدثت عنه كنبى يأتيه الوحى ولكن كان كل الكلام فى السورة عن إنسان ، كما قولنا ذكر يوسف عليه السلام كنبى جاء فى مواضع أخرى ، لكن هذه السورة كانت تركز عن الإنسان ليكون قضوة لنا ، طب نقول هو ؤيد بمعجزات ولهذا نجح ، لا هو لم يؤيد بمعجزات لكل ما ذكرته السورة يمكن أن يحدث مع أى إنسان ، ما تحدثت السورة عن معجزات ولكن تحدثت عن إنسان نجح فى حياته بالرغم من كل الصعوبات التى واجهته فيها ، كمان السورة أكدت على أن النجاح من الله سبحانه وتعالى ، النجاح هو توفيق من الله ، ومن عظمة هذا النبى الكبير أنه نجح فى حياته ووصل إلى أعلى المناصب ولم تنسيه نشوة النصر التواضع لله سبحانه وتعالى ونسبة الفضل لله سبحانه وتعالى ، فى نهاية القصة على لسان يوسف عليه السلام رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) أنظرى حتى للكلمات يوسف عليه السلام كما راوه عنه الله سبحانه وتعالى رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ مش بشطرتى ، مش بذكائى ، لا أنت من أعطيتنى وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ليس لأن ذهنى متقن وذكائى حاد تعلمت وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ومنك أنا لم أوتى العلم كله ، لا يستطيع الإنسان أن يوتى كل العلم لا أحد يؤتى كل العلم لكن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إشارة إلى تدبير الله فى ملكه سبحانه وتعالى لأنه هو المدبر ، لأنه هو الذى خلق سبحانه وتعالى ألا يعلم من خلق سبحانه وتعالى ألا يعلم هو يعلم لهذا أشار ب فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ نحن نحتاج لله سبحانه وتعالى فى الدنيا وفى الآخرة ، وبعدين وَلِيِّي يعنى أبسط تعبير أو أبسط معنى لكلمة ولي اللى هو ولي الأمر ، عارفة الطفل اللى هو ليه ولي أمر يعلمه ، يربيه ، يوجهه ، لما يقع فى مشكلة هو من يدافع عنه ، فى نفس الوقت يؤدبه إذا أخطأ ، دة أبسط معنى لكلمة الولي ، وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ بردة إشارة لتدبير الله سبحانه وتعالى تَوَفَّنِي مُسْلِمًا أنا مش عايز حاجة من الدنيا غير أنى أطلع منها مسلم وكلنا نرجو ذلك ، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحسن خاتمتنا وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ أنظرى لكلمة أَلْحِقْنِي وكأن الصالحين سبقوه وهو يريد اللحاق بهم فواضح جداً التواضع ، وسبحان الله إنسان منقاد تماماً لله سبحانه وتعالى ، ولهذا نجح يوسف عليه السلام فى إمتحان الضراء بالصبر والأمل ، ونحج فى إمتحان السراء بالشكر والتواضع لله سبحانه وتعالى ، الآن نعود للقصة لأخوه يوسف كان آخر شئ لما جهزهم بجهازهم وتلاحظى فى السورة أنه أحياناً أو هى وردت مرتين مرة وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ والمرة الثانية فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ ، لماذا فى المرة الأولى قال وَلَمَّا وفى المرة الثانية قال فَلَمَّا وأيضاً فى وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ ، وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ ، تجدى أحياناً بالواو وأحياناً بالفاء فسبحان الله لماذا؟ يقول العلماء : أن الفاء تعبر عن السرعة يعنى فى سرعة فى التنفيذ ، وَلَمَّا تعطى معنى التراخى هناك بعض البعض ، فشوفى فى سورة يوسف عليه السلام فى المرة الأولى هو المفروض أنه ماصدق أنه لقى أخواته وفرصة بسرعة أنه يعمل كل حاجة ، لكنه كان بيحاول أن الأمور تمشى طبيعيه علشان كدة جات وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ فهنا واضح أن الواو هنا عبرت أن كان فيه ظنن ، لأنه أول مرة يأتون مصر ويوسف عليه السلام كان لازم يبدو أنه بيجمع عنهم معلومات وهذا ما يفعل مع كل من يأتى ، جمع المعلومات وبعدين العرض وبعدين المقابلة وبعدين أنه أعطاهم الكيل وهكذا وتجدى الواو عبرت ، فى المرة الثانية الآن جاء أخو يوسف الشقيق مع باقى الأخوة كما طلب يوسف فى المرة الأولى ، وقال الله سبحانه وتعالى وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ سبحان الله وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ فتشعرى بردة هنا الواو فيها تعبير عن الزمن الأمور كانت ماشية بهدوء لكن فى المرة الثانية بعد ماجاء الأب والأخوة فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ المرة الثانية الشوق وخلاص بقى عارفين يوسف عليه السلام ،والأب عاد والأخوة فجاءت الفاء للسرعة دلاله على سرعة الفعل نتيجة شوقه الشديد وإرادة جمع الأهل جميعاً سبحان الله ، فسبحان الله حرف أعطى معنى مختلفاً وحبيت أعلق على هذه النقطة لتستوعب الحافظات لسورة يوسف فى ضبط الحفظ ، أنه أحياناً إنسان يشك أنه هنا فَلَمَّا ولا وَلَمَّا فأرد أن أعرض على هذه النقطة لبيانها ، بعد كدة فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ بردة الفاء عبرت عن شوق يوسف يعنى الخطوة دى هيرجعوا ومعاهم الأب وهو مرتب لذلك ، طيب نجى عند نقطة فاكرين إحنا الأسبوع الماضى قولنا لماذا تصرف هكذا يوسف عليه السلام ، قلنا أنه كان ممكن يحبسهم مباشرةً ويعاقبهم على مافعلوا وهو عنده السلطة وحقه ، هم فعلوا جريمة وهو يعلمها ويحاسبهم عليها لكنه لم يفعل لماذا؟ لأنه فى عفو ، لأنه لايكون أنتقام ، الإنسان فى فرق بين العفو وبين الأنتقام ، ليس فى الإسلام أنتقام إطلاقاً ، مافيش حاجة فى الإسلام أسمها أنتقام فى الإسلام ، الإنسان ينتقم لنفسه ، لا ، فى حق وعدل وفى عفو وصفح ، ولكل واحد يختار لنفسه المرتبة يريدها لنفسه ، فكان هناك سؤال المرة السابقة وهو لماذا لم يعرفهم بنفسيه ؟ لأنه لا يريد الأنتقام لنفسه ، فهذا يفكرنا بموقف علي ابن أبى طالب رضى الله عنه وأرضاه فى أحد المعارك الإسلامية أوشك أن يقتل مشركاً أوقعه على الأرض والسيف خلاص سيقتله فبثق الرجل على وجه علي ابن أبى طالب فتركه ولم يقتله فتعجب المشرك ، وقال أنت كنت على وشك قتلى ولما بثقتُ عليك تركتنى ، فقال كنت سأقتلك لله فلما بثقتُ على وجهى أردُ أن أقتلك لنفسى فعفوت ، أصبحت له الآن ينتقم أو يعفو لا يعفو ، فهذا المعنى مهم جداً فالإنسان إذا كان لله يغير لما يكون لنفسه ، ولهذ لم يتصرف معهم يوسف هكذا ولم يخبرهم بنفسه لأنهم كانوا ممكن لا يعودوا خشيةً أن الأب يعرف ، نعم يجب أن يقاومهم بالتى هى أحسن ، فلو عرفهم بنفسه ربما لا يعرفوا أبيهم شيئاً ولا يعودون وينتهى الأمر ويوسف عليه السلام لن يستطيع أن يصل لأباه فهو لم يذكر الطريق فهو كان صغيراً عندما خرج فلا يعرف طريق العودة ، ولا يعرف كيف يعود لأهله ، طيب لماذا أخذ كل هذا الوقت هذا أيضاً من ضمن الصبر لأنه يريد أن يقومهم ويصلحهم ، كيف ؟ يذيقهم من نفس الكأس الذى أذاق أباهم وألموه بها ، ماذا فعلوا بأبيهم حرموه من يوسف ، ماذا فعلوا بعد ذلك لما حتى بعد قليل قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ أتهموا يوسف بالزور وهما مش عرفينه ، فأتهموه أتهام غير صحيح ، الآن أيه اللى هيحصل ! اللى هيحصل بعد ذلك أنهم هيفقدوا أخوهم ويتوجعوا ، لأنهم المرة دى فقدوة من غير ترتيب منهم ، فى المرة الأولى فقدوا يوسف بس بمزاجهم وألقوة فى البئر ، لكن فى المرة الثانية الأخ الأصغر لم يستطيعوا أن يعودوا به وفقدوه ومش قادرين يعملوا حاجة دى واحدة ، بعد كدة لما هيرجعوا للأب يعقوب عليه السلام هيتوقعوا أنه مش هيصدقهم وحتى هيقولوا وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) هما المرة دى صادقين بس مش مصدقهم يعقوب عليه السلام مش مصدقهم ، ويوسف عليه السلام أراد أن يربيهم بهذه الطريقة أن هما نفس الأخطاء اللى عملوها يحصل معاهم فيشعروا بالندم والألم لما فعلوا ، تعالوا نشوف خطة يوسف عليه السلام كيف حدثت لما جاء أخيه الأصغر أواه إليه وعرفه بنفسه وبعد ذلك وضع السقاية فى رحل أخيه ، والسقاية هى إناء الشرب ويبدو أنها كانت من معدن نفيس أو شيئ من هذا القبيل ووضعها فى إناء أخيه ، ولما بدأوا هيخرجوا ويتركوا مصر أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) فتهموا كلهم بالسرقة وهم أبناء نبى ، صحيح هما أخطؤا فى موضوع يوسف لكن هما وقتها قالوا فنتوب ونكون من الصالحين ، يعنى هما لما فعلوا مافعلوا مع يوسف عليه السلام كانت نيتهم هنتوب والموضوع هيخلص وهنكون من الصالحين ، فهما فى الآخر سيرتهم أما أنفسهم أنهم أناس كرماء فكيف يتهموا بالسرقة ولهذا قالوا قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) دا إحنا أبناء نبى قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75) ، يعنى ايه جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ أى جزاءة فى شرعنا وفى عرفنا ، اللى هما مين ، اللى هما أبناء يعقوب عليه السلام ، أيه الجزاء عندهم ، أن من سرق وثبتت عليه التهمة يصبح عبد للذى سرق منه ، علشان كدة قالوا كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ وفجأة بدأ بأوعيتهم علشان تكتمل الخطة قبل وعاء أخيه ثم أستخرجها من وعاء أخيه ، وقال بشرعهم أنتم قلتم ، يوسف عليه السلام عارف أنهم هيحكموا بذلك لأنه عارف شرعهم ، فأصبح الأخ الأصغر من وجهة نظرهم عبد ليوسف عليه السلام ولا يستطعيون أخذه منه ، قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ طبعاً يوسف عليه السلام لن يوافق قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79) مكمل معاهم سبحان الله وبمنتهى المنطقية ، هما مش لاقين حل ، وحاولوا وبعد ذلك قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) هذا الأخ الأكبر ما أستطاع أن يواجه أبيه لفقد الأخ الثانى ما أستطاع أن يوعد ، أشتدت الأمور أكثر على يعقوب عليه السلام ، لما عاد باقى الأخوة أصبح فاقد لثلاثة من أبنائه ، لا يعرف ماذا يفعل ، أنظرى لحال يعقوب عليه السلام ولشدة قسوة قلوب أبنائه تشرح لنا ذلك بشكل واضح جداً قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) ، الآيات لا تحتاج لشرح ، الآيات واضحة جداً فى التعبير عن حزن يعقوب عليه السلام وفى قسوة أبنائه ، ماهذه القسوة ؟ هل ممكن الغيرة تولد كل هذا ؟ هل ممكن أن الإنسان بغيرته يكون بهذه القسوة وهو ابن نبى ؟ سبحان الله بكل أسف أحداث السورة تؤكد على ذلك ، نعم الغيرة تحرق القلوب وتفتح أبواباً للشيطان ، والشيطان من النار ، والنار تأكل كل شئ ، كل شئ ممكن أن تأكله النار ، لهذا نقطة هامة ونؤكد عليها مسألة العدل بين الأبناء لهذا ليس أتهاماً ليعقوب عليه السلام ولكنه أخذُ بالأسباب ، يعقوب عليه السلام ربنا سبحانه وتعالى قال وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ ، فما يروى بأنه كان يحبه أكثر وكان يظهر ذلك ، سبحان الله لا دليل عليه ، ولكنه سبحان الله قلبى يكون معلق فيمكن يظهر علي الإنسان بعض الميل ، لكن الذى أتحدث عنه بالنسبة لنا نحن مع أبنائنا مسألة العدل والتى أكد عليها النبى صلى الله عليه وسلم العدل مع الأبناء بشكل عام ، العدل مع الأبناء من الجنسين أحياناً بيكون فيه تمييز للأولاد عن البنات وأحياناً بيكون العكس ، فالعدل وأهميته وأحاديث النبى صلى الله عليه وسلم كثيرة فى هذا الأمر ، مسألة العدل لأنه صلة الرحم هامة جداً وإذا حدث مشكلة بين الأخوة فى الصغر بسبب الغيرة فأكيد فى الكبر هتبقى قطيعة ، ومعنى أنه إذا لم أعدل بين أبنائى فأنا أوصل لقطع الرحم فهذا أمر هام للغاية ، الأمر الثانى أنا مع أخوتى أحاول التغلب على الشعور بالغيرة فأنا ممكن أشعر أن الوالد أو الوالده يحب هذا الأخ أكثر أو هذه الأخت أكثر وربما حتى يكون فيه ظلم فى المعاملة نقول ذلك جدلاً نحتسب الأمر عند الله سبحانه وتعالى ويظل البر للأم والأب بر الوالدين ويظل صلة الرحم بين الأخوة والأمر يكون فيه جهاد لكن نركز على هذا الأمر، بدل من أن الأنسان يشعر بالغيرة نوجهها اتجاه آخر أتجاه إصلاح ، يعنى إذا شعرت أن الوالدة مثلاً تفرق أختى عليا فرضاً أكيد هذه الأخت تميزت بأمور خلينى أتعلم منها بدل ما أغار منها أتعلم منها هى كيف وصلت لهذه المحبة ، دا إذا حدث وكان هناك ظلم ، أحياناً بقى أحنا اللى بتصور أشياء ونكون حساسين أكثر من اللازم ، فيحاول سبحان الله الإنسان أن يتغلب على نفسه ولا نترك هذا المدخل للشيطان ونخلى الأصل هو بر الوالدين وصلة الرحم ونستعيذ بالله سبحانه وتعالى من أى مداخل للشيطان ، هذه كانت نقطة هامة كان علينا أن نعرض إليها ، وسبحان الله تأتى للآيه التاية مباشرةً بعد ما حزم يعقوب عليه السلام الأمر مع كل هذا الحزن وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) مع كل هذا الحزن فى أمل ؟ اه ، أحنا للأسف لو هذا الموقف بيروى قصة رجل فى حياتنا الآن وكل اللى حدث دة إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي سيكون يائس ، فاقد يوسف عليه السلام أربعين سنة ولسة عنده أمل أنه يرجع ؟ نعم ، يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ليه إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) الكافرون ييئسون لأنهم لا يعلمون إلا قوانين الدنيا ، لكن الله سبحانه وتعالى من يعرف الله لا ييأس وهنا التأكيد على الأمل فى أصعب المواقف ، وفى أحزن المواقف ، وفى أكثر المواقف آلاماً لابد أن هناك ألم ، لأن من يعرف الله سبحانه وتعالى لا ييأس أبداً ، لأن الله سبحانه وتعالى قال إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ سبحانه وتعالى ، الآن آخر مرة أخوة يوسف يلتقون به وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) يعنى مش عرفينه ، آخر مرة المرة التى سيعرفهم يوسف عليه السلام بنفسه ، تعالى نسمع كيف روى لنا الله سبحانه وتعالى هذا المشهد لنعرف كيف عرفهم يوسف بنفسه الان فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) هذا ما قوله والآيه واضح جداً الأسلوب ، الأسلوب تحسى أنه كل الكبر اللى كان موجود وقع لدرجة أنه فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ يعنى يوسف عليه السلام شعر فى هذه اللحظة أن الأمر يتحول إلى أنهم يفقدوا عزتهم بأنفسهم ، وعند النقطة دى لازم نقف العزة هى أهم شئ يتحلى بها المسلم لأن أحنا فى الآخر ربنا أسمه العزيز ، من أسمائه الحسنى العزيز ونحن إماء العزيز سبحانه وتعالى وعزيز العزيز وبالتالى لابد أ، يكون فيه عزة ولما أريد أن أعلم أو أوجه أو أُربى يبقى بالحفاظ على هذه العزة فيمن هو تحت يدى ليس معقولاً أبداً ولا مقبول لحال من الأحوال أنه علشان أعلم أبنى شئ أو أربيه أهينه إلا الأهانة إلا الذل لأن الإنسان إذا فقد عزته يبقى خلاص مش هينفع ، فاكرين بنو إسرائيل مع موسى عليه السلام فى وقت فرعون رأوا من المعجزات مالا حدود لها وناجهم الله مرة ورا مرة ورا مرة لكن فى الآخر منفعش يدخولا بيت المقدش منفعش يدخلوا الأرض المقدسة ومنفعش هما اللى يحرروها ليه ؟ لأنهم أصبحوا إذلاء ، إذا الإنسان فقد عزته خلاص لأن فرعون ذلهم ففقدوا العزة فامنفعوش ، وبالتالى لو أنا هربى ، لو أنا هعلم يبقى لازم أحافظ على العزة ، لو القدامى فقد عزته يبقى مش هينفع فيه أى حاجة ، علشان كدة يوسف فى اللحظة دى يوسف عليه السلام عرفهم بنفسه فى اللحظة دى ، وعلشان كدة بردة النبى صلى الله عليه وسلم لما كان يصحح أى موقف أو يوجه أحد المسلمين كان يوجه بأسلوب عزيز بدون إهانه دى نقطة هامة للغاية ، يعنى ما سمعنا أبداً أنه ضرب أحد ليعلمه أو ليصلحه والسيرة مليئة بالمواقف سبحان الله ، مثل كان هناك أحد الصحابة فى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم جلست مجموعه من النسوة لا أذكر ماكانوا يقومون به بالظبط لكنه وقتها كان فى بداية سن الشباب وجلس معهن وسبحان الله دخل النبى صلى الله عليه وسلم فوجد هذا الفتى جالس قريب من النسوة أعجبه حديثهن لا أذكر ما سبب يعنى فالنبى صلى الله عليه وسلم سأله يعنى نظر إليه فأستغرب وجودة هنا والمجموعه كلها نسوة فقال أنه يبحث عن عقال ناقته فالنبى صلى الله عليه وسلم فهم الأمر لكنه لم يرد أن يؤلم هذا الفتى أنا لو ابنى لقيته بيعمل حاجة غلط مثلاً بيتفرج على التليفزيون وبتفرج على حاجة مثلاً مش أتفقنا أننا مش نتفرج عليها فرضاً مثلاً ودخلت أول ما دخلت قلب القناة واجى أقوله بتتفرج على ايه يقولى مش بتفرج على حاجة انا بتفرج على الأخبار أو أى حاجة أجى أقوله أنت كذاب أنت بتتفرج على الحاجة الفلانية على طول هعرية وهألمة ، لا النبى صلى الله عليه وسلم مش بيعمل كدا ، كان ممكن يقوله كدا فى ساعتها على طول لكن النبى صلى الله عليه وسلم مش عمل كدا لأن لو عملت كدا أنا قطعت وكسرت اللى بينى وبين طفلى ألمته أهنته وبالتالى لن يسمع لى هو يبقى شاعر أنه مش عايز يحط عينه فى عينى خلاص فى حاجة فى النص وقفت بينا ، لا بلاش المواجهه لحد القوة دى ، النبى صلى الله عليه وسلم مش عمل كدة لكنه كل ما يرى هذا الفتى يقوله هل وجدت عقال ناقتك ويتركه ويمضى ومرة وأثنين وثلاثة ، فى المرة الثلاثة الفتى نظر فى الأرض فتركه النبى صلى الله عليه وسلم ولم يذكر له هذا الأمر ثانية ليه ؟ لأنه خلاص شعر أنه أتوجع يبقى خلاص كفاية كدة ، دى طريقة التوجيه النبى صلى الله عليه وسلم كان بيستخدمها مع أصحابه رضوان الله عليهم ، كذلك موقف الأعرابى لما كان يعلم الصحابة في المسجد ودخل أعرابي وبال في المسجد. كما في حديث أنس رضي الله عنه: "أن أعرابيًا بال في المسجد فقام إليه بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوه ولا تَزْْْرمُوه" قال: فلما فرغ دعا بدلو من ماء فصبه عليه". لا تزرموه أي لا تقطعوا بوله ، وعلم الأعرابى أن هذا المسجد ليس لأمر من الأمور لأنه مكان طاهر وأوضح له الأمر بدون إهانه وبدون تنفير ، لهذا كان موقف يوسف عليه السلام مع أخوته فى هذه اللحظة قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) دة كان زمان أنظرى فى كلمة إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ إشارة إلى أنه دة كان فى وقت كنت فيها كان فى شوية جهل فى تصرفكم إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ يعنى أنتم مش كدة دلوقت ، التعبير نفسه إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ دا كان زمان ، لست الآن على نفس هذه الحال قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) ، بعد أن عرفهم بنفسه وتفاجئوا به قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) واضح جداً من ردهم أنهم فعلاً تعلموا ، أما ما فعله يوسف عليه السلام لتأديبهم وتعليمهم فعلاً أثمر لأنهم قالوا آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا ما قالوا أنت حظك حلو والكلام الذى نسمعه فى حياتنا ولكنهم قالوا آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا أنت أفضل منا وأحنا فعلاً خَاطِئِينَ فرد يوسف عليه السلام قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) هذا طبعاً أكبر دلالة أنه سامحهم ، سبحان الله تجدى فى المقابل بع قليل كيف كان رد يعقوب عليه السلام لما طلبوا منه أبنائه أن يستغفر لهم ، الآن يوسف عليه السلام قال لهم اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا لأنه كان فقد بصره ، فسبحان الله تجدى آيه بردة فيها إشارة لإحساس يعقوب عليه السلام ، يعنى فى آيات واضح أنه لا وحى فيها وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94) ، سبحان الله فيه ريح طيبة يجندها الله سبحانه وتعالى لعباده الصالحين فهذه الريح الطيبة حملت ريح يوسف عليه السلام إلى أبيه ووصلته قبل أن يصل له ، فسبحان الله تشعرى بالإحساس المرهف فى يعقوب عليه السلام وتشعرى فى نفس الوقت بمدى قسوة أبنائة لدرجة أنه قال لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ أى تسفهون كلامى وهو نبى من عند الله سبحانه وتعالى وكانوا يسفهون كلامه كما قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) أسلوب صعب جداً منهم لكن سبحان الله ، الله سبحانه وتعالى سخر يوسف عليه السلام لهدايتهم وبأسلوبه معهم ، وهنا نرى الأعجاز العلمى فى القرآن أنه لما ألقى القميص على وجه يعقوب عليه السلام أرتد بصيراً ، الأبحاث أثبتت بعد ذلك أنه سبحان الله رائحه العرق بيكون لها تأثير بالنسبة للقرانية إذا كان حدث فيها شئ من التعتيم وبيكون ناجح جداً ، فأستخدام العرق نفسه فى علاج القرانية سبحان الله فيه إشارة هنا ، ولاحظى أن القميص لما وضع على وجه يعقوب عليه السلام أرتد بصيراً ، الله أعلم هى كدة تعتبر معجزة خاصة ، او هو الأمر بشكل عام إشارة لهذا الأمر وأتضح بعد ذلك فى عصرنا الحالى أنه العرق يستفيدوا منه فعلاً فى علاج القرانية إنما هذه المعجزة التى وردت فى السورة لم تأتى فى معرض تمكين يوسف عليه السلام أو نجاحه ، نجاح يوسف عليه السلام لم يكن فيه معجزات ، المعجزة هنا فى عودة بصر يعقوب عليه السلام ، وهذه نقطه هامة النجاح لا يحتاج معجزات وإنما يحتاج تقوى وصبر وثقة بالله سبحانه وتعالى ، هو دة أسلوب وطريق النجاح فى الحياة سواء فى الحياة الدنيواية أو فى حياة الآخرة لكى ينجح الإنسان فى إبتلاءات الدنيا ولكى يكون إنسان نجاح بمفهوم العصرى للنجاح لابد أن يكون عنده هذه المميزات ، أنظرى بعد ذلك لختام السورة ونريد أن نقف على هذا الختام لأهميته ، الأول ختام القصة لكلمات قصيرة ليوسف عليه السلام قولنها منذ قليل رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) كانت هذه كلمات يوسف عليه السلام مباشرة بعد أن فسرت و أولت رؤياه بالفعل كما رأى فى بداية السورة الرؤيا التى راها ، والآن فى نهاية الآيه تأويل رؤياه وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا إذاً الرؤيا أولت وهى أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، الشمس والقمر هم الأب والأم والأحد عشر كوكباً هم الأخوة وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ، طبعاً هذا كان قبل بعث النبى صلى الله عليه وسلم يكون من التحية ، ولكن بعد النبى صلى الله عليه وسلم لا سجود إلا لله سبحانه وتعالى ، وأنظرى كلمات يوسف عليه السلام وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ولم يقل إذ أخرجنى من البئر ، لأنه إذا قال أخرجنى من البئر عن الله سبحانه وتعالى يبقى كدة إشارة لما فعله به إخوته لكنه قال أخرجنى من السجن لكى لا يكون تأنيباً لأخوته وفى وجود أبيه أيضاً ، وقال وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ يعنى سبحان الله كل كلماه لاتأنيب فيه إطلاقاً ولا ذكر الماضى وهذا هو الصفح الجميل الذى لا عتاب فيه فهو لم يعاتبهم خلاص أنتهى الموضوع ، ولما قالوا له قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) ، فى حين يعقوب عليه السلام لما قالوا قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي سبحان الله العلماء لهم فيها أمرين ، الأمر الأول أنه أخر الأستغفار إلى وقت السحر لأنه وقت إجابة ، الرأى الثانى أنه أراد أن يؤدبهم مش هستغفركم دلوقتى سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ، زى هذا لما يكون التعامل مع الأولاد أحيانا يعمل الولد شئ ويقول لكى سمحينى تقوليله طيب أنا مسمحاك بس زعلانة منك عرفة المعنى هذا سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي أنا هستغفر لكم ربى بس مش دلوقتى لن الجرم اللى انتوا عملتوه كان كبير جداً ف سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي سبحان الله ، الآن ختام السورة القصة خلصت وكما قولنا تردين أن تعرفى ماذا جائتك فى القصة ، أنظرى لأول الآيات بعد القصة مباشرةً ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) سبحان الله دة تعقيب من الله سبحانه وتعالى على القصة ، أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ يعنى هما سألوه عن قصة يوسف عليه السلام فالنبى صلى الله عليه وسلم ما يستطيع ان يرد وحده فلازم الوحى ومايعرف ثم تأكيد على أنه وحى من الله وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ كيف كنت ستعرف القصة دون أن نوحيها إليك يا محمد صلى الله عليه وسلم ، ما تسطيع أن ترويها لأنك ما كنت موجوداً أصلاً فى الوقت الذى يمكرون فيه ويدبرون لقتل يوسف عليه السلام وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) لا يكفى حرصى على الدعوة ، على تعليم الناس أمراً ما أنه ينفع ، لا، إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ نحن كبشر نسلك طريق الأنبياء لنا دلاله الهدايه ، هدايه الناس إلى الخير ، هداية الناس للإيمان هى من عند الله وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وفيها حاجة تانية إشارة للنبى صلى الله عليه وسلم ليس معنى أنك ستروى لهم القصة بتفاصيلها أنهم سيؤمنون تبرير لموقف النبى صلى الله عليه وسلم لما يكذبه اليهود بردة يعنى هتروى القصة وبردة هيكذبوك ، فعلشان كدة وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104) كل القرآن وبعدين بردة تأكيد للنبى صلى الله عليه وسلم على نفس المعنى وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) هما لا يحتاجون ، يعنى الإنسان فى الأصل إذا كانت فطرته سليمة لا يحتاج أن يرى معجزة بعينه ، أو أنه لما اليهود سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن القصة أن يرد عليهم لأن الكون مليئ بالآيات وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) نرى الآيات بأعيننا ولكن لا نتفكر فيها هذا هو الأعراض ، يعنى لما أرى السماء مرفوعة بلا عمد فكيف لا أعرف انه لا إله إلا الله وأن لهذا الكون خالق ، يعنى هؤلاء الملحدون كيف يفكرون هل يستطيعوا أن يعرفوا سقف منزل بدون أعمدة فكيف أرتفعت السماء على عظمتها بدون أعمدة ألا بقوة القهار الجبار سبحانه وتعالى ، ولما أرى الشمس تشرق فى كل يوم هل أتعامل معها على أنها طبيعة وأمر عادى ، كيف لا أشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة أن تشرق الشمس ، وكيف سيكون كوكب الأرض بدون شمس هل تخلينا هذا الأمر يوماً أن السماء تشرق وتشع بالحرارة وبالضوء ، ينير الله سبحانه وتعالى بها عالمنا وتدفئة ، يعنى تصورى ان كوكب الأرض إذا بعد عن مكانه أصغر مقياس للمسافة معروف أصغر من النجم إذا تحركت أقل من الملى عن مكانها بالنسبة للشمس سواءاً قرباً أو بعداً بالنسبة للأرض لو قربت بأصغر مسافة معروفة للبشر لو قربت الشمس من الأرض لأحترقت ، ولو أبتعدت عنها بأقل مسافة لتجمدت ، يعنى الحكيم الخبير سبحانه وتعالى وضعها فى هذا المكان بالظبط لتكون فيها حياة ، نحن حتى الان لم نجد حياة فى كوكب أخر من هذه الكواكب التى حوالنا ولا نعرف حياة على كواكب أخرى وليس عندنا دليل على وجود حياة على كواكب أخرى ، الله سبحانه وتعالى ضبط لنا لهذا الكوكب لنحيا فيه وله الحمد وله الشكر ، وعندنا المجموعة الشمسية المليئة بالكواكب المتجمدة والغازية لقربها الزائد أو بعدها الزائد عن الشمس ، فهذا المكان وهذه العلاقة بين الشمس وبيننا وشروقها وغروبها وأختلاف ألوان السماء هذه متعة لنا ان نرى هذا الأختلاف فى ألوان السماء ، لون السماء نفسه تصورى لو أن السماء لونها أسود ، وهكذا يرونها سوداء إذا خرجوا علماء الفضاء لما يخرجون أو رواد الفضاء يرون السماء سوداء ، تصورى لو أننا نرى السماء سوداء كدة كنا هنعيش أزاى كنا هنكتئب كلنا ، ولله الحمد والشكر فالكون مليئ بالآيات ، هذه الشمس سبحان الله لو نزعت من الأرض لتجمدت ، لو نزعت من الأرض أو من علاقتها بالأرض كيف ستتبخر مياه البحار لتتحول بعد ذلك إلى أمطار عذبه بدون شمس سبحان الله ، نحاول أن لأنفسنا دائماً قدر من التفكر من خلق الله سبحانه وتعالى والتفكر فيما حولنا سنعرف الله سبحانه وتعالى حقاً من خلال هذا التفكر ، ولهذا يقول الحسن البصرى رحمه الله ( تفكر ساعة خير من تعبد عام ) تصورى إنسان قائم يصلى سنة كاملة النتيجة اللى هيحصل عليها قرنيها بإنسان تفكر ساعة تجدى أنه من تفكر ساعه جنى خيراً أكثر ، لماذا؟ الصلاة وأنا بصلى ممكن سبحان الله أن أسهو ، ممكن باللسان والقلب لا ، لكن لا يمكن أتفكر إلا والقلب يعمل ، بمعنى أن التفكر جلاء لصدأ القلوب ، التفكر زيادة للإيمان لأنه لما أتفكر هشعر بمعانى تمر على القلب تؤثر فيه بشدة وهى الأهمية ، تعلمين أن الإنسان ممكن يعمل عمل أثنان يعملان نفس العمل لكن شتان بين ثواب كل منهما الفرق فين ؟ الفرق فى القلب ، يعنى هذا صلى وهذا صلى لكن ثواب دة غير ثواب دة خالص ، فنحاول أن نكون هنا نصاب من التفكر ، والتفكر يكون هنا فى الله سبحانه وتعالى والتفكر فى السموات والأرض ، لأن فى كتاب الله سبحانه وتعالى وهذا هو التدبر فى هذا وذاك ، وتجدى بعد ذلك آية محورية فى السورة حول الله سبحانه وتعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم ، وكما قلنا كل أمر للنبى صلى الله عليه وسلم هو أمر لكل الأمة قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) هو دة طريقى ،طريق الدعوة إلى الله ، يبقى أستقم فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ فى هود ، الآن فى يوسف هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ إزاى أدعو على حاجة أنا معرفهاش لازم يكون عندى علم ، وكيف أدعو فى وقت مناسب ؟ وكيف أدعو نوعيات مختلفة من الناس هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ لابد يكون فى علم وفهم ، لا يكون دعوة وخلاص ، أرى أى موقف لا يعجبنى ، ليس صحيحاً ، أقوم على طول أتخانق ، مينفعش محدش يسمعنى وأنا بتخانق ، لازم يكون فيه رحمه ، لازم يكون فيه لطف ، لازم يكون فيه حكمه ، لازم يكون فيه علم ، ممكن أكون مثلاً فى المسجد وأنا تعودت أنى بعد الركوع أضع يدى اليمنى على اليسرى زى حالتى فى قراءة الفاتحة ورأيت أختى جانبى تضع يدها جانبها بعد الركوع ، مينفعش أجى بعد الصلاة أقولها أنتى صلاتك متنفعش أنتى صلاتك بطالة أصلاً علشان أنتى مش نفذتى الصح ومش نفذتى سنة النبى صلى الله عليه وسلم ، والنبى صلى الله عليه وسلم كان بيعمل كدة ، كان بيعمل ما بعد الركوع يضع يده اليمنى على اليسرى ، سبحان الله النبى فعل هذا وفعل ذاك وبعض العلماء قالوا بهذا وبعضهم قال بذاك ، ومن أساسيات الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أن يكون عندى علم ، أن يكون كيف أنهى عن أمر وهو ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم يبقى لازم يكون عندى علم علشان أتكلم يبقى هذه عَلَى بَصِيرَةٍ ، ثم تجدى بعد ذلك آياتين متتاليتين تقريباً ختمت بها السورة ، قال الله سبحانه وتعالى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) ، أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ من ضمن التفكر أكيد رأينا بأعيننا أو من خلال الوسائل التى أصبحت منتشرة فى عالمنا الآن مساكن لناس رحلوا ، نرى مثلاً فى مصر الأماكن الأثرية للفراعنة أين ذهبوا ؟ ، ونجد مدن صالح ونرى مدن قوم عاد الذين طغوا فى البلاد ذات العماد أكتشفوها خلال هذه السنوات التى قال هنا الله سبحانه وتعالى ذات العماد ، لأنه كانت ولازالت أحسن معمار حتى الآن ، يعنى أكثر المعمار تقدماً كانوا هم ، وسبحان الله أبيدوا ببعض الرمال بريح صرصراً عاتية سبحان الله ، فردتم كل المدينة بكل العماد التى كانت فيها ، وكثير من الأماكن التى يقال عليها أماكن أثرية ، هذه الأماكن الأثرية هى نفسها أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ سبحان الله أماكن أثرية أصبحت آثار ، طب فين الناس اللى كانت فيها اللى ملت الدنيا ظلم وجبروت أين ذهبوا ، فكيف لا نتعلم أن هذه الدنيا قصيرة ومهما جرت فيها فهو تاركها ولم يبقى وسيبقى فقط الذكرى ، سيبقى فقط ذكرى هذا الإنسان بالخير أو بالشر ، هذا بالنسبة لأهل الدنيا ، لكن سيبقى العمل ، العمل فقط هو اللى سيبقى ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون أعمالنا صالحة ، وأن تكون أعمالنا فى موازين حسناتنا ، ونسأل الله سبحانه وتعالى العفو والمغفرة والرحمة ، ثم يقول وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا نفس التأكيد إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ تأكيد على التقوى وكل آيه من هذه الآيات تشير إلى قصة يوسف عليه السلام كما تشير إلى السيرة ، يعنى هذا وذاك الأثنين معاً ، أَفَلَا تَعْقِلُونَ هذه الحكمة أن دار الآخرة للمتقين ، فتتقوا الله سبحانه وتعالى فتفكروا فى الدنيا والآخرة ، ثم يقول الله سبحانه وتعالى عن اليأس والأمل والسورة تحدثت عنها أكثر من مرة وفى الختام بردة ذكر لهذا الأمر لأهميته ، يعنى نحن الآن ولا حول ولا بقوة إلا بالله نسأل عن أمر ما كان ليحدث فى بلدنا الأسلامية ، لكنه صار يحدث مسألة الأنتحار عن طريق حرق النفس ، كيف يقضى الإنسان على حياته ويهلك جسد وهبه الله سبحانه وتعالى ، كيف يفعل ذلك ، لايمكن أن يصل إلى هذه النقطة إلا إذا كان يأس ، علشان كدة تأكيد على عدم اليأس ، لا نيأس أبداً ولابد أن يكون فى أمل دائماً ، فلم نكن نسمع عن هذه الأمور فى مجتمعتنا الإسلامية أبداً وكنا نقول أن الإسلام يحمى النفس البشرية من هذه الأمور ، لكن لا حول ولا قوة إلا بالله يبدوا أنه ضعف كثيراً حتى يحدث مثل هذه الأمور فى مجتمعتنا فنسأل الله العفو والعافية حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ هل معنى هذا أنهم وصلوا إلى اليأس ، هل يأس الرسل ؟ لا الرسل لا ييأسون ولكنهم وصلوا لمرحلة كان فيها سبحان الله كما حدث مع نوح عليه السلام لما قال لهم الله سبحانه وتعالى وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلا مَنْ قَدْ آمَنَ خلاص مش هيؤمنوا ، ومعنى حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ يشير إلى اللى وصلوا لموقف لو كان غيرهم فيها لوصلوا لهذا اليأس لكن سبحان الله المعنى الذى أراده الله سبحانه وتعالى فى هذه الآيه دائب الزمن يعنى وصلوا إلى مرحلة فيها شدة كبيرة جداً ، كما قولنا لو كانوا غير الرسل فعلاً ليأسوا لكن الأمل لا ينتهى أبداً وأحياناً الإنسان بيشعر باليأس فيقاوم نفسه فربما هى من هذا الباب أنه تشعرى أن خلاص مفيش فايدة لكن تقولى لا ربنا قادر على كل شئ من هذا المعنى حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا أى علموا أنهم قد كذبوا من أقوامهم وأنه لامحالة ولا يوجد فائدة فى هؤلاء الأقوام جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ الله التى نقول فيها متى نصر الله ألا أن نصر الله قريب ، بس أحنا فعلاً كل اللى مطلوب منا فعلاً يقين والعمل لحد آخر لحظة لأن النصر لا يأتى بدون عمل ، وإذا أراد الله لأمر أن يكون قال له كن فيكون ، لكن الله سبحانه وتعالى وضع لهذا الكون قواعد وقوانين فلابد من العمل ، لما الله سبحانه وتعالى قال حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا مفيش فايدة عمالين يحاولوا ومفيش أى نتيجة اللحظة دى لما الإنسان يأتى بكل الأسباب ، يأتى النصر من عند الله سبحانه وتعالى ولا يستيع أحد أن يردة ، ثم تختم السورة بآخر آية لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ما ذكر فى القصة إلا لنعتبر منها ونتعلم ، نتعلم أن من أراد النجاح عليه بتقوى الله أولاً ، واللجوء إليه ، والصبر على مصائب الدنيا ، وتحدى المعوقات من حولى والتغلب عليها ، الصبر الموجوب هو صبر إيجابى ومثابى لا يعوض صحابه أى فرصة لتعلم مهارة ما بل ينتظر كل فرصة كما فعل يوسف عليه السلام أستفاد من وجودة فى بيت العزيز لتعلم العلم وكيفية إدارة الأموال ، أستفاد ببقائه مع ملك مصر بأن قال أجعلنى على خزائن الأرض ، لابد ان نستفيد بكل موقف نمر به وبكل فرصة تسمح لنا نستقيد منها لأن الفرص لا تتكرر ، الفرص تأتى مرة ثم لاتأتى بعد ذلك ، فعلينا أن نتعلم من يوسف عليه السلام النجاح فى العلم ، النجاح فى الحياة العملية ، النجاح فى الدراسة ، التفوق فى الدنيا والآخرة بالعلم والعمل من جه ومقاومة الشهواات والصبر عنها من جه أخره لنفوز بجنه النعيم وهذا ما نتمناه جميعاً وهو هدفنا وغايتنا رضى الله سبحانه وتعالى وجنته.
بعض أسئلة الأخوات وإجابة الشيخة عنها
هناك سؤال يعقوب عليه السلام قال يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ هذا يعنى أن يعقوب عليه السلام أحسن أن يوسف مازال عايش ؟
نعم كان عنده هذا الإحساس قوى أن يوسف عليه السلام مازال حياً .
هل هذا كان بوحى من الله ؟
الله أعلم ، لا أعرف لكنى أعرف جيداً أن هناك علاقة قوية جداً بين الأب وأبنائه وبين الأم وأبنائها ، علاقة قوية للغاية لدرجة أنه الم ، أحنا كاأمهات بتكلم عننا بتشعرى بأبنك إذا أحس بشئ حتى ولو كان بعيد أكيد كلنا جربنا الإحساس دة ، تشعرى فجأة بأن قلبك أنقبض أو أنك خايفة أو شئ من هذا القبيل ، وبردة بنشعر بيها مع الأم أن الأم تكون أتعرضت لموقف على طول أنتى بتشعرى سبحان الله ، فى شئ ، فى علاقة ما ، بنسمع فى حياتنا سبحان الله أولاد فقدوا فى حرب أو فى شئ من هذا القبيل الأم كان عندها إحساس قوى أن أبنها مازل حياً وفعلاً يتضح بعد ذلك أنه كان من الأسرى .
فهل هذا الإحساس الذى كان عند يعقوب عليه السلام من هذا النوع البشرى العادي أم كان الوحى ؟
الله أعلم ، لا أعرف ، لكنه قال وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) وربما هذا فيه إشارة إلى الوحى ، الله أعلم لا أعرف ، المهم الإحساس كان موجود .
هل أتجاهل الأمر فى كل وقت ، أم فى مواقف مينفعش أتجاهل فيها ؟
هو أحنا مش بنتجاهل أحياناً بيكون فى أوقات محتاجة التجاهل لأنها بتكون أمور عادية ، يعنى مثلاً الطفل فى بداية تعلمه للوضوء وفى بداية صلاته ، أنتى بتعلميه وبتفهميه أزاى يصلى أزاى ويتوضى أزاى ، لكنه أحياناً ممكن يدخل يقولك انا هتوضى ويدخل وتلقيه غسل وشه ومش أكمل باقى الفروض والأركان فى الوضوء ، فأنتى بتتجاهلى الأمر علشان ميبقاش توجيه كل ساعة ، أحنا عندنا خمس صلوات فى اليوم مش معقول كل مرة أقوله أطنش مرة وأوجه مرة ، لكن الموقف الذى ذكرته مكنش تجاهل ، والموقف اللى حصل مع النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن تجاهل لكن الأكتفاء بالنظرة دى نقطة مهمة مش معنى أن أنا مش أخذ موقف ، مضربش ، مش معناه أن أنا متجاهله بس المهم أن يكون التصرف حكيم وفكر أزاى فعلاً أصلح ، هو ليس تجاهلاً ولكنه حكمه فى التواصل الأكتفاء بالنظرة أو بالأبتسامة حتى الأبتسامة اللى فيها لوم ليس تجاهلاً أبداً ، طبعاً هذا الأمر مع الناس عامة وليس فقط للأولاد بشكل خاص ، وأكيد التأديب لا يكون أمام الناس ، بكل الأحوال التأديب لا يكون أمام الناس ، فإذا كان أنا فعلاً هعلم سواء كان ابنى ، سواء موظفة تعمل تحت قيادتى ، أياً كان الأمر فيكون بينى وبينها مش يكون بشكل عام ، بين الأخت ، أياً كان الأمر لا يكون فقط مع الأولاد لكن مع كل الناس ، لأن النبى صلى الله عليه وسلم مكنش بيتعامل مع أصحابه بس أياً كان إنسان.
إذا شفت ولدى يسرق أتجاهل ؟
لا طبعاً ، اكيد مينفعش فيها تجاهل ، وانا قولت مش تجاهل ، ولكن حسب سن الولد هيكون ردة فعلك ، وقولنا أن التجاهل يكون فى الأمور التى لا ضرر فيها ، يعنى طفل عمره ست سنوات كروت فى الوضوء أو فى الصلاة صلى ركعة أو ركعتين بدل أربعة هل سيضرة ذلك شئ ؟ لا هو أصلاً مش محاسب ، فأنا أن أتجاهلت مرة وأتكلمت مرة ، لأن موضوع الصلى والوضوء بالذات أحنا عندنا فترة من سبعة إالى عشر سنوات كل دة داخل فيها نقطة أن ممكن أطنش شوية بس بعلمه وعلموا أولادكم الصلاة لسبع وأضربوهم لعشر ، الفترة اللى فى النص دى ، هل كل يوم هقعد أعلمه ؟ لا هو أنا عايزة أوصل به للعادة أن هيتوضى ويصلى لحد ما يصل لعشر سنوات هعلمه صفة الوضوء ، والله أعلم .
يعنى انا عارفة مثلا ان اخواتى سرقو منى فلوس ااقدر اعمل اية عشان يبطلو وياما اتكلمت بس بردة مستمرين ؟
سبحان الله هذا الأمر يحتاج لحكمة للتصرف وأكيد محتاج تناصح بشكل بينك وبين أخوتك ، فهم ربما يرون الأمر مشترك بينكن ولا مشكلة فيها ، فتوضحى أن لكل واحد ملكيته الخاصة .
هل محاولة التصبر والتصنع به من أجل إكتسابه كطبع من النفاق والرياء ؟
لا طبعاً ، أن الإنسان يحاول ، هو مش صابر ، جواه مش شاعر بالصبر لكن يتصبر ويهدى علشان النفس من جوه تهدى ، يعنى مثلاً أتعرضى لموقف والمفروض تغضبى ، جواهى غضبانه ولكن بتتحكمى فى ملامح الوجه فتكون هادئة وتكون أكثر صبراً ، هل هذا نفاق ؟ لا دة مش نفاق ، لأنه هناك علاقة بين الظاهر وبين الداخل لو أنا تحكمت فى الظاهر ههدى من جوة ، لو سبت نفسى غضبانه من الظاهر هفضل غضبانه من جوة وهتزيد الأمور أسوأ ، فلهذا لا يكون نفاق ولا رياء والله أعلم لأنك عندك نية أن تكتسبيه كطبع ، عندك نية أنك هتعملى ذلك لله تصبرين له ، لكن إذا كانت النية أنا بصبر علشان يقولوا عليا أنا صبورة طبعاً فى الحالة دى هيكون طبعاً رياء ، لكن أن شاء الله النية تكون خالصة لله سبحانه وتعالى فلا تكون إلاثواباً عظيماً وجاهداً للنفس .
هل هذا سوء أدب مع الله إذا كان فى الابتلاء ؟
هو سبحان الله سوء أدب مع الله ليس فقط عدم الصبر ، لكن الكلمات التى نسمعها فعلاً سوء أدب ، تسمعى إنسان أبتلى فيقول ليه يارب عملت فيا كدة وأشمعنه أنا اللى يحصلى كدة وأنا ليه دايماً الحياة سودة معايا ، ليه دائماً يحصلى كدة وأنا مش عملت حاجة أستاهل عليها اللى بيحصلى دة ، كل هذه الكلمات طبعاً هو عدم تأدب مع الله سبحانه وتعالى ، لكن إحساس الإنسان الداخلى أنه ممكن ينفر كردة فعل أولية سبحان الله تحتاج جهاد وتحتاج صبر وتحتاج مقاومة والله أعلم .
كيف أكتسب الحكمة وهل هى شئ مكتسب أم طبع؟
الله أعلم ، بس هى أكيد أكيد مكتسبة ، ممكن تكون فيها هبه من الله من البداية أن الإنسان يكون عنده سبحان الله أخلاق طبيعة الشخصية تساعد على هذه الحكمة ، لكن ليس معنى هذا أنها لا يمكن أن تكتسب أبداً ، لن النبى صلى الله عليه وسلم قال إنما العلم بالتعلم ، وإنما الصبر بالتصبر ، وإنما الحلم بالتحلم ، كما صلى الله عليه وسلم يمكن للأخلاق أن تكتسب ، صحيح أنه ممكن تكون طبيعة شخصية الإنسان التى تتكون نتيجة ربما الله أعلم داخل فيها عامل وراثى هذا ما يستطيع أحد أن يؤكده بعد لكن أكيد شخصية الإنسان بيؤثر عليها من أول الحمل من أول هو فى بطن أمه أول بدايات الحمل يتأثر وتتكون شخصيته ومراحل طفولته الرضاعة لحد هو سن الخمس سنوات تقريباً تكون تكونت الشخصية وهو لادخل له هى تكونت من البداية ، لكن أيا كانت الشخصية يستطيع أن يغيرها ، وألا كيف يحاسبنا الله سبحانه وتعالى على شئ ليس بأيدينا ، لا هو بأيدينا طبعاً ، فهى يمكن إكتساب الحكمة ، أما كيف أكتسب الحكمة فهذا يحتاج لكثير من الأمور لازم يكون فيه صبر ، لازم يكون فيه تروى مش يبقى فيه تصرف سريع ميكنش فيه إندفاع لازم يكون فيه حلم لأن اللى يندفع مش عنده فرصة علشان يفكر علشان يبقى حكيم أكثر ، ولو هندفع وهكون عصبية يبقى أنا مش عندى وقت علشان أفكر وأكون حكيمه ، فلابد من إكتساب خلق الصبر ، إكتساب خلق الحلم ، إكتساب خلق الرفق ، محتاجه لأخلاق ، محتاجة لعلم أتعلم لإنسان علشان يكون حكيم لازم يكون عنده علم وإلا هيكون حكيم إزاى فأتعلم ، محتاجة لأمور سبحان الله أحاول فيها وقبل كل ذلك طبعاً الدعاء ربنا سبحانه وتعالى يرزقنا الحكمة ، ومن الدعاء الجميل اللهم ألهمنى رشدى وقنى شر نفسى هذه من الأدعية التى سبحان الله يطلب بها الحكمة ، هذا دعاء روى عن النبى صلى الله عليه وسلم .
قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه..هل جاء هذا السؤال من يوسف عليه السلام بعد طلب اخوته باطلاق اخيه من بعد ما امرهم والدهم بالتحسس لاخويهم ام هناك اسلوب حذف؟
لا أدرى ، الله أعلم لكن اللى واضح من الآيات كما قلنا اللى هما وضح عليهم سبحان الله تشعرى أنهم فقدوا كل الكبر اللى كان موجود ، حتى الآيه تروى لك كأنك ترين الملامح فيها أستكانه ، فيها شئ من الخضوع ، سبحان الله فيها شئ من الحزن والألم كل هذا واضح فى الآيات ، وهو سبحان الله على طول لما قالوا تصدق علينا فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) فعرفوة قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ، فالله أعلمهل فى حذف أم لا لكن هذه النقطة لم تغير فى القصة .
هناك أوقات يشعر الانسان بالضيق ولا يستطيع الصبرعلى الرغم من انه يحاول الصبر فماذا يفعل وقته؟
نعم هناك أوقات الإنسان يشعر بالضيق ويشعر أنه لايستطيع الصبر ، ليس لا يستطيع الصبر هو يشعر بذلك لكنه يستطيع ربما يساعدك قراءة القرآن ، سماع محاضرة من المحاضرات التى فيها رقائق ترقق القلب ، ربما الحديث مع أخت فى الله سواءً كانت أحد الأرقاب أو الأب أو الأم ، إنسان تحسبينه على خير فيذكرك فتستطيعى أن تصبرى ، الدعاء قبل كل ذلك ، دعاء الله سبحانه وتعالى ، الصلاة ، وأستعينوا بالصبر والصلاة ، الصلاة تؤدى أيضاً إلى الصبر ، أحتساب الأجر ، التفكر فى الأمر بأنه تدبير من الله سبحانه وتعالى مهما كان الموقف صعب أستطيع أنى أتأكد أن الله سبحانه وتعالى هو المدبر الحكيم ونظن دائماً الخير بقضاء الله سبحانه وتعالى وأنه كل الخير ، نعلم هذا أنه مهما كان الأمر صعب تذكر سورة يوسف فى هذه اللحظة ، مهما كان الأمر صعب فأكيد أكيد ربنا قادر أنه من هذه الصعوبة الخير والبركة ، إحتساب الأجر أن الله سبحانه وتعالى لما فعل ذلك بى فهو سبحانه وتعالى يحبنى ولما كان لايحبنى لما أبتلانى ، فالأبتلاء دلالة حب لأن الله سبحانه وتعالى لما يبتلى إنسان سواء كان تكفير للذنوب أو رفع للدرجات ، لأن الأبتلاء كدة لتكفير للذنوب ، لرفع للدرجات ، إذا الإنسان صبر فيكون فى الحالتين محبة من الله سبحانه وتعالى ، وأنا أن لم أصبر هيضيع منى هذا الأجر يبقى أنا لازم أصبر بإذن الله ، والله المستعان سبحانه وتعالى ، نسأله أن يجعلنا سبحانه وتعالى من الصابرات ، ويجعلنا من المحتسبات ، وأن يختم لنا بالصالحات سبحانه وتعالى .
هناك دعاء لقيت نفسى أدعو به من تلقاء نفسى ولا أعلم أن كان يجوز أم لا ، وهو اللهم أرزقنى الرضا بما قضيت وأسعدنى به؟
لا مشكلة إطلاقاً فى الدعاء أدعى بما شئتى ، المشكلة بس فى الأشياء التى تنتشر على النت أنه إذا دعيتى هذا الدعاء يحصلك كذا وكذا ، ويتفتحلك كذا ، الكلام دة طبعاً الكلام اللى فيه إفتراء ولا أصل فيه ، لكن الإنسان له أن يدعو بما يشاء ، وحتى إذا وجدى فى مناسك الحج مثلاً يقول ويدعو بما يشاء ، مفيش مشكلة أنك تدعى بأى دعاء بأى لهجة ، مفيش مشكلة .
إنما انما اشكو بثي وحزني إلى الله دعاء الحزن .
قالوا جزاؤه من وجد في رحلة ا فهو جزاؤه الى اخر الاية معنى ان بعد تولى يوسف انتشر شريعة يعقوب وهل هدا المقصود بالتمكين اي انتشار دين في بقاع الأرض ام تمكين بس في الارض ؟
الله أعلم ليس هذا ما أراده الله سبحانه وتعالى لأنه لم يقل مكنا للمسلمين ، لكن قال مكنا ليوسف ،معنى التمكين بشكلهِ البسيط جداً اللى هو صار له حكم طبعاً هذا يساعده أكثر على انتشار الدعوة ، وليس معنى جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي فَهُوَ جَزَاؤُهُ ليس معناها أنه صار هذا الذى يحكم فيه فى الأرض لا ، لا نحمل الآيات أكثر مما تحتمل ، ربنا بيقول كدة فى الآيه أن دة كان ردهم بالنسبة لموقف يوسف عليه السلاموأخوة قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ لأنه من العدل انه لما تحكمى إنسان تحكميه بقوانينه هو مش بقوانينك أنتى ، دة من العدل أن أنا هحاكم إنسان من بلد غير بلدى فأنا لما هحكمه بقوانين بلدة يبقى دة أمر فيه عدل أكثر من أنا أحكمه بقوانين بلدى أنا ، لأن قوانين بلدى أنا هو مش يعرفها ، وفى نفس الوقت هى كانت حكمه ليوسف عليه السلام هو كان عايز يبقى أخوه معاه ، هو عنده خطة يريد أن ينفذها ، لكن الآية لم تقل أنه هذا صار الشرع الذى يحكم به الأرض والتمكين كان ليوسف وليس لجميع المسلمين أو لشرع الله سبحانه وتعالى .
إزاي الإنسان يقدر يجيب توكل يخليه ميسمعش وسوسه الشيطان ؟
سبحان الله هذا ما نبغيه جميعاً نفس الكلام اللى قولناه على الصبر هو نفس الكلام على التوكل تذكرى مواقف الأنبياء عليه الصلاة والسلام جميعاً كيف كان التوكل على الله سبحانه وتعالى ، تذكرى موقف إبراهيم عليه السلام وقد بنوا له بنياناً ليحرقوة فما أستطاعوا يلقوة فى النار ، صنعوا جهاز مرتفع وفى نهايته جهاز مرتفع لكى يقذفوا إبراهيم عليه السلام فى النار عن بعد ، وضعوه إبراهيم عليه السلام على هذا الجهاز وفى اللحظة اللى هيلقوة فى النار فيأتى جبريل لإبراهيم عليه السلام ويقول له يا إبراهيم ألك حاجة يعنى عايز منى حاجة ، أكيد إبراهيم عليه السلام محتاج مساعدة ، محتاج إنقاذ ، فما فكر إبراهيم عليه السلام أن يقول لجبريل عليه السلام أن يأخذه على جناحه أو أفعل شئ بهؤلاء القوم أو أى شئ أبداً ، وإنما قال أما لك فلا يعنى مش عايز حاجة منك قال أما لك فلا ولكن حسبى الله ونعم الوكيل ، هو دة فعلاً الإنسان يتجرض تماماً من أى شئ حوله إلا توكله على الله سبحانه وتعالى فتذكرى حبك لله سبحانه وتعالى ، تذكرى مواقف حدثت لك أنتى شخصياً كيف مرت وكيف حفظك الله سبحانه وتعالى ، ونصرك فيها ، وتذكرى موقف مر بالصالحين من قبل ، تفكرى فى خلق الله وقدرته كيف يستطيع أنه ينصرنى ويحتضنى ويظهر برائتى سبحان الله يقتص لى مممن ظلمنى ، كل هذه الأشياء هو القادر سبحانه وتعالى ، تفكرى فى القرآن وهاتى الآيات التى ذكر فيها التوكل ودة الحمد لله صار سهل جداً عندنا مجموعة كثيرة من البرامج إذا كتبتى كلمة يأتى لك كل الآيات التى ذكر فيها الآيات تفكرى الآيات وتفكرى فى معناها ،وأدعى الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا من فضله سبحانه وتعالى.
ان لم يكن هناك مجال للدعوة فكيف يكون الانكار؟
طبعاً أنتى تعلمين أن الأنكار بيكون باليد أو باللسان أو بالقلب ، عدم وجود مكا للدعوة ممكن يكون نسبى ، بمعنى أن لا يوجد الآن مجال للدعوة مع هذا الشخص بس ممكن يكون فى مرحلة أخرى ،فيكون الأنكار بالقلب مع التفكير فى أسلوب أفضل يعنى قابلتى إنسانة مثلاً لو مرة بشكل معرفة عائلية ما أستطيع أن أنصحها أول مرة لكن أحاول أقوى العلاقة بيننا ، أحاول أن أصل لقلبها مرة ورا مرة وبعد كدة أكلمها بكلمات بسيطة عن الذى أريد أن أنصحها بشأنه ربما شريط أو تسجيل أو هكذا ، فمجال الدعوة ممكن ميكنش متاح فى نفس اللحظة بس ممكن إستخدام الحكمة فى الدعوة وطبعاً هيكون الإنكار بالقلب، والله أعلم .
إلى هنا أنتهى توقفت الشيخة جزاها الله عنا خيراً
اسال الله ان اكون وفقت
ورزقنى الاخلاص والقبول