فى حديث النبى صلى الله عليه و سلم :" لله تسعة و تسعون اسما من
احصاها دخل الجنة " و معنى احصاها اى عمل بمقتضاها بعد فهمها و معرفتها , و
بذلك يكون احصاءها بحفظها و الايمان بها و العمل بما تقتضيه هذه الاسماء , فاولا
يجب ان نؤمن بهذه الاسماء و الصفات التى اثبتها الله لنفسه او اخبرنا بها عن طريق
نبيه صلى الله عليه و سلم بلا تشبيه او تعطيل او تكييف او تمثيل فنثبتها كما
اثبتها الله جل و على لنفسه فى القرآن و السنة , ثم ادراك معنى هذه الاسماء و
فهمها عن طريق التأمل فى دلالات هذه الاسماء فى الكون , و بذلك فنحن ندرك هذه
الاسماء عن طريق التفكر فى آثار الله و آثار هذه الاسماء و الصفات فى الكون مثلا
نعرف اسم الله الرزاق من القرآن فى قوله تعالى (( وما من دابة على الارض الا على
الله رزقها )) و نتأمل خلق الله فى الكون و كيف يرزق الجنين فى بطن امه و كيف يرزق
الطيور تغدو خماصا و تعود بطانا و كيف يسوق الرزق لادق الكائنات الحية و بذلك فنحن
عرفنا الرزاق من كتاب الله المقروء و رأينا آثاره فى كتابه المنظور ثم نعمل بمقتضى
هذا الاسم فلا نعبد الا غيره و لا نطلب الرزق من احد الا الله , و ان نعمل من
الاعمال الصالحة التى ترضى الله عنا و تجعلنا اهلا لرزقه ، و ان اردنا الرزق ندعو
باسمه الرزاق ، فالدعاء باسماء الله الحسنى ايضا من العمل بمقتضى هذه الاسماء
لقوله تعالى (( فادعوه بها )) ، و قال بعد العلماء ان اسم الله الاعظم الذى اذا
دعى به اجاب و اذا سئل به اعطى هو ان تدعو الله باسمه المناسب للحالة التى تكون
عليها او لطلبك فاذا اردت المغفرة ادعوه يا غفور و اذا اردت الرحمة ادعوه يا رحيم
و بذلك يكون احصاء اسماء الله
الحسنى هو حفظها بقلوبنا و فهمها و تدبر معناها و العمل بما تقتضيه هذه الاسماء و التعبد لله
تعالى بها و حسن الدعاء بها حتى تكون سببا
فى دخول الجنة ان شاء الله