1- دور المرأة في نهضة الامة

دور المرأة المسلمة فى عزة الامة ونهضتها

للمرأة دور هام وكبير فى الاسلام فهى و ان كانت تمثل نصف المجتمع فهى تؤثر فى

النصف الاخر

المراة هى صانعة الرجال و مربية الاجيال وكل الله اليها مهمة عظيمة ,

فالمرأة بصلاحها تخدم المجتمع من جانبين اولا لا تكون سببا فى فساد الرجال حيث ان

النبى صلى الله عليه و سلم اخبرنا انه من اكبر الفتن التى تركها بعده على الرجال هى فتنة النساء فبصلاح المرأة تحفظ

الرجال من الوقوع فى الفتن و المهالك و ايضا اذا صلحت المرأة فانها تنجح فى تربية

جيل مسلم صالح , فالحلم الذى يراود كل

مسلمة تملك حب الله ورسوله من قلبها هو ان تجد فلذات اكبادها لا يحيدون عن طريق

الهداية و الرشاد و ان يكونوا ابطالا يعيدون عزة هذه الامة و يرفعون راية الاسلام

عالية ابتغاءا لمرضاة الله و عفوه فى الآخرة و سبيل المرأة الى ذلك اولا و اخيرا

الاخلاص لله سبحانه و تعالى و الالتزام باوامر الله و اجتناب نواهيه

يجب عليك أن

• تتحلي بالأمل ولا تيأسي

• تعلمي أنك مسئولة عن المجتمع

الموضوع الأول: تحلي بالأمل ولا تيأسي

لو ظلت المرأة بخير سيتحقق الأمل.. وإذا ظنت أن الدين يضطهدها ويعاملها معاملة سيئة ويكبتها وهي لا تريده، إذاً فقد انتهى كل شيء.

أنتِ التي ستحددين مصيرنا في المئة سنة القادمة.. وليس الرجال.

ولكن لماذا؟ لأن المرأة نصف المجتمع، وهى تربي النصف الثاني. فإما أن تقومي بتربية شباب يقومون على خدمة هذا الدين، شباب مثل: صلاح الدين. وإما تعدين شباباً يعيشون دون قيمة ولا هدف في الحياة.

وجدير بالذكر أننا لا نقصد بذلك المعنى أن تنكمش المرأة على نفسها وتتفرغ للعبادة والصلاة فقط وعدم أداء أي دور في الحياة. ولكن المقصود أن تقرني بين التدين والنجاح في الحياة..

فإذا حدث ذلك واستشعرت المرأة أنها هي المسئولة عن الإسلام وأن نجاح الأمة بيديها، ستتغير الأمة تماماً وستنهض نهضة عظيمة في خلال العشرين سنة المقبلة.. فالمفتاح في يد المرأة.

لقد رأى أعداء الأمة أن مفتاح القضاء على هذا الدين وعلى هذه الأمة يكمن في بعد المرأة عن الإسلام.. ومن ثم فقد ابتعدت المرأة جداً عن الإسلام.. وبذلك وقعت الأمة.

أما الخمسة عشر سنة الأخيرة، فقد شهدت تديناً للمرأة مما أدى إلى اقتراب الناس من الله وكانت المرأة هي الدافع، وكانت النتيجة أن تدين الكثير من الرجال على يد زوجاتهم.

والآن ننتقل إلى الموضوع الثاني: يجب أن تدركي أنك مسئولة عن المجتمع..

فأنت مسئولة عن المجتمع في بيتك، ومع أولادك، وفي الشارع، وفي العمل، ومع العائلة، ومع الجيران.

عليك إذن أن تهبي نفسك للإسلام

لقد كان النساء هم أمل الإسلام أيام النبي (ص)

فلتجعلي لنفسك هدفا وهو أنك مسئولة عن الإسلام.. وإذا كانت معلوماتك الدينية محدودة، انوي أن تنقلي إلى الناس ما تعرفينه.. استمعي إلى شرائط دينية وتكلمي مع الناس عنها.. كوني قدوة بأخلاقك..

إذا لم تستشعر النساء المسئولية ستضيع الأمة في المئة سنة القادمة أيضا.. ولا يكفى أن يتحمل الرجال المسئولية وحدهم.. لأن المفتاح في يدك أنتِ.. هذه هي الحقيقة.. يجب أن تحملي الأمانة..

لقد كان المثنى بن حارثة قائدا من قواد المسلمين في معارك المسلمين ضد الفرس..

وفي معركة من هذه المعارك، قسم الجيش إلى ميمنة وميسرة ومؤخرة ومقدمة.. وكان على كل جزء قبيلة.. الميمنة عليها قبيلة.. والميسرة عليها قبيلة.. والمقدمة عليها قبيلة.. والمؤخرة عليها قبيلة..

فكانت القبيلة المسئولة عن الميمنة قبيلة بنى بكر.. وقد خرجت نساؤهم معهم لمداواة الجرحى كعادة النساء في الحروب الإسلامية.

وابتدأت المعركة وكان المسلمون منتصرين فيما عدا الميمنة حيث قبيلة بنى بكر، وبدا أن الميمنة ضعيفة.. ولم تكن همم جيش بنى بكر عالية.

فكلما انتصر المسلمون في جولة، ضعضعهم الفرس من ناحية الميمنة. وكان ولابد أن يحدث تحسن في الميمنة ليتمكن المسلمون من الانتصار.

فكتب المثنى ورقة وأعطاها لرجل وأخبره أن يقرأها على نساء بنى بكر.. وهذا بالرغم من أن الرجال هم اللذين كانوا يحاربون!!!

وكانت الرسالة من سطر واحد تقول:

"من المثنى بن حارثة إلى بنى بكر، لا تفضحوا المسلمين"

فأخذت النساء الورقة وأخذن بعصي الخيام يلوحن بها لرجال بنى بكر وهن لا يقلن إلا كلمة واحدة: لا تفضحوا المسلمين!! لا تفضحوا المسلمين!!

فانقلب رجال بنى بكر أسوداً، وجاء النصر من الميمنة وانتصر المسلمون ببني بكر وبذكاء المثنى الذي يعرف قيمة المرأة وبأنها محرك أساسي للرجال..

هذا المثال إن دل على شيء يدل على أن الرهان على المرأة كائن منذ فجر التاريخ.

إنهم يأخذون على القرآن أنه مذكر ويتحدث بلغة الرجل.. ولكنه يكلم مخاطب واحد لأن مقتضيات اللغة العربية تحتم ذلك فليس من المعقول أن يخاطب الاثنين في كل آية.

وعندما يقول القرآن "ضرب الله مثلاً للذين آمنوا..." ماذا نتوقع؟ نتوقع أن يذكر سيدنا نوح أو عمر بن الخطاب أو مؤمن سورة ياسين... أن يذكر الرجال العظام ولكن القرآن يقول:

"ضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون...."

وقول الله: "ضرب الله مثلاً للذين آمنوا..." يعني أنه يضع للرجال وللنساء على حد سواء نموذجاً يحتذى به في الإيمان، نموذجاً يصلح للبشرية كلها..

وعندما يضرب الله سبحانه وتعالى المثل الثاني للمؤمنين، نتوقع أن يكون هذا المثل رجلاً ولكن للمرة الثانية تكون القدوة امرأة وهي مريم ابنة عمران.

ولكن لماذا يريد الله أن يكون مثال الإيمان في الأرض من النساء؟ ورمز الإيمان في الأرض من النساء؟

لأن المشكلتين الأساسيتين اللتين تؤديان إلى الفساد في الأرض هما الجاه والمال والعفة، وهما أكثر ما يلهي الرجال ويضيعهم ويؤدى إلى الفساد في الأرض.

ومن ثم فقد ضرب الله هذين المثلين:

1. "امرأة فرعون إذ قالت ربِ ابن لي عندك بيتا في الجنة"، لقد قالت بيتاً في الجنة وليس قصراً في الجنة وهي التي كانت تعيش في قصر على نهر النيل وزوجها كان يقول أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي، ولكنها لم تكن تريد كل هذا، فأعرضت عن المال والجاه وفضلت بيتاً في الجنة، وهي بصمودها أمام إغراء المال والجاه سبقت الرجال وصارت مثالاً للرجال الذين فتن المال والجاه عيونهم.

2. "مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها..." وهي مثال للرجال الذين تفتنهم شهوة النساء والنساء اللاتي تفتنهن شهوة الرجال...

هذا هو ديننا.. الذي يعلى من شأن المرأة..

ولذلك فأرجوك أن تحملي مسئولية الإسلام فنحن نحتاج إليك.. والإسلام أمانة في رقبتك!

إذا نظرنا إلى التاريخ نجد النساء قد أنقذن المسلمين في المواقف الحاسمة..

في معركة اليرموك، لم يتمكن القائد العظيم خالد بن الوليد من وضع الخطة إلا بوضع دور أساسي للسيدات، لأن المسلمين كانوا ثلاثين ألف والرومان مائتي ألف.. فجعل السيدات وراء آخر صف خلف الرجال المسلمين، وأمر كل سيدة أن تمسك بعصا خيمة وأن تضرب أي رجل يعود بعصا الخيمة في فرسه.

وفعلاً فعلن ذلك..

فقال الزبير بن العوام وهو أشجع الشجعان .. والله ما كان الرومان أشد علينا من نساء المسلمين..

ويبدو أن سيدنا خالد بعبقريته أدرك أن المسلمين قد يفرون فقد كانوا في البداية.. والفارق ضخم بين عددهم وعدد الرومان.

وبالفعل بعد حوالي ساعة من بدء المعركة بدأ الرجال في الفرار.. فماذا وجدوا؟ النساء يضربونهم بالعصي..

ويا ترى من كانت تقود النساء في ذلك؟ إنها هند بنت عتبة التي أكلت كبد سيدنا حمزة!! وانقلبت من امرأة يملأ قلبها الحقد والغل إلى مدافعة عن الإسلام.

وكانت تقول بأعلى صوتها: إلى أين يا حماة الإسلام؟ أمن الجنة تفرون؟ فأوجعهم كلامها أكثر من العصي..

وأتت زوجة أبي سفيان قائلة: إلى أين تفر يا أبا سفيان؟ أما كفاك ما فعلته مع رسول الله؟ كفر يا أبا سفيان عن سيئاتك!

وهى التي قالت عندما قال زوجها من دخل دار أبي سفيان فهو آمن "اقتلوا هذا الحميس الدسم" أي المتحمس السمين.. فانظروا إلى النقلة في حياتها..

عاد أبو سفيان يقاتل حتى فقد عينه من شدة الجهاد.. وعندما عاد لها وهو فاقد عينه قالت له: اليوم يمكنك أن تلقى رسول الله وتقول له حاولت أن أكفر يا رسول الله.

ومن ثم نجد أن النصر في معركة اليرموك الحاسمة في فتح سوريا والشام والأردن وهذه المنطقة كان بسبب النساء.. وكان النصر في العراق في معركة المثنى بن حارثة بسبب النساء أيضا..

لقد حبا الله المرأة بطبيعة عجيبة.. فعندما يدخل الإسلام قلبها وتعيش لرسالة في حياتها.. تعيش للإسلام.. وتصبح أقوى وأفيد من مئة رجل. وفي المقابل، عندما تبتعد عن الله وتعيش للموضة والجمال فقط، تصبح زحزحة جبل أسهل من تليين قلبها لطريق الله.. فعاطفتها قوية ومن ثم فتكون قوية حيث توجهها..

أما الرجل فلديه حسابات وتوازنات كثيرة، ولذلك تأخذ منه الدنيا الكثير.. ومساوئ الحياة والخوف على الرزق يؤثر عليه.

أما المرأة فعاطفتها بمثابة قوة دفع خرافية.. لذلك أرجوكِ أن تفكري ما الذي يمكنك أن تفعليه لتجعلي بيتك ومن حولك موصولا بالله؛ جيرانك؛ عائلتك، وإن كانت معلوماتك الدينية قليلة فليست هذه بمشكلة. أحضري من يعلمك القرآن، واجمعي جيرانك يوماً في الأسبوع لتعلم القرآن، وقولي لزوجك كما كانت الصحابيات يقلن لأزواجهن: "بالله عليك اتق الله فينا فإننا نصبر على الجوع ولا نصبر على الحرام".

ولتكن أمنيتك أن يكون ابنك صلاح الدين.. وإن لم يكن صلاح الدين بنفسه فليكن من أبناءه صلاح الدين.

وإذا كنت تعملين فعليك أن تحبي أخواتك في الله.. وإذا لم تكوني ماهرة في الحديث فيمكنك إهداء إحداهن شريطاً والأخرى تذكرينها بالله.. وحتى بدون الحاجة إلى الحديث، فلتكن أخلاقك مع تدينك أفضل كلام يقال.

.

هناك قصة عجيبة أود إخباركم بها..

كان يتساقط العديد من الرجال في عهد سيدنا موسى ولم تثبت الأمة إلا بامرأة.. ثبتت الأمة كلها بثبات هذه المرأة..

وهذه المرأة هي ماشطة بنت فرعون.

سيدة بسيطة.. ليست غنية أو مثقفة..

كيف عرفنا أنها فقيرة؟ لأنه بالرغم من أنها مؤمنة إلا أنها تعمل ماشطة بنت فرعون لتنفق على أبنائها الأربعة فهي فقيرة.

وفى مرة وهى تمشط ابنة فرعون سقط منها المشط فقالت بدون أن تقصد بسم الله.. لأن الإناء ينضح بما فيه.. وعندما تغمر حلاوة الإيمان القلب يقول اللسان ما بالقلب دون أن يشعر.

وعندما سمعتها ابنة فرعون قالت لها: أبي؟

فلم تجد المرأة بداً من المواجهة..

فقالت المرأة: ربي وربك الله ورب أبيك الله!

فقالت الفتاة: أو لك رب سوى أبى؟ لأخبرن أبى.

فلتنظر إلى مقاييس المرأة هنا لأنها تختلف عن الرجل الذي يحسب مقاييس لكل شيء.. لأن عليهم مسئوليات الأسرة والأبناء.

أما المرأة فلها مقاييس أخرى وعواطفها هي التي تحركها.

أتى فرعون بها وسألها: أو لك رب سواي؟

فقالت المرأة: ربي وربك الله!

فقال: لا بأس .. لا بأس.. ألها أولاد؟

قالوا: لها أربعة أولاد

فقال: ائتوا بهم

فقال: ائتوا ببقرة من نحاس وأشعلوا فيها النار

وسألها أو لك رب سواي؟

فقالت المرأة: ربى وربك الله!

فأخذوا ابنها الأكبر أمام عينيها وقذفوا به في البقرة النحاس واشتد صراخه إلى أن تلاشى في ثوان وصار رمادً.. كل هذا والمرأة تقول: ربى وربك الله!

وأخذوا باقي أبناءها الواحد تلو الآخر وهى ثابتة على عبارة ربى وربك الله!

إلى أن وصلوا لابنها الرابع الذي كان رضيعاً فلم تعد تحتمل فجاء التثبيت من عند الله.

نطق الرضيع في المهد قائلاً: يا أمي إنك على الحق فلا تخافي!

وأخذ ابنها الرضيع وألقي به في النار أمام عينيها وهي تقول: ربى وربك الله.

فيقول فرعون اقتلوها .. وهذا من رحمة الله عليها لتلحق بأبنائها..

ويلقى بالمرأة في النار.. وها هي ذا تبقى رمزاً للأمة كلها.. تبقى رمزاً لمن يتخاذل عن صلاة الفجر ومن تتخاذل عن الحجاب.

ولكن قصة هذه المرأة لم تنته عند هذا الحد.. فبعد آلاف السنين عندما اخترق رسول الله (ص) السماوات العليا في رحلة الإسراء والمعراج، يشم رائحة عطرة تملأ السماء فسأل جبريل: ما هذه الرائحة العطرة التي تملأ السماء؟

فقال له جبريل: هذه رائحة ماشطة فرعون وأبنائها الأربعة، أبدلهم الله رائحة الحريق برائحة تملأ أرجاء السماء.

سنموت جميعاً.. ولكن بعضنا ستصير رائحتهم عفنة.. والبعض ستنتهي رائحتهم بوفاتهم وتنتهي سيرتهم بوفاتهم.. والبعض عندما تأتى سيرته بعد وفاته تملأ الرائحة الطيبة أرجاء الأرض.. والبعض ينبئ أبناؤهم بسيرتهم فعندما ترى الأبناء تعرف أن آباءهم كانوا نعم الآباء..

وهناك من تهتدي وتموت فيحفظ لها الله ذريتها ويكون أبناؤها متدينين وأحفادها متدينين للحفيد السادس والسابع وهذا ثابت في القرآن "ذرية بعضها من بعض".

لن يكون هناك أمل إذا كانت علاقتنا بالدين محدودة تنحصر في الاستماع فقط.

الملخص إنني أوصيك أن تهتمي بما يلي:

تحلي بالأمل وتذكري أن الرهان عليك.

اشعري بالمسئولية تجاه الإسلام.

شعورك بالمسئولية تجاه الدور العظيم الذى وكله الله لك و تعلمي العلم

الذى يفيدك فى تزكية نفسك و تربية ابناءك

ولا تنسى المرأة ايضا دورها فى الدعوة

الى الله عن طريق مساعدة من حولها من الاخوات للوصول الى طريق الله و ان كان دورها

الاعظم و الاكبر و الاهم هو العناية باسرتها و تربية ابناءها على الاسلام فيجب على

كل امرأة ان تحمل هم هذا الدين فيصبح الاسلام و العمل له شغلها الشاغل و كل ما

يملأ قلبها و عقلها ووجدانها فلا تهتم فقط بتغذية اجساد ابناءها و لكن تهتم بتغذية

نفوسهم و عقولهم منذ ولادتهم بحب الله و طاعته و اجلاله و تعظيمه و عندها ستعود

العزة لهذه الامة .

اللهم انفعنا بما علمتنا واجعله حجة لنا لا علينا

و ارزقنا الاخلاص فى القول و العمل