سبحان الله
صعب الإيثار أليس كذلك ؟
النفس بطبعها تفضل نفسها
ولذلك نحتاج إرادة قوية
-1فكيف تتفجر الإرادة وتتحقق الأماني ؟
- 2اذكري نماذج لذوي الإرادة القوية ؟
- 3 ما هي صفات صاحب الإرادة ؟
اذكري معوِّقات الإرادة ؟- 4
ما الذي يعينني على تربِّية إرادتي؟-5
كيف تتفجر الارادة و تتحقق الامانى ؟
الإرادة تَكْمُن بداخلنا و لكن حياناً تكون خافتة، فلابد من تنميتها و
تقويتها، فالإرادة هي شيء صغير بداخلك، و أنت القادر على تنميته لتتحول أنت نفسك إلى
شخص آخر، صاحب طاقة غير عادية، فتتحول أنت نفسك، بنفس حجمك وإمكانياتك لطاقة هائلة
غير عادية ، لصاحب قدرة غير عادية أن تفعل أشياء فوق قدرتك على التخيل، وهذا ما
فعله المسلمون لأجيال
كثيرة.
إرادة غير عادية تفجرت بداخلهم،
أدت إلى تحقيق إنجازات فوق الخيال،
فجيوش المسلمين حين تقارنها
بجيوش أعداء المسلمين، على مر تاريخ المسلمين، لا تصدق أن أعداد
جنودنا يمكن أن يهزموا هذه الجيوش الجرارة، المتفوقة علينا عدداً وعد،ومن عجائب
النفس البشرية أن الله سبحانه هو الذي أودع الإرادة فيها فنحن جميعاً جئنا من آدم الذي قل عنه المولى سبحانه: (ونفخت فيه من
روحي) و لكن الفرق في قدرة الإنسان على استخراج
الارادة من الأعماق، والنبي صلى الله عليه و سلم قال إننا جميعا متساوون في ذل فإنما
العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم، وإنما الصبر بالتصبرفكل شيء يأتي بالتدريب .
وحتى تتحقق الارادة لابد أن يكون لَدى كل فرد القدرة على تَخيل الهدف. مطلوب أن
يرسم أدق تفاصيل هدفهوحلمه ويتعايش معها وعندما
يكبر الحلم ويملك مساحة الوجدان والعقل تُولَد الإرادة ، فكلما عشت تفاصيل الحلم كاما
استطعت تحقيقه بإذن الله ، فحتى تتفجر الارادة لابد من وضع هدف واضح محدد نريد ان
نصل اليه و تخيل هذا الهدف بكل تفاصيله و دقائقه و ربط هذا الهدف بغاية سامية و
هذه الغاية لابد ان تكون الجنة ، لاننا لا يجب ان ننجح من اجل النجاح او من اجل
الهدف نفسه و لكن لابد ان يكون هدفنا الاساسى هو رضا ربنا عز وجل و دخول الجنة ، فلابد من هدف
واضح نضعه نصب اعيننا فالإنسان المسلم مثل من يتسلق الجبل، يضع يده وقدمه على صخرة
ويثبتهما، لكنه لا
يستطيع أن يتطلع بعينه إلى
مواطئ قدمه أو يده لابد أن تتطلع عينه إلى أعلى ، إلى الهدف الجديد
الذي سيكون موطئاً لقدمه في الخطوة التالية، فلو تطلع إلى مكان يده أو قدمه، لسقط من أعلى الجبل فمتسلق الجبال عليه أن يبقي
عينه على الهدف، حيث سيضع يده الثانية، وستذهب يده و حدها إلى الصخرة الثانية، لأن
عينه قد حفظت المكان ، و كذلك صاحب الارادة لابد الا ينظر اسفل منه او خلفه بل يجب
ان تبقى عينيه دائما مصوبة نحو الهدف يملأ فكره و عقله و قلبه ووجدانه و يتخيله
بكل تفاصيله ، عش تفاصيل حلمك و ارسمه بالالوان ليدفعك ذلك دائما الى الامام و
اربط حلمك دائما بالجنة ، ارسم ادق تفاصيل هدفك وحلمك ، وتعايش معها، عندما يكبر
الحلم ويملأ كل مساحة وجدانك وعقلك هنا تولد الإرادة. هناك أشخاص يخافون من التخيل
والحلم، وهؤلاء لا يحرمون أنفسهم
من تحويل الحلم إلى حقيقة
والخيال إلى واقع.
فكل علماء النفس قالوا: بداية الإرادة حلم. والحلم إذا سيطر على العقل والفؤاد فلا بد
أن يتحقق ان شاء الله فاجعل حلمك يملأ
كيانك.
النبي صلى الله عليه وسلم زرع
في الصحابة القدرة على تخيل الجنة. والصحابة حققوا المستحيل لأنهم كانوا يرون
الجنة
فالعقل الباطن لا يفرق بين
الحقيقة و الخيال، و إذا أقنعته بفكره يراها حقيقة ، قابل النبي صلى الله عليه و
سلم سيدنا حارثة في الصباح فسأله: كيف أصبحت يا حارثة؟ فقال له: أصبحت مؤمنا حقا
يا رسول الله فسأله الرسول أن لكل شيء حقيقة فما حقيقة إيمانك؟ قال: أصبحت و كأني
أرى عرش ربي، و كأني أرى أهل الجنة يتنعمون في الجنة، وكأني أرى أهل النار يصطرخون
في النار، فعزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي و أظمأت نهاريى و هكذا تخرج الإرادة
. من الأمثلة أيضا سيدنا سلمة بن
الأكوع، العدّاء العظيم في الإسلام، وكان لا يملك حصاناً، وكان يجلس مع النبي صلى
الله عليه وسلم، والنبي يتحدث مع الصحابة عن خطة ضد الأعداء، فرؤوا جاسوساً فقال
النبي من يأتيني بهذا الرجل و له الجنة؟ وبمجرد أن تُذكر الجنة تتفجر الإرادة، فقام
ثلاثة: الأول معه جمل فركبه، و الثاني معه بغلة فركبها، و سيدنا سلمة ليس معه شيء،
و لكنه قال لنفسه: إنها الجنة. فانطلق الثلاثة وراءه، و يقول سيدنا سلمة: جريت
فسبقت صاحب الناقة، ثم جريت وسبقت صاحب البغلة، ثم خارت قواي و كدت أن أسقط، و
لكنني قلت لنفسي: ولكنها الجنة، فجريت و جريت حتى اختفى الفارس عن عيني، و لكنني
قلت لنفسي: ولكنها الجنة، فجريت وجريت حتى وقف الفارس يستريح، فأدركته، وأمسكت به
وقلت له تعال فأنت جنتي .
النبي صلى الله عليه و سلم
استخدم هذه الوسيلة، فيوم بدر كنا قلة و الكفار كثرة، وكنا ضعفاء و هم أقوياء و
الموازين مختلة، فكيف نعادل القوى؟ لا شيء غير الإرادة، فقال النبي صلى الله عليه
و سلم: قوموا إلى جنة عرضها السماوات و الأرض. فتفجرت الإرادة، وقال عمير بن
الحمام: يا رسول الله جنة عرضها السماوات و الأرض؟ فقال نعم، فقال بخٍ بخٍ، فقال
لم تقول بخ بخ، فقال أرجو أن أكون من أهلها فقال له الرسول أنت من أهلها، و انتصر
المسلمون واستشهد عمير بن الحمام .
لابد ان تنظر الى هدفك بشكل
واضح ، ضع له خطة و امضى نحوه و انت تتحلى بالامل ، اجعل نظرك حيث تريد ان تكون و
لا تنظر تحت قدميك و تحدى كل العقبات فالصخور و العقبات تسد الطريق امام الضعفاء
بينما يرتكز عليها الاقوياء ، تخيل تفاصيل
حلمك كاملة و اربطه بالجنة حتى يكون هدفا ساميا فالاهداف التى ترتبط بالدنيا اهاف
منقطعة و منتهية اما الاهداف التى ترتبط بالجنة هى التى تجعلنا نصنع المعجزات
نماذج لذوى الارادة القوية
حتى تتحقق الاهداف لابد من
ارادة غير عادية ، إرادة مثل إرادة النبي صلى الله عليه و سلم الذي كان يبذل أقصى
جهده للوصول لغايته مهما كانت المعوقات ،
فبعد أن يموت أبو طالب و تموت
السيدة خديجة، وتُظلِم الدنيا في وجهه صلى الله عليه وسلم، وقد كان سنه خمسون
عاما، وقد تكالب عليه الكفار، وحاولوا قتله، واشتد عليه الأذى، وما عاد يدخل في
الإسلام أحد، يمشي رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة للطائف و هي على بعد 100
كيلومتر، لماذا؟ لأن الرسالة غالية عليه جدا، و لم يمل أو يتعب لأن الرسالة أغلى،
ووصل النبي للطائف و قابله أهلها أسوأ مقابلة، في مثل هذا الموقف لا بد أن تسقط
الإرادة، ويقول له شخص منهم: و الله لو رأيتك متعلقاً بأستار الكعبة تقسم أنك نبي
ما صدقتك و يقول له آخر : أما وجد الله من هو خير منك ليرسله، و يقول ثالث: إما أن
تكون نبيا فأنت أعظم من أن أكلمك و إما أن تكون كذاباً فأنت أدنى من أن أكلمك،
فتخيل ماذا يحدث لإرادته صلى الله عليه وسلم بعد كل هذا الكلام. يقول النبي صلى
الله عليه وسلم: إن أبيتم أن تمنعوني فلا تخبروا قريشاً أنني استعنت بكم عليهم،
قالوا و الله لنخبرنهم، قال فإن أبيتم فاتركوني أعود قالوا لا، وبدؤوا يرمونه
بالحجارة،ويتحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ذلك لتصلك الرسالة، وتكون
مسلماً،و نحن نريد إرادة كهذه ، وكان سيدنا زيد بن حارثة مع النبي صلى الله عليه
وسلم، يحاول أن يحول بينه بين الأحجار التي ترمى عليه فيصاب و تسيل من رأسه
الدماء، و يجري الرسول، وتجرح رجلاه وتسيل منه الدماء غزيرة، و يجد بستاناً صغيرأً
فيختبئ به من الإيذاء، و أول شيء يفعله قبل أن يداوي جراحه أن يرفع يديه للسماء و هو فى منتهى الإصرار على الرسالة ويدعو:
"اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس، أنت رب
العالمين و أنت رب المستضعفين، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته
أمري؟" ثم تتفجر الإرادة بقوة و يقول
"إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي" ثم يأتي للرسول صلى الله عليه وسلم
ملَك الجبال و يقول له إن شئت أطبق عليهم الأخشبين، فيقول له: "لا عسى الله
أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله" وهذا أنت.
نريد إرادة مثل إرادة عمر بن
الخطاب و هو يحتضر بعد أن طعن تسع طعنات، حتى إذا سقوه اللبن خرج من جروحه، ومع
ذلك فقد رفع رأسه قبل موته بدقائق وسأل: "أصلَّى الناس؟؟" ثم يقول: "من يشهد لي عند ربى يوم القيامة
أني أديت أمانة المسلمين؟"، فيأتيه ابن العباس ويقول له: "أنا أشهد لك
يا أمير المؤمنين" فيمسك به و يقول: "أتقسم لي على ذلك؟ " فيقول
"أقسم لك أني سأشهد" ، فيقول: "الآن يستريح عمر" .
صفات صاحب الارادة
1-التشبُّث والمثابرة: وهو
تصميم الإنسان على النجاح، ويعني القدرة المتوازنة التي تختلف عن العناد الذي هو عجز
وضعف.
2. السيادة على الذات و السيطرة على النفس وهو الاستعداد للسيطرة على العواطف
والغرائز سيطرة حقيقية ناضجة
3. روح التصميم: وهي القيام بالعمل بسرعة، وبلا تردُّد أو اندفاع غير مسؤول.
4. روح المبادأة: وهي الاستعداد في الشروع لعمل جديد بلا تردُّد.
5-الهمة العالية و تحدى العوائق
معوقات الارادة
1. الاندفاعية غير المسؤولة: وهو
ما قد يُظن خطأً أنه شجاعة وتصميم في بعض الأحيان، ولكنه في الحقيقة ناتج عن ضعف
داخلي.
2. ضعف الاهتمام والعجز عن العمل.
3. التعب المؤدي إلى الانهماك والوهن و هو الناتج عن تحميل النفس ما لا تستطيع.
4. التصلب الذهنى والعناد والمكابرة.
5. الشخصية الممزقة غير راسخة المبادئ و هى الشخصية الازدواجية التى من الممكن ان
تحدث نتيجة التربية باساليب مختلفة او متناقضة.
6. الانفعالية او العصبية .
طرق تربية و تقوية الاردادة :
هناك أمور تفسح المجال للإرادة
منها:
1. مرونة التفكير ورحابة الرؤية.
2. الأمل الفسيح.
3. توازن الشخصية ووضوحها أمام نفسها
و تقوية الارادة يكون عن طريق
أمرين اساسيين
1-استبعاد كل ما يعكر الحيوية
والاندفاع، هذا التعكير الذي أنتج الكسل والتردُّد و الضعف و اليأس و الشعور
بالدونية .
2. استبعاد كلِ ما يعكر الحياة الروحية والنفسية بتنمية الطاقات الإيمانية
والذهنية فالانسان عبارة عن جسد وروح و كما ان الجسد يتغذى بالطعام فان غذاء الروح
يكون بالعبادة ، و هذا واضح فى سورة المزمل و التى يأمر الله تعالى فيه نبيه صلى
الله عليه و سلم بقيام الليل ، و هى تأتى قبل سورة المدثر التى أمره الله تعالى
فيه بالدعوة ، فهذه الطاقة تؤخذ من العبادة
و تحقيق هذين الامرين الاساسين
يأتى عن طريق
1.الاستعانة بالله عن البدء فى
اى عمل ، وهي قوة ذهنية تدفعك إلى نبذ العجز والقيام بالعمل بيسر وبقوة لانك تدرك
ان معك قوة تفوق قوة البشر و هى قوة الله عز وجل .
2. النظر في قصص الكفاح والنجاح لعظماء وعلماء التاريخ، خاصة ممن عانوا من إعاقات
جسدية، ولكن قوتهم الروحية دفعتهم للإنجازات التي دخلوا بها التاريخ.
3. العمل على خدمة المجتمع، فـ"خير الناس أنفعهم للناس"، من فقراء ومسنين
وأيتام، لأن صاحب النشاط والاندماج والإنتاج تقوى إرادته الداخلية و طاقته
الروحية
4. الرياضة الذهنية والتفكير الإيماني والتأمُل في النفس والكون كل ذلك يقوي الذهن
والروح ويشحذ الإرادة، ويمكن التدرب على ذلك تدريجيًا حتى تصبح عادةً يومية مع
إرفاقها بتسبيحات منوعة.
5. ممارسة العبادات الصعبة المقوية للإرادة، كالصيام وقيام الليل، على أن تكون
بعمق وإخلاص.
6. ممارسة رياضة بدنية تحتاج إلى مثابرة وصبر، كالسباحة وغيرها.
7. القراءة المنتظمة اليومية، فهي تساعد على رحابة الفكر واتِّساع الذهن.
8- التدريب ( فالعلم بالتعلم و
الحلم بالتحلم )
9-التفاؤل و عدم اليأس
10- مخالطة اصحاب الهمم العالية
11- عدم الالتفات الى المثبطات
و الرسائل السلبية