ان الاسلام جاء لتحقيق غاية عظيمة الا و هى القيام بحق الله و حقوق عباده و الخلق
الحسن اساس القيام بحق الله و حق عباده وهوالغاية الاولى و الهدف الاول من بعثة
النبى صلى الله عليه و سلم " انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق "فالنبى عليه الصلاة و السلام بعث لهداية البشر و لرحمة البشر و لخير البشر و صلاحهم و لا يتحقق ذلك الا بحسن الخلق فلا هداية ولا صلاح و لا اطمئنان فى المجتمع الا بحسن الخلق و جميع العبادات من صلاة و صيام و حج و ذكر
و دعاء هدفها الاسمى ضبط الاخلاق و اصلاحها .
والخلق الحسن هو التأسى بكل ما امر الله به و ترك كل ما نهى الله عنه و من ذلك قوله
تعالى : ((ان الله يأمر بالعدل و الاحسان و إيتاء ذى القربى و ينهى عن الفحشاء و
المنكر و البغى يعظكم لعلكم تذكرون )) , و بذلك فحسن الخلق يتحقق باتباع كل صفة
حميدة جاءت فى الشرع و ترك كل صفة خبيثة امرنا الله بالابتعاد عنها فى كتابه
العظيم و سنة رسوله الكريم و بذلك فلا يتحقق حسن الخلق الا بتقوى الله جل و على .
والخلق الحسن ينفع المؤمن فى الدنيا و الآخرة و يرفع درجته عند ربه.
و من فضائل حسن الخلق فى الآخرة انه السبيل الى الجنة حيث ان النبى صلى الله عليه و سلم قال : " أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق "و قوله "ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء" وقوله : " إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم خلقاً "و قوله صلى الله عليه و سلم :" أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خلقه" و قوله : "ألا أخبركم بمن يحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هيِّن ليِّن سهل"وعنه صلى الله عليه وسلم انه قال :" إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" و احاديث النبى صلى الله عليه و سلم فى حسن الخلق كثيرة جدا
فكان عليه الصلاة و السلام يوصى اصحابه دائما بحسن الخلق و يقول لهم ان اعظم ما أوتى المرء المسلم هو حسن الخلق و هو ميزان الخيرية و التفضيل فيقول لهم الا اخبركم بخياراكم :" اطولكم اعمارا و احسنكم اخلاقا "
وقوله صلى الله عليه وسلم" أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا"و قوله : " إن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً "
و بذلك يكونحسن الخلق هو السبيل الى كمال الايمان فلا يكتمل الايمان الا به و هو افضل الايمان
لانه عندما سئل النبى صلى الله عليه و سلم : "أى الايمان افضل؟ قال : الخلق الحسن "والخلق
السئ يفسد الايمان كما يفسد الصبر الطعام" كما قال النبى صلى اللهعليه و سلم .
وحسن الخلق هو السبيل الى الوصول الى محبة الله و محبة رسوله صلى الله عليه و سلم ,
فعندما سئل النبى صلى الله عليه و سلم : "يا رسول الله أى الناس احب الى الله ؟ فقال أحب الناس الى الله احسنهم خلقا "و قوله صلى الله عليه و سلم :" إن الله تعالى كريم يحب معالي الأمور و يكره سفسافها" و قال صلى الله عليه و سلم :" ما من ذنب أعظم عند الله من سوء الخلق; إن الخلق الحسن ليذيبالذنوب كما تذيب الشمس الجليد ، وإن الخلق السيئ ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل"
و عنه صلى الله عليه و سلم انه قال :"ألا أخبركم بأحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟!) ثلاث مرات
يقولها , قلنا: بلى يا رسول الله , قال: أحسنكم أخلاقا".
و بذلك يكون حسن الخلق سبب النجاة فى الآخرة و الفوز بمحبة الله و رسوله و بلوغ اعلى الدرجات
فى الجنة , و هو ايضا السبيل الى تحقيق السعادة و الراحة و الطمأنينة فى الدنيا
لان بحسن الخلق يكون المجتمع فى اتحاد و تضامن و حب و الفة و ترابط وهو السبيل الى
الفوز بمحبة الناس , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ، فسعوهم ببسطة الوجه وحسن الخلق " و هو السبيل الى السعادة لقوله صلى الله عليه و سلم:" من سعادة المرء حسن الخلق "
و عن ام حبيبة زوج الرسول صلى الله عليه و سلم انه قال لها :" يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق
بخير الدنيا وخير الآخرة" فحسن الخلق جمع بين خيرى الدنيا و الاخرة و من
حازه فاز فى الدنيا و الآخرة , فكل انسان عليه ان يجاهد نفسه و يعاهد اخلاقه و
يقومها فالاخلاق قابلة للتغيير كما علمنا النبى صلى الله عليه و سلم " إنما العلم بالتعلم ، وإنما
الحلم بالتحلّم ، وإنما الصبر بالتصبّر "فبمجاهدة النفس و تقوى الله و الصبر و
الدعاء نحقق الغاية السامية و ليكن امامنا دائما قول النبى صلى الله عليه و سلم : "
اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"
و صلى اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدى لاحسنها الا انت و ارزقنا الاخلاص فى القول و العمل