حروف أقصى اللسان

اللسان

وهو مخرج عام لسبعة مخارج خاصة لثمانية عشر حرفًا

وفي هذا الباب نذكر سؤال معاذ بن جبل لرسول الله

عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال:

قلت : يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني عن النارقال :

[ لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله -تعالى- عليه

تعبد الله ولا تشرك به شيئا

وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت

ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أدلك على أبواب الخير؟

الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا قوله -تعالى-: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ حتى بلغ: يَعْمَلُونَ

ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله

قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله،

ثم قال:

ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله. فأخذ بلسانه وقال: أمسك عليك هذا. قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ] رواه الترمذي

وهو مقسم لأربع مناطق اجماليه

الطرف

والحافتين

وسط اللسان

أقصى اللسان

كل منطقة من هذه المناطق فيها مجموعة من المخارج الخاصة

أقصى اللسان فيه مخرجين : هما

مخرج القاف والكاف

لماذا جعل لأقصى الحلق مخرج واحد أما أقصى اللسان فله مخرجين ؟

بالفعل لأن منطقة أقصى الحلق قصيرة جدا فكان مخرجي الهمزة والهاء فاباعتبار القرب الشديد قلنا أنه مخرج واحد أما أقصى اللسان فالمساحة فيه واسعة كما أن مكان قرع السان في سقف الحنك يختلف في المكان الذي القاف عن الكاف

ويطلق على الحرفين : حروف لهوية

لخروجها بالقرب من اللهاة

وكأن اللهاة تفصل بين الحلق واللسان

مخرج القاف : أقصى اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى من المنطقة الرخوة

مخرج الكاف : أقصى اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى من المنطقة القاسية والرخوة معا

مكان قرع السان يختلف في القاف أقرع فقط في المنطقة الرخوة ولو لمس اللسان المنطقة القاسية تهمل فكل أخت عندها همس في القاف تعرف أنها قدمت المخرج

لأن المنطقة الرخوة لا مجال للهمس فيها بسسب هذه الرخاوة التي تتميز بها ويلتصق اللسان بها تماما فلا يسمح بمرور الهواء كما تلصقين شيئين فيهما طراوة أو لين فتستطيعين لصقهما معا دون فجوات أما إذا كان هناك جزء صلب وآخر رخو فإذا التصق الجسمان يظل هناك مسافات إلا إذا أخذ الجزء الرخو نفس شكل الجزء القاسي في هذه الحالة ينغلق المخرج ونجد في مخرج الكاف أنه لا مجال أنه يحدث هذا الأمر وهو غلق الحنك لأنني أرفع منطقة من اللسان أما في القاف ينغلق المخرج تماما فلا وجود لامتداد الهواء ولا لامتداد الصوت

فكل أخت تحس أن عندها القاف مهموسة فهي تحتاج للتركيز على المنطقة الرخوة فقط ولا يلامس اللسان المنطقة القاسية ولذا نقول في حرف القاف أن اللسان يكون مثل ما يشبه الكوبري

فقط يرتفع آخره كأنه لوح خشبي مستقيم يظل من ناحيه على الأرض ومن أخرى يرتفع

صفات الكاف : مهموسة مستفلة منفتحة شديدة مصمتة

صفات القاف : مجهورة مستعلية منفتحة شديدة مصمتة مقلقلة

لولا الجهر والإستعلاء في القاف لصارت كافا

التنبيهات الخاصة بالحرفين

ملاحظات القاف

االقاف إذا سكنت سواء كان هذا سكون عارض أي إذا وقفت عليها وهي أصلا متحركة متطرفة أو سكونا لا زما لابد من بيان القلقلة والشدة والجهر وإلا اختلطت بالكاف

الأمثلة : { يقتلون } { الأسواق } هناك فرق في القلقة إذا كانت في وسط الكلمة أو الكلام أو موقوف عليها

وطبعا إذا جاورت القاف الكاف لابد من تبيين صفات كل واحدة خشية الإدغام

{ ونجعل لك قصورا } { خلق كل شيء }

وإذا تكرر الحرف يجب بيان منهما

{ وما قدروا الله حق قدره }

ملاحظات الكاف :

أذا تكررت ولو أن هذه مشددة ولكن تكتب كافين فهي تشبه المدغمة

{ يدرككم }

أما هذا المثال فهي متكررة

{ سلككم }

إذا جاورت الكاف مفخم من السهل أن تفخم { الكاظمين } { كالطود العظيم } { كطي السجل } { نكص }

وإذا كان بعدها ألف أيضا فيخشى من التفخيم لأن الألف امتداد للفتح

إذا كانت ساكنة علينا بيان صفاتها وننتبه ألا يحدث تراخي ما بين الشدة والهمس فيأتيان متتاليتين

{ يكسبون } { يكتمون }

وبيانها هنا مهم إذا جاورت مهموس

وإذا كانت مضمومة فيسهل أن تفخم لأن الكاف من أقصى اللسان والضم يأتي معه شيء من مخرج الواو الذي يحدث معه استعراض بالإضافة للشفتين وضيق التجويف الداخلي للفم

فكل هذا يؤدي إلى تفخيم الكاف المضمومة { لعلكم }

وإذا كان مجاور لها قاف { أهكذا عرشك قالت }

فننتبه أن ننطق كلا منهما على حده

الملاحظة الأخيرة خاصة بالقراءات { وإذا السماء كشطت } رواها ابن مسعود رحمه الله بالقاف أما عند حفص بالكاف

وبذا نكون قد أنهينا مخرج أقصى اللسان