اسم الله الودود
اسم الله الودود هو اسم مُحبب إلى القلوب لاننا نستشعر معه
الاحساس بالحب و العطف و الحنان و القرب من الله جل و على
جاء اسم الله الودود في القرآن الكريم مرتين، الأولى في قول
الله تبارك وتعالى فى سورة البروج ( و هو الغفور الودود *
ذو العرش المجيد ) والثانية في قول الله تبارك وتعالى فى سورة هود (ان ربى رحيم ودود )
كلمة الود تجدها في أي مُعجم بمنتهى الوضوح بمعنى الحب والحنان
و العلماء قالوا في معنى الودود: انه أصفى الحب وأنقاه و هو أعلى درجات الحب، وأصفى الحب الذي ليس فيه حِقد. وقالوا ودود اى الذي يتودد ويُحب أولياءه وأنبياءه وعبادهُ
الصالحين و قالوا هو الذي يُحبهعباده
الصالحين من ملئ قلوبهم، فيملئ حُبه سمعهم وبصرهم وقلوبهم وجوارحهمودمائهم
وأرواحهم فيكون أحب إليهم من أنفسهم وأولادهم وكل ما في الأرض و هو من قال عنه
النبى صلى الله عليه و سلم :"من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ذاق طعم الإيمان
".
فالودود سبحانه و تعالى هو الذي تقرب إلىأولياءه
وتحبب إلى أولياءه بالقرب منهم، وتحبب إلى المذنبين بالرحمةوالمغفرة،
وتحبب إلى الخلق كل الخلق بالعطاء والرفق في الكون. الودودسبحانه
وتعالى الذي يتودد إلى عباده بالحنان والعطف والحب، فيحنوا عليهمويُحبهم
ويُعطيهم
فيجب أن تشعر بأن الله يحبك ويتودد إليك، فتصبح عبد الودود ،
فهويتودد إليك سبحانهوتعالى رغم أنك صغير جداً في مُلكه وهو الغني عن عبادتك، فهناك من يعبدهأكثر منك كالملائكة، لكنك مخلوق غالي على الخالق، فسمى نفسه الودود ويتوددإليك سبحانه وتعالى، فعندما نتذكر حديث الرسول صلى الله عليه و سلم:"ما السماء الأولى في السماء الثانية إلا كحبة في صحراء وما الثانية فيالثالثةإلا كحبة في صحراء وما الثالثة في الرابعة إلا كحبة في صحراء وما الرابعةفي الخامسة إلا كحبة في صحراء وما الخامسة في السادسة إلا كحبة في صحراءوما السادسة في السابعة إلا كحبة في صحراء وما السابعة في
العرش إلا كحبة في صحراء وما العرش في الكرسي إلا كحبة فيصحراء، وسع
كرسيه السموات والأرض" نتذكر حجمنا فى هذا الكون و فى ملك
الله جل و على و رغم ذلك فالله سبحانه و تعالى يتودد الينا و يحبنا و يحنوا و يعطف
علينا و سمى نفسه الودود من اجلنا فيجب ان نشعر بالخجل و الحياء و الحب الشديد لله
جل و على عندما نسمع اسم الله الودود.
الفرق بين الود و الحب
الود أشمل وأعم وأكبر من الحب ، فالحب هو المشاعر الداخلية هو
ما تُكنه في قلبك للآخرين، اما الود فهو التعبير عن هذه المشاعر بالأفعال، فالحب إحساسداخلي والود ترجمة وتحويل المشاعر الداخلية لأفعال وتصرفات. و لذلك عندما اكن لك مشاعر جميلة
يكون هذا حب ولكن عندما ابتسم في وجهك أو أعطيك هديةفذلك
ود ولله المثل الأعلى .اذن فكل ودود مُحب وليس كل مُحب ودود ،و هناك حديث واضح يبين هذا الفرق "إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل، يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه فينادي جبريل في
أهل السماء: يا أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهلالسماء، ثم
يوضع له القبول في الأرض" و ذلك لانه الودود سبحانه و تعالى .
مظاهر اسم الله الودود فى الكون و فى حياتنا
اذا نظرنا حو لنا و دققنا فى صفحة الكون لوجدنا دلائل تودد الله تبارك وتعالى الينا فالشمس، القمر،الأنهار،البحار، الورود ، كل هذه الأشياء لها وظائف لديمومة الحياة،ولكن نفس
هذه الأشياء جعل الله فيها دلائل وده. كان من الممكن أن تكون هذهالأشياء
جافة وصماء، ولكن انظر إلى الودود ماذا يفعل مع كل عباده فعندما نتذكر الشمس وقت
الشروق والغروب بهذا المنظر البديع و ما يتركه فى القلب من عاطفة فما وقع في القلب
هذا هو من الودود سبحانه وتعالى ، الليل له دوره ليرتاح الناس فيه وينامون، ولكن
انظر إلى الودود و هو يقول : ( و الليل اذا سجى ) فالليل يأتيبنسماته العليلة ويجلس الناس
يتسامرون فيه، ويخلوا الحبيب بحبيبه في لحظاتالليل
الرقيقة الجميلة. كان من الممكن أن يكون ليلاً مُظلماً موحشا ولكنه الودود سبحانه ،
فاسم الله الودود نجده امامنا دائما ، و اذا نظرنا إلى هذه الآية الكريمة ( الم تر الى ربك كيف مد الظل و لو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ) و هذا الظل يعبر عن الودمن الله
سبحانه وتعالى، فقد جعله من أجلنا، وقد جاءت هذه الآية في سورةالفرقان،
وسورة الفرقان تتحدث عن إيذاء الكافرين للنبي وكيف أن الله تباركوتعالى
ودود ورحيم به صلى الله عليه وسلم وليعلمه مثلما أن الكون ودود به،سيكون
الله تعالى ودود به .
واذا نظرنا الى الكون نجد الملايين من الزهور الجميلة و انواع
الاسماك و الطيور التى جعلها الله لنا زينة فى الكون فالزهور لا تؤكل و لكن خلقها
لنا الودود سبحانه و تعالى لنستمتع بمظهرها و رائحتها الزكية ، و الطيور هناك ملايين الانواع منها عدد قليل
يؤكل و الباقى من الودود سبحانه و تعالى، و الفاكهة جعل الودود لك منها مئات
الانواع بالوان و اشكال مختلفة فيجب عليك أن تُعيد النظر في الكون بوسعه مرة أخرى
ولتعلم أنه مسجد كبير حتى تعرف الودود سبحانه وتعالى وتتودد إليه
عبادة الناجاه
المناجاه هى عبادة رقيقة جدا نتقرب بها الى الودود جل و على فالله يحب ان تذهب اليه و تكلمه
و تشكوا اليه همومك و تناجيه ، تكلم مع الودود سبحانه وتعالى فى اى مكان و اى وقت ، واشتكي إليه واستشعر قربك منه وما إن
تفعل هذا إلا وتجد حلاوة في قلبك عجيبة، هذه الحلاوة تعرف أنها من الودود سبحانه
وتعالى.
و اصل هذه العبادة من القرآن الكريم
فعندما ننظر الى حديث ام مريم زوجة عمران وهي تريد أن تنجب ذكراً يحرر المسجد
الأقصى وهذه أمنيتها و مناجتها :"رب انى نذرت لك
ما فى بطنى محررا فتقبل منى انك انت السميع العليم *فلما وضعتها قالت رب انى وضعتها انثى و الله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى و انى سميتها مريم و انى اعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم"
فعندما ذهبت الى الودود و كلمته بصدق رد عليها الودود سبحانه و تعالى : " فتقبلها ربها بقبول حسن و انبتها نباتا حسنا و كفلها زكريا " ، و أيوب عليه السلام
عندما أصابه المرض ناجى ربه " ربى انى مسنى الضر و
انت ارحم الراحمين " فاجابه الودود "فاستجبنا
له فكشفنا ما به من ضر " و سيدنا يونس عليه السلام :" و ذا النون اذ ذهب مغاضبا و ظن ان لن نقدر عليه و نادى فى الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك انى
كنت من الظالمين " و كانت الاية التى بعدها "فاستجبنا له و نجيناه من الغم" و النبي
صلى اللهعليه وسلم يوم الطائف لما ضُرب وأوذي
يقول ( اللهم إني أشكوا إليك ضعفقوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت رب العالمين، أنت رب المستضعفين،وأنت ربي. إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري، إن لميكن بك عليّ غضب فلا أبالي) و هذا ليس دعاء انما هى مناجاه تكلم الله فيها وتشكوا إليه ، هذه
العبادةوهذه المناجاة تتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى باسمه الودود، فهو يحب أن يسمعك ويحب
أن تذهب إليه.
كيف استشعر اسم الله الودود
اذا صحت الرؤية واستيقظ القلب وتفتحت البصيرة
, رأينا أن الكون مليء بما يتودد الله به إلينا الودود
... إن القلب المؤمن ليخشع ويذوب شوقاً وحباً عندما يسمع هذا الاسم ويستشعر معناه.
ابحث عن الودود فى الكون ، فى كل حياتك ، فى القرآن و
السنة ستجد الودود في كل مكان يُناديك
ويدعوك إلى محبته سبحانه وتعالى.والله لم يكن العجب يوما بقوله يحبونه فليس أحوج من
العبد أن يحب الله تعالى ، لكن العجب كل العجب أن يبدأ بحبه بقوله " يحبهم ويحبونه " فحبه جل و على لعباده سابق لحبهم له ، وليس أعظم ولا أغلى أن تكون ممن يحبهم رب
العزة سبحانه ، فالله يحبنا بجلبه المنافع لنا فهو الذي أوجدك
من عدم و جعل لك أسباب الحياة وتفضل عليك بكل أنواع النعم وهذا كله دليل على حب الله لنا
ونحن لا نستشعر ذلك و اذا قرأنا القرآن نجد رسائل ود الله لنا فهو القائل سبحانه " ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا "
و يقول الله تبارك وتعالى " فسوف يأتى الله بقوم يحبهم و
يحبونه " فحبه لنا سابق لحبنا
له و هو الغنى عنا سبحانه و هو جل و على يحبنا و يحب لنا البشرى و الخير فعن النبي صلىالله
عليه وسلم ( إن الله تبارك وتعالى يُنادى يوم القيامة: يا آدم إنالله
يأمرك أن تُخرج من ذريتك بعثاً إلى النار، فيقول آدم: يارب وكم بعثالنار، فيُقال له من كل ألف، تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلىالجنة، فعندما قال النبي
هذا الحديث، غطى الصحابة وجوههم وسُمع لهم صوتبكاء، فدخل النبي بيته فنزل جبريل. يقول لك الله: لما تُقنط عبادي.. اخرجإليهم
فبشرهم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يأجوج ومأجوجتسعمائة وتسعة وتسعون ومنكم واحد، وإني لأرجوا أن تكونوا رُبع
أهل الجنة،فكبرنا..
فقال النبي: وإني لأرجوا أن تكونوا ثُلث أهل الجنة، فكبرنا.. فقال النبي: وإني لأرجوا أن تكونوا نصف أهل الجنة) فالودود يحب أن يستبشرعباده و ان يفرحوا .
و قول النبى صلى الله عليه و سلم : (عُرضت عليّ الأمم يوم القيامة، فرأيت النبي يأتي ومعه الرجل،
ورأيت النبييأتي
ومعه الرهط، ورأيت النبي يأتي وليس معه أحد، ثم رُفع إليّ سوادٌ عظيم – أي عدد كبير من الرؤوس – فقلت أمتي أمتي، فقيل لي لا، هذا موسى وقومه. ولكن انظر إلى
الطرف الأخر، فنظرت فإذا سواد يسُد الأفق، فقيل لي هؤلاءأمتك، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. فقال النبيفاستزدت
ربي فزادني على كل ألفٍ سبعون ألف يدخلون الجنة بغير حساب ) كل هذه
الرحمة و المغفرة من الودود جل و على ، فهو دائما يعرض علينا الجنة و يحببها لنا و
يرزقنا الاعمال التى تقربنا منها لانه يحبنا ، و كم من الاحايث التى يذكرها لنا
النبى صلى الله عليها و سلم عن الجنة و الاعمال التى تقربنا من المولى جل و على و
هذا من وده تبارك و تعالى فهو يوفقنا للعمل صالح ليقربنا منه ،
يقول النبي صلى الله عليه و سلم ( عينان لا تمسهما
النار، عين بكت من خشية الله ) فهنيئاً لك من الودود، فهذه العين حُرّمت
على النا، .فوده لنا و رحمته بنا فى الدنيا و الاخرة
فيجب ان نتذكر دائما ان الله جل و على يحبنا و يتودد الينا و
نتذكر قوله تعالى فى الحديث القدسى :" أنا مع عبدي
ما ذكرني وتحركت بي شفتاه " و لنسمع الودود
سبحانهوتعالى وهو يقول:" من تقرب إلي
شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إليذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة "
و وفي الأثر ( يا داوود لو يعلم المدبرون عني شوقي
لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابواشوقاً إلي. يا داوود هذه رغبتي بالمدبرين عني فكيف محبتيللمقبلين علي)و هو القائل جل و على ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب
، وما تقرب الي عبدي بشيء أحب الي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب الي
بالنوافل حتى أحبه فإذا
أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ،وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله
التي يمشي بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ،ولئن استعاذني لأعيذنه
)
الودود يعاتبك بود و يقول لك "الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكرالله " فعتابه ليس مؤلماً ،
الودود الذي غرس في كل قلوبنا الود بيننا وبين بعض و جعل الود بيننا و بين
اصدقائنا و اقاربنا و ابنائنا و ازواجنا :" و من
آياته ان خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا اليها و جعل بينكم مودة و رحمة "
، كل هذا من الودود جل و على ، فاذا نظرنا
فى الكون ، فى حياتنا الشخصية فى القرآن ،
فى كل مكان نجد الودود يدعونا اليه ، دموع الأم وهي تودع ابنها للسفر أليست هذه من الودود؟ ، العُمرة قالوا سميت العُمرة بهذا الاسم لأنها
زيارة تُعمّر الود بينك وبين اللهسبحانه
وتعالى ولإعمار الود بين العبد وبين الله تعالى ، رؤية الكعبةتجعلك
تشتاق إليها ويهفوا قلبك حباً لها، فما بالك بالنظر للودود سبحانهوتعالى
يوم القيامة:" وجوه يومئذ ناضرة * الى ربها ناظرة
"
و فى الجنة سننال كمال الود ، ففى الدنيا أنت تريد شيئاً وأنا
أريد شيئاً أخر، وأما في الجنة فلا ، يقول
النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل الجنة ( قلوبهم قلب
واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ) ففى الجنة اذا اشتاق الأخ إلى أخيه فيُقرب الله سرير هذا من
سرير هذا، فيقول الأخ لأخيه: أتذكر متى غفر الله لنا؟ فيقول له نعم، يوم كذا وكذا
فهذا الاية التى تتكر كثيرا فى القرآن ( على سرر متقابلين ) هى من الودود
ذلك الودود هو الذي يحبك فكل هواء تتنفسه في اليوم هو رسالة حب من الله تقول يا عبدي إني احبك لذا سخرت لك الهواء ليمدك
بالحياة ، وكل دقيقة نوم تهنأ بها هي رسالة حب من الله تقول يا عبدي أنا احبك فوفرت لك
راحة البدن ، وكل طعام لذيذ نأكله هو رسالة حب من الله تقول يا عبدي أنا
احبك ولذلك رزقتك هذا الطعام اللذيذ ، حتى الصلاة والصيام هي رسائل حب من
الله تقول لك يا عبدي أنا أحبك ولذلك أعنتك على طاعتي ، والجنة التي
خلقها الله فيها ما عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر هي رسالة حب
من الله تقول يا عبدي أنا أحبك لذا بنيت لك مسكنك في الآخرة ، والودود هو
الغني ملك الملوك الذي ينزل الى السماء الدنيا كل ليلة في رسالة حب يومية يقول فيها هل من
تائب فأتوب عليه وهل من مستغفر فاغفر له وهل من طالب حاجة فألبيها له فأنا أحبكم ،
والله إنه لم يناديك إلا ليعطيك فما أحوجنا إليه وما أغناه عنا ، أوليس
هذا هو الحب فكم يحبنا إذ
أكرمنا بالإسلام ومن علينا بالايمان ، الودود سبحانه هو الذي يقول لنا في رسالة حب
يا ابن آدم عندما اسخر لك الهواء الداخل إلى رئتك أكون قد مددت لك في عمرك لتتوب
وتستغفر فأنجيك من عذابي وهي فرصة لك للطاعة لتفوز بجنتي فالله يفرح ببكاء
التائبين أكثر من فرحه بتسبيح المسبحين .
فقد قال عز وجل ( واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود )يرسل اليك رسائل وده ليقول لك أنه أحبك رغم كل ذنوبك وابتعادك .
يتقرب اليك بنعمه وفضله فتعصيه بها فيمهلك الودود ويصبر عليك
يشتاق اليك فيمتحن ايمانك وصدقك فتهرع اليه بالدعاء
ما أشقاك الا ليسعدك ، وما أخذ منك الا ليعطيك ، وما ابتلاك الا لأنه أحبك
وبعد أن يتفضل عليك ويكشف همك ، تغرق بذنوبك من جديد
وكأنك نسيت فضله عليك ، فيصبر الودود ويرسل لك بعض المطبات لتوقذك من
طريق الغفلة ولتعيدك الى الطريق المستقيم وليغفر
لك بها ذنوبك ، و ليدخلك الجنة و تنعم بقربه ، هذا هو الودود جل و على .
هل يتودد الله تبارك وتعالى للكافر ؟ وما هي طرق توددة تبارك وتعالى إلينا ؟
ود الله لكل البشر مسلمهم وكافرهم، مؤمنهم وغير مؤمنهم،
فاجرهم وعاصيهم ثم يرزق المؤمنين ود خاص . الله جل و على هو الذى خلقنا ، الام تحب
ابنها حتى لو عصاها و آذاها و جفاها ، و لله المثل الاعلى فحبه لنا سابق لحبنا له
فهو الذى خلقنا و امدنا بالسمع و البصر و النفس و اوجد لنا اسباب الحياة و اسبغ
علينا النعم و المنافع و جعل الكون كله دليلا على وده و زينه و جمله لنا و جعل
الكون كله رسائل ود وحب يبعث بها الينا ، فمع كل نعمة انعم الله بها علينا يجب ان
نتذكر الودود ، مع كل سجدة نسجدها يجب ان نتذكر انها رسالة ود خاصة فقد اصطفاك انت
دون غيرك و بعث لكل رسالة خاصة ليقول لك عبدى انا احبك و اعينك على طاعتى فكل عمل
صالح نقوم به هو من الودود جل و على و قد قال رسولنا الكريما :" عجبا لامر المؤمن كل امره خيرا اذا اصابته سراء شكر فكان خيرا له و اذا اصابته ضراء صبر فكان خيرا له "فجعل الله سبحانه و تعالى لعبده المؤمن ود خاص ، و هذا الود ليس للانبياء و الشهداء فقط و انما
لسائر عباده المؤمنين ، فعندما نسمع هذه الاية الكريمة نذوب شوقا للودود تبارك و
تعالى :" إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل
لهم الرحمن ودا " ، فان تؤمن و تعمل صالحا يكن لك ود خاص فلنذهب الى
الله بكل قلوبنا و نحبه و نتذكر دائما انه يحبنا و انه الودود جل و على الودود .... يتقرب إلينا ... ونحن نبتعد ... الودود... يصرح بحبنا ... ونحن نجفو ...
سبحانك ربي ما أعظمك .... خلقتنا ... ووهبت لنا
الحياة ... وأعطيتنا كل شيء ...
وغمرتنا بالنعم .... وأذنبنا ... وتعفو عنا .... نخطأ وتصفح ... نجفو وتتقرب ... نجرم وتسامح .......... وفوق كل ذلك تتقرب إلينا وتعلن أنك أنت
الودود !!!
يا ودود... يا ودود .... يا ودود
ارزقنا حبك و حب من احبك و حب كل عمل يقربنا لحبك